أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عبد الحسين شعبان - مصر تحتاج إلى مشاركة المهزوم لا الانتقام منه















المزيد.....

مصر تحتاج إلى مشاركة المهزوم لا الانتقام منه


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 4375 - 2014 / 2 / 24 - 19:38
المحور: مقابلات و حوارات
    



حذر الأكاديمي والباحث الاستراتيجي العراقي الدكتور حسين شعبان في حوار مع "الشبيبة" من آثار الخطأ الذي وقعت به بعض القوى والجهات العربية في دعم التطرف لتحقيق نصر ما في سوريا، مشيراً إلى أن هذه القوى، أكانت رسمية أو غير رسمية، إقليمية أو دولية، فإنها لا تدرك أن نار التطرف والتعصب لن تقود إلا إلى الإرهاب والعنف، الذي تعاني منه المنطقة لدرجة مريعة، وعندما يفيض عليها ذلك، سينتقل الارهاب إلى جوارها، بل وإلى العالم.
ورأى شعبان أن تنظيماً مثل القاعدة أو "داعش" (الدولة الإسلامية في العراق والشام) لا يجمعه جامع بأهداف الثورة السورية والثورات العربية بشكل عام، مشيراً إلى أن التعصب والتطرف وليدهما الارهاب والعنف مثل الفايروس ينتقل بسرعة ويهاجم أياً كان في طريقه، ويتحوّل أحياناً إلى وباء كاسح، إنْ لم يتم وضع حدّ له ومعالجة أسبابه.

وفيما يتعلق بنتائج الاستفتاء الأخير في مصر، فقد أكد شعبان أنه يعكس انحسار شعبية الأخوان المسلمين، بيد أنه أشار إلى أن "شجاعة المنتصر تقتضي مشاركة المهزوم وليس الانتقام منه، الأمر الذي يحتاج إلى مشاركتهم في المستقبل بعد تعهدهم بالتخلي عن العنف كوسيلة لحلّ الصراع السياسي، وذلك بغض النظر عن فوزهم في الانتخابات سابقاً".

في هذا الحوار، تناولت "الشبيبة"، مع الباحث والمفكر د.حسين شعبان، عددا من الملفات والقضايا السياسية الساخنة في العالم العربي، وفيما يلي نص الحوار:

جنيف 2 والمعضلة السورية
- كيف ترون نتائج مؤتمر جنيف 2 وهل تعقدون الآمال على مثل هذه المؤتمرات بالنسبة لحل المشكلة السورية الطويلة الأمد؟

* لا أعتقد أن مؤتمر جنيف 2 ساهم في إيجاد حل للمشكلة السورية فهي معقدة ومتداخلة لدرجة كبيرة، خصوصاً وأن أيدي القوى الإقليمية فيها طويلة، ناهيكم عن النفوذ الدولي المهيمن والطاغي. ويمكن اعتبار مؤتمر جنيف 2 للأمريكان والروس الذين لهم أهدافهم من انعقاده، وإن كانت أهدافاً متعارضة، لكنها متوافقة في بعض الجوانب، وعلى الأقل فإن لكل منهما أسبابه الداخلية والدولية من انعقاده، وبهذا المعنى فهو ليس مؤتمرا للسوريين، الذين كانت إراداتهم مغيّبة أو مغلولة بالذهاب إلى جنيف، وحتى اللحظة الأخيرة كانت المعارضة لا ترغب في حضوره، لولا الضغوط الدولية.

ولعل الطرفان يدركان أن الحل ليس في جنيف، فالنظام السوري يراهن على أن الحل على الأرض، وما يزال حتى الآن أقوى الضعفاء، والمعارضة تراهن على الدعم الخارجي اللوجستي والسياسي من مجموعة أصدقاء سوريا وغيرهم. ولم يفلح المؤتمر من إيجاد حلول إنسانية لمشاكل عالقة، تخص المحاصرين وفتح ممرات آمنة لعبورهم، وإيصال الغذاء والدواء والمواد الضرورية إليهم، وإطلاق سراح المعتقلين أو المختفين قسرياً وغير ذلك، فما بالك بحل أو تسوية سياسية.

