أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - إنتفاضتان .. كلاهما مجني عليه














المزيد.....

إنتفاضتان .. كلاهما مجني عليه


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4374 - 2014 / 2 / 23 - 17:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنتفاضتان .. كلاهما مجني عليه
جعفر المظفر
ضرب صدام حسين بكل قوة ما أسماه حينها بحركة الغوغاء في جنوب العراق ووسطه, تلك التي أعاد تسميتها بصفحة الغدر والخيانة وسماها اصحابها بالإنتفاضة الشعبانية, وحجة صدام الأقوى أنها كانت أنها كانت جرت بوحي وتخطيط ومشاركة إيرانية, إضافة إلى كونها طائفية.
يقوم المالكي في يومنا هذا بضرب مدينة الأنبار والفلوجة بحجة مطاردة فلول داعش والقاعدة.
ليس من الحق تجاوز حقيقة أن إيران كانت لها يد واضحة في أحداث تلك الإنتفاضة, وفيما بعد ظلت تلك الإنتفاضة محصورة في مدن ناسها من العراقيين الشيعة لسبب أن عراقي المدن الأخرى من السنة خشوا ان يؤدي التمرد إلى تغيير تركيبة السلطة بإتجاهات مذهبية, وإمتدت خشيتهم أيضا إلى إمكانية ان تكون هناك تصفيات عنيفة ومذابح لا يمكن التنبؤ بسعتها.
في البداية وقف جندي عراقي أمام جدارية كبيرة لصدام حسين وأفرغ فيها محتويات شاجور لم تسنح له فرصة إفراغه في جبهة القتال ضد جيوش التحالف.. كان ذلك تعبير عن إحباط كبير تشاركت فيه الملايين من أبناء الشعب العراقي نتيجة لمرارة الهزيمة ولرداءة القيادة وإقدامها على خوض حرب إنتحارية لم يكن من العدل ولا العقل خوضها. ولم يكن هذا هو شعور ابناء الجنوب لوحدهم بل يذكر أن أول تظاهرة ضد النظام كانت قد قامت في الأنبار وضمت مئات من العراقيين, وقد جرى قمع تلك التظاهرة بشدة. غير أن القسوة لم تكن وحدها التي ادت إلى توقف مظاهر الإحتجاج في عموم المناطق الغربية من العراق وفي بغداد نفسها, بل ان الخوف من إمكانات أن تتخذ حركة التمرد ضد النظام منحى مذهبيا هو الذي عطل بقوة فعل الثورة وإنتشاره, ووجد كثيرون من أولئك الذين كانوا على إستعداد في تلك اللحظات ان يوجهوا بنادقهم ضد نظام صدام وقد وضعوا تلك البنادق في خدمته وتوجهوا للمشاركة في قمع تلك الإنتفاضة.

