أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - قراءة فى البيان التأسيسي لمنظمة العمل الشيوعي – تونس .















المزيد.....



قراءة فى البيان التأسيسي لمنظمة العمل الشيوعي – تونس .


ناظم الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 4369 - 2014 / 2 / 18 - 22:46
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


قراءة فى البيان التأسيسي لمنظمة العمل الشيوعي – تونس .

" الحركة الإشتراكية - الديمقراطية [ الحركة الشيوعية ] هي حركة أممية فى جوهرها . و ذلك لا يعنى فقط أنّه يتعيّن علينا أن نناضل ضد الشوفينية القومية بل ذلك يعنى أيضا أن الحركة المبتدئة فى بلاد فتيّة لا يمكن أن تكون ناجحة إلاّ إذا طبقت تجربة البلدان الأخرى . و لبلوغ ذلك لا يكفي مجرد الإطلاع على هذه التجربة أو مجرّد نسخ القرارات الأخيرة . إنّما يتطلّب هذا من المرء أن يمحص هذه التجربة و أن يتحقّق منها بنفسه . و كلّ من يستطيع أن يتصوّر مبلغ إتساع و تشعب حركة العمال المعاصرة ، يفهم مبلغ ما يتطلّبه القيام بهذه المهمّة من إحتياطي من القوى النظرية و التجربة السياسية ( الثورية أيضا ) . "
( لينين ، " ما العمل ؟ " )
" على الشيوعيين أن يكونوا مستعدين فى كلّ وقت للتمسّك بالحقيقة ، فالحقيقة ، أية حقيقة ، تتفق مع مصلحة الشعب . وعلى الشيوعيين أن يكونوا فى كلّ وقت على أهبة لإصلاح أخطائهم، فالأخطاء كلّها ضد مصلحة الشعب ".
( ماو تسى تونغ- 1945 )
" كلّ ما هو حقيقة فعلا جيّد بالنسبة للبروليتاريا، كلّ الحقائق يمكن أن تساعد على بلوغ الشيوعية ".
( " بوب أفاكيان أثناء نقاش مع الرفاق حول الأبستيمولوجيا : حول معرفة العالم و تغييره " ، فصل من كتاب " ملاحظات حول الفنّ و الثقافة ، و العلم و الفلسفة " ، 2005).
-------------------------------
منذ سنوات الآن ، كانت الصراعات الخطّية تعتمل صلب الماويين محلّيا و عالميّا و إن سعى البعض إلى حجبها أو إلى خوض الصراع الخطّي بطرق ملتوية و غير مبدئية ، فكنّا ننتظر أن يفرز هذا الغليان إنفجارات بأحجام مختلفة و تشكّل مجموعات جديدة فى صفوف الماويين و قد أفرز و تشكلت مجموعات جديدة . و ما عرفته هذه المجموعات فى القطر فى السنوات الثلاث الأخيرة ينهض دليلا على ذلك . و من المتوقّع تواصل الصراع و تواصل التشكّل و إعادة التشكّل مستقبلا . و من ثمّة و قد تابعنا ما رشح عن هذه الصراعات ماضيا و حاضرا ، لم نتفاجئ كثيرا بصدور بيان المنظّمة الجديدة ، منظّمة العمل الشيوعي – تونس ، المؤرّخ فى 6 فيفري 2014 .
و قد سبق لنا أن أبدينا رأينا فى أسس وحدة الماويين وحدة ثورية فى نصّ نشرناه على الأنترنت على موقع الحوار المتمدّن وعنوانه " مساهمة فى نقاش وحدة الشيوعيين الماويين فى تونس وحدة ثورية " و يهمّنا هنا أن نسوق رفاقيّا بعض الملاحظات الأوّلية تفاعلا مع هذا البيان و تعميقا للنقاش قصد مزيد توضيح الخطّ الإيديولوجي و السياسي الشيوعي الماوي الثوري فى مقابل جملة من الإنحرافات اليمينية و اليسراوية المناهضة لعلم الشيوعية و تطويره تطويرا ثوريّا خدمة للثورة البروليتارية العالمية بتيّاريها: الثورة الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطية فى المستعمرات و أشباه المستعمرات و المستعمرات الجديدة ؛ و الثورة الإشتراكية فى البلدان الرأسمالية – الإمبريالية و ذلك بقيادة البروليتاريا و أحزابها الطليعية و إيديولوجيتها و غايتهم الأسمى بلوغ عالم آخر ، عالم أفضل بكثير ، عالم شيوعي .
1- الإيجابيّ فى البيان :
فى خضمّ النضال الراهن المحتدم ضد التحريفية و الإصلاحية ، لا يسعنا هنا إلاّ أن نثمّن بعض المواقف الواردة فى هذا البيان المعلن عن تأسيس هذه المنظّمة التى تأكّد بتبنّيها للماركسية – اللينينية – الماوية .
1- ففى الوقت الذى يستسلم فيه الكثيرون و منهم ماويون سابقا و يولون وجوههم نحو الديمقراطية البرجوازية و يتخلّون عن الشيوعية أمام الحملات الرجعية و الإمبريالية التى تتعرّض إليها لعقود الآن ، يصدح أصحاب البيان ليس فحسب بأنّ هدفهم الأسمى هو " المجتمع الخالي من كلّ إضطهاد إنسان للإنسان " بل بأنّهم " مدافعون عن الشيوعية فى وجه كلّ ما طالها من حصار و تشويه على أيدى القوى الرجعية و الإصلاحية رافضين كلّ تنازل نظري و معارضين كلّ جمود عقائدي ".
2- و فى حين يتساقط الكثيرون على قطع سكّر الإصلاحية المضلّلة ليتمسّحوا على أعتاب دول الإستعمار الجديد اللاوطنية و اللاديمقراطية و اللاشعبية و الممثّلة للمصالح الطبقية للكمبرادور – الإقطاع المتحالف مع الإمبريالية ؛ يأتى التأكيد على تشييد دول ثورية " على أنقاض دويلات الإستعمار الجديد " تعبيرا بشكل ما عن الموقف الماركسي الثوري حقّا إزاء الدول الرجعية القائمة و ضرورة تحطيمها و " إفتكاك السلطة " لبناء دول تسعى إلى تحقيق المجتمع الشيوعي على النطاق العالمي .
3- لقد عانت تجارب المجموعات الماوية و لا تزال من " النزعات الزعاماتية و البيروقراطية " و " العلاقات اللاشيوعية صلبها " و من الهام للغاية أن تعرب هذه المنظّمة الجديدة عن وعيها بالمشكل و عن صراعها ضد هذه النزعات و " سعيها لعزلها " ، و نحن إذ نأيّد هذا الموقف فإنّنا نقرّ بأنّ البروليتاريا العالمية و أحزابها تحتاج إلى قادة شيوعيين ثوريين حقّا قولا و فعلا و بأعداد كبيرة يبرز منهم البعض ليكونوا قادة القيادات و يتميزون بأنّهم الأكثر إلتزاما و بالقدرة على تقديم القيادة الشيوعية الحقّة و رسم خطّ صحيح و تطويره خدمة للثورة البروليتارية العالمية .
4- و من الأهمّية بمكان أن يحدّد البيان" تأسيس/ بناء الحزب الشيوعي" هدفا بما يعنيه ذلك من فهم لضرورة ملحّة دونها لا يمكن إنجاز الثورة الحقيقية و إلحاق الهزيمة بالرجعية و الإمبريالية و المضيّ قدما فى بناء مجتمع جديد ، مجتمع ثوري غايته الأسمى هي المجتمع الشيوعي العالمي .
5- و بينما ينكر التحريفيون عامة و بعض " الماويين " خاصة وجود صراع خطّين مستمرّ فى صفوف الحركة الشيوعية العالمية و صلب الحركة الماوية المحلّية و العالمية ، يتبنّى البيان " صراع الخطّين " بوضوح بإعتباره حقيقة موضوعية .
و لكن هل يكفى هذا ليجعل من هذا البيان تعبيرا عن خطّ إيديولوجي و سياسي صحيح ، ماركسيّا – لينينيّا - ماويّا ؟

