أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الصفار - ما بعد الموصل؟















المزيد.....

ما بعد الموصل؟


علاء الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 4483 - 2014 / 6 / 15 - 00:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما بعد الموصل؟

النضوج و الخبرة و غضب الشوارع

سقط نظام صدام حسين كما وضحت في مقالي السابق (الموصل على أين) بالهجمة الأمريكية, وجرى ما جرى و بينته ليس في المقال السابق فقط في كافة مقالاتي التي تحدثتُ بها عن دواعي إسقاط نظام صدام.
صارت أمريكا قوة عنجهية فباعت عميلها صدام حسين غيره من العملاء في منطقتها المحرمة الشرق الأوسط, حيث لا أحد في الغرب أو روسيا كورباتشوف أم يلسين كان يجرأ ليقول لا لأمريكا. و ظهر مصطلح الدركي الدولي, فصار بوش الابن وجه قبيح في كل العالم.

بعد تخلي أمريكا عن عميلها صدام حسين, ظهرة إسرائيل كقوة بربرية في الشرق الأوسط فقد استغلت إسرائيل و أمريكا أكذوبة 11 سبتمبر إلى أقصى الحدود في فكر الجريمة و النذالة السياسية سواء بخلق أجواء الرعب في أمريكا أم في العالم. ومن ثم ظهرت السعودية كقوة صاعدة في الحدث السياسي في دعم السياسة الأمريكية.

انطلقت الدبابات الأمريكية من السعودية لتبدأ أمريكا عهدها السافل في نهب العراق و تخريب المنطقة, المطلق لها اليدين في التصرف, ليأخذ مسمى تحرير العراق و إقامة الديمقراطية النموذج في العراق لتكون المثال المحتذى ثم ظهور مسمى تأسيس خارطة شرق أوسط حديثة, عمليا هو مشروع تحطيم مصر و ليبيا و سوريا.

نرجع لمخطط أمريكا بالهجوم على العراق إذ تم على مراحل عديدة, من تحطيم الجيش العراقي في أحداث انسحابه وملابساته من الكويت المعروفة للقاصي و الداني ثم الحصار الاقتصادي لأعوام طويلة عجاف على الشعب العراقي, مع مساعدة صدام حسين بقصف انتفاضة عام 91 و بعد ذلك لتحبك أكذوبة أسلحة الدمار الشامل, و ليتم غزو العراق ونهبه.

هكذا صار العراق دولة مستعمرة في عام 2003 و كان بول بريمر يشرف على العملية السياسية بكل حذافيرها, فخرجت العملية السياسية بالشكل الذي أرادها الصهيوني بول, دولة بلا قانون أحزاب و شكل ينظم و يضبط أسس و أصول أدارة العملية البنيوية للديمقراطية الوليدة, أي أن أمريكا كانت حريصة على أن يبنى العراق بشكل خاطئ من اجل أن تستمر الفوضى التي دعيت خلاقة فهي في الحقيقة بناء دولة فساد, فعرفت أمريكا كيف أن تتعامل مع عملائها الجدد من أحمد الجلبي و أياد علاوي و الأحزاب الكردية ثم الأحزاب الشيعية و السنية و فلول حزب البعث, أي أمريكا كان تمسك بكل خيوط دمى العملية السياسية. لذا عملت أمريكا ببناء أكبر سفارة و بآلاف العاملين و مئات المترجميين العراقيين.

ليتصور المرء كيف خرج شعب العراق بعد كل هذه الأعوام من الحروب و الدمار, لقد فاتني أن أذكر أن أمريكا حين غزت العراق قامت طياراتها بإلقاء المناشير على بغداد جاء فيها ما فحواه ( نرجو عدم المقاومة نحن هذه المرة لا نخدعكم كما فعلناها في عام 91)! أقول خرج العراق في أشد حالات الهوان و الهزال و لكن رغم كل ذلك توجه إلى صناديق الانتخاب ليعبر عن رغبة جامحة في الديمقراطية.

