أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - اللغة الصحفية














المزيد.....

اللغة الصحفية


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4346 - 2014 / 1 / 26 - 17:29
المحور: الادب والفن
    


اللغة الصحفية

استطاعت الصحافة، أن تؤثر منذ بداياتها، في اللغة الأدبية، كي تخلصها، ما استطاعت من الوشيِّ والزُّخرف الفائضين الذين لا لزوم لهما في زمن السرعة، وتطورالذائقة الجمالية، والتوجه إلى لغة الحياة- مباشرة- بعد أن تفاعلت لغتها مع الخطاب الثقافي، عامة، والخطاب الإبداعي، خاصة، وإن كنا نجد ثمة مسافة أمان بين هذه اللغة، وغيرها من اللغات، دون أن تلغي هذه المسافة تبادل التأثر والتأثير، حيث أن لغة الأدب سابقة على لغة الصحافة، كي نكون أمام طيف واسع من تدرُّجات اللغة، يسعى إلى إثرائها، وتطويرها، وتحقيق أسِّ المعادلة اللغوية التي تنطلق من فكرة أنها أشبه ب"شجرة" متجدّدة الأوراق، غير منغلقة أمام تحولات الزمن، وليس أدل على مثل هذا الكلام من أن اللغة الصحفية، كما اللغة العادية، استطاعت أن تطوِّع المفردات والمصطلحات الجديدة التي تنتجها دارة التقدم و التكنولوجيا، وهي سمة قديمة عرفت معجمياً، من خلال"التعريب"، وكان ذلك من خلال الاعتماد على أقيسة، وأوزان صرفية، ضابطة، وهكذا فقد تعرّفنا على أسماء الورود، والعطور، والألبسة، كما سواها من إنجازات مرتبطة بدورة العصر.

ومن يراقب الصحافة العربية، يجد أنه-وإن كانت اللغة الصحفية باتت تتوحد- إلا أن هناك مدارس كثيرة فيها، حيث أن كل مركز جغرافي، له خصوصيته، وتقاليده الصحفية، بل إن هناك من يستسهل هذه اللغة إلى درجة المغامرة بها، وهناك من يركز على ضوابطها، انطلاقاً من حرصه على دور اللغة الصحفية في تربية الذائقة، والحسّ الجمالي، مع معرفتنا، وعلى نحو مسبَّق أن لغة من يكتب في مجال"السياسة" تختلف عن لغة من يكتب في مجال"الاقتصاد"، وهو ما ينطبق على من يكتب في مجال" الريبورتاجات" أو" التحقيقات" أو "الأخبار"، أو الطرائف، و"التسالي"، بل إنه حتى في الصفحة الثقافية في جريدة ما، فإن لغة المتابعة فيها، غير لغة"الزاوية" بل أن لكل منهما وظيفتهما، وهنا تماماً، يكمن سرُّ فهم المعادلة الصحفية، من قبل الصحافي النبيه، الذي يحترم مهنته، ولا يتعامل معها من موقع الحرفية، كمصدر عمل، وذلك لأن رسالة الصحفي الموهوب، الفاعل، هو ما يعطيه، لا ما يأخذه، وإن كان الحرص على تأمين الرغيف، وغير ذلك من مستلزمات الحياة، من حقوق الصحفي على مؤسسته التي يتفانى فيها، فهي بيته الأول، البيت الذي يواصل من خلاله رسالته، متعددة الشفرات، والوظائف، والمهمات،لاسيما في عصرنا هذا الذي ترتفع فيه درجة الحاجة إلى الإعلام، للارتقاء إلى مستوى الإجابة عن الأسئلة المفتوحة التي تداهمنا، على امتداد شريط يومنا، وأسبوعنا، وشهرنا، وفصلنا، بل عامنا، وهلمجراً..

إن تنوع أساليب الكتابة، أمر مطلوب من الصحافي، شريطة وضوح خطابه، ويبدو هذا المطلب أكثر إلحاحاً، مع تلك الأعمدة التي لها وظائف مزدوجة، بل مثولثة، أو مروبعة، عندما تشتغل على مستويين، أحدهما دلالي، معرفي، والثاني، جمالي، متضمن استجلاب المتعة، والفائدة للمتلقي، كمحطة مختلفة، عن وتيرة الخط البياني للشريط اللغوي في دورته المهنية، الصرفة. بل إن خلق هذا التنوع يندرج ضمن برنامج أي قيم يعرف أبعاد المسؤوليات المسندة إليه، ناهيك عن أنه يندرج في مخطط الحرص على معجم اللغة، والسعي لإثرائه، بعقل مفتوح على تطورات الحياة، وصدر مفتوح الرئتين على هواء الحياة، النظيف المتجدد، وهو ليدل على سعة أفق، وامتلاك الإمكانات العالية، التي تحرص على مستقبل المؤسسة الإعلامية، ومستقبل من يوجه إليه الخطاب، بل ومستقبله أيضاً...!



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكرد وأكاديمية الثورة العليا
- الكرد والائتلاف افتراضات أولى
- بوابة جنيف2: انتبه منزلق خطير إجباري....!
- فوضى المنهج
- حيادية أدوات النص الأدبي:
- الاستبداد الرقميُّ والاستبلاد التقانيُّ
- الثقافة والتحديات الكبرى:
- اللُّغة وجوداً
- دماء جديدة أدب جديد..!
- مانديلا الشخصية الأسطورية
- تلاغيات سورية على أبواب -جنيف-
- حين تكون -مصر- دون فاجوميها
- حول زيارة البارزاني إلى- آمد-
- ولادة مفهوم الزمن
- موت النقد
- إلى مكاني محاصراً بالغرباء..!
- درس ميكافيلي
- حريق لا يزال مشتعلاً*
- مؤلف النص الإلكتروني في مرحلة -مابعد الموت-
- خريطة المكتبة


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - اللغة الصحفية