- إشكاليّات فى الخطّ الإيديولوجي و السياسي :II
فى ثنايا هذا البيان نعثر على أطروحات إشكالية منها ما ينقصه الوضوح و منها ما يجافي صراحة الماركسية – اللينينية – الماوية .
1- أطروحات ينقصها الوضوح :
أ) جميل أن يفتتح البيان بجملة تتضمّن موقفا لماركس مفاده أنّ تاريخ المجتمع الإنساني لم يكن سوى تاريخ صراع طبقات . و هذه حقيقة دقّقها أكثر الهامش الثاني من هوامش الفصل الأوّل من " بيان الحزب الشيوعي " أين لاحظ إنجلز للطبعة الأنجليزية سنة 1888 :
" و على الأصحّ التاريخ المكتوب ... و بإنحلال المشاعية الإبتدائية يبدأ إنقسام المجتمع إلى طبقات متمايزة تصبح آحر الأمر متعارضة ..."
و الحقيقة الموضوعية للصراع الطبقي لم يكتشفها ماركس نفسه بل إكتشفها مؤرّخون برجوازيون قبله و ما أضافه هو ، وهو أساس من أسس الماركسية و مبدأ من مبادئها ، هو أنّ الصراع الطبقي يؤدّى إلى دكتاتورية البروليتاريا . و قد أجلينا هذه المسألة فى كتابنا " حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد حزب ماركسي مزيّف و إستشهدنا فى فصله الأوّل "هل حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد حزب ماركسي ؟ " و على وجه التحديد فى النقطة " من هو الماركسي الحقيقي؟ " بما خطّه ماركس فى رسالته إلى يوسف فيدماير منذ مارس 1852:
" و فيما يخصّنى ، ليس لى لا فضل إكتشاف وجود الطبقات فى المجتمع المعاصر و لا فضل إكتشاف النضال فيما بينها. فقد سبقنى بوقت طويل مؤرّخون برجوازيون بسطوا التطوّر التاريخي لهذا النضال بين الطبقات، و إقتصاديون برجوازيون بسطوا تركيب الطبقات الإقتصادي . و إنّ الجديد الذى أعطيته يتلخّص فى إقامة البرهان على ما يأتي: 1- إنّ وجود الطبقات لا يقترن إلاّ بمراحل تاريخية معينة من تطوّر الإنتاج، 2- إنّ هذه الديكتاتورية نفسها لا تعنى غير الإنتقال إلى القضاء على كلّ الطبقات و إلى المجتمع الخالي من الطبقات. إن الحمقى الجهلاء ، من طراز هينتسين، الذين لا ينكرون النضال الطبقي فحسب ، بل وحتى وجود الطبقات ذاته ، لا يبرهنون بذلك إلاّ على أنهم ، بالرغم من ولولتهم الضارية المدعية بحب الإنسان ، يعتبرون الظروف الإجتماعية التى ترتكز عليها سيطرة البرجوازية ، بمثابة النتاج الأخير أو ...للتاريخ ، يبرهنون على أنهم ليسوا أكثر من خدم للبرجوازية " .

( ماركس و إنجلز و لينين " حول المجتمع الشيوعي " ، دار التقدّم ، موسكو ، الصفحة 65).

و عليه ، كان على أصحاب بيان منظّمة العمل الشيوعي – تونس التشديد على المبدأ الشيوعي التى رسمه ماركس ، لا الوقوف عند ما يشترك فيه مع مؤرخين برجوازيين و لا يعدّ ميزة للماركسية .
ب) يتحدّث البيان على نحو معيّن عن فهم العالم " بهدف تغييره " و هذا بصورة عامة صحيح و لكن لوضع المسألة بأكثر دقّة فى تمايز مع الإصلاحيين الذين يرغبون هم أيضا فى تغيير الواقع لكن فى حدود الدول القائمة و فى إطارها ، وجب على الشيوعيين الثوريين أن يفرزوا تغييرهم عن تغيير الإصلاحيين بإضافة نعت الثوري فيكون تغييرا ثوريّا قولا و يبذلون قصارى جهدهم ليكون كذلك فعلا كي يتحقّق التغيير الثوري و نبلغ المجتمع الشيوعي العالمي الذى إليه نصبو .
ت) و فى إرتباط بهذا التغيير الشيوعي الثوري المنشود ، رصدنا فى البيان غيابا أو تغييبا لطريق الثورة بما هو إستراتيجيا حرب الشعب الماوية . و قد إستعملنا " غيابا أو تغييبا " إعتبارا لأنّنا لا ندري على وجه الدقّة إن تمّ ذلك سهوا أو عمدا و لأيّة أسباب ، ما يرمى بضلال من الغموض على هذه القضيّة من القضايا الحيوية فى تمييز الماركسيين الحقيقيين عن الماركسيين المزيفين .
و اللافت للنظر هنا هو أنّ البيان إيّاه يلجأ إلى صيغة غالبا ما نقدها الماويون عبر العالم على أنّها صيغة تحريفية ألا وهي " طريق الكفاح الثوري بكلّ أشكاله " لكونها تسوّى بين أشكال النضال الثوري جميعها و لا تفزر بين الرئيسي منها و الثانوي ففى اشباه المستعمرات و المستعمرات و المستعمرات الجديدة ، ماركسيّا – لينينيّا – ماويّا ، الشكل الرئيسي للنضال من أجل إفتكاك السلطة خدمة للثورة البروليتارية العالمية و مصالح الطبقات الشعبية ، هو الكفاح المسلّح أي حرب الشعب الماوية لتحطيم الدولة القديمة و بناء الدولة الجديدة ؛ و من الواجب المؤكّد للحزب الشيوعي الثوري فى مثل هذه البلدان أن يوجّه نشاطه نحو الإعداد للإنطلاق فى هذه الحرب الشعبية و حين تنطلق يجب عليه كما أوصى بذلك ماو تسى تونغ ، أن يركّز جهوده الأساسية للحفاظ عليها و لتطويرها لتنجز الثورة المرجوّة و يهزم الجيش الشعبي للدولة الجديدة الجيش الرجعي للدولة القديمة .
ث) و يرفع البيان راية " تحرّر الإنسان و المضيّ نحو المجتمع الشيوعي الخالي من كلّ إضطهاد إنسان للإنسان " . و هذه الصيغة و إن كانت مقبولة عموما فهي ليست بالدقّة اللازمة لا سيما بعد أن طوّرت الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى فى الصين الماوية فهم الإشتراكية و الشيوعية و ما صار واضحا بفضل صراع الخطّين العالمي صلب الحركة الماوية العالمية . فقد بيّن الرفاق و الرفيقات الماويون فى الصين و لاحقا بيّنت الحركة الأممية الثورية أنّ النضال من أجل الشيوعية يعنى النضال من أجل " الكلّ الأربعة " ( صيغة ماوية صينية فى الأصل ) كخطّ للتمييز بين الطريق الرأسمالي و الطريق الإشتراكي. و فى المدّة الأخيرة ، فى سياق جدال فى منتهى الدلالة ضد الدغمائية فى صفوف الماويين و دفاعا عن الخلاصة الجديدة للشيوعية بإعتبارها شيوعية اليوم ، كتب رفاق من المكسيك ضمن وثيقة " الخلاصة الجديدة للشيوعية و بقايا الماضي " فقرة تجمل نظرة شيوعية متقدّمة نقترح أن نقرأها معا و إن كانت طويلة نسبيّا لأنّ فائدتها عظيمة :
" إن لم تكن تخوض فى كيفية القضاء على " الكلّ الأربعة " لست بصدد النضال من أجل الشيوعية :

فى تطوّر الحركة الشيوعية فى القرن الماضي تنامي تأثير المادية الميكانيكية التى كانت تنزع إلى تحديد الشيوعية ببساطة بملكية الدولة و التخطيط الإقتصادي و قيادة " حزب شيوعي" وهو ما يخوّل لنا التمييز بين رأسمالية الدولة التحريفية من جهة و الإشتراكية من جهة أخرى بحكم أنّ هذه الميزات تجدها لدي الإثنين . و إزاء هذه الأخطاء لحقبة الأممية الثالثة ، و حتى أكثر مع الزلزال العميق لإعادة تركيز الرأسمالية فى شكل رأسمالية الدولة فى ظلّ قيادة حزب شيوعي تحريفي ، مروّجا للإيديولوجيا البرجوازية بخطاب ظاهريّا ماركسي ، فكان من الجوهري إنجاز عمل حفريات نظرية لإعادة إكتشاف جزئي هام للروح الثورية العميقة للماركسية بصدد الإشتراكية . و قد شرع ماو و رفاقه فى هذا العمل و بوب آفاكيان واصله و هذا يتضمّن العودة المرّة تلو المرّة الأخرى لإستشهاد عميق و أساسي بماركس :
" هذه الإشتراكية إعلان للثورة المستمرّة ، الدكتاتورية الطبقية للبروليتاريا كنقطة ضرورية للقضاء على كلّ الإختلافات الطبقية ، و للقضاء على كلّ علاقات الإنتاج التى تقوم عليها و للقضاء على كلّ العلاقات الإجتماعية التى تتناسب مع علاقات الإنتاج هذه ، و للقضاء على كلّ الأفكار الناجمة عن علاقات الإنتاج هذه ". ( 19) ( 19- كارل ماركس : " صراع الطبقات فى فرنسا من 1848 إلى 1850"، ذكر فى الأعمال المختارة لماركس و إنجلز ، المجلّد 2، الصفحة 282 ).

ما معنى هذا ؟

هذا يعنى انّ الإشتراكية و دكتاتورية البروليتاريا هي و لا يمكنها أن تكون سوى فترة تاريخية إنتقالية نحو الشيوعية و مثلما يقول آفاكيان " تنتهى إلى ما نسمّيه نحن الماويّين " الكلّ الأربعة- أي القضاء على كلّ الإختلافات الطبقية بين الناس ، و القضاء على أو وضع حدّ لكلّ علاقات الإنتاج أو العلاقات الإقتصادية التى تقوم عليها هذه الإختلافات الطبقية و الإنقسامات بين الناس ؛ و القضاء على كلّ العلاقات الإجتماعية التى تتناسب مع هذه العلاقات الإقتصادية والإنتاجية - وهي علاقات إضطهادية بين الرجل و المرأة ، و بين مختلف القوميات و بين اناس من شتى أنحاء العالم ، كلّ هذا يجب أن يتمّ القضاء عليه و المضي أبعد من ذلك. و فى الأخير تثوير كلّ الأفكار التى تترافق مع هذا ، مع هذا النظام الرأسمالي ، مع هذه العلاقات الإجتماعية "(20) ( 20- " الأساسي من خطابات بوب آفاكيان و كتاباته " ، منشورات الحزب الشيوعي الثوري ، الفصل الثاني ، الفقرة الثالثة ، الصفحة 34 ، شيكاغو 2011).

و لئن ألقينا نظرة حولنا لرأينا أنّ المجتمعات الحالية تشبه الهرم بمجموعة صغيرة من الرأسماليين الكبار و مستغلّون آخرون فى القمّة . و الثورة الإشتراكية بتخلّصها من القمة و تركيزها إقتصادا و مجتمعا فى خدمة حاجيات الشعب و الثورة العالمية ، عوض تحقيق أرباح للبعض ، تمكّن من تغييرات و تقدّم كبيرين و تحرّريين . و مع ذلك ، تظلّ قائمة ؛ حتى نقول ذلك على هذا النحو ، بقية الهرم بالكثير من اللامساواة و العلاقات الموروثة من المجتمع القديم ، و كذلك الأفكار المناسبة لها . و القضاء على " الكلّ الأربعة " يعنى القضاء خطوة خطوة على كلّ هذا ، و التخلّص من كلّ الهرم و الأفكار المناسبة له ، و فى النهاية بلوغ القضاء من بين أشياء أخرى ، على التبادل السلعي بواسطة المال ؛ و القضاء على تناقض العمل اليدوي و الفكري ، و توزيع نوعي للعمل بين الجميع ، و تجاوز المبدأ الإشتراكي للأجر حسب العمل المنجز إلى تطبيق مبدأ " من كل حسب قدراته إلى كلّ حسب حاجياته " ، و ليس فقط تجاوز الإضطهاد القومي بل أيضا تجاوز الأمم ذاتها ، و القضاء على كلّ آثار إضطهاد النساء من قبل الرجال و الإيديولوجيا الأبوية ، و أشياء أخرى كثيرة . و فى الأخير ، يعنى بلوغ تجمع حرّ من الناس فى العالم بأسره دون إستغلال و إضطهاد و دون لامساواة إجتماعية ، و دون طبقات و أمم ولا دول، فيه " ستوجد مبادئ التعاون الجماعي من أجل المصلحة العامة و ضمنها ، سيزدهر الأفراد وتزدهر الشخصية الفردية على نحو لم يسبق له مثيل" ( 21) ( 21- المصدر السابق ، الصفحة 35 ) .

هل هذه هي الغاية الأسمى ؟ أم هل أنّ الغاية هي ببساطة إقتصاد مخطّط يوفّر ظروفا أفضل للجماهير؟ أم لا تمييز بينهما ؟ " هل نقترح على أنفسنا مجتمعا ، علاوة على تلبيته لحاجيات الشعب ، يتميّز أكثر فأكثر بالتعبير و المبادرة الواعيين للجماهير؟ هذا تغيير أكثر جوهرية من مجتمع تضامن إجتماعي ، إشتراكي إسما و رأسمالي جوهرا ، فيه دور الجماهير يتحدّد فى جزء كبير منه فى إنتاج الثروة و ليس فى نقاش شؤون الدولة و تحديدها ، و توجه المجتمع و الثقافة و الفلسفة و العلم و الفنون إلخ " ( 22) ( 22 المصدر السابق الصفحة 68).

لقد كان الإكتشاف الكبير لماو تسى تونغ - الإكتشاف الذى يتجاهله أو ينبذه جزء هام من الذين يدعون أنهم "ماويون" - على أساس تلخيص تجربة إعادة تركيز الرأسمالية فى الإتحاد السوفياتي القديم وصراع الطبقات فى ظلّ الإشتراكية فى الصين ، أنّ اللامساواة و العلاقات الموروثة عن المجتمع القديم و التى تتواصل فى ظلّ الإشتراكية - ما سمّاه ماركس " الحق البرجوازي" أو " ندوب " المجتع القديم ضمن المجتمع الجديد(23) - و كذلك الأفكار المناسبة ، لا يجب فقط تغييرها والقضاء عليها لبلوغ الشيوعية بل هي أيضا ، إلى جانب الحصار الإمبريالي ، تمثّل فى المجتمع الإشتراكي أساس إستمرار الصراع الطبقي العدائي و تشكّل برجوازية جديدة فى صفوف بعض أعلى قادة الحزب الشيوعي ذاته ، " أتباع الطريق الرأسمالي" الذين يطبقون سياسة الدفاع عن هذه اللامساواة و العلاقات و الأفكار الموروثة عن المجتمع القديم و توسيعها بدلا من تقليصها خطوة خطوة.( 23- مثلما أشار ماركس إشارة صحيحة إلى ما نسميه الآن الإشتراكية :
" إن ما نواجه هنا ليس مجتمعا شيوعيّا تطوّر على أسسه الخاصّة ، بل مجتمع يخرج لتوه من المجتمع الرأسمالي بالذات ؛ مجتمع لا يزال ، من جميع النواحي ، الإقتصادية و الأخلاقية و الفكرية ، يحمل طابع المجتمع القديم الذى خرج من أحشائه " ( ماركس " نقد برنامج غوتا " الأعمال المختارة المجلد 3 ، الصفحة 17).[ بالعربية ، ذكره لينين فى " الدولة و الثورة " ، الصفحة 98 ، دار التقدّم ، موسكو].

و إذا توصّل هذا الموقف ، هذا الخطّ ، إلى إنجاز إنقلاب و المسك بقيادة الحزب الشيوعي و الدولة الإشتراكية ، ستتمّ إعادة تركيز الرأسمالية ، و لو أنّها فى البداية ستتخذ شكل رأسمالية الدولة تحتفظ بعدُ بإسم " الإشتراكية " بقيادة حزب تحريفي لا يزال يطلق على نفسه نعت " شيوعي" ، و هذا هو بالضبط ما حصل فى الإتحاد السوفياتي فى 1956 و فى الصين فى 1976.

لم يكن مؤسسو الإشتراكية قد توقّعوا مدى تعقّد المرحلة الإنتقالية الذى أماطت عنه اللثام التجارب الأولى للإشتراكية ، و فى 1936، حلّل ستالين بصورة خاطئة أنّه بعدُ لم تعد توجد طبقات عدائية فى الإتحاد السوفياتي . و بهذه الفكرة الخاطئة جوهريّا ، أوّل المعارضة و الصراع اللذان إستمرّا كنتاج حصرا لعملاء الإمبريالية و الطبقات المستغِلّة المطاح بها و خلط التناقضات فى صفوف الشعب و التناقضات مع العدوّ ؛ و عوّل أكثر فأكثر على قوات القمع التابعة للدولة الإشتراكية فى صراع الطبقات ، عوض التعويل جوهريّا على تعبئة الجماهير و قيادتها فى خوض الصراع الإيديولوجي و السياسي لمواصلة التقدّم بالإشتراكية .

و بالعكس ، إكتشف ماو ببلوغه فهما أصحّ لتواصل صراع الطبقات العدائية فى ظلّ الإشتراكية ، فى الثورة الثقافية شكلا لإطلاق العنان للجماهير ولتمرّدها فى ظلّ الإشتراكية لتتعلّم تمييز المواقف وتحليلها ، المواقف التى تدافع عن العلاقات و الأفكار الموروثة من الماضي بحجج " ماركسية " و " شيوعية " ، ونقد القيادات الشيوعية أتباع هذا الطريق الرأسمالي و الإطاحة بها ، و الخوض فى كلّ مرّة أكثر هي ذاتها فى مشاكل التغييرات الجديدة و المجدّدة فى علاقات الإنتاج و العلاقات الإجتماعية ، و كذلك فى الأفكار .