فكانت أمريكا بالمرصاد رغم هشاهشة هذه الدولة و قوانينها الهزيلة و آليات الحكومة العرجاء في تأسيس الدولة الديمقراطية في العراق, فقامة أمريكا و عميلتها السعودية بتوريد جهاز القاعدة بالقيام بالعمليات الإرهابية من اجل تحطيم أي تطور حقيقي شعبي نحو نزعة الديمقراطية, فكل دول الجوار و أمريكا كان يخشى ظهور شكل ديمقراطي و نظام برلماني و انتخابي في العراق, إذ هذا سيهز كل أسس الدكتاتورية العبودية القروسطية في السعودية و كل عُكُل الخليج البيضاء ( حفاظات العادة الشهرية).

و طبعا ما ينطبق على السعودية و الخليج ينطبق على سوريا و مصر و العراق, بكلمة أخرى أن البرجوازية الطفيلية العربية و العراقية لم تكن ناضجة بعد لهذه النقلة و خاصة في العراق, إذ الحكومة الصدامية كانت قد قضت على كل الأحزاب اليسارية و الشخصيات و الوطنية الحرة و الأصيلة و في مقدمتها الحزب الشيوعي, وقد ترك نظام البعث تركة ثقيلة بلد محطم اقتصاديا و مع دمار حقيقي بعد الغزو من تدمير المباني للدولة و الطرق العامة إلى تحطيم البنى التحتية ودورة إسالة المياه مع تحطيم شبكات الكهرباء الوطنية هذا من جانب الدمار المدني العمراني لكن التركة الأخرى هي خراب و دمار الإنسان العراقي.

الأحزاب السياسية العراقية و الشخصيات العراقية اليوم و بعد تجمعها في التجربة و العملية السياسية, هم ليسوا أنبياء طاهرون و لا جاءوا من السماء لنأخذ أحمد الجلبي عينتاً. شخصية عاشت في أمريكا أعطى معلومات عن العراق و بكون العراق يملك أسلحة الدمار الشامل, عليه أمور تتعلق باختلاس أموال كان عليه يصرفها من اجل النضال ضد سلطة صدام. طبعا لم يحلم يوما بأنه سيعود للعراق. أيا د علاوي شخصية بعثية لها ادوار قذرة في جهاز البعث و تداول الجريمة مع صدام حسين لكن هرب من الحزب, أي كما يختلف عناصر المافيا فيما بينهم.

و شخصيات يسارية و شيوعية عربية و كردية انحسرت في المنافي و خاصة في سوريا و الغرب و روسيا. وشخصيات إسلامية و قوة ( قوات بدر) من مجلس أعلى و حزب دعوة ضاعت في إيران لم تحلم بالعودة إلى العراق و خاصة بعد أن قال الخميني سأتجرع الصلح كما أتجرع السم, فكل هؤلاء الشخصيات و الأحزاب تجرعوا ذلة الضياع في المنافي وعاشوا على فتات الدول الحاضنة لهم وقت الحرب العراقية الإيرانية.

الحكومة العراقية بعد السقوط جاءت وهي بهذه الشخصيات و بهذه الأحزاب و خلفياتها السياسية و مشاربها و تجاربها واحترابها السياسي و الشخصية, طبعا لا يمكنني أن أتطرق إلى تاريخ كل شخوص رجال السياسة الحالية من مثل نوري المالكي و طارق الهاشمي و محمود المشهداني و اسامة النجيفي و طارق المطلك, فجميع هؤلاء يحمل جعبته السياسية على ظهره.

انتهت الحكومة التي أسستها أمريكا بأن دخلت عنق الزجاج أو إلى نفق اسود بحكومة المحاصصة السياسية الطائفية المقيتة, ليعط أجواء النزاع الطائفي الحقير و يلقي بضلاله المخيف حيث لغم العم بول بريمر الصهيوني الموقوت, صمام أمان عدم التقدم الحضاري و البقاء في التخبط الذي يدعى فوضى خلابة.

