أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء الصفار - الموصل إلى أين؟















المزيد.....

الموصل إلى أين؟


علاء الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 4479 - 2014 / 6 / 11 - 22:14
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



الموصل إلى أين؟

لا زالت معارك الغزو الأمريكي للعراق مستمرة



سقطت الموصل!
لا بل سقط العراق كله في الجب!

قصة العراق اليوم تحاكي قصة يوسف!

قال علي بن إبراهيم : فقال لاوي : ألقوه في هذا الجبّ يلتقطه بعض السيّارة إن كنتم فاعلين ، فأدنوه من رأس الجبّ فقالوا له : انزع قميصك ، فبكى فقال : يا إخوتي تجّردوني ؟!.. فسلّ واحد منهم عليه السكين فقال : لئن لم تنزعه لأقتلنّك ، فنزعه فدلّوه في اليم وتنحّوا عنه ، فقال يوسف في الجبّ:

" يا إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب ارحم ضعفي وقلة حيلتي وصغري " فنزلت سيّارةٌ من أهل مصر فبعثوا رجلا ليستقي لهم الماء من الجبّ ، فلما أدلى الدلو على يوسف تشبّث بالدلو فجرّوه ، فنظروا إلى غلام من أحسن الناس وجهاً فعدوا إلى صاحبهم فقالوا : { يا بشرى هذا غلام } فنخرجه ونبيعه ونجعله بضاعةً لنا ، فبلغ إخوته فجاءوا فقالوا : هذا عبدٌ لنا أبق ، ثم قالوا ليوسف : لئن لم تقرّ بالعبودية لنقتلنّك ، فقالت السيّارة ليوسف:

ما تقول؟

قال : أنا عبدهم ، فقالت السيارة : فتبيعوه منا ؟.. قالوا : نعم ، فباعوه منهم على أن يحملوه إلى مصر ، { وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين } ، قال : الذي بيع بها يوسف ثمانية عشر درهما ، و كان عندهم كما قال الله :* كانوا فيه من الزاهدين }.

أن الهجمة الأمريكية على العراق لَمْ تكن حدثاً عابر بسيط, كما جرى تصويره و صقله عبر عقود من التخطيط و الجرائم, فأكذوبة أسلحة الدمار الشامل جاءت بعد أكذوبة 11 سبتمبر, ثم ليأتي مسلسل من الزيف و الدمار جرى و يجري على العراق. فقد تم تحطيم العراق اقتصاديا عبر الحصار الاقتصادي و التجويع للشعب, ثم تم ضرب انتفاضة عام 91 و برعاية الامبريالية الأمريكية. و ليتم أتفاق كل الأخوة الأعداء على العراق و رميه في الجب.

هذا هو ما دعي بالتحرير الأمريكي للعراق!

ماذا يرتجى من دولة تاريخها بدء بسفالة الامبريالية الأمريكية وعهر سياسة النهب لغزو العولمة, و سكوت لا بل بموافقة الأخوة السفلة العرب و تهافت الأحزاب العراقية المنحطة و شخصياتها النكرة و العميلة و النذلة.

إنها السياسة البربرية الأمريكية بحربها الامبريالية للسيطرة على الشرق الأوسط و بمسمى خارطة الشرق الأوسط جديدة مع مسميات تحرير الشعوب من الدكتاتورية. فجرى القصف باليورانيوم دون دوي هيروشيما مع سكوت كل الأحزاب المنحطة عربية و كردية و إسلامية و قيادة حزب شيوعي يميني, فجرى قتل العلماء و السياسيين و أساتذة الجامعات وتشريد و قتل بشر أبرياء من النساء و الأطفال و الشيوخ على مدى 12 عام. فأجندات أمريكا جديدة. من أمثال أحمد الجلبي وأياد علاوي وشخصيات إسلامية رجعية و مع تواطأ اليسار و الليبرالية المتوحشة, بعد دخول صدام حسين الحفرة و ارتماء حزبه بأحضان السعودية و قطر.

فشنت أمريكا غزو العولمة بمفردات حرية الفرد التي أسقط الاتحاد السوفيتي و الفوضى الخلاقة و الحرية للعراق و أخيراً ظهر مصطلح بلدان الربيع العربي الذي تتوج بقصف الدكتاتور و تحطيم البنى التحتية و تخريب الاقتصاد والأمان و نشر العنف والتفجير عبر تسريب جهاز القاعدة (الصنيعة الأمريكية) و أخواتها (داعش و النصرة) إلى العراق و سوريا.

العراق كان بداية مأساوية للدكتاتور و الشعب فتم الإطاحة بنظام الدكتاتور صدام حسين, مع سحق الشعب العراقي و نضاله الأصيل من عام 1958 بثورته التحررية ضد الغرب و أمريكا من اجل دولة حرة ديمقراطية.

ليكون العراق دولة مستعمَرة في عام 2003 و فاتحة لمشروع الربيع العربي. فالدولة العراقية اليوم تعكس البربرية الامبريالية الأمريكية متجسدة بالكتل و الأحزاب و القوى السياسية. إذ قامت أمريكا بعملية سياسية اعتماداً على أحزاب وقوى فاسدة وعلى تمرير الإرهاب من اجل دفع الفوضى إلى أقصى مداها ليتيح نهب العراق. فتخلت أمريكا عن دولة صدام حسين الذي يسودها القانون لتحويل العراق إلى غابة بلا قانون و لا أمان مع استفحال أزمة الديمقراطية.

الأحزاب السياسية العراقية التي انجرت في جب العملية السياسية بعد الغزو الأمريكي تتحمل المسؤولية الكاملة رغم ادعاءات للقيادة اليمينية للحزب الشيوعي بأنها أدانت الغزو. فيبقى العمل مع الشخصيات العميلة ( أياد علاوي و أحمد جلبي) والأحزاب الإسلامية و الكردية التي باركت الغزو الأمريكي, وصمت عار إذ هذه الأحزاب انتهازية و عميلة تعاملت مع الجريمة و الزيف الأمريكي و بخديعة نشر الديمقراطية في العراق. فأنجزت أمريكا, أول دولة في الفساد و الجريمة و نشر الخرافة الدينية.

بسقوط جمهورية الرعب في العراق, صار هناك طغيان للمد الإسلامي الشيعي و السني ( القاعدة ) و ظهور ساسة نصابين و مشعوذين و مع شكل من الدولة البدائية و الهشة حيث لا جيش و لا قوى أمن يعبث فيها الموساد والمخابرات المركزية الأمريكية و جهاز القاعدة و تنظيم الدولة الإسلامية في العراق و سوريا مع فتح حدود العراق على مصراعيها كي تتصارع فيه القوى الإقليمية من اجل مصالحها.

دولة العراق هي غابة منحطة بلا قيم و لا مستقبل و لا أي أمل للتقدم, أنها دولة تخريب مستمر للبنى التحتية والقتل و التهجير للعلماء والأستاذة و موت للأطفال والنساء. دولة بلا أي مشاريع زراعية أم صناعية مع تحطيم للمستوى العلمي والتعليمي.

الدولة العراقية بلا قوانين و لا حماية للبشر و المدن, و فقط مشهد شارع الرشيد في بغداد يحكي لنا الكثير, و تعمل فيه الشخصيات و الأحزاب الإسلامية على نشر الخرافة والجهل لتغييب الإنسان العراقي من خلال استنهاض زيارات مليونية خرافية للعتبات المقدسة و نشر خيم الخرافة و مواكب اللطم و بصرف ملايين الدنانير لها, و بالتهام الأغذية ( التمن والقيمة ) في الشوارع بطريقة بربرية.

فبلغة تكاليف الأغذية 300 مليون دينار في ذكرى وفاة موسى الكاظم الأخيرة من 23 إلى 25 مايس العام الجاري مع تعطيل المدارس و الجامعات وقت الامتحانات و تدمير الحياة الاقتصادية و الإنسانية بقطع الطرق سواء الداخلية أو السفر من و إلى بغداد, و تشجعها المرجعيات الدينية و الإسلام السياسي, مع محاولات تدمير القوانين المدنية و الحياة الحضارية وتمرير قوانين دينية من زواج متعة و القانون الجعفري لنكاح الفتيات بعمر 12 عام و أدنى, في ظل مهرجانات قناديل التفجير الإرهابية للقاعدة, و مع غياب الطاقة الكهربائية و المشاريع الوهمية للاحتيال و فيضان مجاري الصرف الآسنة في العاصمة بغداد, و لتصبح بغداد و بجدارة أول دولة فساد في العالم, فسياسة الغابة العراقية هي امتداد لسياسة أمريكا لنهب العراق!

الدولة العراقية يتصارع فيها كل الأحزاب و القوى من اجل تكريس الفوضى و نشر الجهل والخرافة و تعطيل البناء الاقتصادي و الخدمات الإنسانية. يتصارع فيها المركز و الإقليم من اجل النهب للمال العام و أهانت الإنسان العراقي و مع العمالة لدول الجوار من السعودية و تركيا و إيران و بمذلة, خلافا و مفارقة لعنجهية صدام حسين في التعامل مع دول الجوار, إنها الشفافية لدولة العهر في الارتماء الرخيص في أحضان دول الجوار.

