أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - يوسف ابو الفوز - قصة ملف














المزيد.....

قصة ملف


يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 1246 - 2005 / 7 / 2 - 11:13
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


بعد سقوط النظام الديكتاتوري البغيض، تكشف الكثير من الحقائق، وبانت بشاعة الجرائم المرتكبة من قبل المؤسسات الامنية للنظام الذي طالما تشدق وبديماغوجية بغيضة بإنسانيته وديمقراطيته، التي لم تكن سوى الموت والتغييب لخيرة ابناء وطننا وشعبنا تحت مختلف الذرائع والتهم.
عبر الوثائق التي تم الحصول عليها، سنقلب معا واحدا من هذه الملفات التي تبدأ برسالة وصلت الى المدعو (احمد حسين خضير السامرائي) الذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء في ايام كتابة الرسالة التي حملت تاريخ 30 /6/1994 كاتب الرسالة هو القاضي الامريكي، من ولاية الينوي، السيد (توماس جي رسل)، والذي ومن باب معرفته بأصول عمله القانوني حرص ان يكتب رسالته بلغة حضارية ذات منحى انساني، ومن سطورها يتضح لنا انه مدرك جيدا لطبيعة السلطة الفاشية الديكتاتورية فكتب بطريقة يستفز بهم حرصهم على سمعة النظام الحاكم الدولية، اذ لا ينسى القاضي الامريكي تذكير سلطات النظام بان التعاون في حل القضية سيساهم "في تعزيز محاولات رفع الحصار الاقتصادي" وأيضا "سيكون دليلا مقنعا للمجتمع الدولي بان القيادة العراقية حريصة على حقوق الانسان". ووجه نسخ من رسالته الى صدام حسين باعتباره رئيسا للجمهورية والى وزير العدل ووزير الداخلية. الرسالة تتحدث عن كون ابن القاضي البالغ من العمر 13 عاما تعرف في مدرسته الأمريكية على "فتاة لطيفة من العراق" بعمره واسمها "همسة"، ولكن القاضي ينقل المه وتعاطفه مع الفتاة التي يمتدحها "هذه الفتاة اللطيفة والمهذبة"، لكونها لم تلتق أمها لان الام ببساطة "اودعت في السجن في العراق عندما كان عمر همسة عدة اشهر فقط". وفي محاولة جادة من القاضي لمساعدة الطفلة، يطلب القاضي من سلطات النظام "نتيجة عادلة وإنسانية" لطلبه وذلك بتمكين الطفلة العراقية من لقاء امها، التي تتوفر معلومات عن كونها سجينة في سجن الامن العام في الكاظمية منذ تاريخ اعتقالها في اذار 1981، ويعرض القاضي الامريكي استعداده للسفر الى العراق وتحمل نفقات رحلته من جيبه الخاص من اجل مساعدة الطفلة للاجتماع بأمها.
لكن من هي الام السجينة؟
تذكر رسالة القاضي الامريكي ان اسم الام هو: زينب احمد حسين الالوسي، مواليد 9 /3/ 1958 رسالة القاضي الامريكي حين وصلت العراق، على عنوان القصر الجمهوري في كرادة مريم، كان "السيد احمد حسين المحترم" والموجهة اليه باعتباره رئيسا للوزراء، قد غادر كرسي رئاسة الوزراء، وعينه الديكتاتور وزيرا للمالية، وهكذا في تاريخ 30 تموز 1994، يوم وصول رسالة القاضي الأمريكي حولها وزير المالية وعبر مكتبه برسالة تحمل عبارة "سري للغاية" الى جهاز المخابرات "للتفضل باتخاذ ما ترونه مناسبا". ومحملة بالأختام والتواقيع المطلوبة وعبر سلسلة من ضباط المخابرات وصلت الرسالة وتحت عنوان "سري" الى جهاز المخابرات في رئاسة الجمهورية، وهناك وبتاريخ 5/8/1994 قدم احدهم، وكما يبدو انه الخبير في هذه الشؤون، ملخصا لموضوع رسالة وزير المالية ورسالة القاضي الامريكي مع اقتراح يقضي بإحالتها الى مديرية الامن العامة "لاتخاذ ما يرونه مناسبا"، وبعد ان دار الملف من جديد بين العديد من ضباط رئاسة المخابرات، وكل هذا توضحه وتكشفه لنا عدد التوقيعات والتواريخ المتقاربة، التي تفيد بإحالتها من اسم الى اخر، كان التوقيع الاخير وحسب التاريخ في 16 /8/ 1994 من نصيب مدير جهاز المخابرات، الذي وعلى صفحات الورق الصقيل الخاص بمخابرات رئاسة الجمهورية احال الملف الى مديرية الامن العامة، وتحت عنوان "طلب معلومات" وأيضا بهامش يقول "سري". في مديرية الامن العامة، راح الملف يدور بين الاقسام، قدمت الامن العامة تقريرها الممهور بالتواقيع، والمكتوب على ورق مديرية الامن العامة المشهور بزخرفته المتميزة في الحواشي، والمكتوب بلغة واثقة من عملها وصحة معلوماتها:
الى جهاز المخابرات
م / طلب معلومات
كتابكم/150/4/13/1/11980 في 18/8/1994 ندرج ادناه المعلومات المتوفرة عن موضوعة بحث كتابكم أعلاه.
زينب احمد حسين الالوسي ـ
مواليد 1958/ القومية عربية / الديانة مسلمة / سابقا طالبة في الجامعة التكنولوجيا (هكذا وردت في نص الكتاب) زوجها يدعى باسم كاظم كمونة/ المذكورة تم إعدامها كونها من عناصر الحزب الشيوعي العراقي العميل.
والدتها تدعى ساجدة عبد الحسين، شقيقتها تدعى لمى احمد الالوسي تولد 1956
وشقيقتها الاخرى تدعى ميسون احمد الالوسي تولد 1961 للعلم مع التقدير
مدير امن بغداد
وفي ختام الملف ترقد رسالته باقتراح: حفظ الاوليات في عامة القسم. وعلى هذا تم المصادقة والتوقيع في 3/9/1994 .
مصادر الحزب الشيوعي العراقي تقول ان النظام الديكتاتوري المجرم اعدم بعضاً من الأسماء الواردة في هذا الملف :
ام الطفلة همسة : المناضلة الشيوعية زينب احمد حسين الالوسي
واب الطفلة : باسم كاظم محمد كمونة
عم الطفلة : جودة كاظم محمد كمونة
عم الطفلة : اياد كاظم محمد كمونة
لا توجد في الملف اشارة للرد على القاضي الامريكي ، ولكننا نعرف ان القاضي استلم رده الواضح والمباشر، مثل كل ابناء شعبنا والرأي العام العالمي، حين تم الكشف عن المقابر الجماعية بعد سقوط كابوس النظام الفاشي، وعبر تلال الوثائق التي تكشف عن بشاعة ولا انسانية هذا النظام البغيض .
وما هي الا جزءاً بسيطاً من حقائق ستظل عارا في تاريخ القتلة ، ووثائق دامغة لينال المجرمون عقابهم العادل عبر المحاكم العراقية .



