أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - مغارة -علي بابا- الأسوأ من ووترغيت!



مغارة -علي بابا- الأسوأ من ووترغيت!


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 4341 - 2014 / 1 / 21 - 01:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا تلتجئ دولة عظمى بحجم الولايات المتحدة وثقلها المادي والمعنوي، إلى تقنيّة السجون السرّية، على الرغم من كلّ ما في تلك الممارسات من انتهاكات فظّة وسافرة لقيم حقوق الإنسان التي تستمر في رفع راية الدفاع عنها؟
الأمر يذكّر بفضيحة ووترغيت وهي وإنْ كانت فضيحة سياسية من العيار الثقيل تخص الرئيس نيكسون في التجسس على مكاتب الحزب الديمقراطي، الاّ أن فضيحة السجون السرّية هي فضيحة أمريكا كلّها في العالم أجمع. وهذه تتعلق بصدقية واشنطن وسياساتها وعلاقاتها الخارجية.
ولهذا السبب كانت الإدارة الأمريكية شديدة الحرص على إضفاء السرّية المطلقة على سلوكها غير الشرعي وغير القانوني لأنها تدرك التبعات القانونية والأخلاقية، لتلك الأعمال، ففي حين تزعم أنها تمثل قيم العالم الحر والرفاه والحريات والحقوق الإنسانية وتحملها إلى العالم أجمع، وإذا بها تقوم بممارسات تعود إلى العصور الوسطى.
لم يكن "المُعادون" لأمريكا هم من كشف حقيقة السجون السرّية، بل كان الإعلام الأمريكي الحرّ الذي لعب دوراً طليعياً في فضح تلك الممارسات اللاإنسانية، وإزاحة الستار عن ماساة حقيقية، حيث تعرّض بسببها أكثر من 9 آلاف معتقل للاختفاء القسري، ناهيكم عن أنواع مختلفة من التعذيب النفسي بشكل خاص، إضافة إلى التعذيب الجسدي أيضاً.
من الناحية القانونية لا يوجد أي تفويض قضائي من الجهات الرسمية الأمريكية، بحيث يسمح لوزارة الدفاع "البنتاغون"، أو لوكالة المخابرات المركزية الـ CIA، باحتجاز أو إخفاء أو خطف شخص ما أجنبي قسرياً أو القيام بنقله وإيداعه لدى دولة ثانية أو التحقيق معه، ولا شكّ أن القضاء الأمريكي مثله مثل الإعلام، يحظى بنوع من الصدقية لا يمكن نكرانها، خصوصاً فيما يتعلق بالتعارض مع المثل العليا للحقوق والحريات والقيم الإنسانية، التي يعتز بها "المواطن" الأمريكي.
وإذا حاولنا استذكار ما حصل من أساليب لاستجواب المعتقلين العراقيين في سجن أبو غريب، أو لسجناء غوانتانامو أو قلعة جانكي، فإن بعض التبريرات التي قيلت في حينها كانت فضيحة أخلاقية وقانونية بكل معنى الكلمة، لاسيّما تلك التي نُسبت إلى تعليمات عليا بجواز استخدام بعض الأساليب غير المسموح بها لانتزاع الاعترافات، وكان وقع الفضيحة كبيراً ومجلجلاً عند انكشاف السجون السرّية الطائرة، في بولونيا ورومانيا، لإيداع معتقلين خطرين من تنظيمات القاعدة كما قيل، يضاف إلى ذلك انكشاف حقيقة السجون السرّية العائمة، وسط البحر في بواخر وسفن خاصة، خارج نطاق الرقابة الدولية، وهو ما يذكّر بالعصر الفيكتوري في انكلترا حسب مؤسسة ريبريف المهتمة بقضايا المحاكمات العادلة.
وعلى الرغم من أن المعتقلين في غوانتانامو وأفغانستان والعراق قد تلقّوا زيارات من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الاّ أن بعضهم اختفى تماماً، كما يفصح عن ذلك مسؤولين أمريكان في الأجهزة الأمريكية المعنية، كما تم ذكره في تقرير للجنة مجلس الشيوخ الأمريكي عن الانتهاكات المرتكبة في السجون السرّية.
وإذا كان هذا قد أصبح جزءًا من "الماضي" بمرور نحو عشر سنوات وإنْ كان لا يسقط بالتقادم باعتباره جريمة ضد الإنسانية، لكن الجزء الآخر والأهم منه ظلّ مستمراً، فقد أقدمت وكالة المخابرات المركزية في مطلع العام 2013 إلى إعادة تحريك مسألة السجون السرية، حيث اختطف شخصان وأودعا في سجن سرّي في بولونيا. وتشير التقارير إلى أن هناك تباطؤاً قصدياً في تأخير التحقيق معهما حيث يحتجزان بصورة غير مشروعة ولا قانونية، وهو ما عبّر عنه محامي الدفاع ميكولاي بيترزال، عن المواطن السعودي عبد الرحيم الناشري وزميله الفلسطيني المدعو أبو زبيدة.
وقد كشف الخلاف بين لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ الأمريكي، وبين وكالة المخابرات المركزية، بخصوص وسيلة التعذيب الجديدة "الإيهام بالغرق" الذي استخدمته الأخيرة لاستجواب المُشتبه بهم، وخصوصاً في فترة الرئيس جورج دبليو بوش، عن حجم التعارض بين الجهتين، وقد نشرت وكالة رويترز شيئاً من هذا التقرير المعروف "بمغارة علي بابا" المعلوماتية والمتعلق بالسجون السرية، والذي كان برئاسة" ديان فنستاين"، السيناتورة الديمقراطية، ولعلّه يقترب من تقرير لجنة وارين الخاصة باغتيال كنيدي العام 1963، حيث لا زالت الخيوط متشابكة ومتداخلة، ولا يرجّح أن يظهر إلى العلن كل ما فيه بسبب الحرص على الأمن القومي الأمريكي، ولكن في كلا الأحوال سيبقى الصراع قائماً بين موضوع الأمن والحرية، والأمن والكرامة، والأمن واحترام حقوق الإنسان.
وقد أعاد الاختفاء القسري لأبو أنس الليبي الملف الحقوقي للمختفين قسرياً وللسجون السرية الطائرة والعائمة في الولايات المتحدة وحلفائها بغض النظر عما ارتكبه بعض هؤلاء من أعمال إرهابية، وذلك لأن السياسة الخارجية الأمريكية التي تقوم على مكافحة الإرهاب كمهمة عاجلة، أخذت تبرّر كل شيء، من استخدام طائرت بدون طيار، كما يحصل في الباكستان واليمن وغيرها، واختطاف أشخاص وتغييبهم كما حصل في ليبيا ونقلهم إلى سجون سرّية، ناهيكم عن غزو بلدان واحتلالها، كما حصل لأفغانستان العام 2001 والعراق العام 2003.



