أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عماشا - نحو مقاربة متحررة من المفاهيم الموروثة للأحداث في منطقتنا العربية














المزيد.....

نحو مقاربة متحررة من المفاهيم الموروثة للأحداث في منطقتنا العربية


حسن عماشا

الحوار المتمدن-العدد: 4500 - 2014 / 7 / 2 - 08:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من موروثات الفكر القومجي .. تمددت فروعها الى جيل لم يكن موجودا في حقبة المد القومي.
أهمها: ان الصهيونية وكيانها "إسرائيل"، هي وراء كل الأحداث التي تجري في منطقتنا ونتائجها تتحقق على ضوء ما تخطط له. ولا يقف هذا المفهوم عند هذا الحد بل يتمادى الى اعتبار "اللوبي الصهيوني" في الولايات المتحدة. هو الذي يحدد السياسة الخارجية الأمريكية والغربية ويفرض مخططاته عليهم.
دون ان يستند هذا المفهوم لأي أساس علمي. هو فقط يتكون من مجموعة شواهد معظمها هامشي وفيه من الدعاية اكثر مما فيه من أثر حقيقي في مجرى الأحداث. وهذا في دلالاته المباشرة خضوع لتأثير الدعاية الصهيونية. وغير المباشرة: الهروب من الاعتراف بالعجز والافلاس الفكري، والسياسي الكفاحي. في مواجهة الصهيونية سواء في الكيان الاستعماري الاستيطاني على أرض فلسطين او ادوت الاستعمار الأخرى في نسيجنا الاجتماعي التي تروج لهذا المفهوم وملحقاتها بأشكال وأساليب مختلفة.
اذا كان الغرب الاستعماري سوَق تعاطفه مع الكيان الصهيوني بحجة عقدة الذنب التي ارتكبها بحق اليهود (الهولوكوست ). ليخفي حقيقة الدور الذي يلعبه في تفتيت المنطقة العربية وتنصيب عملائه على الأجزاء التي أسماها أوطان ودول. فأعطى لكل منها دور وظيفي يقوم على تأمين الحماية لمصالحه في منطقتنا رابطا اياها بمعاهدات يزعم من خلالها انو يقوم بدور الراعي والحامي لها. ومد الكيان الصهيوني بكل أسباب القوة التي تؤهله لمواجهة جميع الكيانات العربية وتجعلها تحت التهديد فيما لو حاول أي منها الخروج من حالة الخضوع للسيطرة الغربية والمركز الرئيسي فيها. والذي تحول بعد الحرب العالمية الثانية من الثنائي الفرنسي- البريطاني الى أميركا.
ما كانت " إسرائيل" تستند الى قوتها الذاتية في حماية وجودها بقدر ما كانت قوية بالكيانات التي نصب فيها الاستعمار عملاء له يتبنون رؤاه وثقافته واكتسبوا جنسياته أيضا. حتى ساد في الوعي العربي والاسلامي نوع من الايمان باستحالة هزيمة الكيان الصهيوني من جهة. كما ساد وعي كياني وعصبية شوفينية لم يسلم منها من يعتبرون انفسهم نخب ثقافية تقدمية من جهة أخرى.
هزمت "إسرائيل" شر هزيمة في العام الفين بحرب استنزاف حقيقية عجزت عن مواجهتها فسارعت للهروب من مسارح القتال رغم كل المحاولات التي بذلت لتعطيل مفاعيل هذه الحرب والتدخل الغربي والرجعي العربي بكل الأشكال والأساليب للتأثير في حركة المقاومة وحتى دولة الفاتيكان تدخلت لتجد مخرجا يستر الهزيمة الصهيونية في جزين وحاولت تسويق مشروع " جزين أولا". فلم تجد لدى المقاومة الحقيقية الا اصرارا على الاقرار الصهيوني ومن خلفه الغربي بالهزيمة من خلال اجباره على الانسحاب دون قيد او شرط او حتى تغليف هذه الهزيمة بتسليم المناطق التي ينسحب منها لقوة دولية او بتفاهم يتسلمها الجيش اللبناني على قاعدة حماية المتعاملين مع الاحتلال.
وحاولت "إسرائيل" في العام الفين وسته ان تستعيد ما تسميه "قوة الردع" ووفرت لها كل تغطية ممكنة غربية وعربية وكانت المساحة العربية في تأمين الغطاء والعذر للحرب العدوانية الصهيونية اكبر بكثير من المساحة التي وفرتها أميركا والغرب. وعلى مدى 33 يوما حيث كانت اطول الحروب التي خاضها الكيان الصهيوني مع العرب منذ تأسيسه اذ فشلت في تحقيق أي جزء من اهدافها امام اعداد بسيطة من المقاومين قياسا بالجيوش التي خاضت حروب بوجهها. فتكشفت هشاشة ووهن هذا الكيان الاستعماري الاستيطاني.
ومنذ ذاك التاريخ تعطل الدور الوظيفي لهذا الكيان في منطقتنا لناحية التهديد لكل من يسعى الى التحرر من الهيمنة الامبريالية. وكشف بالمقابل عن عمالة وتبعية الغالبية العظمى من الانظمة العربية لها ، حتى وان كانت الشعوب العربية قد رأت في هذا مجرد عجز وافلاس وخداع من قبل تلك الانظمة . فما كان من الأدوات العميلة والتابعة في أمتنا الا ان تتراصف بمواجهة المقاومة تلبية لسادتها في الدول الاستعمارية. وبها تنكشف ان الاستعمار فقد الكثير من ادوات سيطرته وها هو اليوم يستخدم اوراق كانت مستترة تحمي مصالحه. ونحن في وضع افضل بكثير والعالم ايضا تغير ولم تعد جبروت القوة الاستعمارية بنفس القدر من القوة التي تملي على العالم ارادتها.
ان اي قراءة عقلانية وبدون تصورات ومفاهيم مسبقة للأحداث، تكشف الى اي مدى نحن نملك من القوة التي تؤهلنا لنكون على طريق تحقيق التحرر الوطني – القومي الناجز. وان كان هذا الهدف دونه الكثير من التضحيات الى ان تتبلور قوة عربية موحدة تترجم انتصاراتنا في ميادين المواجهة الى عملية بناء دولتنا المركزية الموحدة التي عليها فقط يمكن الرهان على وضع امتنا في مسار التقدم والارتقاء الاقتصادي والسياسي والاجتماعي. ونسج عهود التكامل مع محيطنا الاسلامي والعالمي.
وهذا ليس مرهون بارادات هي اصلا خارج الأحداث والتاريخ انما هو مسار حتمي يفرضه علينا الواقع الذي نحن فيه والفارق الذي قد يحدثة التحاق قوى مجتمعية وسياسية هي اليوم تعتبر نفسها غير معنية. هو فقط في تقصير امد الحرب والتقليل من الخسائر والتضحيات.
ان الكيان الصهيوني وأربابه وادواته في نسيجنا الوطني القومي سائر نحو الزوال وما انبثق عنهم من الدواعش وأشباههم مجرد وحوش من حطب لم يجدوا الى الأن القوة الملائمة التي تجعلهم رماد. الا ان افقهم مسدود ووجودهم محدود و لن يبق منهم أحد في نهاية الحرب التي سوف تكون في مواجهة مباشرة مع المستعمرين .