الدولة العراقية صار فيها كل السياسيين أبطال مرتزقة من أمثال مشعان الجبوري و محمود المشهداني و أسامة النجيفي وطارق الهاشمي و صالح المطلك و كل قادة الأحزاب العريقة و الرقيعة و حتى تخوم عنتريات قادة الميليشيات و كل الشخصيات الدينية من قزويني و حائري و بربري و خرافي. برواتب تقاعدية خيالية لرجال البرلمان (40 مليون دينار) المشهداني مثال. مع تكريس النظام الطائفي و افتعال أزمة كركوك وبيع النفط من قبل الإقليم والابتزاز السياسي وقت الانتخابات. مع وجود تزوير للانتخابات وشراء الأصوات بملايين الدولارات للأحزاب الكبيرة المتسلطة على غابة المحاصصة الطائفية في المركز واستفحال النعرة القومية في الإقليم.

في ظل سلطة الغاب المركزية في المحاصصة الطائفية المتخلفة من جميع الأشكال و الزوايا و الاتجاهات, و المحمولة على كف الامبريالية الأمريكية شنت دولة غابة المركزية للخرافة و التخلف حملة عسكرية على غابة التفجير و الإرهاب للقاعدة وداعش, المضادة و المعاكسة في الاتجاه و المساوية في مقدار الجهل و الخرافة في الفلوجة و الرمادي, فهربت الداعش.

و بعدها جرت معارك دامية بين سلطة الغابة للمحاصصة الطائفية المركزية للخرافة فاشتبكت في الموصل مع جحافل وجحوش الغاب الخرافية للقاعدة و داعش (عملاء أمريكا القدماء, فصيل دولة طالبان في أفغانستان) فتم هزيمة قوات سلطة الغاب للمحاصصة الطائفية للخرافة المركزية ( رجال أمريكا الجدد بعد هزيمة صدام حسين) رغم وجود اكبر سفارة أمريكية في العراق و بتواجد قوة عسكرية أمريكية بعشرات الآلاف.

هكذا اليوم سمعنا سقوط الموصل المدوي بيد جحافل الغاب الخرافية الانتحارية ( فصيل و جحافل القاعدة وداعش العملاء القدماء, أحذروا التقليد ) و مع هرب حوالي 2000 عنصر إرهابي من فصيل القاعدة و داعش للخرافة المضادة في العراق.

لا ننسى في دولة غابة المحاصصة الطائفية يوجد فصيل قيادة شيوعية يمينية شاركت في العملية السياسية و بمحض أرادتها فلا إكراه ولا بطيخ. لكن للحق و الأنصاف ينبغي التذكير بنضال هذه القيادة العظيمة, فقد صرحت هذه القيادة و تصرح وباستمرار انه لا يوجد قانون للأحزاب و مع وجود كل أنواع التزوير و الابتزاز السياسي و الفساد و النهب للمال العام.

شاركت هذه القيادة اليمينية في دولة بريمر المنتجة للعهر السياسي والتفجير الإرهابي والتخريب الاقتصادي ثم بمهرجان دولة الغابة للمحاصصة الطائفية و لم تحض بكرسي واحد. لكن بجلف بقت القيادة اليمينية في مستنقع الدولة الطائفية وبمحض اختيارها تغرد ضمن السرب, فشارك في الانتخابات الأخيرة حيث انتصرت طوال فترة 12 عام بسلخ مبلغ يُدفع لها ضمن قانون دعم مؤسسات مجتمع في دولة غاب المحاصصة الطائفية, فبهذا أضفت القيادة اليمينية, الشرعية على الانتخابات وعلى دولة غاب للمحاصصة الطائفية و على كل مهازل معارك الخرافة الطائفية.

المقال هو ملخص سريع لعدد من أوراق الزملاء في الحوار المتمدن الذين تناولوا خبر سقوط الموصل في يد داعش, فعذراً للأخطاء و الهفوات!



#علاء_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوضع الاقتصادي المتخلف و حضور الإسلام السياسي
- أضواء على حالة التردي و سقوط المواقف
- عن الليبرالية الحديثة مراوغة و زيف
- قيح إسلامي بإفراز دولة محاصصة, تاريخ دفين
- الإسلام دين رغم انف التاريخ
- انهيار الأحزاب الشيوعية, الحزب الشيوعي السوفيتي مثال صارخ
- فحيحُ القيعان
- ضياع العراق صدى مدوي في الوجدان
- هزيمة الإخوان, و ضرورة الفكر الماركسي الآنية
- مع الشعب السوري, و ضد قوى الإسلام السياسي
- الإسلام السياسي, هزيمة و إفلاس فكري و أخلاقي
- طبول الحرب على سوريا و الأصم من لا سمعها
- الحراك الثوري المصري و استمرار الثورة
- الأنصار الشيوعيين لا يتقاعدون أبدا
- مصر انتفاض و مخاض عسير
- اليسار, الأحزاب الشيوعية و الانتفاض للشعوب
- التطور الحضاري الأمريكي و السقوط الحضاري العربي
- الربيع العربي ضربات موجعة و تأثير في الجوار
- الشعب, الاضطهاد الطبقي, اليسار العراقي و ما تقوله التجارب
- الأرضُ… النخلُ و الخيول


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء الصفار - الموصل إلى أين؟