أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - الويسكي والشمبانيا في ميزانية 2014 للحكومة الإسلامية !














المزيد.....

الويسكي والشمبانيا في ميزانية 2014 للحكومة الإسلامية !


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4324 - 2014 / 1 / 3 - 10:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الويسكي والشمبانيا في ميزانية 2014 للحكومة الإسلامية !
ليست هذه المرة الأولى التي تنحاز فيها حكومة السيد بنكيران الإسلامية إلى الطبقة البورجوازية برفض وزيرها في الميزانية السيد " الأزمي" التعديلات التي اقترحتها المعارضة للرفع من قيمة الضريبة المفروضة على " الويسكي والشامبانيا "- وهما ، كما هو معروف ، صنفان من الخمور الرفيعة التي تستهلكها الطبقات الميسورة ،- خلال مداولات مناقشة ميزانية 2014 ، والتي سادها خطاب حزب العدالة والتنمية الغريب والمزدوج ، والذي اثار استغراب المعارضة لتناقض مطالبته المتغيرة حسب الموقع الذي هو فيه ، حيت كان يطالب ، بل ويستميت في الرفع من قيمة الضريبة على المواد الكحولية ، ساعة كان في المعارضة وقبل ولوجه سراديب الحكومة , طبعا ليست هذه هي المرة الأولى التي يتحيز فيها رئيس الحكومة .....فقد سبق أن كانت هذه الحكومة –كسابقاتها- سخية جدا مع ذوي النفوذ بإعفائهم من أي مراقبة جبائية ، وخفض الضريبة على شركاتهم ، وتحاشي فرض أي ضريبة على ثرواتهم ورساميلهم ومواريثهم ...
إنه ليس من العيب في شيء أن يستميت رئيس حكومة ما ، في الدفاع عن الطبقة الميسورة من مواطني البلاد التي يسير شؤونها ، ويعمل على تمتيعهم بكل ملذات الحياة الدنيا ، لكن غير المقبول والمستهجن هو الكيل بمكيالين ، ومحاباة طبقة على حساب أخرى ، ونهج سياسة طبقية تفاقم التفاوت والهشاشة والبطالة وتسمح للأكثر غنى بمزيد من الاغتناء ، بقليص الضرائبة على رؤوس أموالهم وزيادتها على الاستهلاك ، وعلى القيمة المضافة وتوسيع نطاقها ، ما يحرم ميزانية الدولة من موارد حيوية لتمويل الخدمات العمومية مثلا بناء مدارس ومستشفيات...
إن الزيادة في الضريبة على أصناف الخمور الرخيصة التي يستهلكها صعاليك الطبقة الوسطى ببلاده ، وبورجوازيتها الصغرى ، من جعة ونبيذ أحمر (فراكة) ، ليس رغبة من سيادته في ثني ذوي الدخل المحدود عن شرب تلك الخمور الضارة ، وليس لأنه يعتبرها "أم الخبائث وملعون صانعها وحاملها وشاربها ، ولكن لزيادة مداخيل ميزانيته والدس فيها بعضا من المال رغم تحريمته ، الذي ربما اكتشفت الحكومة بنكيران لإسلامية ولأول مرة أن الدين شيء ومتطلبات السياسة شيء آخر وترسخت لديهم قناعة "أن الدين والسياسة لا يجتمعان في الميزانيات ، او ربما وجد رئيس حكومتنا تخريجة أو فتوى تحلل ما يدره قطاع الخمر على خزينة الدولة من أموالا طائلة ، إذ ليس هو أول من عالج هذا الموقف المتناقض من الخمر ومردودها على ميزانية الدولة ، فقد سبقه إلى ذلك حلفاؤه الإخوان المسلمين حين قال أحد المتحدثين‮-;---;-- ‬-;---;--باسم حزب الحرية والعدالة لسان حال الإخوان وهو يرد علي سؤال لأحد ضيوف قناة أون تي في حول فرض نظام مرسي ضريبة‮-;---;-- ‬-;---;--٤-;---;--٠-;---;--٠-;---;--٪-;---;--‮-;---;-- ‬-;---;--علي الخمور ،‮-;---;-- ‬-;---;--فيقول له إن هناك قاعدة فقهية تقول إنه إذا جاء المال من حرام وتم إنفاقه في مصارف حلال فيجوز‮-;---;-- ، خاصة و أن قطاع الخمور يدر على الخزينة أموالا طائلة ويستوعب جزءا كبيرا من الطبقة العاملة وتنشيط السياحة .‬-;---;--
الإسلاميون عندما يتخذون مثل هذه المواقف والسلوكات المتناقضة ، فإنهم لا يتوقفون لاختبار أنفسهم ، واختبار فهمهم ، ولا يسألون أنفسهم هل تناقضاتهم تلك - وربما قلنا ازدواجيتهم الشخصية التي ، مع الأسف ، يُجبرون غيرهم على الامتثال لها ، مقتنعين أو غير ذلك – هل هي متماشية مع بقية قائمة الادعاءات التى يرفعونها ، كمحاربة الفساد التي اختاروا لها أثناء حملاتهم الانتخابية ، شعار " صوتك فرصتك ضد الفساد والاستبداد "
فمزيدا من الشمبانيا والويسكي لمن يستحقونه ، ومزيدا من القهر وإفراغ جيوب الفقراء وصبها في صناديق الأغنياء ، في ظل حكومة لا تحسن الإنصات إلى آلام الشعب وما يعيشه من واقع مرير مفتعل ومفروض ، بقدر ما هي منشغلة بإرضاء الطبقة الميسورة التي لا تصوت لها ، لانشغالها بتدبير ثرواتها التي تستميت الحكومات في تنميتها وتحصينها ، مقابل الوعود العرقوبية التي كما يقال أنها : " تلزم فقط من يصدقها" والتي يكررون دوما اسطوانتها المشروخة ، والتي تعد بتوفير الشغل والنهوض بالوضع الاجتماعي وتقوية القدرة الشرائية وخفض معدلات الفقر، والواقع أن البطالة ماضية في جماهيريتها وفي التفاقم، والوضع الاجتماعي يزداد مأساوية والقدرة الشرائية في الحضيض والفقر في اتساع.

حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل عام وانتم بالف خير ...
- تشييع جماعة الإخوان إلى مثواها الأخير !
- بياض الثلج يزين حمرة لافتات المشاركة في استفتاء الدستور..
- الرياضة والسياسة (5) .
- حفل افتتاح الكارثي وفاشل بكل المقاييس
- جولة في مطاعم الفول الشعبية 2
- جولة في مطاعم الفول الشعبية
- رحيل طود الشعر العامي المناضل ، أحمد فؤاد نجم..
- الرياضة والسياسة (3)
- الرياضة والسياسة (4)
- الرياضة والسياسة (2) الشعارات السياسية في ملاعب كرة القدم .
- الرياضة والسياسة ، شارة رابعة مثالا !
- أكاذيب موضوعة لزعزعة الأمن القومي !!
- محاكمة رؤساء مصر جرس إنذار لجميع الرؤساء .
- مراسلة حية من دار أبرا القاهرة .
- رؤساء وراء القضبان !!
- ذكرياتي مع العيد الكبير !!(5)
- ذكرياتي مع العيد الكبير !! (4)
- ذكرياتي مع العيد الكبير !! (3)
- بين المقاصة والمقايسة ، ضاعت المنافسة !!


المزيد.....




- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - الويسكي والشمبانيا في ميزانية 2014 للحكومة الإسلامية !