ربيع كاذب في بيت ياشوط

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 4280 - 2013 / 11 / 19 - 13:03
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

حسين أيها العجوز
_هل تجرب(ي) _الآن_ أن تخاطب(ي) نفسك باسمك المفرد ثم مع الكنية بصوت مسموع....العجوز, السيدة
_أعطي للتجربة حقها, بالصوت الطبيعي, لا أحد من حولك يسجّل أو يصوّر.....لا أحد يهتم أصلا
*
هذه المرة اعرف انه الحب الحقيقي. كما عرفت دائما.
قال فرويد يوما( لا شيئ يحدث بالصدفة).
_هذا أفضل ما خبرته
_لا يوجد مستحيل
_ تحت ركام العادات طبيعتك الحقيقية تنتظر أن يوقظها الحب بالفعل.
*
مصطلح (ربيع كاذب) مطابق بالضبط لما يحدث عادة في جبال الساحل بين التشرينين_ إذا طالت فترة الصحو والشمس الساطعة بعد عاصفة مطرية غزيرة.
تصدق الألشجار والنباتات الخدعة, خصوصا المريضة والعجوز منها أو الفتية جدا, اما الناضجة والعفية فتبقى في استعداد شتاء قادم, لا يمكن للربيع أن يصل قبله أو يتجاوزه.
*
عندما تسمع الحكاية نفسها مرارا وتكرارا, مهما تكن غريبة ومتناقضة مع الواقع والأحداث_ وإن تكن إشاعة عنك شخصيا_ سوف تصدقها في النهاية وتصبح أنت
*
التركيز والتأمل حالتا الانسجام الانساني في الجهتين _ القطبين.
التركيز: مواصلة التفكيك والتفريد حتى الوصول إلى المفرد, ما لا يقبل القسمة سوى على نفسه. ثم توقف حركة الفكر على المفرد ومعه.
التأمل: التحلل والتحرر من أدنى جهد حتى الوصول أو مقاربة التوتر في الدرجة صفر. عودة الروح, والنفس والجسد أيضا إلى حالة الانسجام البدئي مع الهواء والصوت والصورة_ بدون تدخل من القصد والارادة
_ انت قيثارة تصفر داخلها الريح من جهتين
*
أعتقد ان مشكلة سوريا الأولى_ قبل الاستبداد وقبل الارهاب, قبل اليسار والليبرالية وقبل الثورة أو الدولة: عدم المقدرة على الاصغاء. لا يوجد في سوريا أي مكان أو حالة يتدرب فيها المرء على الاصغاء أو يتعلمه؟ تهدر حياتنا في المستوى البدائي- الابتدائي. بتعبير آخر (القرين السوري) هو المشكلة.
يحلم الزوج بعد أشهر أو ايام بامرأة غير زوجته. كذلك تفعل الزوجة وتعيش حياتها. الأطفال يحلمون بأب وأم أكثر تفهما وودادا.... القرين النموذجي_ الخيالي ينافس الواقع, ويزيحه غالبا من الحياة كما تحدث في الآن_هنا
*
مرض (عدم الكفاية) يتمثل بالرغبة الدائمة في الحصول على الشيئ ونقيضه معا. مع كل رغبة في التهرب من المسؤولية الشخصية أو التنكر لأفعالنا أو أقوالنا تكمن مشكلة عدم الكفاية. التصور الموروث المتناقل عبر البنى الاجتماعية_ الثقافية المختلفة" حالة القلّة" النقص والندرة في الموارد والأشياء الطيبة. الانتقال إلى تصور وفهم حالة الوفرة, ثم الاعتياد عليها_ يوجد ما يكفي الجميع من الحب والصحة والمعرفة والفرح بالتزامن مع الطعام والشراب والجنس والممتلكات.
_في حالة الحاجة والنقص الفعليين, يزيد الأمر سوءا إضافة العذاب النفسي إلى المشكلة وآلامها.
يوجد تعبير ملائم عن مرض عدم الكفاية عند برتولد بريخت:
لماذا أنا مستعجل؟
العربية معطلة, والسائق يصلح العجلة.
لا أحب المكان الذي أنا ذاهب إليه,
ولا أحب المكان الذي أتيت منه,
لماذا أنا مستعجل الآن؟
*
أحد تعاريف التأمل: شجاعة أن تبقى وحيدا وصامتا
*
يرضي الرجل: أن تقوم المرأة بدور العاهرة معه, وبدور الفاضلة مع غيره.
_غالبا ما تفعل النساء العكس.
يرضي المرأة أن يقوم بدور التقي الورع والصادق مع غيرها
- لا أعرف ما الذي يرضي المرأة بالفعل
*
لا يوجد امرأة, ولا يوجد رجل, الخدعة الكبرى
_ تحلم أو تتذكر؟ ولا تدرك الفرق
_ كان يوجد شخص, يريد أن يجد لحياته معنى, انتبه فجأة إلى الآن_هنا: ربيع بيت ياشوط الكاذب
*
يولد الانسان بقدرات شبه معدومة ورغبات تقارب المطلق. رحلة النضج في تخفيض الرغبة وزيادة المقدرة.
يموت الحكيم برغبات شبه معدومة وقدرات تقارب المطلق
*
_كان التلفون يرن, وكنت أنت
_ على الطرف الآخر للخط, جدتك الميتة منذ سنوات
_أنت أيضا بحاجة لمن يوقظك من هذا الحلم الجنوني

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل