أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - بالقلم الكوبيا














المزيد.....

بالقلم الكوبيا


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4303 - 2013 / 12 / 12 - 08:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يوم ثورة 30 يونيو الفارقة، وقفتُ على منصّة الاتحادية وقلت: "إن الإخوان خطأٌ مطبعيٌّ في مدونة مصر الناصعة، نعملُ الآن على تصحيحه.” ثم كتبتُ يوم 11 يوليو، هنا بجريدة "الوطن"، مقالا عنوانه: (خطأ مطبعيّ جارٍ تصحيحُه). وظللتُ أنتظرُ أسبوعًا بعد أسبوع، وشهرًا تلوَ شهر حتى تحينَ لحظةٌ مشرقة أكتبُ فيها مقالا عنوانه: (خطأ مطبعي ’تمَّ‘ تصحيحه ).
لكن يبدو أن ذاك الخطأ الفادحَ قد كُتب بقلم "الكوبيا". لكي يُمحى لابد أن يُلوّث الصفحةَ البيضاء ولا يتركها إلا مشوّهةً قبيحةًُ، تُفكّر معه أن تقطع الورقة من الدفتر، وتمزّقها، لتكتبَ صفحةً جديدة، على أن تراعي ألا تعاودَ الخطأ الطباعيّ، لكيلا تضطرَ إلى محو الركاكة التي تشوّه مدونة الجمال.
لكنْ، حالَ الحديث عن مصر، بتاريخها العريق الضارب بجذوره في عمق التاريخ، فنحن مطمئنون إلى أن دفتر مصرَ ضخمٌ، محتشد بغزير الأوراق والتواريخ والعقود والقرون والمحن والانتصارات. فلا قلق هنالك من تمزيق ورقة رديئة الصوغ، كُتبت في لحظة عبثية، ذات غفلة من التاريخ الذي يدوّن صوابنا الغزير، وأخطاءنا القليلة. فمصرُ ليست وحسب تلميذة متفوقة "شطورة" في فصل التاريخ، بل هي أستاذته وسيدته وصانعته. فلا بأس أن يكون للأستاذ كبوةٌ، فتكون الاستثناءَ الذي يؤكد القاعدة. والقاعدةُ هنا: إن مصرَ أمُّ الزمان والمكان والدنيا، لا يصحُّ أن يسرقها لصوصٌ، أو تحكمها عصابةٌ من قطّاع الطرق الإرهابيين.
ولأن الإخوان ليسوا أذكياء، وتنقصهم "الحساسة" و"السينس"، مازالوا، بقلب بارد "بِلِط"، يكافحون للعودة للحكم قسرًا، ضدَّ إرادة شعبٍ حاشد، هدر بعشرات الملايين للفظهم وإسقاطهم! ولأن الإخوانَ خونةٌ أعداءُ مصر وأعداءُ العروبة، فإنهم يحتمون الآن بأمريكا (التي كانت حتى الأمس في عُرفهم كافرةً صهيونيةً داعمةَ إسرائيل )! أمريكا التي كشفت عن سوءتها بدعمها الإرهاب في المنطقة العربية لكي تجد مبررًا لزرع قواعدها العسكرية في بلادنا، كما حدث في العراق رغمًا عنه، وفي قطر بترحيب شيخها ذي "النخوة"، وشيختها ذات الهمّة، بدعوى حماية إسرائيل (المسكينة المستضعفة ).
أمريكا الغافلة، أو المتغافلة، التي يبدو أن "إيريلها" لا يلتقط إلا موجات قناة الجزيرة الكذوب، توعز لجرائدها أن تكتب تراهات لا يُعوّل عليها من قبيل ما كتبت "واشنطن بوست" مؤخرًا أن مصر استبعدت التيارات الإسلامية من المشاركة في العملية السياسية! وكأن حزب "النور" السلفي الذي دسّ أنفه "البلكيميّ" الهائل في كتابة الدستور على هواه، ليس تيارًا إسلاميًّا، بل تيار "كهربائي"، وكأن الجريدة لم تسمع بالثمانية أحزاب إسلامية التي دعتها لجنة ال 50 للمشاركة، ورفضت محاباةً للإخوان الإرهابيين!
كنتُ أول المنادين بإطلاق سراح فتيات الإخوان ومحاولة استعادتهن لحاضنة الوطن. تكلّمتُ كأمٍّ لديها صغار تخشى على مستقلبهم الوليد. لكن أحد قرائي أرسل لي الفيديو الذي سجّل تجاوزهن الأخلاقي والسلوكي واللفظي، فذُهلت! آولئك فتياتٌ؟ آولئك مؤمناتٌ ربيباتُ بيوت وعائلات؟ بئس ما يعلّم الإخوانُ شبابَهم وشابّاتهم من تخريب وضحالة فكرية وانحطاط سلوكيّ!
الخطأ المطبعيّ جارٍ تصحيحه لا ريب. وإن كان الإخوان قلمَ كوبيا رخيصًا رديء الصنع، فإن دفترَ تاريخ مصرَ حجمه آلاف الأوراق. كلُّ ورقة بعام مما يعدّون؛ فلا يضيره تمزيقُ ورقة بالية كُتبت بخطٍّ رديء.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عش ألف عام يا مانديلا
- احنا الكفار
- فيروز حبيبتي
- إنها الإسكندرية يا صديقتي الخائفة
- اقتلْ معارضيك
- الفيلم المسيء للإسلام
- مرسي وكتاب التاريخ
- شريهان، العصفور الذي عاد
- أنهم يسرقون الله!
- أفتح الجاكيت، أقفل الجاكيت
- سيفٌ في يد الشيماء
- بسطاؤها نُخبة
- عمر خيرت.. فارسُ الحرب القادمة
- الله أكبر أيها الأشرار!
- ماسبيرو... الهرم العائد
- بيسكليت في جامعة أسيوط
- هويدا، أخلفتُ وعدي معك!
- بلكونة مصرية، وإبهامٌ مفقود!
- -متكسروش بخاطر مصر-
- بلبل لبنان الذي طار


المزيد.....




- -أزالوا العصابة عن عيني فرأيت مدى الإذلال والإهانة-.. شهادات ...
- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة الجديد 202 ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - بالقلم الكوبيا