أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - من أين ظهر هذا التنين؟














المزيد.....

من أين ظهر هذا التنين؟


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 4355 - 2014 / 2 / 4 - 22:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هذا هو العالم العربي الذي منذ أن يستيقظ فيه الإنسان وحتى يأوي إلى فراشه ليلاً يسمع أخبار المفخخات وأنباء التفجيرات وحكايات عن قطع الرؤوس، وقبل ذلك تجتاحه سيول وأمطار من أفكار وفتاوى تحمل معها أنواع التأثيم والتجريم والتحريم وغيرها، بالتحريض على القتل أو تشريعه!.
كل ذلك يتم باسم الدين، أحقاً هذا هو الإسلام، أم محاولة لمصاصي الدماء وحاملي السيوف وواضعي الأحزمة الناسفة والانتحاريين، للعودة بنا إلى ما قبل التاريخ، خصوصاً حينما يواجه التخلف صدمة الحضارة ومأزق انفجار الثورة العلمية – التقنية، التي شهدت في مرحلتها الأخيرة تطوّراً هائلاً في عالم المواصلات والاتصالات، وطفرة رقمية لها لما يعرف بالديجيتل، ناهيكم عن تكنولوجيا المعلومات والإعلام التي تتطور بسرعة خاطفة.
لماذا في البلدان العربية وبعض البلدان الإسلامية يتم كل ذلك؟ ولمصلحة من ؟
لماذا يُراد إفراغ الإسلام وهو دين سماحة واعتدال وتواصٍ وتآزر ورحمة ومودة وتكريم للإنسان، من محتواه وتحويله إلى مجرد تعاويذ أو أدعية أو خزعبلات تقصف العقول، وتحاول ضخ الأدمغة بالأفكار التي تزرع الكراهية والحقد وتشجع على العنف والارهاب، ولعلّ لا همّ لبعض القوى المتأسلمة سوى العودة إلى القرون الوسطى، بل إلى عهود الجاهلية السوداء بذرائع مختلفة، من قندهار إلى بغداد.
لماذا إذاً يضرب لبنان كل أسبوع أو اسبوعين، بتفجير هنا وآخر هناك، ولماذا يستمر القتل والنزوح والهجرة واللجوء من سوريا، ويستمر مسلسل العنف في العراق، ابتداءً من بغداد ووصولاً إلى الموصل، مروراً بالفلوجة والرمادي وصلاح الدين وتعريجاً على كركوك وتوزخورماتو وديالى، إذ لا يمرّ يوم الاّ وتزداد خارطة الدم اتساعاً وقتامة، وهكذا هو الحال في مصر التي أخذت التفجيرات تنتقل من سيناء إلى وسط القاهرة ومن السويس إلى الاسكندرية، على الرغم من محاولة إسدال صفحة جديدة على التطور السياسي في البلاد بالاستفتاء على الدستور الجديد، وشهدت ليبيا تفجيرات واختطاف دبلوماسيين واحتجاز رئيس الوزراء وقتل عسكريين وضباط ومسؤولين أمنيين، هم من يحمي المواطن، فكيف إذا كانوا هم أنفسهم غير محميين؟ كما ارتفعت وتيرة العنف في اليمن التي كان آخرها مقتل ممثل الحوثيين في مؤتمر الحوار الوطني الدكتور أحمد شرف الدين، وعشية التوقيع على وثيقة الحوار التاريخية التي ستعيد تأسيس اليمن كدولة اتحادية وعلى أساس توافق وطني سلمي، بنجاح المبادرة الخليجية.
وفي تونس وعلى الرغم من النجاح الذي تحقق بإعداد دستور عصري لدولة مدنية وعلى أساس توافق وطني، فإن يد الاغتيال السياسي لا تزال ممدودة والعبث بأمن البلاد مستمر، باستهداف معارضين وقيادات مدنية أو ضباط ورجال شرطة وغيرهم ممن هم مكلّفون بحماية الأمن.
أما في سوريا فإن العنف ضرب البلاد في الصميم ويستمر مسلسل الموت ومشهد الضحايا، قتلى ونازحين ولاجئين ومحاصرين، والكل يدفع الثمن. وعلى الرغم من انعقاد جنيف 1 والاتفاق على مشروع لنقل السلطة وتشكيل هيئة انتقالية ومن ثم جنيف 2، فإن الحلّ لا يزال مستعصياً، وليس هناك في الأفق من إمكانية لتسوية تاريخية، خصوصاً وقد بدت المسألة السورية وكأنها مصارعة على الطريقة الرومانية التي لن تنتهي الاّ بوصول الطرفين إلى حافة الموت، بعد إرهاق وإعياء وانسحاق.
وغالباً ما يتم السؤال لماذا في البلدان العربية وبعض البلدان الإسلامية يتم كل ذلك؟ ولمصلحة من؟ ومن هي القوى التي بإمكانها القيام بذات الدور في جميع هذه البلدان، وبنفس الأساليب أحياناً؟ وهل بمقدور تنظيم مثل القاعدة أو "داعش" أو غيرهما من الجماعات الارهابية القيام بكل ذلك دون أن تخضع للردع الحقيقي، وليس لمطاردات بعضها يبدو وكأنه أقرب إلى فيلم يظهر فيه "البطل" ويختفي ليظهر فجأة في مكان آخر، وهكذا تنتقل هذه المجموعات الإرهابية من مكان إلى آخر.
الجهة ذاتها التي تضرب في القاهرة وفي كراتشي ونيودلهي، مثلما في سامراء أو الفلوجة أو تلعفر أو البصرة أو الحلة، وهي ذاتها التي تصل إلى فولغوغراد، وهي ذاتها التي تنتقل إلى حلب وإلى صحراء الأنبار مثلما تتحرك من المغرب العربي وإليه، ومعها كل هذا السلاح وأنواع من جواز السفر وكميات لا حدود لها من النقود، وتسير مثل الوباء دون أن توقفه حدود أو مخافر.
وقد أصبح كل ما يقوم به الارهاب الدولي، يتخذ من تنظيم القاعدة مرجعية أو غطاءً، حتى وإن كان في هيكلية أخرى واسماً آخر، بتنسيق أو دون تنسيق، لكن من المهم توظيف ذلك لخلق نوع من الكاريزما الإرهابية على العمل الذي تقوم به، وهو ما كان معتمداً من جانب تنظيم القاعدة الأول الذي أسسه أسامة بن لادن، وليس بمعزل عن معرفة تفاصيل ذلك من جانب الأجهزة الاستخبارية الأمريكية أيام محاربة الشيوعية في أفغانستان، ومواجهة الاحتلال السوفييتي، حيث أخذت الخيوط تتشابك اليوم لدرجة الاندغام.
إنه نوع من الكوندومينيوم السرّي المتصل بين عواصم متباعدة وبظروف تاريخية مختلفة، فكيف تمرّ قوافل الارهابيين دون اعتراض، وتدخل هذا البلد أو ذاك وكأنها فاتحة أو ذاهبة إلى نزهة، لاسيّما باستمرار غسل الأدمغة والعقول وحشوها بكل ما له علاقة بالتعصب والتطرف والغلو، وإلغاء الآخر أو استئصاله أو تهميشه، بمن فيهم بعض من عاش في الغرب، وبعضهم ولد فيه؟ ثم كيف يتم نقل الأسلحة وتدويرها من وإلى تونس وموريتانيا والجزائر والمغرب وليبيا ومصر ولبنان وسوريا والعراق واليمن وأفغانستان وباكستان، دون أن ننسى مالي وتشاد والصومال، وكذلك بعض دول الخليج؟.
لعلّها خارطة واسعة لحركة تتخذ من الإسلام "عنواناً" حتى وإن جاءت بصيغ وأسماء مختلفة، بعيداً عن قيم الإسلام ومثله العليا، فلا يمكن لغاية شريفة اتباع وسيلة غير شريفة، سواء ارتدت عباءة الإسلام السياسي أو اختفت وراء شعاراته حتى وإن كانت تفسيراتها تعود إلى عصور الظلام.
*باحث ومفكر عربي