وبالمناسبة فإن الوفد الرسمي السوري كان يكرر إن هدف المؤتمر هو محاربة الإرهاب داعياً الدول والحكومات إلى الالتزام بالقرارات الدولية التي تدعو إلى التعاون الدولي لمكافحة الارهاب، في حين أن المعارضة كانت تريد التوصل إلى إرغامه على قبول هيئة انتقالية لنقل السلطة، حسبما ورد في جنيف1 المنعقد منذ ما يزيد عن عام ونصف.

- لا شكّ أن وجود تنظيمات إرهابية ومتطرفة قد شوش كثيراً على أهداف الثورة السورية التي انطلقت في 15 مارس سلمية مدنية، مطالبها الأساسية في توسيع دائرة الحريات واحترام حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية وتحقيق العدالة الاجتماعية؟.

* لا أظن أن تنظيماً مثل القاعدة أو "داعش" (الدولة الإسلامية في العراق والشام) يجمعه جامع بأهداف الثورة السورية والثورات العربية بشكل عام، وللأسف فإن بعض القوى تعتقد خطأ أن دعم القاعدة أو داعش لمواجهة خصومها الحاليين سيؤدي إلى إضعافهم، لكنها لا تدرك خطورة ذلك عليها وعلى مستقبل المنطقة.

وسواء كانت هذه القوى رسمية أو غير رسمية، إقليمية أو دولية، فإن نار التطرف والتعصب لن تقود إلاّ إلى الإرهاب والعنف، الذي تعاني منه المنطقة لدرجة مريعة، وعندما يفيض عليها ذلك، سينتقل الارهاب إلى جوارها، بل وإلى العالم وهو ما كشفته أحداث 11 سبتمبر العام 2001 في الولايات المتحدة والعديد من الأعمال الإرهابية التي ضربت أوروبا والغرب بشكل عام وهكذا.
التعصب والتطرف وليدهما الارهاب والعنف مثل الفايروس ينتقل بسرعة ويهاجم أياً كان في طريقه، ويتحوّل أحياناً إلى وباء. كاسح، إنْ لم يتم وضع حدّ له ومعالجة أسبابه.

لقد انتقل الارهاب من العراق بعد احتلاله العام 2003 إلى بعض دول المنطقة وضرب هنا وهناك، في الاردن ومصر وبعض دول الخليج، وقد زادت كثافته بعد اندلاع الثورة السورية، فانتقل من العراق إلى الشام وعاد من الشام ليضرب في صحراء الأنبار وصولاً إلى بغداد، ولم ينسَ أن يطعن في الخاصرة اللبنانية مخلفاً حالة من الانفلات في ظل غياب أو ضعف الدولة.

الإسلاميون والثورة
- الجميع شارك في الثورات العربية وإن كانت مشاركة القوى الإسلامية في البدايات أقل حضوراً، لأنها لم ترغب من إنزال قواها كاملة إلى الميادين، لعدم ثقتها بإمكان إحراز النصر في المعركة مع الأنظمة، لهذا لم ترغب في المغامرة، ولكنها عندما شعرت أن النصر قاب قوسين أو أدنى، اندفعت بقوة للإمساك بتلابيبه؟

* أعتقد أن سبب نجاح الإسلاميين في أن يكونوا القوة الأولى في معظم البلدان العربية، يعود إلى أنهم الفئة الأكثر تنظيماً، ولأن القمع طال لسنوات القوى اليسارية والعروبية، وظلّت لدى الإسلاميين فرصاً كبيرة يتم استخدامها يومياً وهي الجوامع والمساجد والمراكز والجمعيات الخيرية التي أسسوها وهي مرافق تقليدية لا يمكن للحكومات أن تقفلها أو تتجاوز عليها، أولاً لمحاباتها للمشاعر العامة، وثانياً لأنها لا تريد إعطاء انطباع وكأنها ضد الدين، وهي مسألة مثيرة في العالم العربي، على الرغم من القمع الشديد الذي تعرضت له القوى الإسلامية، لاسيّما تلك التي حاولت استخدام العنف لحل النزاع أو لحسم الصراع مع السلطات.

