أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهند صلاحات - جدل ... ما تبقى بيننا














المزيد.....

جدل ... ما تبقى بيننا


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 1251 - 2005 / 7 / 7 - 09:01
المحور: الادب والفن
    


(نحن كالجسد الواحد ... كالكرة الأرضية ... ولكنك نصف الكرة الشرقي ... وأنا نصفها الغربي والدموع التي سكبناها معاً صارت محيط من الدمع ... وأملنا صار يابسة شطرتنا جزأين ).

كانت هذه الكلمات آخر ما كتبت لي على خلف الصورة التي أهدتني إياها لكي أتذكرها إن مضت أيام ولم أراها بعدها ... أرجعت الصورة لمغلفها وأرجعت المغلف لمكانه في خزانتي ... خزانة الذكريات وحاولت أن اخلد للنوم ...

هاجس غريب جعلني أفيق في منتصف الليل لا ادري ما هو، هذا الهاجس اللعين ، ولماذا جاء الآن، لكني أفقت وبدأت وأنا أخال نفسي في الأيام التي خلت، وبدأت ابحث عنها ، أفتش حولي أو تحت السرير ، وانظر باتجاه الباب علها تدخل الآن ، ربما ذهبت وستعود قريباً ، ربما دخلت الحمام، أو ذهبت لتشرب الماء ، لكني اشعر بأنها لم تزل في أجواء المكان، واشعر أن أنفاسها لم تزل قريبة مني ولم تزل تعطر جو الغرفة القاتمة.

فجأة بدأت أضحك بصوت عالٍ جدا.. أضحك صوتي كل ما حولي مني ... كانت الأشياء تضحك لجنوني وحلمي في اليقظة ... كان الضحك يساعدني في محاولة إخفائي ما بي.

كنت أحاول التمثيل..وغيري يصدق.. وحتى أنت..أحاول التمثيل أمامك حتى في غيابك ... رغم غيابها إلا أن حضورها كان دائم وغير مستحيل ...

بحثت عنها ... ومرة أخرى قمت للخزانة ذاتها وأخرجت الصورة من مكانها وعدت لجنوني بمحاكاة الصورة :
إلا أنت..في عينيك أضيع ...إلا أنت..عجزت وفهمت في نفس الوقت أن الألم بدأ يأخذني..


الأيام التي فاتت ولم تمت، وبالذات الأيام الأخيرة التي قضيناها معاً، لم تزل تنخر أعماق ذاكرتي، تغوص عميقا في داخلي كالجنون.

هذه الأيام جعلتك جزء من حياتي ... صعب عليك أن تفهمي كيف من الممكن للإنسان أن يحمل تناقضات في داخله إلا إذا عشتِ المرحلة التي أعيشها الآن ... ما بين حبك حتى الجنون ... وبين الكفر فيك ... من شدة جنوني ... بدأت اصدق بأن قلبي لم يخلق إلا لحبك ، ولم يفكر بالنبض إلا لأجلك، و أنفضح بك ... وكم أنت تشبهين الفضيحة في داخلي .

لأن الحياة مليئة بالتناقضات ونعيشها بكل وقت فطباعنا تكون متناقضة بين رقة وحساسية وقسوة ، هل تذكرين ... ( كنت أحدث الصورة ) وأتذكر ردها على ذات الكلمات التي أقولها الآن لها :
أنا افهم بالضبط ما تتحدث عنه لأني أعيش التناقضات في حياتي ....... رغم أنها ليست بحجم ما عشته أنت من تناقضات ذلك أن ظروفك كانت أصعب ... لكن كل إنسان يحمل تناقضات بحجم الأحداث التي عاشها في حياته ، وكذلك فالإنسان يعيش تناقضات كبيرة جدا بداخله كلما حاول أن يصحح مسار حياته نحو الأفضل وهذه هي المعضلة المتصورة في الحياة.
هذه الكلمات رسخت بذاكرتي بصيغتها وقد أجبتها في وقتها : بأنها بالرغم من كونها تناقضات إلا أنها بنفس الوقت واقعنا وحياتنا ،والذي يظن انه من الممكن أن يعيش بدون تناقضات يكون غبياً، لأنه يرفض الحياة التي هي عبارة عن تركيبة من التناقضات، حتى في علم الاجتماع علماء الاجتماع لما نظروا لأي مجتمع على أنه نسيج من العلاقات المتناقضة .

