أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - واشنطن والأمن الإنساني















المزيد.....

واشنطن والأمن الإنساني


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 4398 - 2014 / 3 / 19 - 18:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



منذ سنوات تصدر واشنطن تقريراً سنوياً عن حالة الإنسان في العالم، وهو تقرير مهم، لأنه يصدر عن دولة عظمى لديها مسؤوليات أساسية في حفظ السلم والأمن الدوليين، بحكم دورها كدولة دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، كما أن التقرير مهم لأنه سيُعتمد مرجعاً دولياً، لذلك يفترض أن يكون دقيقاً ومهنياً، لأنه يتعلق بحقوق الإنسان، ولا بدّ أن يكون بعيداً عن التسييس، أي موضوعياً وشفافاً وخالياً من الإغراض، فضلاً عن المسؤولية القانونية والحقوقية والأخلاقية إزاء ما يردُ فيه .
والتقرير الأمريكي يمكن ضمّه إلى التقارير الدولية الأساسية، لحقوق الإنسان على المستوى العالمي، ولعلّ أهمها هو تقرير منظمة العفو الدولية، خصوصاً ما يتعلق منه بالتعذيب وعقوبة الإعدام، أما التقريران الآخران، فهما اللذان يصدران عن منظمة هيومن رايتس ووتش HRW (منظمة مراقبة حقوق الإنسان) الأمريكية الدولية. ومنظمة FIDH الفرنسية (الدولية) التي تضم أكثر من 150 منظمة تمثل نحو 115 دولة، ولعلّها أول منظمة دولية تأسست لحقوق الإنسان منذ العام ،1922 في حين تأسست منظمة العفو الدولية العام 1961 .
أما المنظمة العربية لحقوق الإنسان فقد أعلن عن تأسيسها على هامش ندوة لمركز دراسات الوحدة العربية في ليماسول (قبرص) العام ،1983 وظلّت من دون ترخيص رسمي حتى إن كان مقرّها في القاهرة، ولكنه تم تسجيلها رسمياً والاعتراف بها في العام 2000 بتوقيع بروتوكول تعاون مع وزارة الخارجية المصرية، واخّتصت بمتابعة قضايا حقوق الإنسان في العالم العربي وإن ضعف دورها وأداؤها في السنوات الأخيرة لكن تقريرها السنوي يعد من التقارير المهمة، وهو يصدر منذ العام 1985 . وهذه كلّها منظمات غير حكومية تصدر تقارير سنوية باستثناء التقرير الأمريكي، فهو تقرير حكومي أي أنه يصدر عن جهة رسمية .
هناك حساسية حكومية من جانب أغلبية الدول التي يرد ذكرها في التقارير الدولية، خصوصاً من دول العالم الثالث، ودائماً ما تنكر حكومات هذه البلدان أو تنفي أو تستنكر أو تتهم أو تندّد بالتقارير الدولية، وتطالبها بالنظر في حقيقة الأوضاع بدقة، مع عرض النجاحات والجوانب الإيجابية، وهو أمر مطلوب لإحداث التوازن، وابتداء نقول: لا توجد دولة في العالم لا توجد فيها انتهاكات لحقوق الإنسان، وإذا قدّر أن هناك 40 حقاً أساسياً للإنسان، وهي في حالة تفاعل وتطور وتواصل، فإن السويد وهي الدولة الأولى التي تصنّف عالمياً في احترام الحقوق والحرّيات، فإنها هي الأخرى توجد فيها انتهاكات لحقوق الإنسان، لاسيّما لحقّين من الحقوق الأربعين المعتمدة في الشرعة الدولية لحقوق الإنسان .
جدير بالذكر أن مجلس حقوق الإنسان الدولي التابع للأمم المتحدة في جنيف، أخذ يطالب الحكومات بتقرير دوري بخصوص التزاماتها إزاء حقوق الإنسان سنوياً، وتستطيع الحكومات أن تقدّم ما عندها، خصوصاً بالانسجام مع الشرعة الدولية، وأن تتعهد بتنفيذ الالتزمات الأخرى من خلال بيئة تشريعية وتربوية وتنفيذية في السنوات اللاحقة على شكل توصيات تعتمدها وتتابعها .
ومن خلال خبرتي ومعرفتي لا أشك في إن بعض التقارير التي تصدر عن واشنطن أو من بعض المنظمات الدولية ضعيفة، وإن معلوماتها غير دقيقة، كما أن بعضها يتم استقاؤه من جهات معادية، إضافة إلى أن بعضها الآخر، تتم صياغته بطريقة انتقائية فيها الكثير من ازدواجية المعايير، والهدف منها هو تطويع هذا البلد أو ذاك، لاعتبارات سياسية أو اقتصادية أو تجارية أو عسكرية أو اجتماعية، أو إخضاع بعض البلدان، أو ترويضها لتكون أداة طيعية أو للاستيلاء على مواردها أو لفرض اتفاقيات اقتصادية أو عسكرية عليها أو غير ذلك .