#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيزيدية زهير كاظم عبود
- ماذا لو مات الشيخ ابو مصعب الزرقاوي ؟
- رحيل القائد الشيوعي اليوناني المخضرم هاريلوس فلوراكيس
- نهاية حرب عالمية أم انتصارعلى الفاشية ؟
- من المسؤول عن تصاعد وتيرة العمليات الأرهابية ؟
- تداعيات البصرة : ما اشبه هذا بذاك ؟
- بين الديكتاتورية والمطر وهموم المواطن !
- في ذكرى مجزرة حلبجة: شهادة شادمان علي فتاح ــ كنتُ هنــاك !
- ماذا سنقول لـ ليلى ؟
- هل نحن بحاجة الى محاكمة صدام حسين؟
- رحيل مبكر !
- بمناسبة قرب محاكمة الدكتاتور المهزوم : -الانفال- شاهد اثبات ...
- النائمون !
- عابرو الشطوط !
- المثقفون العراقيون خارج الوطن : لماذا يتم ظلمهم ؟
- - على عنادك يا برد ! -
- الإرهاب الإليكتروني
- أفكار عن العراق والانتخابات الرئاسية الأمريكية
- إضراب السواق في العاصمة الفنلندية هلسنكي
- سكاكين التكفير !


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - يوسف ابو الفوز - قصة ملف