حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 4094 - 2013 / 5 / 16 - 12:09
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
عدوانية شديدة
في الحب والحرب كل الأسلحة مسموحة
_هذه حالة حب
_هذه ساحة حرب
*
اعتقدت أن مشكلة الوجود هي الأساس. تحلّ ولا تبقى بعدها مشكلات حقيقية, مصاعب! جهود عادية مع شيء من الإصغاء والاهتمام , ويمضي العمر بسهولة. لا حاجة للتفكير بالحماقة.
تبادل الكلام_ الحديث العادي بين طرفين متكافئين جهة المعنى. أن يبذل من يتكلم بعض الجهد والتفكير ليحمل كلامه خبرة الآن؟ أي حديث يكفي ليشغل الفترة الزمنية المشتركة, هكذا كنت تعتقد, بل تؤمن؟ كيف لإنسان أن يمتلك أغلى من جزء من عمره!
من يدور في حياة صفاتها الأساسية: التفاهة, الفقر, الضجر...يعيش حياة فاسدة ولا يدرك؟
التفاهة: كل يوم يمضي ويكون إسهام هذا الفرد( امرأة أو رجل) فيه سلبيا. يمكن قياس سلبيته بسهولة كبرى : عدد المتضررين منه أكبر أو أكثر من المستفيدين, والذين يرغبون ببقائه ومشاركته أقل ممن يرغبون في مغادرته وصمته. كل شخص بغض النظر عن موقعه: يعيش حياة تافهة إن كان مكروها من قبل شركائه _الزمنيين_ في العيش أو الحياة. بشكل مقابل تتحدد التفاهة أو القيمة والمعنى من موقع الآخر بالدرجة الأولى, تاليا من الموقع الذاتي وتفريعاته .
الفقر: التكرار مرادف الفقر, في الخبرة والمعنى وبقية عناصر العيش
الضجر: ماهية الحياة التافهة والفقيرة.
*
"فقط أردت أن أقول للناس: انظروا كم تبدو حياتكم مملة وتافهة لو نظرتم إليها مرة من خارجها", بذلك الوضوح والدقة لخّص تشيخوف منهجه في كتابة القصة القصيرة.
*
لا أحد يخاف من الموت!
_ لا أحد يعرف الموت. لا أحد وصل إلى الجهة المقابلة وعاد ليخبر تجربته؟
سؤال البوذا نفسه عن الموت: أيعني هذا أن جميع سكان الهند سيكونون موتى بعد مئة عام. فتح طريق الاستنارة, ثم اختبر وأخبر أن المعاناة موجودة ودائمة والطريق الوحيد لتجنب المعاناة يكون في إخماد الرغبة.
_ ليس الجواب عملي بموازاة قضية هايدغر: مشكلة الإنسان والحداثة ضمنا نسيان الوجود.
الخوف فيما نجهل, نبع الخوف الجهل, ومنبع الغضب الخوف
_ لا أريد أن أوافق. تزعجني الأفكار المجردة....
نحن نخاف الحياة, خوفنا الأساس غريزي. ثم تبنى فوقه مخاوف الجنس والعرق والأمة.
لك أن تتخيل طفلة بعمر خمس إلى سبع سنوات وشقيقها دون العاشرة
ماذا تعني كلمة الموت بالنسبة لهم؟ ببساطة معناها المباشر غياب كلي للأب والأم وكل ما يحبون ويحتاجون, وهنا التفريق الضروري بين الفهم العقلي وبين الإدراك والتفهم العاطفي والوجداني. أيضا هنا لا خيار سوى كبت هذا الشعور الرهيب, أو تتدمر الجملة العصبية للصغار, لا يمكنها تحمل ذلك الرعب وفي هكذا مناخ ينشأ مصطلح" حصر الموت"
_ كثيرون يرغبون بتدمير حياتهم مع غيرهم, بل يحبون الموت والوصول للنهاية بسرعة؟
المباشر العياني يتباعد من الآن هنا, كما يترجم ذلك في الكثير من السلوكيات والأفعال وربما الأفكار_ تلك الموغلة في التجريد: الماضي كتحقق للنقاء والمستقبل كتحقق للرغبات.
*
في رسالته الأولى الكلام حرب مصغرة.
شخص يتستر على أخطائه( حتى ما هو بنظره نفسه خطأ), مع التكرار تصير نمط عيش.
يفقد التقدير الذاتي بالتدريج, يتحول الآخرون_ كل الآخرين إلى خصوم ثم أعداء, وتنطبق الدائرة على حياة فاسدة تخلو من البهجة والفرح الحقيقي.
_الفرح معيار شامل لسلامة العيش, وفي مختلف الأحوال
تحمل المسؤولية خطوة أولى في طريق الحرية, شرط النضج الأساسي والوحيد.
_ الفرح فضيلة
*
لا يقتصر الكلام على استعارة الحرب, لكن الحوار والجدل والنقاشات كلها صيغ لمعنى واحد.
بلد مثل سوريا قبل الثورة وبعدها لا أحد يخطئ, أعداء ومؤامرات خارجية فقط.
بلد تحكمها أشباح, تقارير, موافقات أمنية, أدراج وأقبية. كل كتابة كافكا في سوريا وعنها
.
.
" وذكر الصبي متأخرا تأخرا واضحا أنه يعرف ك منذ أن دخل, ذات مرة عند لا زيمان. وسعد ك بذلك وسأله:
_ لقد كنت آنذاك تلعب عند قدمي المرأة؟
فقال هانس:
_نعم, إنها أمي.
وحثه ك على الحديث عن أمه, فلم يفعل إلا مترددا وبعد إلحاح, واتضح أنه كان صبيا صغيرا يلوح أحيانا, وبخاصة حين يسأل_ ربما عن إحساس يتنبأ بالمستقبل, وربما عن انخداع يعتري حواس المستمع القلق والمتوتر_ كأنه رجل نشيط, أريب, بعيد النظر, ثم لا يلبث أن يتحول فجأة وبلا تمهيد إلى تلميذ صغير لا يفهم بعض الأسئلة ويخطئ فهم بعضها الآخر, ويتكلم عن استهتار صبياني بصوت منخفض جدا, على الرغم أن ك نبهه إلى هذا العيب أكثر من مرة, ويصعب(خطأ مطبعي يصمت) , على سبيل العناد عن الإجابة على أسئلة ملحة صمتا كاملا, دون أن يضطرب وهو ما لا يستطيع الكبار فعله بحال من الأحوال. وكان الأمر يلوح كأنما كان يرى أن السؤال من حقه هو وحده, وأن أسئلة الآخرين تكسر لائحة ما وتضيع الوقت. وكان يستطيع عندما يسأله سائل أن يجلس مدة طويلة معتدل الجسم, منحني الرأس, مادا شفته السفلية. وكانت فريدا مسرورة من مسلكه هذا لدرجة أنها كانت تسأله المرة بعد المرة أسئلة لا ترجو من ورائها إلا أن تجعله يصمت على هذا النحو. ولقد وفقت إلى ذلك أحيانا. ولكن ك كان مغتاظا من هذا الصمت. ولم يخرج ك من كلام الصبي إلا القليل.
عرف أن الأم كانت مريضة مرضا هينا, ولكنه لم يعرف بالتحديد مرضها, وأن الطفل الذي كانت السيدة برونسفيك تحمله على حجرها, كان أخت هانس واسمه فريدا( ولم يتقبل هانس تشابه الاسم مع اسم المرأة التي تسأله : إلا عابسا), وأنهم يسكنون في القرية جميعا, ولكن ليس عند لازيمان, ولقد كانوا ذلك اليوم يزورونه ليستحموا لديه لأن لازيمان لديه حوض كبير يتمتع به الأولاد_ ولم يكن هانس منهم_ بالاستحمام والعبث فيه متعة خاصة.
فرانز كافكا: القصر. ترجمة مصطفى ماهر
*
ليس غريبا أن تصل إلى منتصف العقد السادس. ولا أن تخاطب الجدار أمي ومرات حبيبتي.
الغريب في الأمر أن ينفتح زمنك أمام عينيك, قبيحا, فاسدا, بلا أمل
كيف يحدث ذلك؟ لماذا؟
تذكّر! تتذكر ما مضى.....هي الأيام والأزمنة كلها متشابهة
أين تقف, والمنظور الذي تتوجه من خلاله
ويتضح المستقبل بجلاء مثل قبر بين مئة ألف؟ قل ثلاثمائة وربما يزداد التعداد ويفوق المليون
قبل أن يرتوي السوريون المتعطشون للدم, السوريون الذين يعدوننا بالشهادة!
وبعدها يجلسون بأقدام وأيدي وأنياب والغة في الدم, يحكمون ما يتبقى منا سنة وعلويين وطوائف عاجزة....يحكموننا مئة سنة قادمة, لا يهم تحت أي اسم, طالما كلنا يتامى وأرامل وسبايا ويائسين.
*
بعد عشرين سنة.....
_من يعش يرى ويسمع
*
يا ألله!
ألا يكفي هذا الجحيم!
*
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