أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - خندق بغداد














المزيد.....

خندق بغداد


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4421 - 2014 / 4 / 11 - 15:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في الأخبار إن الحكومة العراقية أقرت مشروعا لحفر خندق حول بغداد بعرض أربعة أمتار وعمق ثلاثة وذلك لمنع تسلل الإرهابيين. المشروع لا شك يبعث على السخرية إذا ما حكمنا عليه تأسيساعلى بدائيته من نواح عسكرية فنية. كثير من المناطق العراقية ما زالت مختلطة مما يقلل من القيمة الإستراتجية للمشروع على الأمن البغدادي على الأقل, هذا إذا كان المقصود من الخندق منع حالات التسلل. وإفتراض أن الإرهاب يأتي من المناطق الغربية والشمالية السنية حصرا يوجب ان تقوم السلطة بحفرعدة خنادق في داخل بغداد, وليس حول محيطها, وذلك للفصل بين المناطق السنية من جهة والشيعية على الجهة الأخرى, وأول ما يجب ان تفعله الحكومة هو تهديم أغلب الجسور على دجلة التي تربط بين الرصافة والكرخ والشروع بنقل الكاظمية والحرية مثلا من الكرخ إلى الرصافة والأعظمية من الرصافة إلى الكرخ أو إحاطتها بسور عال وحفر خنادق تحت الأرض لإيصالها مع مناطقها المذهبية , وهذا يعني أننا الآن على أبواب التقسيم الجغرافي الفعلي بعد أن اصبح التقسيم الإجتماعي والثقافي حقيقة واقعة على الأرض.
لكن الأمر سياسيا ربما يشي بطبيعة الروئ السياسية الخاصة بالمرحلة القادمة, والتي قد يكون في مقدمتها التفكير جديا, ليس لمنع (تسلل) الإرهابيين, وإنما لتأخير هجومات عسكرية فعلية قد يكون هدفها تقسيم بغداد نفسها بعد أن تكون المناطق الغربية وبقية المحافظات (السنية) قد خرجت فعليا عن السيطرة مما يجعل معركة تقسيم بغداد على الأبواب.
لا أعتقد أن خططا كهذه هي غريبة عن أمر التقسيم, فهو يبقى قائما في ظل وجود الإسلام السياسي الطائفي الذي صار صعبا عليه الإحتفاظ بمسألة التوافقات المذهبية, لأن هذه التوافقات ليست شأنا داخليا وإنما هي إمتداد لواقع إقليمي ودولي ستكون له غلبة القرار في مساحة التوافقات تلك.
إن التقسيم السياسي والإجتماعي الذي اتى به المشروع الإسلاموي المذهبي المتوافق مع مشروع القوى الإقليمية والدولية المعادي قد باتت له الغلبة على الأرض. والعراق الوطني لم يعد له وجود على أرض الواقع وستكون الجغرافية قابلة للتوزيع عند أول إشارة دولية. فالبلد ما عادت تحرس وحدته إرادة شعبة بعد أن عملت أطراف متعددة على تقسيم هذه الإرادات على المكونات القومية والمذهبية ووضعها في مواجهة بعضها البعض مما جعلها عنصر تقسيم وليس عنصر توحيد.
إن مفهوم المكونات والكوتات بالمعنى الذي يطرحه الفكر القومي والمذهبي العراقي ومفهوم الشراكة هي في الحقيقة مشاريع في خدمة التقسيم لبلد صار جاهزا في اية لحظة لإنفضاضه كمشروع جامع. وما لم تكن لهذا البلد دولة بمعنى المشروع الوطني, وما لم يحل مفهوم المشترك بديلا لمفهوم الشراكة, فإن الوطن العراقي المعرف بجغرافية دولته المعاصرة التي كانت تأسست في العشرينات من القرن السابق قد بات على ابواب التقسيم حال أول قرار من مجلس الأمن.
وسيبدو التقسيم عندها حلا بعد أن كان مشكلة.
إن حكومة الشراكة التي تقودها حركات إسلاموية طائفية مناوئة ونقيضة لمشروع الدولة الوطنية بحاجة إلى أن تتخلى عن فقهها المعادي للمشروع الوطني وستجد عندها أنها ليست بحاجة مطلقا لحفر أنفاق حماية, بل إلى زرع أحزمة خضراء حول المدن العراقية لمنع أخطار العواصف التي تهدد البيئة والحياة الإنسانية, وسيكون رائعا لو أنها توجه جهود الحفر على مشاريع لها علاقة بالري وتصريف المياه.
وأجزم أن عليها بداية أن تردم هذا الخندق العميق في عقلها وأفكارها وعقائدها, فهذه هي الطريقة الأفضل والأضمن والأقوى والأشد فعالية للمحافظة على أمن ووحدة العراق, وسترى أنها حالما تنتهي من ردم ذلك الخندق في الرأس فهي سوف لن تحتاج إلى شقه على الأرض



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعن الله القاعدة وداعش والطائفيين أيضا .. (ثالثا)
- لعن الله القاعدة وداعش والطائفيين أيضا .. ثانيا
- لعن الله القاعدة وداعش والطائفيين أيضا ..
- (السيسي) المصري .. و(السيشي) العراقي
- مرض الخرف المبكر
- صدام أراد أيضا أن (ما ينطيها) وليس المالكي فقط.
- مخاطر التمديد المفتوح لمنصب رئيس الوزراء
- مستحقات النادي الإقليمي ودور الضحية
- ثانيا .. صلاح عمر العلي والحرب العراقية الإيرانية
- صلاح عمر العلي والحرب العراقية الإيرانية
- إنتفاضتان .. كلاهما مجني عليه
- الإنفجار الصدري .. محاولة للقراءة
- شكرا صحيفة الصباح الجديد .. شكرا إسماعيل زاير
- المرجعية الشيعية بين ورطة النظام والنظام الورطة
- إبن ملجم حينما يبكي عليا .. ويزيد حينما يبكي الحسين
- الشيعة.. كمن يقتل نفسه لكي لا يقتله غيره
- الفوز على داعش .. كرويا
- حوار بالأفكار وآخر بالحجارة
- سلوكيات مدانة .. في الموقف من النظام وداعش
- عن القاعدة والسنة وعن إيران والشيعة .. حوار هادئ في زمن عاصف


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - خندق بغداد