أن أحزاب الإسلام السياسي الشيعية بلا تجربة سياسية ثم و الأنكى من ذلك بلا برنامج سياسي و لا مقدرة على النهوض بالعملية الديمقراطية, إذ هم من يمثل القوة البرجوازية الطفيلية بأبشع صيغتها, إذ جاءوا للسلطة و لا يوجد أي مصنع شغال و لا طاقة كهربائية تحرك المعامل و تنير الشوارع و الدوائر الرسمية و الطرق العامة, لذا كان الطريقة المثلى للإثراء لهذه الطبقة هي التهافت على المشاريع و العقود و لكن بعدم القدرة على التنفيذ و الانجاز حيث البعث و القاعدة كانوا بالمرصاد, فالمقاومة البعثية ( السنية) و القاعدة كان عملها ينصب على تخريب المشاريع لإفشال و إحراج الطبقة البرجوازية الطفيلية الأحزاب الشيعية على إنها لا تعرف بناء البلد.

وعلى صعيد بناء الجيش و الشرطة و أجهزة الأمن, فالأمر في غاية الأهمية. فهذه الأجهزة هي بمثابة النخاع الشوكي لجسد السلطة الحالية. فكان أن تم أخطر حدث تكنيكي و تجسد بأن يكون بناء الجيش ذا بعد و ولاء طائفي و عشائري و مناطقي وحزبي ضيق. فإذا ما تخلف بناء الجسر أو المصنع أم الطاقة الكهربائية و الخدمات الإنسانية و الاجتماعية كان معاناة نفسية وصار هم يومي ليشكوا الناس من الفساد. لكن على صعيد بناء الجيش و جهاز الأمن صار كارثة و كابوس أرعب الناس بأيام حيث النتيجة كانت مدوية كالزلزال الموصل التي تحتل من قبل قوات داعش.

التجربة السياسية العراقية الساذجة جداً بعد الغزو وسقوط دولة صدام حسين, كان فيه خلل كبير لم يفطن أليه الأحزاب والكثير من السياسيين. تم القبض على واحد وخمسين شخصية فقط, أعضاء حكومة البعث الفاشي, رُسمت صورهم على كات ورق البوكر, و أعدم صدام حسين وبعض رفاقه الأوباش, وكأن انتهى الأمر و الجميع توجه للمنطقة الخضراء وبسذاجة لبناء الديمقراطية. تصورا حجم الغباء أعتا فاشية في العراق, و يعدم فقط حفنة صغيرة مع صدام! و عفا الله عما سلف لآلاف القتلة و السفلة الجلادين. أين هؤلاء القتلة اليوم؟

أنقل أليكم هذا النص من مقال سابق لي بعنوان* ضياع العراق صدى مدوي في الوجدان* في 22 كانون الأول عام 2014

"عراق اليوم, بعد أكثر من عقد من غفلة النشوة بموت الدكتاتور في محنة مدمرة فإذا كان أفراد البعث أنفار قلائل استطاعوا أن يسقطوا الجمهورية الوطنية بقائدها الوطني الزعيم عبد الكريم قاسم و بالتعاون مع أمريكا. فأن دولة صدام حسين تركت لنا خميرة مخضرمة في السفالة و القتل السياسي. أن ما قامت به أمريكا هو قطع رأس صدام و تركت كل أطرافه تعيش في مفاصل البلاد. و آوت مملكة البدو الوهابية و مشايخها القيادات الصدامية. ليبرز اليوم و بشكل واضح وجه الصداميين الكالح بحلف سافل مع جهاز القاعدة.