هناك ثمة ظروف عراقية متناغمة بين حالتنا بالأمس وحالتنا في يومنا هذا وهي جميعها تدعو إلى التغيير, ولسنا الآن بصدد إستعراضها من جديد, وقد تختلف تلك الظروف في طبيعتها لكنها تتشارك على السواء في تأجيج حركات الإحتجاج وتهيؤ المناخات التاريخية للثورة. ويوم حدثت حركة الإحتجاج في الأنبار قلنا عنها أنها حركة تطالب بالكثير من الحقوق الشمروعة. وقد عاد المالكي نفسه, الذي وصفها بالفقاعة, والذي وقف ضدها مهددا بقوله (إنهوا أو تُنهوا), إلى إقرار أن كثيرا من مطاليب اصحابها هي جق مشروع, وكذلك ذكر ذلك نائبه الشهرستاني. أما العديدين من سياسي (الشيعة ) أنفسهم, واذكر منهم على سبيل المثال وزير الداخلية الاسبق بيان باقر جابر والقاضي منير حداد الذي الذي وقع على قرار إعدام صدام فقد ذكروا كثيرا من الممارسات القمعية التي يشيب من ذكرها رأس الرضيع.
ولعلي حينما أستدل بأحاديث الرجلين عن قساوة حكم رجالات المالكي فكأنني أريد ان اقول لسنا نحن الذين نقول ذلك بل قالها اشخاص من داخل النظام ذاته معبرين عن مدى الظلم الحقيقي الذي يمارسه هذا النظام ضد مواطنين عراقيين قد يكون بعضهم اذنب لكن مقدار الظلم الموجه ضده لم يتحدد بذنبه فقط وإنما هو تضاعف لأسباب مذهبية, كما أن ذنبه يجب ان لا يعرف بتفسيراته القانونية وإنما بكونه جزءا من ذنب سياسي عراقي عام نتج من ظروف الإحتلال ورداءة الحلول السياسية التي طبقت فيما بعده لحكم البلد. وبهذا الإتجاه فإن من يجب ان يحاكم هم قادته قبله.
ثم إذا بالأمور تتطور بشكل دراماتيكي وصولا إلى ضرب الفلوجة والأنبار تحت عناوين القضاء على داعش والقاعدة بدعوى أنها افلحت في التسلل إلى ساحات الإعتصام.
هل يمكن أن يكون هناك نكران لوجود داعش في ساحات الإعتصام وعلى مستوى معين, وقبلها هل كان ممكنا مع الإنتفاضة الشعبانية نكران وجود إيراني وشعارات طائفية صارخة مثل (نريد حاكم جعفري وما كو ولي إلا علي).. لا بطبيعة الحال.
لكن طبيعة الإعتصام نفسه والمطاليب المشروعة التي اقرت بوجودها الحكومة ثم الخوف من ان تسلل داعش إلى ساحات الإعتصام هو الذي كان يجب ان يضاعف سرعة النظام للإستجابة لمطاليب المعتصمين وليس العكس على الإطلاق.
ومثل ذلك أيضا فإن حالة الإحباط والظلم التي أدت إلى إنفجار الإنتفاضة الشعبانية هي التي كان يجب ان تعالج قبل ان يعلق ضرب تلك الإنتفاضة على شماعة الدخول الإيراني عليها. وسيكون الحاكم في منتهى الغباء لو أنه تصور أن أعداءه أو اعداء وطنه سوف يتركون ساحته الداخلية خالية إلا منه. وسيكون من باب العدل ان يحاكم سياسيون من هذا النوع بتهمتين, أولهما الظلم والثانية هي الغباء, وربما ستتقدم على هاتين التهمتين من حيث الأهمية تهمة تمزيق البلد إلى طوائف وإلحاقه كمطية للمحاور الإقليمية بدلا من ان يكون سيد نفسه.
هل يعيد التاريخ العراقي نفسه, نعم هو يعيدها خلافا لما يحدث مع الشعوب الأخرى, والسبب أن القانون الأساسي الذي يتحكم بحركته هو القانون الطائفي الذي دائما ينتج أحداثا مكررة, منذ يوم السقيفة حتى يومنا هذا.
ولكي لا يعيد التاريخ نفسه علينا ان نبدل القوانين الأساسية التي تتحكم فيه, وأولها القانون الطائفي, بقانون آخر يتحدث عن العدالة والحق والمواطنة.
لقد ذهب الكثيرون من (السنة) لكي يقاتلوا في صفوف جيش النظام السابق إبان إنتفاضة الجنوب خوفا من البعبع الطائفي الشيعي وخشية من النفوذ الإيراني, وكان من بين صفوفه من يتمنى زوال صدام في اللحظة, اما اليوم فإن كثيرا من (الشيعة) يقاتلون في صفوف جيش النظام الحالي خشية من البعبع السني ومن هيمنة داعش ومن إمتداد النفوذ التركي والسعودي.
وفي الحالتين كان الإجراء الحكومي مشابها.
مع الإنتفاضة الجنوبية توجهت الصواريخ لكي تقتل بدون تمييز, وفي الحالة الأنبارية هي تفعل ذات الفعل, ولا أظن أن النظامين, في الحالتين, كان يعوزهما العقل وإنما الذي كان يعوزهما الإخلاص للوطن وللناس.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنفجار الصدري .. محاولة للقراءة
- شكرا صحيفة الصباح الجديد .. شكرا إسماعيل زاير
- المرجعية الشيعية بين ورطة النظام والنظام الورطة
- إبن ملجم حينما يبكي عليا .. ويزيد حينما يبكي الحسين
- الشيعة.. كمن يقتل نفسه لكي لا يقتله غيره
- الفوز على داعش .. كرويا
- حوار بالأفكار وآخر بالحجارة
- سلوكيات مدانة .. في الموقف من النظام وداعش
- عن القاعدة والسنة وعن إيران والشيعة .. حوار هادئ في زمن عاصف
- حوار حول رجل إسمه عبدالجبار شنشل*.
- عامنا الجديد يبدأ في عرصات الهندية*
- في الربيع القادم سوف ألقاك خريفا
- الدبدوب والذبابة والطبيب والإرهاب
- في الحرب ضد الإرهاب
- كأسك يا وطن.. حول المعركة القادمة مع داعش
- يوم بال القرد على جثة وحش ميت
- مانديلا العراقي
- ضبطتك بالجرم المشهود
- طبيب الأسنان الذي غلب الثعلب
- المالكي.. حينما يكون طاقية إخفاء


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - إنتفاضتان .. كلاهما مجني عليه