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دستور مصر: في الطريق إلى الاستفتاء !
- جدليّة الكولونيالية !
- العودة إلى ما قبل أوسلو
- تركيا وبرزخ «الفساد»!
- صفاء الحافظ وصباح الدرّة :ثلاثون عاماً على الإختفاء القسري
- أحقاً هي السلطة الرابعة؟
- هل استوطن الإرهاب في العراق؟
- البحرين: إضاءات على طريق الوحدة الوطنية والتغيير والعدالة!
- رذيلتان لا تنجبان فضيلة
- عبد الرحمن النعيمي اليساري الأكثر اعتدالاً: حين يعجن وسيلته ...
- مانديلا وثلاثيته الأثيرة!
- براغ والقدس
- نيلسون مانديلا .. الأسود الأكثر نصاعة
- موسم الانتخابات العربية
- الجاسوس والجاسوسية!
- التغيير: الشرعية ونقيضها
- الإعلام والإرهاب: السالب والموجب !
- الروس قادمون.. نعم ولكن
- من هو قاتل عرفات!؟
- حقوق المرأة والخلاف في الجوهر


المزيد.....




- مصادر توضح لـCNN ما يميل إليه ترامب للتعامل مع إيران: الحل ا ...
- رويترز: قمة مجموعة السبع تخلت عن نيتها إصدار بيان مشترك حول ...
- طهران على صفيح ساخن مع تحذيرات إسرائيلية وأمريكا من تدخل وشي ...
- واشنطن تعزّز جاهزيتها العسكرية.. هل نحن أمام تحول استراتيجي ...
- التصعيد الإيراني الإسرائيلي - صافرات الإنذار تدوي في تل أبيب ...
- لقطات تظهر فشل منظومة الدفاع الإسرائيلية بالتصدي لصاروخ إيرا ...
- نتنياهو يتحدث هاتفيا مع ترامب بعد اجتماعه مع كبار مسؤولي إدا ...
- خامنئي: المعركة بدأت ولن نساوم الصهاينة أبدا
- ترامب ينذر إيران.. -استسلام غير مشروط-
- انذارات واسعة في إسرائيل بعد تجدد القصف الإيراني وانباء عن ر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - مغارة -علي بابا- الأسوأ من ووترغيت!