وهذه الخطوات العظيمة إلى الأمام النظرية منها و العملية هي اليوم من " الإرث المنسي" لدي النزعة الدغمائية و النزعة الديمقراطية - البرجوازية المفضوحة أكثر داخل الحركة الشيوعية العالمية وهتان النزعتان رغم إختلافاتهما تشتركان فى ميزة " عدم الإضطلاع أو عدم الإنخراط مطلقا بأي طريقة منهجية ، فى تلخيص علمي للمرحلة الأولى من الحركة الشيوعية و بوجه الخصوص للتحليل الثاقب لماو تسى تونغ لخطر و قاعدة إعادة تركيز الراسمالية فى المجتمع الإشتراكي." ( 24) ( 24- بيان الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية ، الفصل الخامس) .

بعد عشر سنوات من الثورة الثقافية ، عقب الإطاحة بمحاولي إنجاز إنقلاب تحريفيين ، إثر إطلاق العنان للملايين ليناقشوا و ينقدوا و يأثّروا فى توجّه المجتمع بصورة لم يشهد لها مثيل فى التاريخ ، بعد إيجاد أشياء إشتراكية جديدة غير مسبوقة و مع ذلك ، بموت ماو ، توصّلت زمرة تحريفية جديدة إلى سجن أتباعه ( " مجموعة الأربعة ") ، و إلى إلحاق الهزيمة العسكرية بالمليشيات الشعبية التى تمرّدت ضد إستيلاء التحريفيين على السلطة و إعادة تركيز الرأسمالية.