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعايير الدولية للمحاكمة العادلة: قراءة في الفقه القانوني ا ...
- رحل العروبي -الأبيض- !
- “الوجه الآخر” لتركيا
- جنيف 2 واستعصاء الحل!
- النجف في الجامعة اليسوعية
- مغارة -علي بابا- الأسوأ من ووترغيت!
- دستور مصر: في الطريق إلى الاستفتاء !
- جدليّة الكولونيالية !
- العودة إلى ما قبل أوسلو
- تركيا وبرزخ «الفساد»!
- صفاء الحافظ وصباح الدرّة :ثلاثون عاماً على الإختفاء القسري
- أحقاً هي السلطة الرابعة؟
- هل استوطن الإرهاب في العراق؟
- البحرين: إضاءات على طريق الوحدة الوطنية والتغيير والعدالة!
- رذيلتان لا تنجبان فضيلة
- عبد الرحمن النعيمي اليساري الأكثر اعتدالاً: حين يعجن وسيلته ...
- مانديلا وثلاثيته الأثيرة!
- براغ والقدس
- نيلسون مانديلا .. الأسود الأكثر نصاعة
- موسم الانتخابات العربية


المزيد.....




- في وضح النهار.. فتيات في نيويورك يشاركن قصصًا عن تعرضهن للضر ...
- برج مائل آخر في إيطاليا.. شاهد كيف سيتم إنقاذه
- شاهد ما حدث لمراهق مسلح قاد الشرطة في مطاردة خطيرة بحي سكني ...
- -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- صفحات ومواقع إعلامية تنشر صورا وفيديوهات للغارات الإسرائيلية ...
- احتجاجات يومية دون توقف في الأردن منذ بدء الحرب في غزة
- سوريا تتهم إسرائيل بشن غارات على حلب أسفرت عن سقوط عشرات الق ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- الجيش السوري يعلن التصدي لهجوم متزامن من اسرائيل و-النصرة-


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - من أين ظهر هذا التنين؟