وهكذا فازت القوى الإسلامية والسلفية في مصر وتونس وقبل ذلك في المغرب، وهي القوى المؤثرة في ليبيا وقوى مهمة في اليمن، أما في سوريا فإضافة إلى النفوذ التاريخي لحركة الأخوان (التي تعرّضت إلى ضربات موجعة منذ أوائل الثمانينيات) فقد ظهرت قوى باسم داعش وقبل ذلك تنظيمات القاعدة ومتفرعات بأسماء مختلفة، وخصوصاً المسلّحة منها.

كما إن القوى الإسلامية تحكم في باكستان وإيران وعلى الرغم من ابتعادها عن السلطة في أفغانستان، فإن نفوذها قوي جداً في السلطة وخارجها (في المعارضة)، وهي تحكم في تركيا (امتداداً لحركة الأخوان- حزب العدالة والتنمية) منذ العام 2002، وهي حاكمة في العراق منذ العام 2003 (حزب الدعوة والقوى الإسلامية الأخرى، لاسيّما الشيعية) وهي تحكم نصف لبنان (حزب الله) ونصف فلسطين (حماس في غزة) وتحكم في السودان منذ العام 1989.

والتيار الإسلامي قوة مهمة وأساسية في الأردن، وقوة مؤثرة في بعض دول الخليج (البحرين بشكل خاص- حركة الوفاق) وكذلك في الكويت، ولديها عدد من البرلمانيين، إضافة إلى ذلك فإن وجودها في الجزائر على الرغم مما تعرّضت له من ملاحقات، قوي جداً، وكذلك نفوذها في موريتانيا كبير، دون أن ننسى دورها القيادي في الصومال ومالي وهكذا.

ولهذا فإن هذا النفوذ الكبير جداً للقوى الإسلامية، هو الذي دعا قوى غربية من موقف براغماتي، ولاسيّما بعد إقالة الرئيس محمد مرسي إثر الاحتجاجات الشعبية العارمة في مصر بدعم من الجيش، إلى أن تتوقف لإعادة بعض حساباتها بما فيها المساعدة الأمريكية السنوية لمصر، ومثل هذا الأمر يحتاج إلى جهود مضنية لإعادة تركيب الخارطة السياسية، ليس بالاستبعاد أو الإقصاء، ولكن بوضع ضوابط ومعايير، ناهيكم عن اتباع عدد من الإجراءات التي من شأنها نشر الثقافة المدنية والديمقراطية من خلال التربية والتعليم، وهذا يتطلب إعادة النظر بالمناهج الدراسية، وكذلك إصدار تشريعات جديدة وإعادة النظر بما هو قائم من تشريعات تتعارض مع الشرعة الدولية لحقوق الإنسان، فضلاً عن إصلاح الأنظمة القانونية بشكل عام والقضائية بشكل خاص، ناهيكم عن الأجهزة الأمنية، ويحتاج الأمر إلى جهود في مجالات الإعلام والمجتمع المدني وغير ذلك.

الدور الإسرائيلي
- هناك من يتذرع بالقول إن ما يجري من مخططات سياسية وإرهابية هو من صنع الدول الغربية خصوصا أمريكا لحماية إسرائيل ومصالحها وأمنها في المنطقة؟

* ليس بعيداً ما يجري في عالمنا العربي عن دور "إسرائيل"؛ فهي موجودة بأشكال مختلفة بل ومؤثرة أحياناً، على نحو منظور أو غير منظور، ولعلّ استمرار التنكر لحقوق الشعب العربي الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة الدولة الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس، ناهيكم عن محاولات الولايات المتحدة فرض الهيمنة وسياسات الاستتباع ومصادرة ونهب الثروات العربية، يدفع بالعديد من القوى، ولاسيّما للشباب في ظل الفقر والأمية، للانخراط بأعمال التعصب والتطرف والإرهاب، وهي ملازمة دائماً لتلك الأسباب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية والدينية والنفسية، التي يسببها غياب العدالة.