على ضوء هذه التجربة و هذه الإكتشافات بالنسبة للذين يضعون أنظارهم على غاية الشيوعية ، ينبغى أن يكون من البديهي أنّه ثمّة المزيد لفهمه ، المزيد للتطوير ، حتى نتمكّن من تطبيق أفضل لدكتاتورية البروليتاريا و مزيد التقدّم نحو الشيوعية فى هذه المرحلة الأولى للثورة البروليتارية العالمية. فى هذا الوقت من إنتشار " النزعة المشتركة لتحويل " الماوية " إلى مجرّد وصفة لخوض حرب الشعب فى بلدان ما يسمّى بالعالم الثالث بينما تهمل مجّددا أو تقلص أهمّية أهمّ مساهمة من مساهمات ماو فى الشيوعي : تطويره لنظرية و خطّ مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا " ( 25) (25 – المصدر السابق) ، لا يمكن أن نبالغ فى قول إنّ الخطوط التى تعارض الخوض الآن فى مشاكل الإنتقال الإشتراكي إلى الشيوعية تظلّ فى إطار النظام الرأسمالي بشكل أو آخر و لا تنسجم مع نضال قادر على تركيز جديد لدكتاتورية البروليتاريا وقيادة الجماهير فى ممارسة السلطة للتقدّم أكثر و بصورة أفضل نحو الشيوعية. إن لم تكن تخوض فى النضال الشيوعي ، إن لم تكن تخوض فى كيفية القضاء على " الكلّ الأربعة "، لست بصدد النضال من أجل الشيوعية . " - إنتهى الإستشهاد -
( أنظروا على موقع الحوار المتمدّن ، كتاب شادي الشماوي " الماوية تنقسم إلى إثنين " العدد 13 من " الماويّة : نظرية و ممارسة " و تحديدا الفصل الخامس ).
ج- و نرجو من الرفيقات و الرفاق مراجعة مفاهيم من قبيل " الثورة الوطنية الديمقراطية ذات الأفق الإشتراكي " و " الثورة الوطنية الديمقراطية المتحوّلة إلى الإشتراكية " ، و مقارنتها بما صاغه ماو تسى تونغ فى " حول الديمقراطية الجديدة " و بما ورد فى غيرها من الكتابات الماوية العالمية كبيان الحركة الأممية الثورية لسنة 1984 ، قصد الخروج بالصيغة الأوضح و الأصحّ ماويّا .
2- أطروحات خاطئة :
لا نودّ أن نصدر حكما على مدى فداحة الأخطاء التالية إلى أن نطّلع عن كثب على وثائق أخرى لهذه المنظّمة و ندرسها دراسة عميقة و شاملة نوعا ما ، غير أنّ النقاط التى سنتناول بالبحث تصنّف بلا شكّ فى خانة الأخطاء ...
أ- يحمل نداء " أيها العمّال و الفلاحون ... يا طليعة كلّ الكادحين " خطأ بيّنا حيث مفردة الفلاحين تضاف إلى العمّال دون تحديد طبقة أو طبقات الفلاحين المعنية ففى الواقع الموضوعي لا يشكّل الفلاحون طبقة واحدة بل يشكّلون عدّة طبقات منها طبقات معادية للثورة فالفلاحون الأغنياء على سبيل المثال لا يمكن أن يمثّلوا أصلا طليعة الكادحين . و بهذا يبتعد أصحاب هذا البيان عن التحليل الملموس للواقع الملموس و عن تعاليم لينين و ماو تسى تونغ بشأن تحليل طبقات الفلاحين .
ب- و أيضا تنطوي جملة " تتبنّى منظّمتنا الماركسية – اللينينية – الماوية كأرقى طور فى الماركسية " على غلط بيّن هو الآخر فالماركسية – اللينينية – الماوية كعلم متطوّر للثورة البروليتارية العالمية متكوّن من مراحل ثلاث ، الأولى هي الماركسية و الثانية هي اللينينية و الثالثة و الأرقي هي الماوية و من هنا ليست الماركسية – اللينينية – الماوية أرقى طور فى الماركسية بل هي صيغة أطلقتها الحركة الأممية الثورية على علم الشيوعية منذ 1992 . و الماوية كمرحلة ثالثة ، شهدت و تشهد إنقساما إلى إثنين منذ سنوات بين ماوية دغمائية و ماويّة ثورية مكثّفة فى الخلاصة الجديدة للشيوعية . و للتعمّق فى ما هي إيديولوجيا البروليتاريا اليوم و صراع الخطيّن فى الحركة الماوية العالمية ، نقترح على القرّاء دراسة جدالنا ضد محمّد علي الماوي و جدالنا ضد آجيث الأمين العام للحزب الشيوعي الهندي ( الماركسي – اللينيني ) نكسلباري المتوفّران على الأنترنت بمكتبة الحوار المتمدّن .
ت- تكرّرت فى البيان الذى ننقد صيغة " تأسيس/ بناء الحزب " و كأنّ التأسيس و البناء متماهيان ، أي شيء واحد أو بالعكس متناقضان ، طرفي تناقض . وقد سبق لنا فى كتاباتنا أن إستخدمنا صيغة ديمقراطية / دكتاتورية البرجوازية لفضح الجوهر المزدوج للديمقراطية بمعنى الديمقراطية للطبقة الحاكمة و الدكتاتورية ضد الطبقات الشعبية و تبيان حقيقة أنّ كلّ ديمقراطية دكتاتورية و أنّ الديمقراطية كما قال لينين شكل من أشكال الدولة التى لا يمكن أن تكون سوى دولة طبقية ... لكن " تأسيس / بناء الحزب " ضيغة يقصد منها على الأرجح أنّ الأمر سيّان و هذا خطأ ذلك أنّ التأسيس غير البناء ، التأسيس شيء و البناء شيء آخر تماما ، سيرورة أخرى تماما و إن إرتبطت السيرورة الثانية بالسيرورة الأولى و تلتها . و العنصر الأساسي فى سيرورة التأسيس هو صياغة خطّ إيديولوجي و سياسي حوله تتّحد العناصر الثورية و قد يتمّ التأسيس على أيدى عدد غير كبير من المناضلات و المناضلين ، أمّا البناء فمرحلة تالية للتأسيس يقصد منها الإنصهار فى صفوف الجماهير و توسيع قاعدة الحزب فيها و بناء خلايا حزبية فى صفوفها بغاية توحيد نضالها و قيادتها و توجيهها صوب إنجاز المهام الثورية التاريخية الملقاة على عاتقها .
ث- و مزعجة حقّا هي الجملة التالية من البيان : " كفاح يقوده حزب الطبقة العاملة العربية فى سيرورة تشكله صلب جبهات وطنية ديمقراطية ثورية فى صراع تناحري ضد الإمبريالية والصهيونية و وكلائها المحلّيين " و الباعث على الإزعاج و مردّه هو أنّ الحزب البروليتاري الطليعي ، من وجهة نظر ماركسية – لينينية – ماوية ، لا " يتشكّل صلب جبهات " و إنّما هو محور الأسلحة السحرية الثلاثة أي الحزب – المحور و المركز و الجبهة المتحدة الثورية و جيش التحرير الشعبي يقودهما الحزب الشيوعي الثوري . و هكذا نلمس هنا إنحرافا عن الماوية لا أوضح منه .
ج- و يعيدنا شعار " إسقاط النظام " إلى مربّع نقاش خضناه ضد الأوهام الإصلاحية فى سابق كتاباتنا . و نجمل وجهة نظرنا مجدّدا قائلين إنّ مفردة نظام غامضة فهي تحمل على الأقلّ دلالتين فتطلق على نظام الحكم ، كنظام حكم بورقيبة و نظام حكم بن علي ، و تطلق على التشكيلة الإقتصادية – الإجتماعية كالنظام الإقطاعي أو الرأسمالي او الإشتراكي إلخ . لذلك يفضّل الشيوعيون الثوريون بناء على ما ورد فى المنارة العظيمة التى ألّفها لينين ، كتاب " الدولة و الثورة " الحديث عن تحطيم الدولة القديمة . و بالتالي كان يجدر بالرفيقات و الرفاق الذين يتطلّعون إلى تشييد دول جديدة " على أنقاض دويلات الإستعمار الجديد " أن يروّجوا للصيغة اللينينية ، علما و أنّ شعار " إسقاط النظام " الذى لم يكن مركزيّا فى الإنتفاضة الشعبية فى تونس أواخر ديسمبر 2010 أوائل جانفي 2011 بقدر ما كان ثانويّا جدّا مقارنة بشعارات مركزية ك " شغل ، حرّية ، كرامة وطنية " و " الشغل إستحقاق يا عصابة السرّاق " . هذا علاوة على أنّ المقصود جماهيريّا ب " إسقاط النظام " ليس طبعا تحطيم دولة الإستعمار الجديد و الفرق بيّن و البون شاسع . " إسقاط النظام " حتى مثلما رفعته بعض الفئات يظلّ إصلاحيّا لا غير ، هدفه الإطاحة برئيس الدولة أو بالحزب الحاكم لا بدولة الإستعمار الجديد برمّتها . و لا يجبُ أن يفهم من هذا أنّنا ضد النضال من أجل الإصلاحات و لكنّنا ضد الأوهام الإصلاحية وعلى خطى لينين فى" ما العمل ؟ " ينبغى أن نعي جيدّا حدود الإصلاحية و الفرق بين نضال الإصلاحيين من أجل الإصلاحات ونضال الثوريين و منطلقاتهم و عملهم على الجبهات جميعها فى سبيل الثورة و تحطيم الدولة القديمة و تشييد دولة جديدة ثورية بقيادة بروليتارية و غايتها الأسمى الشيوعية على الصعيد العالمي .
ح- و مفزع حقّا هو التذيّل للعفوية البارز فى الجملة الآتي ذكرها : " ... ألهمتنا و أكّدت مجدّدا أنّها صانعة التاريخ و وضعتنا أمام مسؤوليّاتنا فى الإنصهار الحقيقي صلبها و التعلّم منها و النضال من أجل إفتكاك مكاسب حقيقيّة لها و من أجل تشكّل وعي طبقتها الأكثر ثورية – الطبقة العاملة – لذاتها و إفتكاكها للسلطة " .
يجرى الحديث عن التعلّم من الجماهير و هذا لا يختلف فيه الماويّون إلاّ أنّ الحديث ينحصر فى التعلّم منها فلا يذكر تعليمها و أكثر من ذلك قيادتها و هذا عين التذيّل للجماهير و العفوية التى لطالما حاربها لينين . إنّ الخطّ الجماهيري الماوي لا يعنى بتاتا التعلّم فى إتجاه واحد و لا يعنى بتاتا التخلّى عن دور الحزب الطليعي بما هو قائد للطبقة العاملة أوّلا و للطبقات الشعبية تاليا . و فضلا عن كون هذا يضرب فى الصميم الخطّ الجماهيري كما ترتئيه الماوية فإنّه يطعن " ما العمل ؟" و المفهوم اللينيني للوعي الطبقي الشيوعي و ضرورة إبلاغه إلى العمّال أي أنّ الوعي الشيوعي يأتيها من " خارجها " وحزب الشيوعيين هو الذى يتكفّل بهذا بعد أن يستوعب هو ذاته جيّدا علم الشيوعية . لقد جاء على لسان إنجلز منذ أكثر من قرن من الزمن أن : " و سيكون واجب القادة على وجه الخصوص أن يثقفوا أنفسهم أكثر فأكثر فى جميع المسائل النظرية و أن يتخلصوا أكثر فأكثر من تأثير العبارات التقليدية المستعارة من المفهوم القديم عن العالم و أن يأخذوا أبدا بعين الاعتبار أن الاشتراكية ، مذ غدت علما ، تتطلب أن تعامل كما يعامل العلم ، أي تتطلب أن تدرس . و الوعي الذى يكتسب بهذا الشكل و يزداد وضوحا ، ينبغى أن ينشر بين جماهير العمال بهمة مضاعفة أبدا..."
