حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 4408 - 2014 / 3 / 29 - 11:15
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
هوس الربح
أكثر من صدفة ليتحول موضوع ملائم اجتماعيا وأخلاقيا إلى عادة أولى, ثم عادة حاكمة, عقدة, لينتهي إلى هوس يسيطر على الوعي والارادة_ بل على كامل الشخصية.
أستخدم كلمة هوس هنا, بالمعنى الذي نحته ويلهام رايش " العقد الدروع" , عقدة نفسية تسيطر على كامل الشخصية_ عبر التشكل الارتدادي.هوسالنظافة كبديل عن الشعور بالاثمية, الصفة المرغوبة اجتماعيا يجري استبطانها وتضخيمها على مختلف أبعاد الشخصية. مثلا شجاعة عنترة كتعويض عن دونيته الأليمة, وكرم حاتم الطائي,... الهوس, الطبيعة الثانية للشخص, بعدما استبعدت الأولى الفعلية, وجرى طمسها بشكل لا واعي غالبا.
الربح؟ بعد نزع القشرة, تبرز بوضوح لا يحتمل العدمية, وفقدان كلي للإيمان وللقيم.
بعدما يلتحم الهوس بخبرة الربح,...يسقط هذا الكائن الشقي في الطرق السهلة_ الأسهل فالأسهل, والهاوية هي النتيجة المنطقية.
.....
قانون الجهد الأدنى _ العدو الأساسي للوعي وللحب أولا.
.....
يحكم السوق القانون الهندسي البسيط: جودة أعلى وتكلفة أدنى.
بدوره السوق يحكم الرغبات والقيم, ويعيد تشكيلها مع إضافات صغيرة_ تلائم المتغيرات العلمية والاجتماعية, كل ذلك يحدثبسرعة يتعذر على الوعي ادراكها, عداك عن فهمها ونقدها ومعرفة الاستجابة الأفضل حيالها.
.....
المعضلة المنطقية التي واجهت التحليل النفسي والماركسية من قبل ودارت حولها البنيوية طويلا: الايديولوجيا_ الوعي الزائف.
العلاقات الجائرة تشوه وعي وقيم الطبقات المضطهدة بحق, كذلك الكبت والصراعات العاطفية تشوه الوعي والفكر,...ولكن_ هل لدى الانسان غير الوعي والارادة للعيش بمعرفة وحب وحكمة؟
.....
يتخفى هوس الربح من جهتين:
_ ملاحقة الجائزة الكبرى, بدون جهد طبعا, وتكلفة رمزية
_ تحويل المحبوب إلى موضوع, قابل للتملك والسيطرة بسهولة
المتعة من جانب, نطلبها وفق قانون الجهد الأدنى أو التوتر في الدرجة صفر, وهذا محال واقعيا وفعليا.
والسيطرة نريدها برغبة المغلوب الخاسر_ة,...بل وننتظر ونتوقع الشكر والامتنان.
.....
لا يمكن الجمع بين عميلتي الزرع والحصاد.
لا يمكن الجمع بين العمل على مستوى الأسباب والنتائج معا.
لا يمكن الجمع بين القوة الأخلاقية والقوة المادية في وقت واحد.
......
من أصعب الأشياء رؤية البديهي, والمألوف..
_ هذه الرسالة موجهة لك أنت الآن
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