من خسر نفسه

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 4111 - 2013 / 6 / 2 - 18:46
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

لا أعرف.
أتلهى بالأفكار الصغيرة, أقلبها على أكثر من وجه. أمثّل. أقوم بأدوار محدودة. نادرا ما نجحت. مشكلتك الأولى الصبر. عرفت ذلك باكرا جدا, أريد النتائج فورا. أريد الحصاد قبل الزرع, ولا يتوقف الأمر عند هذا الحدّ! أطلب الأفضل. الأجمل. ما لا يطال ولا يدرك.
بالطبع سوف تفشل. وسوف تمضي / تنحدر من سيئ إلى أسوأ.
كسول. قلق . متعصّب. أطلب كل شيء أو لا شيء_ العبارة الأكثر خداعا في اللغة: أتوقع من كل شخص ألتقيه أبا ثانيا أو أما ثانية. وبالأصل لست مغرما بالأوّلين!
_ ماذا يكسب من يخسر نفسه؟
_ كيف!
*
كل يوم. كل 24 ساعة يلزم تكرار التاريخ البشري كله, بإخفاقاته وانجازاته, الدراما والكوميديا, الفكر والفنون مع العقائد الجامدة والأديان كلها_ ما استطعت إليها سبيلا, وبعد ذلك قد تأتي السكينة والسلام, وتنجح في العبور إلى الغد
*
حرد الطفولة وتمرد الشباب.
تعلق في شبكات الأب قبل أن تدرك, ومثل الفيروس الجديد يحتل موقع القيادة, لتشتغل بعدها الآلة النفسية بمجملها لتنفيذ خطط وبرامج محددة مسبقا لتقييدك واستعبادك. وكلما ازداد الحماس والتعصّب (هل ينفصلا بالفعل!) انتقلت إلى مدار أقرب في التبعية وأعلى في الشدّة_ في غمرة الحماس وأنت لا تدرك أنه الشرك المنصوب الذي كشفه بوتزاتي في صحراء التتر.
وسوف تشارك في غفلتك_ بصيانته وتدعيمه, ولا طريق آخر سوى الوعي وتفتّح العقل.
*
نظرية العزو والموقف الدوغمائي والقطب الواحد / سوريا الجديدة
(مركز ثقافة الموت) أنا وأخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب: هل يوجد في سوريا شخص واحد لا يعرفها ولم يتربى عليها....
ماذا عندما يكون الغريب هو ابن العم؟ العلاقة بين الإخوة_ العلاقات الفعلية: التنافس والغيرة والصراعات الدامية حول السيطرة والتملك ؟
عن دراسة اجتماعية أمريكية شملت عديد من الثقافات والفئات الاجتماعية المتنوعة, نتجت نظرية العزو: يوجد ميل إنساني عام وفي اتجاهين:
_ عزو النجاحات ومختلف المنجزات الايجابية إلى الجدارة الشخصية( اجتهاد, ذكاء, تفوق, صبر, تربية صالحة, قيم وأخلاق وذوق,...), ثم تعميمها, بشكل تدريجي( ابن, أخ, ابن عم وخال,.. على قطب الذات أو فريقنا
_ العكس تماما: عزو الفشل ومختلف الإخفاقات إلى الظروف السيئة والمؤامرة. المؤامرة!
ماذا يحدث بعدها؟
ينتقل الحق والجمال والصواب والذكاء, وكل ما هو ايجابي في الشخص والحياة إلى قطب واحد: نحن
ماذا يحدث عندما نكون أخيرا نحن لوحدنا؟
_نحن لا نتبادل الكلام
*
من هو الإرهابي؟
عربي أم غير عربي
_مسلم أم غير مسلم
_ سني أم شيعي
_ صديق الغرب وإسرائيل أم عدو
_ هل يستهدف المدنيين ويستخدمهم لأغراض سياسية
_ هل يفرق بين وسيلة مشروعة وبين فعل إجرامي
_ العلاقة مع النظام الديمقراطي وحقوق الإنسان
نكتة( كانت تروى في سوريا عن لبنان أثناء الحرب الأهلية وبنوع من الاستعلاء_ حينها:
معا في ورشة, ثلاثة عمال مسيحي وسني وشيعي, وجدوا المارد أثناء فتح علبة سردين على مائدة الغداء: شبيك لبيك ....اطلبوا وتمنوا:
_ السني: لا تبقي على شيعي واحد
_ الشيعي: لا تبقي على سني واحد
_ المسيحي: عجّل بتنفيذ طلب الشباب
*
سوريا الجديدة ولدت, كيف ستعيش؟
خرج المكبوت السوري إلى العلن, خرجت الأحشاء وقلب باطنها على مرأى ومسمع العالم.
_ وفق المنهج الفرويدي, لكانت تكفي لعلاج العصاب: تحرير المكبوت ووصوله إلى دائرة الوعي. تعزيز قوى الأنا, ويعود المريض سابقا إلى الإنتاج الجنسي والاجتماعي, بكامل فحولته وعافيته ومآثره....
_ وفق المنهج الماركسي: التناقض بين البنيتين التحتية والفوقية تحول إلى صراع تناحري مكشوف, وسوف ينتج عنه انتصار البروليتاريا_ في النهاية_ و إزالة الفقر والظلم نهائيا....
_ وفق اقتصاد السوق, بعد تفكير و تردد: لا فكرة عندي...تصورات مبهمة سوف تظهرني بحجمي الثقافي الفعلي, ويا خجلتي غدا لو تابعت في هذا السياق
*
أنت مثل الجميع ترغب بأكثر من حصتك_ حقك؟
أعتقد أنها علامة النضج الأساسية: زيادة المقدرة على الرغبة
نصل إلى النضج في المستوى_ الطور الذي تضمر وتتناقص عنده الرغبة مع زيادة ونمو المقدرة:
_ صبيانية: رغبة عليا ومقدرة دنيا
_حكمة: رغبة دنيا ومقدرة عليا
بين الحدين تدور أنت وأنا وتدور فينا سوريا الجديدة
_ مصداقية: كلمات تتأسس على المقدرة, لا الرغبات والأوهام
*
سرعة التغيّر
الدقائق والثواني بطيئة للغاية وأما السنوات والقرون في سرعة الضوء
_ هكذا كنت تقرأ النسبية
رؤية المشهد من القطب الآخر_ الضفة الثانية, الحق والصواب أيضا الخطأ والشرور, في الممارسات والأحداث هي سلوك وأفعال وأفكار وليست في جهة أو قطب.
_ كنت تحاول أن تقرأ الموقف العلمي, وتنظر إلى بطل الفريق الآخر من جهتين؟
*
لا أعرف .

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل