احمد البهائي
الحوار المتمدن-العدد: 4338 - 2014 / 1 / 18 - 14:00
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الاخوان..يرقصون على انغام قطبية قرضاوية
من المفارقات او عجب العجاب او ما يدعو للدهشة والاستغراب ،سمها ماشئت مقالا للشيخ يوسف القرضاوى بجريدة الشعب في 18 نوفمبر 1986 موجها فيه نقداً لاذعاً لسيد قطب يتهمه فيه بعدم معرفته للفقه الإسلامى وعدم دراسته له بشكل صحيح قائلا " أحسب أن سيّد قطب لو أتيح له دراسة الفقه الإسلامى دراسة صحيحة , ولو أتيح له العيش فى كتبه و مراجعه زمنا , لغيّر رأيه و مرئيّاته.... ولكن تخصّصه ولون ثقافته لم يتح له هذه الفرصة , خاصة أن مراجع الفقه بطريقتها و أسلوبها لا تلائم طبيعته الفكريّة , إذ كان أديبا و شاعرا ولم يكن فقيها على أى حال" ، وياللعجب,, مع العلم ان ما يقوم به يوسف القرضاوى الان من قول وفعل وعمل لا يقل بل يزيد عن ما ارتكبه سيد قطب من قول وفعل ، بما لايدع مجالا للشك بان القرضاوي وقطب من مدرسة واحدة .
حيث يمكن القول ان هناك تشابه بينهم يصل الي حد التطابق ، ومن هنا تعالوا معا نقرأ المعطيات ونلاقي الاضلاع ليكتمل الحدث لنحدد انفراجة برجل مقياس الافعال على لوحة البيان لتكون خير برهان لمعرفة مسببات الاسباب حتى تكون دلالة الاستنتاج يقينا بان هناك تشابه كبير يصل الى حد التطابق بين القرضاوي وقطب .
** فبداية ثورة 23 يوليو 1952 كان سيد قطب مقربا لمجلس قيادة الثورة فكان له مكتبه الخاص بمبنى بمجلس القيادة ، فمن كتاباته التي كان يمجد فيها قادة الثورة قبل انقلابه عليهم ، مقالة نشرت له بمجلة روزاليوسف في 10 سبتمبر 1952 يقول فيها " لقد قلتها عالية مدوية للأخوة فى مكتبى بمبنى مجلس قيادة الثورة المجيدة ، لئن نظلم عشرة أو عشرين من المتهمين خير من أن ندع ثورتنا المباركة تذبل و تموت" ثم اضاف قائلا " لا والله.... ليست إنقلابا..... بل هى ثورة شريفة مجيدة مباركة " ، هذا هو ما فعله القرضاوي عندما اثنى على ما قام به المجلس الاعلى للقوات المسلحة في ثورة 25 يناير ، وذلك كان في خطبة الجمعة الشهيرة بميدان التحرير في 18 فبراير2011 حيث وجه الشكر الى الجيش المصري وقتها قبل انقلابه عليه الان وامتدح القرضاوي الجيش لأخلاقيته قائلا "الجميع كان متأكدا ومؤمنا بان رجال القوات المسلحة البواسل لن يضحوا بالشعب من اجل شخص ولم ولن يستخدموا القوة ضد افراد الشعب ... وأن الجيش ليس بديلا عن الشرعية التي يرتضيها الشعب" ، مضيفا " فالحديث عن جيش مستقيم وأخلاقي وبطل دافع عن مصر دائما. لا اعتقد انه سيخون كلامه وشعبه ودولته " .
** في جريدة الاخبار كتب سيد قطب في 15 أغسطس 1952 عن إضرابات 12 و 13 أغسطس 1952 التي قام بها عمال كفر الدوار ، داعيا فيها الجيش لسحق إضرابات العمال قائلا " إن عهدا عفناً بأكمله يلفظ أنفاسه الأخيرة فى قبضة طاهرة ولكنها قوية مكينة فلا بأس أن يرفس برجليه ولكنه عهد إنتهى , عهد قد مات , ولكن المهم هو أن نشرع فى الإجهاز عليه , وأن تكون المدية حامية فلا يطول الصراع , ولا تطول السكرات , لقد أطلع الشيطان قرنيه فى كفر الدوار , ف لنضرب بقوة , ولنضرب بسرعة , وليس على الشعب سوى أن يرقبنا ونحن نحفر القبر ونهيل التراب على الرجعية والغوغائية بعد أن نجعلها تشهد مصرعها قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة " ، وكأن التاريخ يعيد نفسه ، عندما ايد القرضاوي موقف المجلس الاعلى للقوات المسلحة من تلك الوقفات وتحذيره من قيام بعض الفئات العمالية بتقديم مطالبها الفئوية وتنظيم الوقفات والاحتجاجات ودعوته لهم بالكف عن التحركات المطلبية وذلك في خطبة الجمعة بميدان التحرير في 18 فبراير2011 .
** في كتاب "معالم فى الطريق" لسيد قطب كتب:
- في صفحاته "لابد لنا من التخلص من المجتمع الجاهلى و التصرفات الجاهلية و التقاليد الجاهلية و القيادة الجاهلية , ومهمتنا الأولى هى تغيير هذا الواقع الجاهلى من أساسه حتى ولو كان ذلك بالقوة , ويبدو أن ذلك لن يتحقق إلا بالقوة" .
- كذلك كتب "ليس لنا أن نصطلح مع هذا المجتمع الجاهلى بل إن علينا التخلّص منه و تغييره , وإن لم نستطع فإن علينا أن نستعلى عليه و نقاطعه" .
- وفي الكتاب نفسه " فنحن جند الإسلام , ووظيفتنا فى الحياة هى إعلاء شأن الإسلام , بينما وظيفة الإسلام هى إقصاء الجاهليّة من قيادة البشريّة و تولّى هذه القيادة , وهو ما يجب أن يكون وظيفتنا و شغلنا الشاغل" .
هذا بالفعل والقول دعا اليه القرضاوي وذلك في خطبة الجمعة 18 نوفمبر 2011 عندما قال "اشهدوا لمن يعترف بالخير والصدق والإسلام ولا تشهدوا لعلماني ولا للاديني أو لمن لا يقبل بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً" ، مضيفا " ان العلمانيين والليبراليين انتهى دورهم تماما وان الدرو الان للاسلاميين ليعلمو العالم كيف يكون الحكم " .
** فى جريدة الأخبار كتب سيد قطب فى 22 أغسطس 1952 قائلا "لا وألف لا لدستور 1923 , فهو ليس سوى الخدعة التى يطنطن بها رجال السياسة ليفرقوا بها وثبة ثورتنا، لا وألف لا لدستور 1923 الذى تتستر الرجعية وراء صفحاته و تتشبث بخدعته لتعيش " ، هذا ايضا ما دعا اليه القرضاوي عندما افتى عبر وكالة "الأناضول" إلى مقاطعة الاستفتاء على الدستور في مصر، معتبرا المشاركة في الاستفتاء عملاً محرماً شرعاً قائلا " أنا أرى المشاركة في الاستفتاء على الدستور والمساهمة في أي عمل من شأنه أن يقوي هذه السلطة الانقلابية أو يمنحها الشرعية أو يطيل أمد وجودها أو يقوى شوكتها، يعد من التعاون على الإثم والعدوان، وهو عمل محرم شرعا " .
