|
اقتلْ واحرق بس بسلمية
فاطمة ناعوت
الحوار المتمدن-العدد: 4324 - 2014 / 1 / 2 - 04:08
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إن كان معازيل رابعة، الذين مازالوا ينتظرون عودة الخائن المعزول لكي يستأنف سرقة مصر وتفتيتها، يظنون أن ما يفعلونه يمكن أن يُسمى: "تظاهرًا"، فضلا عن أن يُسمى: "تظاهرًا سلميًّا"، فعليهم مراجعة أية موسوعة سياسية بدائية؛ ليذاكروا تعريف مصطلح: "مظاهرة". وبعد هذا عليهم مراجعة أي معجم لغوي بسيط؛ وليكن "مختار الصحّاح"، الموجود لدى أي طالب إعدادي، ليعرفوا معنى مفردات: “سالَم- يُسالم- مُسالِم- سلام- سِلميّ "، أما إن لم يُجدِ نفعًا الاطلاع والبحث والقراءة والاستذكار والمراجعة، فعليهم أن يراجعوا الطبيب النفسي. ليس هناك تظاهرٌ بالمولوتوف والحجارة، ولا بتحطيم المنشآت وحرق المؤسسات، ولا بالاعتداء على الآمنين وترويع الخلق، ولا بتصفية قوات الأمن وضباط الجيش والشرطة، ولا بالبلطجة على أقباط مصر المسالمين الذين يهاجرون من مصر كل يوم إلى بلاد غريبة تحترم آدميتهم وحريتهم في الاعتناق والعبادة أكثر مما يجدون في وطنهم. ولا بالبذاءات اللفظية السافلة المنثورة على جدران مصر، كأننا قطيعٌ من الرعاع! صنّاع القبح والتلوّث البصري أولئك، بكل تأكيد، ليسوا أحفادَ أجدادنا المتحضرين صُنّاع الجمال الذين شقّوا في الجبال دروبًا غائرة ليصنعوا وادي الملوك والملكات، حفروا على جدرانها الداخلية آياتٍ فريداتٍ من السحر البصري والتناسق اللوني، ليعلّموا العالم أصولَ النِّسبِ الذهبية في التشكيل: من النور والظل، وفي النحت والعمارة: من الكتلة والفراغ، وفي الشعر: من الحركة والسكون، وفي الموسيقى: من النغمة والصمت. أنْ تنتسب بالميلاد والسَّلف للمصري القديم، أستاذ البشرية، يعني أن تحاول أن تُحاكي ثقافتهم ورقيّهم وتحضرهم وعلمهم الغزير. الإرهاب ليس تظاهرًا. العنفُ ليس سلميةً. القتل اليومي للأطفال والجند ليس إنسانيةً، بل بهيمية وهمجية وسفالة وانحطاط. لهذا جاء قانون "تنظيم" التظاهر ليُلبّي حاجة مُلِحّة لتحجيم حال الفوضى والعنف و"الاستهبال" باسم الشرعية المزعومة، التي يصطنعها تنظيم الإخوان الإرهابي لتعطيل مسار خارطة الطريق التي تنقل مصر من الحال الثورية المرتبكة إلى حال الاستقرار والبناء والنهضة الفعلية. قانون مؤقت سوف يلغيه البرلمان فور تشكيله. لأن معارضة الحاكم حقٌّ أصيل لكل مواطن، والتعبير عنه بطريقة حضارية من أولى أولويات حقوقه الدستورية. بعد ثورتين هائلتين مثل 25 يناير و30 يونيو، لن يكون بوسع أحد، أيًّا كان سلطانُه، أن يقمع كلمة: “لا"، أشرف كلمة قيلت فوق الأرض منذ ميلاد الإنسان. لكن المحكَّ هو أن تعرف كيف تقول هذه الـ"لا"، بتحضّر وسلام، وليس بالسلاح والبذاءة. ليسوا مصريين من يحملون السلاح في وجوهنا لأننا رفضنا أن يحكمنا خائنٌ كذوب. ليسوا مصريين من يهددون بحرب أهلية إن لم يعد خائن عزلته إرادة الشعب. ليسوا مصريين لأن جدّنا المصري القديم كان أول من نطق بتلك الحكمة الخالدة التي لا يعرفها الإخوان: "لا تخفْ يا بُنى فالحاكم الذي قاعدةُ قوته تأييدُ الشعب، أقوى من ذاك الذي يعتمد على قوة السلاح."
#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دولة الأوبر
-
أراجوزات الإخوان
-
عود الثقاب الإخوانىّ
-
نحتاج عُصبة من المجانين
-
لماذا أُسميها: -دولة الأوبرا-؟
-
الموتُ أكثر نبلًا
-
بالقلم الكوبيا
-
عش ألف عام يا مانديلا
-
احنا الكفار
-
فيروز حبيبتي
-
إنها الإسكندرية يا صديقتي الخائفة
-
اقتلْ معارضيك
-
الفيلم المسيء للإسلام
-
مرسي وكتاب التاريخ
-
شريهان، العصفور الذي عاد
-
أنهم يسرقون الله!
-
أفتح الجاكيت، أقفل الجاكيت
-
سيفٌ في يد الشيماء
-
بسطاؤها نُخبة
-
عمر خيرت.. فارسُ الحرب القادمة
المزيد.....
-
القناة 12 الإسرائيلية: مقتل رجل أعمال يهودي في مصر على خلفية
...
-
وزيرة الداخلية الألمانية تعتزم التصدي للتصريحات الإسلاموية
-
مراجعات الخطاب الإسلامي حول اليهود والصهاينة
-
مدرس جامعي أميركي يعتدي على فتاة مسلمة ويثير غضب المغردين
-
بعد إعادة انتخابه.. زعيم المعارضة الألمانية يحذر من الإسلام
...
-
فلاديمير بوتين يحضر قداسا في كاتدرائية البشارة عقب تنصيبه
-
اسلامي: نواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة وفق 3 أطر
-
اسلامي: قمنا بتسوية بعض القضايا مع الوكالة وبقيت قضايا أخرى
...
-
اسلامي: سيتم كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العلقة بين اير
...
-
اسلامي: نعمل على كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العالقة بي
...
المزيد.....
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو دبريل
-
تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل
...
/ عبد المجيد حمدان
-
جيوسياسة الانقسامات الدينية
/ مرزوق الحلالي
-
خطة الله
/ ضو ابو السعود
المزيد.....
|