أجابت وهي تندمج في معاني الحديث : لكن مع معرفة الناس أن حياتها تنضوي على مجموعة من التناقضات إلا أنها ترفض الاعتراف بها وتعتبرها نقيصة وانتقاص لقدرها، لذلك أتصور أن الحكمة التي تقول : (رحم الله امرئٍ عرف قدر نفسه)، لم تأتي من فراغ ، بل جاءت نتيجة رصد لحركة التناقض في داخل الإنسان التي ينكرها.

أنهيت حديثي مع الصورة ومع نفسي وبدأت اقلب بقية الصور والدفاتر الصغيرة التي أحتفظ بكلمات منها فيها، قصاصات ورق ، صور لأطفال كتب على خلفها عبارات ، وبدأت أمر عليها وشرط الذاكرة يسير معي، تستوقفني بعض العبارات لأربطها ببعض المشاهد والأحداث التي عشناها وكانت السبب في أن كتب أو كتبت أنا عبارة وجمعناها معاً،

بدأت احتار في كلينا... والعب مع الجرح ... وأسأل..أياً منا اشد جرحا من الثاني ... وأياً منا كان اشد قسوة في جعل حاضرنا الجميل ماضي مؤلم !!!
ولماذا تحولت الأيام لمجرد ذكرى عادية ... وغداً بعد جلاء بقايا الشوق في صدري تتحول لمجرد ذكرى عادية روتينية قد تخطر بالبال !!!

دوما كنت اشتاق لك ،ويزاد الاشتياق فيصبح أكثر من احتياج، وقد يصبح اجتياح .
اجتياحك لكل تفاصيل الحياة عندي ... كنت عندها أهرب لتفاصيلك المتبقية عندي لتصاويرك ، لخط قلمك في دفتر مذكراتي، لصوتك المخزن بذاكرتي، كانت تصاويرك تحدثني عنك وتبوح لي بعتابك لغيابي ... ما أصعب أن ابحث عنك فلا أجدك إلا في التصاوير الصغيرة.

ما أروعك ... تركت لي بعضك عندي ينقذني بغيابك ... وما أكثر قناعتي ... كنت في الماضي لا أكتفي بمجرد حضورك ، كنت دوماً أطمع بأكثر من قبلة منك تعبر عن حضورك ... واليوم وبكل جنون وحمق ، بل وسخافة أكتفي بالصور .

دوما كنت تقولين لي : وجع ... يسكنني الوجع ... يجتاحني الوجع
دوما كلامك كان ينتهي بالوجع ... حتى بعودة طيفك، جعلت كلامي ينتهي بذات الكلمة
ليته ذاك الوجع ما رجع.



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في البدء كانت أنثى
- الإرهاب السلفي في خدمة الاحتلال في العراق
- رسائل أنثى شرقية (2)
- ذات القنبلة المشبوهة في بيروت!!
- أشياء شخصية للبيع
- رسائل أنثى شرقية
- فراغ عاطفي بحجم الأحلام
- هو واللصوص ....
- الأنثى الفضيحة
- جريدة الصباح
- صورة شخصية
- محاكمة صدام حسين .... لماذا لا يقول الشعب العراقي كلمته الأخ ...
- طلب انتساب للمخيم
- أوراق ضاعت في المطر
- محاولة لوصف حالة ...
- وجهان ... لقمر واحد
- طفل
- الأنثى ... وأدوات الكتابة
- مشهد
- شارون يفضل القهوة العربية المرّة


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهند صلاحات - جدل ... ما تبقى بيننا