- كيف تقيم الوضع في مصر وما هو مصير الاخوان بعد نجاح الاستفتاء؟
* نجح الاستفتاء الذي أجري في 14و15 يناير الفائت (2014) بنسبة 98 % من مجموع المصوتين الذين زاد على 38 %، في حين كانت نسبة المصوّتين على دستور الإخوان (ديسمبر 2012) 64 % من مجموع المصوّتين 33 %، وتعتبر نسبة المشاركة المصرية الحالية غير مسبوقة، وهذه النسبة تعني انحسار نفوذ الأخوان بسبب الأخطاء والثغرات التي رافقت سياساتهم خلال عام من حكم الرئيس محمد مرسي، خصوصاً محاولات "أخونة" الجيش والقضاء وأجهزة الدولة، لكن انفجار الشارع ضدهم وبدعم من الجيش وضع حد لحكمهم، إضافة إلى أعمال عنف وإرهاب جاءت بعد إبعادهم عن السلطة، الأمر الذي دفع الشارع المصري بسليقته للانحياز إلى جانب القوى التي وقفت ضدهم، ولكن ذلك لا يعني عدم وجود شعبية لهم، أو إن من الضروري إقصائهم وعدم مشاركتهم .

ولعلّ شجاعة المنتصر تقتضي مشاركة المهزوم وليس الانتقام منه، الأمر الذي يحتاج إلى مشاركتهم في المستقبل بعد تعهدهم بالتخلي عن العنف كوسيلة لحلّ الصراع السياسي، وذلك بغض النظر عن فوزهم في الانتخابات سابقاً. ولعلّ بارومتر الشارع المصري تحرّك سريعاً، وكانت درجة حرارته عالية جداً، وهو ما قاد لتحوّله من التصويت لهم، إلى التصويت لخصومهم.

احترام مكونات المجتمع
- ما هو وضع الأقليات في مثل هذه الظروف السياسية في بلدان الصراع كسوريا والعراق ولبنان ومصر؟

* عانت "الأقليات" من مشكلات كبيرة بعدما سمّي بالربيع العربي، وقد كتبتُ الكثير من الدراسات والمقالات التي تدافع عنهم وتظهر معاناتهم، منها كتابان صدر لي الأول بعنوان: "المسيحيون والربيع العربي" والثاني بعنوان: "المسيحيون ملح العرب".

وبالمناسبة فإنني لا أميل إلى استخدام مصطلح الأقليات لأنه يحمل في ثناياه ما يؤدي إلى الانتقاص أو الاستصغار من مجاميع ثقافية دينية أو إثنية أو سلالية أو لغوية بزعم أنها أقليات، لأنها في نهاية المطاف تعبّر عن تنوّع ينبغي احترامه على قدم المساواة مع المكوّنات الأخرى. وقد استخدمت الأمم المتحدة مصطلح الأقليات في العام 1992 بالاعلان العالمي الخاص بحقوق الأقليات، كما استخدمته في العام 2007 بالاعلان العالمي عن حقوق الشعوب الأصلية، وورد ذكره في العديد من الوثائق الدولية، وعندي أن مصطلح الأقلية والأغلبية يتعلق بالجماعة السياسية، الحزب، التكتل، البرلمان ولا ينطبق على التكوينات والمجاميع الثقافية ذات الخصوصية.

تعرّض المسيحيون في العراق بشكل خاص إلى أعمال عنف وإرهاب طالت الكنائس والأديرة والمرافق الدينية والمناطق السكنية والأفراد، مثلما تعرضوا كذلك في سوريا وخصوصاً من الجماعات الإرهابية، ويتعرض دورهم في لبنان إلى الاضعاف منذ الحرب الأهلية وكذلك فإن عددهم يتناقص في فلسطين، فبعد أن كان ما يزيد على 20 % أصبح اليوم يقل عن 1.5 % وكان في مدينة القدس وحدها التي يجري تهويدها على قدم وساق في السنوات الأخيرة، ما يزيد عن 50 ألف مسيحي، وإذا بها اليوم يقل عددهم عن 5 آلاف، وتضاعفت الهجرة المسيحية من العراق وسوريا ولبنان، إضافة إلى فلسطين.

