أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - اسرائيل وشرط الردع














المزيد.....

اسرائيل وشرط الردع


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4513 - 2014 / 7 / 15 - 08:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اسرائيل وشرط الردع
****************
هو الواقع ما يمنح النظرية شرعية الولادة ، وليست هذه المعادلة ببعيدة عن نظرية الواقع أب النظرية . فاسرائيل استطاعت باندفاعها ومرضها الاستعلائي وعقدة التفوق الاستراتيجي الذي يستند على ثالث ترسانة سلاح عالمية ، أن تكشف عن عورتها في ثلاث حروب هي في أبجديات الحروب لا تسمى حروبا ، وانما اعتداءات يتم الرد عليها . وهي اعتداؤها سنة 2006 على لبنان ، لتفاجأ بمدى الاستعداد ونوعية الرد والقدرة على اختراق أجواء وأراضي اسرائيل نحو عمق أعماقها وهي صحراء النقب التي يوجد بها المفاعل النووي ديمونة .
هذه هي سنة وقانون كل متهور يستعرض عضلاته ويتوكأ عليها في جميع علاقاته . فهو لا يمنح اي قيمة للعدو لفرط استعلائه عن تطورات الواقع ، ولشدة ايمانه الأعمى بقوته المفرطة . ولنا في المغرب مثال دال مفاده أن العود الذي تستصغره قد يثقب عينيك .
كما أن عدوانها على غزة سنة 2008 لم يكن فسحة ، بل كان تهورا أدت ثمنه غاليا على المستوى الاستراتيجي ، بدخولها في اتفاق مع أحد أهم أعدائها في المنطقة وهي حركة المقاومة الفلسطينية "حماس " .
وفعلا ، فبعد هزم اسرائيل لثلاث دول برعاية ودعم دول عربية أخرى في حرب خاطفة سنة 67 من القرن الماضي وهو ما أطلقوا عليه بالنكسة أو حرب الستة أيام . هاهي في القرن الجديد تنهزم أمام مجرد منظمات وجمعيات مدنية اكتسبت شرعيتها السياسية والعسكرية من شروط المقاومة الشعبية لعدو متسلط وعدواني ومندفع يعتبر الافراط في استعمال قوة السلاح هي مبتدأ وخبر اثبات وجوده وكيانه المغتصب لجميع حقوق شعب تكالبت عليه ما سمي في القرن الماضي بقوى العالم المعاصر.
لكنها اليوم تواجه شكلا آخر من أشكال الرد ، فالمقاومة الفلسطينية ، لم تعد تلك المقاومة التي تعتمد على الحجارة ، أو على البندقية ، بل هي مقاومة تمتلك صواريخ طويلة المدى يتجاوز مداها 120 كلم . وهو ما أربك حسابات كبار جنرالات الحرب ، الى درجة أن ضابطا ساميا في القوة الجوية اعترف بفشل الاستخبارات الاسرائيلية في جمع المعلومات الدقيقة عن مدى تسلح مختلف منظمات المقاومة الفلسطينة ، وكذلك اماكن اطلاق الرصاص ، التي تفتخر اسرائيل بتمدير أكثر من 500 منصة ، دون أن يخف أو يتراجع سيل الصواريخ المنهمرة على مختلف بقاع فلسطين المحتلة .
والصراع القائم بين جنرالات الحرب وبين كبار السياسيين وعلى رأسهم نتانياهو بدأت معالمه تطفو على السطح ، كما ان تسويف الهجوم البري لثلاثة أيام يكشف عن مدى تخبط القرار الاسرائيلي في اتخاذ قرار بهذا الحجم . خاصة وأن غزة كانت تعتبر في ذهنية الاسرائيلي سندويشا لذيذا ، سهل الهضم . لكن الواقع كشف أن غزة غصة ضخمة ، أصبحت عسيرة على الهضم .
اسرائيل لا تحني رأسها الا للقوة ، وبما أن الدول العربية تخلت عن شرط الردع ، وهو القوة ، فان منظمات عربية استطاعت أن تجعل معادلة القوة هي اللغة الوحيدة التي يمكن التحاور بها مع اسرائيل . مادام هذا الكيان اللقيط باعتراف اليهود أنفسهم لايحفظ معاهدة ولا اتفاقا ولا هدنة . ولعل تحول نوعية الأسلحة قد يحول نوع المعاهدة ، فقد ولى زمن قذائف الهاون ، والصواريخ البدائية ، متوسطة وقصيرة المدى ، وها نحن نعيش عصر الصواريخ التي يتجاوز مداها 120 كلم ، والتي أصابت أكثر المناطق الاسرائيلية حساسية وهي منطقة المفاعل النووي الاسرائيلي بصاروخ " ام 75 " ، كما ان اسرائيل اعترفت باسقاط طائرة بدون طيار ، وهو ما أكدته حماس . وحتى منظومة القبة الحديدية صارت محض كذبة كبرى .
خلاصة القول أن موازين القوة تغيرت جملة وتفصيلا ، وهذا التحول النوعي أزم وخلخل كل استرتيجيات وخطط العدو الصهيوني ، وجعل كثيرا من الجنرالات والضباط في مختلف الأجهزة العسكرية والاستخباراتية والأمنية يعاتبون بعضهم البعض في عدم توفرهم وتزويدهم على وبالمعلومات الكافية حول مدى جاهزية المقاوومة ونوعية الأسلحة التي تمتلكها وعدد المنصات التي تطلق منها صواريخها .
معطيات الواقع ، غير معطيات العاطفة والانتصار لغزة العروبة والاسلام ، بشكل خطابي كما نشأ جيلنا . فتغير الوقائع عبر تحولات الواقع يمنحنا فسحة أرحب لعقلنة قراءتنا ورؤية نقط القوة عندنا ونقط الضعف التي لاتزال تعشش خاصة في عقولنا وأحاسيسنا .
ولا زالت عملية الاجتياح البري تراوح مكانها ، بعد الارباك الذي ألحقته المقاومة الفلسطينية بمجمل استراتيجيات وخطط وقراءات العدو الصهيوني . مما ينتج عنه حسابيا أن المقاومة الفلسطينية استطاعت الى يومنا هذا ، وبعد مضي ثمانية أيام ردع الأطماع والحسابات الاسرائيلية وتأجيلها الى زمن آخر . فهل من متعظ ؟؟؟



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غبار ولا ريح
- التطرف الأوروبي يهدد المغرب
- الانتصار لارادة المجتمع -1-
- هيا نرقص على وقع الفساد
- مجتمع آخر ، أو مجتمع الجناكا -رواية-5-
- ثقافة الانهزام -1-
- فقه الأولويات يارجال الدين قبل فقه العشوائيات يا رجال الفكر
- مجتمع آخر ، أو مجتمع الجناكا -رواية-4-
- محمد الصبار بين المناضل الحقوقي والموظف العمومي
- جرائد ليست للقراءة -3-
- قراءة فنية لقصيدة - مري بذاكرتي -
- برلمان او بر أمان
- مدونة تبحث عن -أنا -
- مجتمع آخر ، أو مجتمع الجناكا -رواية-3-
- لا بلاد لي
- جرائد ليست للقراءة -2-
- فيدرالية اليسار الديمقراطي ومأزق الفكر اليساري -2-
- نشيد الحروف
- لوحة مكعبة
- هل هي بداية التطبيع بين جماعة العدل والاحسان والنظام المغربي ...


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - اسرائيل وشرط الردع