فنحن لا نريد ان نتطرق الى مواقفه وتصريحاته الاخيرة تجاه مصر ، وخاصة بعد 30 يونيو 2013 فكلنا نعرفها ، حيث امتلأت بها بطون الصحف والمواقع على الانترنت وبرامج التلفاز، وقتلت تناولا وبحثا وتحليلا ،فنحن نعترف ان القرضاوي بليغ وأديب وشاعر وصاحب خطابة وله انتشار إعلامي واسع ، كما كان هو نفسه يصف سيد قطب بذلك ، ولكن عند التمعن في خطبه وكتاباته تجد فيها صفة التلون والتحول والمداهنة والتناقض ، فتجده يقول كلاما في موقف ثم ينقضه في موقف آخر، ويثبت أمرا تارة ثم ينفيه تارة أخرى ، وهذا تجده في كتابه " أولويات الحركة الإسلامية " عندما يقول أن كتب سيد قطب كلها تكفيرية وفي الوقت نفسه يصف سيد قطب بالشهيد ، كذلك في الوقت الذي يثبت أن سيد قطب تأثر بالشيوعية كحركة إلا أنك تجده في مواضع أخرى يثبت له بالإمامة الدعوية ، وفي كتابه " فقه الجهاد " تجده يوجه هجوما ونقدا لازعا على الجماعات الجهادية في تطرفهم واسلوبهم الجهادي ومعتقداتهم ، دون ان يذكر بان تلك الجماعات كلها ولدت من رحم مدرسته الفكرية الاخوانية التي ينتمي اليها ويعتذ بانه واحد من ابنائها ، ايضا في كتابه فقه الجهاد تجده في الوقت الذي يوجه فيه نقدا وهجوما على دول المواجهة مع الكيان الصهيوني في منعهم لمن يحاولون الدخول إلى فلسطين للجهاد وتحرير المسجد الأقصى ، تجده في نفس الكتاب يبيح ويجيز مشروعية عقد اتفاقيات مصالحة بينها وبين العدو بما لها وما عليها ، فاذا كان هذا مباحا فكيف له ان يهاجم الدول التي عقدت اتفاقية سلام مع العدو الاسرائيلي والتي تمنع بموجبها دخول محاربين عبر حدودها إلى فلسطين كمصر مثلا ،كذلك ايضا في تصريحات له في 18 نوفمبر 2011 قال ان العلمانيين والليبراليين انتهى دورهم تماما وان الدور الان للاسلاميين ليعلموا العالم كيف يكون الحكم ،وفي ديسمبر2012 خطب القرضاوي ولكن من على منبر جامع الأزهر في مصر، قائلا إن «الليبراليين والعلمانيين ليسوا كفارا، بل مؤمنون بالله، ويجب أن نتعاون معهم» ما هذا التلون والتحول والتناقض..!! .
تلك هي صفات الشخصية الاخوانية التي اعيتنا وارهقتنا بفكرها ومعتقداتها وتطرفها ، فهم لايؤمنون بالوطنية والانتماء لمصر ، فولائهم وانتمائهم للجماعة ومصالحهم فقط ، فالفكر الاخواني بالاضافة الى ما سبق ذكره فهو متصلب مريض يعاني من مرض الأنا ينظر على انه الافضل والاذكا اخصه الله وحده بملكات دون غيره ، بل يعتقد هو المقرب من الله ولتحقيق غايته لايحاسب على الحيل مهما كانت عواقبها ويحللها تحت فتاوى الحيل الدفاعية ، فالقرضاوي واحد منهم لانه هو مفتي الجماعة .
واخيرا تستحضرني تلك التغريدة التى كتبها القرضاوي على تويتر التي تبين من هو معلمه واستاذه الاول حسن البنا عنده، معتبره مرجعيته التقليدي ، حيث ينظر اليه بنظرة الولي الفقيه ، واحاطة بهالة القدسية والإمامة المعصومة قائلا "كان حسن البنا من الأفراد القلائل الذين يمن بهم القدر على الأمم في فترات وهنها لتنهض من كبوة وتصحو من غفوة وتتحرك من جمود وتقوم من قعود. جاء حسن البنا وأمتنا الكبرى هكذا فنفخ فيها من روحه لتحيا، وصدع فيها بأعلى صوته لتستيقظ، وسقى شجرتها بدمه لتنمو وتمتد".
#احمد_البهائي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