لقد كان تعداد البعث يقدر بأربعة ملايين نفر لنغربل منهم المجبورين و المسالمين و الرافضين للشكل الصدامي للسلطة وهم قوة مهمشة اليوم تريد نسيان تاريخ البعث القذر. فيكون لدينا في أقل تقدير,أن تعداد الصداميين من رجال مخابرات وعسكر بمائة ألف رجل مدرب على جميع الأسلحة و فنون المخابرات في السفالة و القتل الجماعي."
فمسلسل القتل الدموي سيستمر ليروي أرض العراق. و ما شراسة المعارك الدائرة في الأنبار إلا توكيد على حرفية الصداميين في البطش مع ضلوع مافيا سياسية في البرلمان تمسك بخيوط الإرهاب الذين يذكرون بالفاشيين (المافيا السياسية) في ايطاليا. لكن مع فارق أن الصداميين مسخٌ يبيع وطنه و شعبه بأحط سعر تماما كما تنكروا لقائد الضرورة الذي خرج من جحر الأرض بلحية شيطان ليبيع العراق للسيد الأمريكي آملا النجاة بجلدة, فلم يقاتل الصداميين الغزو الأمريكي بل رموا السلاح و تحولوا إلى أشباح ارتموا بأحضان بدو صحراء الربع الخالي كبدو لا تعرف أي انحياز للوطن و الشعب. انتهى الأقتباس!

هكذا تسقط الموصل! الموصل ستكون التحدي و التاريخ الفاصل!

الموصل هي البداية الحقيقية للمعارك السياسية الوطنية و الطبقية, لقد دعى صدام حسين حزبه قبل الهرب إلي تخريب كل شيء صالح من نهب البنوك إلى حرق الوثائق الأمنية و المالية و إلى الدعوة للتسلل في الأحزاب الإسلامية السنية والشيعية, هكذا كان صدام الحي مجرم قاتل و بعد موته ترك كلابه تنشر الرعب ليكون شبح و جثة تنتقم من الشعب والعراق.

فهكذا صار تجمع لفدائي صدام و الحركة النقشبندية و تكون حزب العودة, لتتلمس طريقها كما فامبير يخرج في ليل دامس الظلام يلتقي بكل التنظيمات الهمجية و البربرية و أخيراً وجدت ضالتها بجيش الدولة الإسلامية في سوريا و العراق. لقد استطاع البعث أن يرتب صفوفه و ينسق مع السعودية و قطر وتركيا و مع معرفة الغرب و اوباما.

لا بد من النزال الدامي مع القوى الصدامية و سحقها, لقد أهمل عبد كريم قاسم القومجية من عبد السلام عارف و ناظم الطبقجلي واحمد البكر وصدام حسين, فكان أن هجم القومجية و البعث فدمروا التجربة الوطنية الرائدة في العراق. واليوم يعيد البعثيون كرتهم في الموصل.

على الدولة الحالية و كواجب وطني مقدس أن تخوض المعركة المقدسة بتصفية كل الصداميين القتلة و باستصدار قائمة كما حدث لأعضاء الحزب النازي في ألمانيا لمحاكمتهم و مع ضرورة منعهم من العمل في الجيش و الأمن العام. إذ أن هذا الحزب لا يمكن التهاون معه فهم جملة من الجلاوزة العنصرين القتلة للشعب العراقي و قوة احتياطية في يد أمريكا وإسرائيل في استمرار الخراب و الدمار في العراق و باسم المقاومة المنحطة و التي تتعامل مع أمريكا و قطر و السعودية و تركيا في الخفاء و العلن.

احي كل جهد في تجاه العمل الثوري و كل مطالبة للشعب العراقي الحر و الشباب العراقي الباسل المقدام بامتشاق السلاح من اجل القضاء على كل قتلة حزب البعث الملطخة أياديهم بدماء الشعب, فهؤلاء لا يستحق الرحمة و هم مَنْ بدء النزال وما على الشعب بأحزابه و جماهيرها و قياداتها إلا التقدم و المجابهة المسلحة فهذه الفلول تجرأت على الموصل لتذكرنا بمجازر عام 1963, لكن اليوم الظرف جداً مختلف, إذ لم تبقى في جعبة البعث أي أكذوبة و لا خدعة لكي تنطلي و أمريكا و إسرائيل قد شاخا والأزمة الاقتصادية تخنق كل أوربا.