#حسن_عماشا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات في معضلة الحركة السياسية العربية (2)
- تأملات في معضلة الحركة السياسية العربية
- الفرصة التاريخية لصدقية الانتماء الوطني - القومي
- الى جينف 2 مع الحكم والنفاذ
- الى متى نستمر بالخضوع للابتزاز؟
- بمناسبة الأول من آب عيد الجيشين اللبناني والعربي السوري. تحي ...
- لمحة على المشهد اللبناني: نبيه بري ووليد جنبلاط حركة في فراغ ...
- دولة عربية واحدة في الأفق
- أبرز المعضلات في مواجهة الحراك الشبابي اليساري التقدمي تجاه ...
- لبنان تحت غصن ورقة التوت
- هل تندفع المنطقة العربية- الاسلامية الى حرب كبرى؟! أم أن هذه ...
- لبنان من دوامة المتلقي إلى مشروع بناء الدولة
- -هيئة التنسيق النقابية- والسقوط المبكر في ملعب نادي النظام ا ...
- هل يخرج مدعي العلمنة والحرص على السلم الأهلي من مستنقع العجز ...
- هل نرتقي الي التفكير المؤسساتي لمواجهة التحديات الملموسة في ...
- حزب الله ليس القاعدة وطالبان وشيطنته لا تغير بالميزان
- ثلاتة عوامل تجعل التسوية في سوريا مستحيلة
- تحت ظلال الانتخابات النيابية في لبنان.
- من سوريا ترتسم خارطة المنطقة
- قضية ميشال سماحة: نحو مقاربة سياسية بعيدا عن قانون الطرابيش ...


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عماشا - نحو مقاربة متحررة من المفاهيم الموروثة للأحداث في منطقتنا العربية