كما أن وضعهم في مصر ليس بأحسن حال، وتعرضوا خلال النظام السابق وما بعد التغيير، إلى مضايقات وأعمال عنف متكررة، الأمر الذي يطرح مسألة مسيحي الشرق على بساط البحث، مثلما هي مشكلة الإيزيديين في العراق وكذلك الصابئة المندائيين الذين يعانون هم أيضاً من عمليات استئصال وهجرة، كما يعاني التركمان من محاولات التهميش وأعمال عنف مستمرة في مناطقهم، ولاسيّما في كركوك وتلعفر وتوزخورماتو وغيرها.

لا يمكن الحديث عن تغيير حقيقي دون احترام حقوق جميع المكوّنات وبأفق دولة المواطن، الفرد، لا على أساس التقسيم الديني أو الطائفي أو الإثني، بل على أساس أفراد متساويين ولهم الحقوق والواجبات ذاتها، ويتم التعامل معهم وفقاً للكفاءة وتكافؤ الفرص، وليس بزعم " الأغلبية" و"الأقلية" والمكوّنات وغير ذلك.

إسلاملوجيا
- ألا ترون أن القوى الإسلامية التي بدأت تروع العالم تشوه صورة الإسلام وتجعله في نظر شعوب العالم مثلا للعنف والإرهاب؟

* نعم بعض الفئات الإسلاموية أخذت تشوه صورة الإسلام، باستخدامها تعاليمه السمحاء باعتبارها آيديولوجيا "إسلاملوجيا" مثلما تحاول الدعاية الغربية السائدة استخدام "الإسلاموفوبيا" أي الرهاب من الإسلام فزّاعة لإخافة الآخرين. ما نحتاج إليه أن نقدّم الإسلام كما هو مثل الأديان الأخرى، مع تأكيد حرّية العبادة والضمير وحق الاعتقاد وحق ممارسة الشعائر والطقوس دون إكراه "لا إكراه في الدين" وعلى أساس التآزر والتواصي والتراحم واحترام الحقوق والحريات بعيداً عن أعمال العنف والارهاب، وذلك يحتاج إلى نشر الثقافة الحقوقية والديمقراطية، والعمل على اجتثاث الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لتفشي هذه الظاهرة المشينة، واستنفار قوى المجتمع الحيّة للوقوف ضدها، وتقديم صورة جديدة ومشرفة عن الإسلام الحقيقي بعيداً عن أصابع المفسرين والمؤلين واصحاب المصالح ودعاة الغلو والتطرّف.

فالدين معاملة ومسامحة وهما الأساس، وعلينا وضع الإسلام على سكّة التطور وسمة العصر، بدلاً من محاولة العودة إلى الوراء لنحو 1400 عام بحجج ومزاعم شتى، فالشعوب والأمم الحيّة، هي ما تتطلع إلى المستقبل مستفيدة من تاريخها المشرق، دون أن يعني ذلك عدم نقد الماضي وما حمل من أخطاء ونواقص وممارسات سلبية.

- كباحث ومحلل سياسي كيف ترون صورة عام 2014 في العالم العربي؟
* العالم العربي سيشهد انتخابات في العديد من بلدانه في العام 2014 وسيكون صندوق الاقتراع حاسماً، وننتظر انتخابات في الجزائر في 17 إبريل وانتخابات في العراق في 30 أبريل وانتخابات في سوريا (لم تحسم بسبب الوضع الأمني ونتائج مؤتمر جنيف 2 العائمة) وانتخابات في مصر (للرئاسة ومجلس الشعب- نهاية العام 2014) وانتخابات في تونس (نهاية العام 2014) وانتخابات في اليمن (نهاية العام الجاري) وانتخابات في لبنان (مايو2014) وإذا لم تتم انتخابات رئاسية، فسيحصل فراغ دستوري (الحكومة غائبة حتى الآن- وهذه الحكومة القائمة هي حكومة تصريف أعمال، والبرلمان جدّد لنفسه لعام وبضعة أشهر والرئيس سيغيب في شهر أيار (مايو).