ولقد قال أحدهم: أن أمريكا بغزو العراق تفتح أبواب الجحيم!

لقد أنقلب السحر على الساحر وضاع أمل أمريكا بأن تكون قوة عالمية لهذا القرن, فسرعان ما فطس الفرس الأبيض جورج بوش و خلفه الفرس الأسود الأجرب اوباما, و بان ضراطه فمر. إذ لم تستطع أمريكا غزو ليبيا و تمرغ انفها أمام معضلة سوريا و سحبت أشلائها من أوحال أفغانستان واليوم لا تجرأ إرسال قوة برية إلى العراق.

لقد دخل صدام حسين الكويت في الزمن و الساعة الخطأ ( زمن انهيار السوفيت). و هكذا الصدامييون اليوم دخلوا الموصل في الساعة السودة, فلا أمريكا و لا بريطانيا و لا إسرائيل على حدود الأردن العراقية لتساعد فلول البعث.

بل أن الزمن يحكي و يؤكد عودة روسيا و الصين الشيوعية لمسرح السياسة الدولية مع وجود جمهورية إيران الإسلامية القوية, التي بعثت بالممدد إلى العراق الصديق و بموافقة العالم. كما مدت يدها إلى الشعب الفلسطيني في غزة و إلى حزب الله اللبناني و الشعب السوري. فلا غزة قالت لا لإيران و لبنان و لا سوريا قالوا لا لإيران.هذا واقع حال لا رغبة و لا مطلب منا. و ما نحن إلا على الزمن و الأحداث شاهدون. الله يعين يعقوب أبراهامي الصيوني على هذا المقطع فقد طاف وجهه الكالح متجهما في خيالي هههه!

أما ما بعد الموصل سيكون تاريخ بفصل ما قبل ما بعد!

فقد توالى أخبار اجتياح عصابات بربرية مدعومة من قبل جهات إقليمية مدينة الموصل الغراء, فشردت آلاف من اللاجئين والمنكوبين كما بوغتت قواتنا العسكرية والأمنية في الموصل والتي لم تكن متأهبة لمثل هذا هجوم و مجهزة بسلاح متطور, فتحقيق مواقع قدم لها في مدينة الموصل وعلى الجهتين اليمنى و اليسرى و لم يبق إلا القليل للهيمنة على الموصل.

القوة العسكرية لم تبخل بالتضحية من أجل الوطن لكن زمام المباغتة بيد داعش. فكان هناك رد فعل للقيادة العامة المسلحة فقط أي بلا توجيه سياسي من الدولة و لم يوجد تأييد من الشعب العراقي بكافة طوائفه وأعراقه وفئاته الوطنية, أرجو التذكر لما طرحته أعلاه حول المد أو الحاجز النفسي الطائفي لتكوين الجيش, لكي يكون هناك ردا مناسبا وحازما وداعيا إلى إعلان حالة طوارئ في البلاد. أي أن الجيش لَم يهرب بل لم ينفك من عادة سماع رأي الطائفة والعشيرة.

حالما تتوفر اللحظة الحاسمة والمستلزمات فإن أبناء الجيش العراقي سيهرعون ليكون حماة وطنيين أصل. وعلى الأحزاب جميعا و كل الشرفاء الأحرار بث الكلمة و الروح المتجاوزة للطائفة و العشيرة أنها اللحظة الأشد حساسية في ولادة المارد الجديد, الجيش العراقي الوطني المقدام, فكلنا مطالبون في هذا الظرف للوقوف صفا واحداً وراء قواتنا المسلحة الوطنية, أنها لحطة المخاض العسير.