مناسبة الحديث هذا هو ما نشرته وزارة الخارجية الأمريكية من تقرير عن حالة حقوق الإنسان في دولة الإمارات العربية المتحدة خلال العام ،2013 ولعلّ بعض المعلومات الواردة فيه لها مساس بجهات ذات علاقة بالإرهاب الدولي، وبجماعات متطرفة ومتعصبة، وكنت قد درّبت في اليمن اثنين من الشخصيات الحقوقية العاملة في شرطة دولة الإمارات - قسم حقوق الإنسان المستحدث، في العام 2000 (لمدة 18 يوماً في مدينة تعز - دورة دولية مكثّفة) واطلعت منهما على نظام السجون واللوائح السجنية، ودققت ذلك لاحقاً من خلال زيارات عدة، إضافة إلى علاقات ولقاءات مع جمعية المحامين وجمعية حقوق الإنسان في الإمارات، وأستطيع القول: إن تقرير وزارة الخارجية الأمريكية فيه معلومات مغلوطة ومبالغ فيها، بل إنها تفتقر إلى الصدقية، وعموماً فالتقرير الأمريكي بشكل عام يحاول فرض معايير خاصة بواشنطن وتعميمها على العالم من دون أخذ خصوصيات الواقع العربي أو دولة من دولة بنظر الاعتبار، كما هي دولة الامارات العربية المتحدة مثلاً .
لا بدّ من التمييز بين الظاهرة وبعض الاستثناءات، فضلاً عن ضرورة إبراز النجاحات المتحققة، خصوصاً في الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مثل الحق في العمل والحق في الصحة والحق في التعليم والحق في السكن، والحق في التقاعد، والحق في الضمان الاجتماعي، والحق في التمتع بمنجزات العلم والتكنولوجيا والثقافة، إضافة الى البنى التحتية والهياكل الارتكازية، خصوصاً الجسور والطرق والمواصلات، وهو تطور حاصل منذ تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وحتى الآن، إضافة إلى الجوانب المدنية والسياسية، آخذين في الاعتبار درجة التطور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، ومن يزور الإمارات سيلاحظ الفروق الكبيرة بين بلدان مثل العراق أو الجزائر أو ليبيا وهي بلدان نفطية وبين التقدم في المجالات المذكورة في دولة الإمارات، بغض النظر عن الشعارات الكبرى، والأمر يتعلق بسوريا ومصر والمغرب والسودان واليمن وغيرها .
إن تسليط الضوء على الجوانب الإيجابية والحقائق الموضوعية، والإصرار على تحسين أوضاع حقوق الإنسان، هو دليل على حرص الدولة والمجتمع على مبادئ سيادة القانون واحترام مبدأ المساواة والعدالة وعدم التمييز بين المواطنين، فضلاً عن الأمن والأمان كنعمة فوق الرؤوس، مثلما هي الصحة لا يشعر الإنسان بأهميتها، إلاّ بعد فقدانها، وقد كان العالم النفساني سيغموند فرويد، هو من قال إن معادلة الأمن توازي معادلة الكرامة أو تتفوق عليها أحياناً .
ومرّة أخرى، ينبغي أخذ الأمور بسياقها، ولا يمكن تصوّر نموذج واحد أو شكل واحد من أشكال النظام السياسي أو الاجتماعي، وحتى الديمقراطية حسب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 81 الصادر في 4 ديسمبر/ كانون الأول العام 2000 الموسوم "تعزيز الديمقراطية وتوطيدها"، فإن لها نماذج مختلفة وإن كانت لها خاصيات مشتركة، لكن لكل شعب خصوصيته وهو ما تحرص عليه تجارب دولية وعربية كثيرة، بل وتعتبر أمنها الإنساني قيمة عليا من قيمها . وفي تراثنا فإن الأمن الإنساني يشكّل جوهر العلاقة بين الراعي والرعية وبين الفرد والمجتمع: "أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف"؟!



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلفادور وثورة صندوق الإقتراع
- المفكّر وحيداً .. لكنه جامع!
- جولات كيري المكوكية وحق تقرير المصير
- الهوتو والتوتسي ورسائل العدالة !
- مدينة تتعدّى المكان وتتجاوز الزمان
- من أوراق الجنادرية
- بعد 40 عاماً ...حين يتجدد السؤال
- عبد الحسين شعبان يسلّط الضوء على فصل ساخن من فصول الحركة الش ...
- مقتدى الصدر والعزلة المجيدة
- الجنادرية والمواطنة الافتراضية
- مصر تحتاج إلى مشاركة المهزوم لا الانتقام منه
- استمرار الصراع في سوريا هو مصارعة على الطريقة الرومانية
- نتنياهو وتصريحات كيري!
- الحزين الذي لم تفارقه الإبتسامة
- التباس مفهوم -الأقليات-
- الأنبار . . الإرهاب والأسماك الخبيثة
- دستور تونس والعقدة الدينية
- من أين ظهر هذا التنين؟
- المعايير الدولية للمحاكمة العادلة: قراءة في الفقه القانوني ا ...
- رحل العروبي -الأبيض- !


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - واشنطن والأمن الإنساني