سيكون العام 2014 موسماً للانتخابات العربية، فعسى أن تتحول الثورة من العمل المسلح إلى صندوق الاقتراع، وهو ما أخذت به أمريكا اللاتينية، حيث فازت القوى اليسارية في خمسة بلدان، بعد أن كان الصراع العنفي هو السائد، فتحوّل الصراع ليصبح سلمياً وعبر صندوق الاقتراع.

الدكتور حسين شعبان في سطور

أكاديمي ومفكر من الجيل الثاني للمجددين العراقيين. تعكس مؤلفاته وكتبه ومساهماته المتنوعة انشغالات خاصة بالفكر القانوني والديمقراطية والإصلاح والمجتمع المدني، واهتمامات فكرية لتطوير الفهم المتجدد لقضايا حقوق الإنسان ونشر ثقافته وخصوصا عبر وسائل الإعلام.

- ولد في مدينة النجف الأشرف بالعراق يوم 21 مارس 1945 لأسرة عربية كبيرة يعود أصلها إلى اليمن (جبل النبي شعيب عليه السلام)، وهي بطن من حمْيَر القحطانية ولعشيرة آل شعبان رئاسة الخدمة في حضرة الإمام علي رضي الله عنه منذ قرون.

- درس وتعلّم في مسقط رأسه ثم استكمل دراسته الجامعية في بغداد وتخرج من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة بغداد، وواصل دراسته العليا في براغ، ونال درجتي الماجستير والدكتوراه (مرشح علوم) في القانون (دكتوراه فلسفة في العلوم القانونية) من أكاديمية العلوم التشيكوسلوفاكية.

- مختص في القانون الدولي وخبير في ميدان حقوق الإنسان واستشاري في عدد من المنظمات والدوريات الثقافية والإعلامية، وعضو في عدد من المنظمات العربية والدولية.

- له مكتب استشاري قانوني خاص في لندن وبيروت.
- صدر له نحو 50 كتابا في القانون والسياسة الدولية وفي الإسلام والقضايا الفكرية وفي الصراع العربي الصهيوني وفي الثقافة والأدب منها: السيادة ومبدأ التدخل الإنساني، جامعة صلاح الدين، أربيل (العراق) 2000، كتاب: الاختفاء القسري في القانون الدولي: الكخيا نموذجا، شؤون ليبية، واشنطن، 1998. الصهيونية المعاصرة والقانون الدولي، ط1 مركز الدراسات الفلسطينية، ط2 دار الجليل، دمشق 1985. القضايا الجديدة في الصراع العربي الإسرائيلي دار الكتبي، بيروت، 1987. الانتفاضة الفلسطينية وحقوق الإنسان، دار حطين، دمشق، 1991. المدينة المفتوحة.. مقاربات حقوقية حول القدس والعنصرية، دار الأهالي، دمشق، 2001.



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استمرار الصراع في سوريا هو مصارعة على الطريقة الرومانية
- نتنياهو وتصريحات كيري!
- الحزين الذي لم تفارقه الإبتسامة
- التباس مفهوم -الأقليات-
- الأنبار . . الإرهاب والأسماك الخبيثة
- دستور تونس والعقدة الدينية
- من أين ظهر هذا التنين؟
- المعايير الدولية للمحاكمة العادلة: قراءة في الفقه القانوني ا ...
- رحل العروبي -الأبيض- !
- “الوجه الآخر” لتركيا
- جنيف 2 واستعصاء الحل!
- النجف في الجامعة اليسوعية
- مغارة -علي بابا- الأسوأ من ووترغيت!
- دستور مصر: في الطريق إلى الاستفتاء !
- جدليّة الكولونيالية !
- العودة إلى ما قبل أوسلو
- تركيا وبرزخ «الفساد»!
- صفاء الحافظ وصباح الدرّة :ثلاثون عاماً على الإختفاء القسري
- أحقاً هي السلطة الرابعة؟
- هل استوطن الإرهاب في العراق؟


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عبد الحسين شعبان - مصر تحتاج إلى مشاركة المهزوم لا الانتقام منه