فرغم التداعي الوطني العارم لعدم قدرت قواتنا المسلحة للقضاء على برابرة داعش والإرهاب في الموصل وغيره. إذ سيكون هذا الخطر البربري المتوحش دافع للعراقيين إلى نبذ خلافاتهم و انقساماتهم الطائفية و العشائرية. فقد كان هناك أصوات من بين طائفة السنة تنادي بعدم جواز دخول الجيش العراقي للأنبار أو الموصل لمواجهة الإرهاب لكن حين وصل الخطر إلى مناطقهم بيوتهم صاروا يستغيثون بالجيش العراقي.

كما أن بعض الأفراد السلبيين من الطائفة الشيعية كانوا لا يعبئوا لما يجري من إرهاب في الرمادي والفلوجة لكن حينما أتضح الخطر المحدق بوحدة العراق بدء يدب شعور و نداء الوطنية في دمائهم لدعم وتأييد خطوات الحكومة لحشد قواتنا المسلحة للقضاء على الإرهاب. و ليأتي دور المرجعية الشيعية متجسداً بإصدار أوضح واصلب بيان لدعم جهود و تجاه الحكومة والقوات المسلحة الوطنية في هذا المجال.

ليكون هناك إدراك و عمل حول تحويل الخطر الخارجي إلى عامل لتوحيد الشعب العراقي. تشتري أمريكا العدو الوهمي من اجل رص صفوف الشعب الأمريكي لزجه في الحروب البربرية و تعمل إسرائيل العنصرية على تصوير العرب والعراقيين قتلة من اجل أن يكون البشر الإسرائيل جندي مدى الحياة لنتعلم قليلا من الامبريالية الأمريكية و الصهاينة.

الوحدة الوطنية في نمو فبذرتها موجودة و الشعب العراقي من الشعوب الجسورة و العنيدة لكن يحتاج إلى قناعات و مبادئ فكرية و رعاية أنيقة, فالعراقي نزق و قريب لروح البراري و التحدي و المغامرة السومرية. ألم يولد في العراق كلكامش و يصارع الثور المجنح من اجل اللذة و الخلود.

و لتكون دواعي بناء وتنمية العراق و تقدمه أيضا بوعي و عمل على نبذ الطائفية والعشائرية والعرقية إذ بدون الوحدة الوطنية لا سلام و لا أمان ولا تنمية. ليكون الدرس من هذا المخاض. نعم للوحدة الوطنية ولا للفرقة الطائفية والعرقية والعشائرية. و بهذا سيكون العراق وطننا للجميع و باديان و طوائف متنوعة. و هذا هو شكل العراق منذ بدء التاريخ.



#علاء_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموصل إلى أين؟
- الوضع الاقتصادي المتخلف و حضور الإسلام السياسي
- أضواء على حالة التردي و سقوط المواقف
- عن الليبرالية الحديثة مراوغة و زيف
- قيح إسلامي بإفراز دولة محاصصة, تاريخ دفين
- الإسلام دين رغم انف التاريخ
- انهيار الأحزاب الشيوعية, الحزب الشيوعي السوفيتي مثال صارخ
- فحيحُ القيعان
- ضياع العراق صدى مدوي في الوجدان
- هزيمة الإخوان, و ضرورة الفكر الماركسي الآنية
- مع الشعب السوري, و ضد قوى الإسلام السياسي
- الإسلام السياسي, هزيمة و إفلاس فكري و أخلاقي
- طبول الحرب على سوريا و الأصم من لا سمعها
- الحراك الثوري المصري و استمرار الثورة
- الأنصار الشيوعيين لا يتقاعدون أبدا
- مصر انتفاض و مخاض عسير
- اليسار, الأحزاب الشيوعية و الانتفاض للشعوب
- التطور الحضاري الأمريكي و السقوط الحضاري العربي
- الربيع العربي ضربات موجعة و تأثير في الجوار
- الشعب, الاضطهاد الطبقي, اليسار العراقي و ما تقوله التجارب


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الصفار - ما بعد الموصل؟