أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حازم شحادة - الأول على مستوى الجمهورية














المزيد.....

الأول على مستوى الجمهورية


حازم شحادة
كاتب سوري


الحوار المتمدن-العدد: 4383 - 2014 / 3 / 4 - 09:15
المحور: الادب والفن
    


الكرات الزجاجيه الصغيرة الملونة.. في بعض المناطق السوريه يطلقون عليها ( الدحل) بينما نسميها في الساحل ( الغلول).. لعبتي المفضله حتى مرحلة متقدمة من مراهقتي
الغلول لم تكن لعبة وحسب.. بل نمط حياة له ميعاد محدد من كل عام هو ( العطلة الانتصافيه).. ما أن تحين حتى أمضي نهاري بطوله ألعب الغلول في البستان.. على الرويسه.. أرض أم صلاح.. البيدر.. لم أترك مكاناً في الضيعة يعتب علي.. جميعها لعبت فيها الغلول.. لكن الرويسه كانت المركز الرئيسي.
بنطال الجينز و ( الخفافة الصينية).. ركيزتان أساسيتان من ركائز ( اليونيفورم) الخاص بلاعب الغلول الأول على مستوى الجمهوريه حازم شحادة..
برعت في كل أصنافها ( الجورة) ( البوتيات) ( الزيح) اللعب عن نقود.. كنت امارس اللعب بشغف يشبه شغف مارادونا بكرة القدم حتى أصبح لي صيت على مستوى الأحياء المجاورة فكانت تتم دعوتي لمبارزة فحولهم في اللعبة فلا أعود إلا بعد أن أجعلهم ( ينعصون).. هازماً إياهم شر الهزائم..
صديقي أيهم كان يدي اليمنى في اللعب عندما نلعبها ( شركة).. وللغلول قواعد لا بد من احترامهما من أهمها ( عدم النغح) أي عدم مد اليد أثناء تسديد الضربه باتجاه الهدف والذي غالباً ما يكون ( بوتيه) والبوتيه هي غل أو اثنان او ثلاثة حسب الاتفاق.. يقوم كل لاعب بوضعه على مسافة من بوتية اللاعب الآخر.. ومن يصيب البوتيه تصبح من نصيبه
انتبهوا ( النغح) وليس ( النكح).. مرة كنا نلعب أيهم وأنا ضد فريق مكون من شخصين.. وكان التشديد على قدسية عدم النغح لأن الخسارة ( مرة) وأوشكنا أن نخسر.. فما كان من أيهم إلا أن تبلى اللاعب الخصم واتهمه بالنغح.. علماً أنه لم ينغح

- ليش نغحتا ولا حيوان
- العمه بعيون عيونك انت بتشوف من طيزك؟ ما نغحتا

ارتفعت ساق أيهم ثلاثة أرباع المتر واستقر مشط قدمه على وجه اللاعب الخصم.. لمحت شيئاً قفز من فمه وحسبت أنه ضرس من أضراسه.. فما كان مني إلا أن اتجهت صوب شريكه ( رغم انه لم يشارك في العراك) ولكمته على وجهه من باب الاحتياط
- بدكن تفوزوا بالغش يا بهايم مهيك؟.. هات الغلول ولا..
أخذنا غنائمنا ورحلنا كأن شيئاً لم يكن.. وعندما سألت صديقي هل فعلاً كان خصمنا ( ينغح) يده أثناء التسديد.. أجاب أيهم بلا.. لكنه فضل أن نفوز بالعراك على أن نخسر.. وهذا ما كان.
استمر لعبي للغلول حتى العاشر الثانوي.. الأمر الذي كان يغضب والدي كثيراً ويجعله دائم الصراخ علي وعندما تتدخل أمي لصالحي يقول لها: (صار قد البغل ولساتو عم يلعب بالحارة غلول) بدلاً من استغلال هذا الوقت في الدراسه للفصل القادم..
كنت أدير له الأذن الصماء وهذا ما كان يزعجه.. فإن تمادى بالصراخ تركت المنزل الذي كان مكوناً من غرفة واحدة لمدة عامين.. وذهبت للعب
المدهش في عقليتي خلال تلك الفترة أنني كنت مقتنعاً تماماً أنني كلاعب غلول أثير أعجاب الفتيات.. ( تخيلوا فتاة معجبة بشاب يجلس القرفصاء مستعداً لتسديد غل باتجاه غل آخر).. لا بل إنني كنت حريصاً خلال اللعب إذا ما مرت إحداهن أن أركز في رميتي.. وأعدل في وضعيتي مع الصراخ المستمر على اللاعبين الآخرين بحجة أن الصراخ يضفي مزيداً من التألق للشخصية المراهقة..
سألني أيهم ذات مرة.. لماذا لم نستطع حتى الآن تطبيق فتيات رغم أنك لاعب الغلول الأول على مستوى الجمهوريه وأنا مساعدك الفذ الذي يهابه اللاعبون الآخرون.. في الحقيقة لم أعرف بم أجيب صديقي.. بالفعل.. على الرغم من مهارتنا كلاعبي غلول إلا أن ذلك لم يحرز أية نتيجة من الفتيات.. حتى تكديس الغلل في جيوبنا وتقصد هزها عند المشي كي تصدر الأصوات لم يكن يأتي بنتيجة..

قلت له.. لا تقلق أبو شريك.. يوماً ما سيدركن خسارتهن العظيمة بعدم تعرفهن علينا.. ستراهن يوماً ما مقبلات جماعات جماعات طلباً للود والوصال والحنية.. من لاعب الغلول الأول على مستوى الجمهوريه... وهذا.. ما لم يحدث أبداً.



#حازم_شحادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مين سمير؟
- ما تبقّى في قعر الزجاجة
- أوراقٌ.. نساء
- نافذة باردة
- رسالة إلى امرأة تشبه الشتاء
- بائع الدخان
- مع باولو كويللو في الصحراء
- مصطفى الأعور
- لا أشرب المتة مع الرئيس
- هذه ليلتي
- إغواء
- عطر امرأة
- معاون شوفير
- أثر الفراشة


المزيد.....




- حقق إيرادات عالية… مشاهدة فيلم السرب 2024 كامل بطولة أحمد ال ...
- بالكوفية.. مغن سويدي يتحدى قوانين أشهر مسابقة غناء
- الحكم بالسجن على المخرج الإيراني محمد رسولوف
- نقيب صحفيي مصر: حرية الصحافة هي المخرج من الأزمة التي نعيشها ...
- “مش هتقدر تغمض عينيك” .. تردد قناة روتانا سينما الجديد 1445 ...
- قناة أطفال مضمونة.. تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 202 ...
- تضارب الروايات حول إعادة فتح معبر كرم أبو سالم أمام دخول الش ...
- فرح الأولاد وثبتها.. تردد قناة توم وجيري 2024 أفضل أفلام الك ...
- “استقبلها الان” تردد قناة الفجر الجزائرية لمتابعة مسلسل قيام ...
- مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حازم شحادة - الأول على مستوى الجمهورية