( انجلز ، ذكره لينين فى " ما العمل ؟ ")
إنّ الرفيقات و الرفاق فى منظّمة العمل الشيوعي – تونس يتذيّلون ، أرادوا ذلك أم لا ، للعفوية التى هي فى النهاية لا تخرج عن إطار السياسة البرجوازية و الإصلاحية فالأفكار السائدة فى كلّ مجتمع هي أفكار الطبقة أو الطبقات السائدة ، حسب تعبير شهير لماركس . و نظرة على ما آلت إليه التحركات الجماهيرية فى عدد من البلدان العربية تدلّل بجلاء على ما تصل إليه عفوية الجماهير و كيفية إستغلال الرجعية لها للحفاظ على ذات الدولة القائمة و إستغلالها و إضطهادها . هناك حاجة ماسة و أكيدة للوعي الشيوعي ، لقيادة شيوعية ثورية لتوجيه الجماهير الشعبية نحو الثورة الحقيقية و كتابة التاريخ بإتجاه تحرير الإنسانية من كافة أنواع الإستغلال و الإضطهاد الجندري و الطبقي و القومي .
و خطأ التذيّل للعفوية و إهمال مسؤولية الطليعة و النضال على الجبهة السياسية و الجبهة النظرية خطأ مميّز لليسار الإصلاحي منذ عقود الآن و المنظّمة الجديدة لم تفلت من براثن هذا الغلط و لم تقطع معه .
خ- و يحدّد البيان إيّاه العصر على أنّه " عصر إنهيار الإمبريالية و إنتصار الإشتراكية " و هذا يجانب ما توصّلت إليه الماركسية – اللينينية – الماوية أي صيغة عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية . و قد نقد الماويّون زمن الصين الماوية " إنهيار الإمبريالية " على أنّه خطأ و صيغة لين بياوية ( نسبة للين بياو ) وردت فى تقرير المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي الصيني سنة 1969 و من ثمّة تخلّوا عنها فى تقرير المؤتمر العاشر لهذا الحزب سنة 1973 . و قد بيّنت الأحداث أنّ الصيغة اللين بياوية لا تعكس الواقع الموضوعي و اليوم لا نشاهد لا إنهيارا للإمبريالية و لا إنتصارا للإشتراكية بل خسرت البروليتاريا العالمية الدول الإشتراكية السابقة و لكن هذا لا ينفى أنّ العصر عصر الإمبريالية السائدة و نقيضها الثورة الإشتراكية ( تناقض - وحدة أضداد ) و إنّما يؤكّد أن السيرورة طويلة و مليئة تقلّبات و أنّ إنتصارات ثورة إشتراكية أو أخرى لا يعنى إنتصار الإشتراكية و لا يمضى فى مسار خطّي بل يعرف إلتواءات و تعرّجات و تقدّم و تراجع و الإنتصار النهائي للإشتراكية لا يمكن أن يحصل إلاّ ببلوغ الشيوعية عالميّا مثلما أعلن ذلك بصوت عالي ماو تسى تونغ أثناء الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى .
د – و تقفز إلى العيان نزعة جليّة فى هذا البيان نصفها بالنزعة القومية تمظهرت فى أكثر من مناسبة فالبيان توجّه إلى العمّال و الفلاحين و إلى الشيوعيين و الجماهير " من المحيط إلى الخليج " ولم يتوجّه إلى الطبقة العاملة العالمية و الحركة الماوية عبر العالم . و تحدّث عن " تأسيس/ بناء الحزب الشيوعي قائد الثورة الوطنية الديمقراطية ذات الأفق الإشتراكي قطريّا و قوميّا " و لم يربط هذه الثورة بالثورة البروليتارية العالمية بإعتبارها جزءا منها ، تيّارا من تيّاريها . و علاوة على تغاضى البيان عن ذكر تجارب الحركة الماوية العالمية و الثورات التى قادتها و تقودها الأحزاب الماوية عبر العالم ، تناسي الصراعات صلب الماويين و الحركة الماوية عالميّا و كأنّها لا تهمّه و لم يذكر البتّة الأممية البروليتارية و تنظيم البروليتاريا على النطاق العالمي .
الماركسية – اللينينية – الماوية أمميّة منطلقا و أهدافا و شهيرة هي مقولة ماو تسى تونغ و مفادها أنّنا إمّا نبلغ جميعا الشيوعية أو لن يبلغها أحد ، و البيان موضوع نقدنا لم يرتقى إلى المسك بجمر محورية و حيوية هذه المسألة و يبدو أنّه لا يزال يعاني من تبعات إنحرافات قومية جمّة شابت تجارب الماويين فى القطر .
- عثرات منهجية أدّت إلى فهم خاطئ للواقع :III
المنهج العلمي المادي الجدلي و المادي التاريخي هو منهج علم الشيوعية و قد أخفق البيان فى تطبيقه فى مناسبات أهمّها على سبيل الذكر :
1- الميتافيزيقا نقيض الجدلية :
ورد بالفقرة الأولى من البيان " إتسعت معرفتنا و تجذّرت ممارستنا " و تكرّر الأمر مع " العلوم فى إتساعها و تشعّبها " فقبض من كتب البيان على جانب من جانبي حركة المعرفة و أفلت منه الجانب الآخر ، قبض على الإتساع أو الجانب الأفقي و أفلت منه التعمّق أو الجانب العامودي ( تناقض – وحدة أضداد ) . و كان يجدر به أن يقول بصيغة مادية جدلية بعيدة عن الميتافيزيقا و إحادية الجانب " إتسعت معرفتنا و تعمّقت " و " العلم فى إتساعه و تعمّقه " .
2- المثالية نقيض المادية :
تستلهم المنظّمة الجديدة ، حسب بيانها من " كلّ المنجز الحضاري البشري " و المشكل هنا يكمن فى كلمة " كلّ " فما أنجزه البشر فيه ما قد يكون ملهما لنا و فيه أيضا طرفه الآخر ، جانبه الآخر للتناقض – وحدة الأضداد ، ما ليس ملهما أصلا بل يستحقّ منّا الإدانة وهو فى كلتا الحالتين – ملهم و مقرف- " حضاري بشري ". فما الذى نستلهمه من قتل العبيد و تعذيبهم و إغتصاب النساء و إستعبادهم و من التطهير العرقي و المجازر فى حقّ الشعوب و الحروب غير العادلة...؟ لا شيء ملهم بل علينا قطعا إدانتها . نحن ندينها جميعا و نستلهم أي نعم من نضالات العبيد ضد أسيادهم و من نضالات البروليتاريا و الشعوب و الأمم المضطهَدَة ضد الرجعية و الإمبريالية و من أجل القضاء على كافة أنواع الإستغلال الجندري و الطبقي و القومي .
و ذات الرؤية المثالية الميتافيزيقية التى طبّقها أصحاب البيان فى حديثهم عن " المنجز الحضاري البشري " سحبوها أيضا على " رصّ صفوف كلّ الوطنيين الديمقراطيين " . النوايا طيّبة و لكن المادية الجدلية تملى علينا أن نكون ماديين و جدليين ، تملى علينا أن نبحث على الحقيقة الموضوعية لأنّ الحقيقة وحدها هي الثورية حسب تعبير للينين ، لا أن نتّكئ على الأوهام . و إلقاء نظرة بسيطة على الواقع الموضوعي تسفّه هذه الآمال القائمة على أضغاث الأحلام . فالحقيقة الموضوعية التى لن ينكرها إلاّ من يسلك سياسة النعامة هي أنّ غالبية الوطنيين الديمقراطيين إستحالوا إلى إصلاحيين و يعملون حسب أجندات إصلاحية و قلّة قليلة ظلّت ثورية و إلى حدود و قد تسقط فى الإصلاحية عاجلا أم آجلا إن لم تقطع معها على أسس علمية و نظرية صلبة ، ما يجعل " رصّ صفوف كلّ الوطنيين الديمقراطيين " من ناحية أمر مثالي غير ممكن التحقيق واقعيّا و من ناحية ثانية ضار سياسيّا و شيوعيّا فكما قال لينين نحن فى حاجة إلى وحدة ماركسيين ثوريين لا إلى وحدة ماركسيين مزيفين !
خاتمة :
لا يتسع المجال هنا للخوض فى أزمة الإمبريالية ، هل هي " أزمة دورية " حسب البيان ، أم هيكلية ؟ أم هي هيكلية – دورية ؟ كما لا يتسع لنقاش مسألة تطوير الماركسية – اللينينية – الماوية " من خلال تخصيصها على واقعنا قطريّا و عربيّا و أمميّا " . لذلك نكتفى بهذا القدر من النقاش و نختم بأنّنا نعلم جيّدا أنّ كلّ مولود جديد لا يمكن أن يقترب من الكمال ، حتى لا نقول بمثالية يكون كاملا ، إلاّ أنّه من واجبنا أن نمارس النقد و النقد الذاتي و نشجّع عليه حتى للخطوات الأولى لمولود جديد فالمسألة بالنسبة لنا أبعد ما تكون عن الذاتية ، المسألة فى عمقها أوّلا مسألة أنّ صحّة أم خطإ الخطّ الإيديولوجي و السياسي هي المحدّدة فى تطوّر منظّمة ما أو حزب ما و قطعها و قطعه مع الأخطاء و المسك بقمم ما بلغه علم الشيوعية للتقدّم بخطى حثيثة ؛ و ثانيا مسألة خوض مبدئي لصراع الخطين الذى يقرّ به أصحاب البيان .
وقد سقنا ملاحظاتنا السريعة هذه ، نترقّب النقاش و الجدال و مزيد التعرّف على أطروحات منظّمة العمل الشيوعي – تونس القديمة منها و الجديدة بشأن قضايا خطّية لم تثر على أهمّيتها ، على غرار قضية تحرير النساء ، نصف السماء ، و الموقف من من هم حقّا إسلاميون فاشيون ، للشعب و النساء أعداء و للإمبريالية عملاء ، و التحليل النقدي للتجارب الماوية المحلّية ، و دراسة التجارب البروليتارية العالمية بمكاسبها و هناتها ، و البتّ فى إنقسام الماوية إلى إثنين عالميّا و بطبيعة الحال ننتظر و ينتظر المناضلات و المناضلون و تنتظر الجماهير الشعبية الإجابة على سؤال كيف نطوّر علم الشيوعية و ننجز أفضل من التجارب الإشتراكية الماضية مستقبلا .
----------------- فيفري 2014---------------------



#ناظم_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقدّمة - بؤس اليسار الإصلاحي التونسي : حزب العمّال التونسي و ...
- جدالان باللغة العربية يدافعان عن الخلاصة الجديدة للشيوعية .D ...
- إسلاميون فاشيون ، للشعب و النساء أعداء و للإمبريالية عملاء !
- محتويات نشرية - لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية ! - ( الأعداد ...
- وفاة نيلسن مانديلا و نظرة الماركسيين المزيفين البرجوازية للع ...
- الجزء الثاني من كتاب -آجيث نموذج الدغمائي المناهض لتطوير علم ...
- الجزء الأوّل من كتاب :آجيث نموذج الدغمائي المناهض لتطوير علم ...
- الحزب الوطني الإشتراكي الثوري – الوطد – و حزب العمّال التونس ...
- مقدّمة و خاتمة كتاب - آجيث نموذج الدغمائي المناهض لتطوير علم ...
- مواقف - يسارية - مناهضة للماركسية -- لا حركة شيوعية ثورية دو ...
- مقدّمة كتاب - صراع خطين عالمي حول الخلاصة الجديدة للشيوعية - ...
- الحركة الشيوعية الماوية – تونس لا هي شيوعية ولا هي ماوية !
- إلى كلّ ثوري و ثورية: لتغيير العالم تغييرا ثوريّا نحن فى حاج ...
- الخلاصة الجديدة للشيوعية تكشف إفلاس الحركة الشيوعية الماوية ...
- نداء إلى الماركسيين – اللينينيين – الماويين (2) : الرجاء درا ...
- الخلاصة الجديدة للشيوعية تكشف إفلاس محمد علي الماوي إفلاسا ش ...
- جملة من أخطاء حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد فى قراءة الص ...
- ماضي حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد و حاضره و مستقبله-الف ...
- إصلاحية الحزب الوطني الإشتراكي الثوري : الخلل و الشلل .
- مغالطات الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد فى قراءة الصراع الطب ...


المزيد.....




- شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام ...
- بمناسبة ذكرى الثورة السورية، السويداء شرارة ثورة تعيد امجاد ...
- م.م.ن.ص// 138 سنة مضت والوضع يعيدنا لما مضى..
- ربيع کوردستان، تلاحم المأساة والهبات الثورية
- لماذا لا يثق العمال بقوتهم؟ حركة سلم الرواتب نموذجا
- الحرب المباشرة بين إيران وإسرائيل، مسرحية إجرامية عُرضتْ فوق ...
- سياسيون بحزب العمال البريطاني يدعون لتعجيل موعد الانتخابات ا ...
- بمناسبة اليوم العالمي للسلامة في أماكن العمل
- حزب العمال البريطاني يدعو لانتخابات تشريعية بعد تفوقه في الم ...
- خسائر كبيرة للمحافظين في انتخابات المجالس المحلية وموقف حزب ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - قراءة فى البيان التأسيسي لمنظمة العمل الشيوعي – تونس .