أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الوضع الإيراني والتحولات














المزيد.....

الوضع الإيراني والتحولات


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4298 - 2013 / 12 / 7 - 09:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ليست التحولات الإيرانية السياسية جوهرية، إنها لا تبلغ مستوى عظام النظام، فالسلطة الدينية العسكرية تظل هي العمود الفقري، وقد وصلت إلى مأزق بنيوي كبير تمثل في وصول المستوى السياسي العسكري للنظام إلى أزمة واسعة مستفحلة، وانعكس ذلك على حياة الجماهير المتردية وتجسد في تدهور لم يسبق له مثيل للعملة.
لكن الأوضاع لم تبلغ درجة الأزمة الثورية، فالجمهورُ الشعبي لا يزال يعيش حتى بدرجة الكفاف، ولم ينزل باتساع للشوارع، وشاركت أقليةٌ منه في نضال الليبراليين الدينيين في أزمة الانتخابات المزورة، وكان هذا مؤشراً على رفض الشعب عامة قيادة الدينيين بألوانهم المختلفة حتى لو تصارعوا.
لقد أدت التجربة الشمولية الكابوسية في إيران إلى الارتداد المؤثر عن الدين، وإلى رفض الرؤى الدينية المحافظة. لقد كان النظامُ صدمةً تاريخيةً لها، فقد انتقل من عهد انفتاح ليبرالي اقتصادي وشمولي سياسياً، إلى وضع استبدادي محافظ شامل.
هذا ما جعل الجماهير الإيرانية لا تنجرُّ لصراعات الدينيين لكنها لم تبلور ذلك في رؤى سياسية ديمقراطية واضحة، فقد أُطبق على القوى السياسية المستنيرة ومُحيت من الأرض الشعبية، ولم تعد تتواجد الا في المهاجر والفضائيات، ولم تستطع حتى أن تتواجد في العمل السري الداخلي، نظراً الى طبيعة النظام الفاشية حيث القهر يتم بأشكال جماهيرية عبر المنظمات الدينية العسكرية السياسية الواسعة الانتشار.
لهذا فإن صراعات واختلافات القوى الدينية الحاكمة والمعارضة لا تجذب الشعب إلى حلقتها، فهي تتطلعُ إلى تغيير عميق في طبيعة النظام، وليس إلى ظهور نسخة جديدة منه.
وتغدو الاختيارات الانتخابية الممكن الوحيد حيث يتم التصويت لأقل المرشحين خطراً، والذي يمكن أن يفتح ثغرةً ولو صغيرة في جدار النظام السميك.
ولهذا حدث التلاقي بين القيادة الدينية العسكرية ورغبة الناس في التغيير البسيط المحدود، وجاء روحاني كمناورة كبيرة للنظام من أجل تهدئة الشعب وتغيير طابع اللعبة داخلياً وخارجياً، ورفع الحصار والعقوبات وتسييل الأموال والتنفيس عن حالات الاحتقان الاقتصادي السياسي المتصاعد.
وهذا يتلاقى مع هوى القيادة الأمريكية في تجنب الحروب والضربات العسكرية المضرة بإيران والمنطقة وأمريكا ذاتها، ويفتح الاحتمالات للتحول الداخلي، وللتغلغل الاقتصادي الأمريكي والغربي في السوق الإيرانية المجَّمدة حالياً والتي تكمن فيها احتمالات ثرة.
النظام الإيراني في هذه المناورة السياسية الكبيرة يدخل تناقضاً جديداً، وهو التناقضُ بين الشكل الديني السياسي للنظام والشكل العسكري.
إن الشكل العسكري حيث قوى الحرس الثوري تطبقُ بآلتِها القمعية الواسعة على الشعب، وتطبقُ شركاتُها الكبيرة الكثيرة على الاقتصاد، غدا شكلاً متجاوَزاً، وصالحاً لمرحلة حربية انتهت عملياً، ولم تعد تكلفتها مقبولة.
تخفيف القبضة العسكرية الأمنية والاقتصادية، من المؤمل أن يفتح المجال للقوى الاقتصادية الخاصة، وخاصة من داخل النظام، وهو الأمر الذي كرسه الرئيس الإيراني السابق نجاد، فلقد قامت الخصخصةُ بإثراء المسئولين العسكريين والسياسيين المقربين للنظام.
ولهذا فإن الانفتاح وجذب الاستثمارات وإنعاش الاقتصاد فرصة كبيرة كذلك للطبقة الحاكمة بفئاتها المتعددة، وهو الأمر الذي سيؤدي الى ازدياد الفوارق الطبقية بين الحكام والمحكومين ويغدو فيه الشكل الديني العسكري الضيق قيداً ثقيلاً على الحياة الحرة الشعبية.
وقد سعى النظام لكي يغدو الانفتاح على القوى العليا على مستوى السياسة الداخلية في المجتمع مثلما يغدو الانفتاح على القوى العليا ورأسماليات الدول الكبرى على مستوى المنطقة والعالم.
ولهذا فإن عزل القوى الشعبية العربية والإيرانية عن بعضها البعض، وعدم تطور التلاقي الديمقراطي الإسلامي الإنساني، يُظهر الطابع الطبقي لشعارات الكفاح من أجل المستضعفين، حيث اتخمت القوى العليا الحاكمة في المجتمع الإيراني مالياً وهي خائفة من الجمهور وبحاجة الى نظرائها في الدول الأخرى.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أتجمعٌ تحديثيّ أم تجمعٌ طائفيّ؟
- تلاقي المستغِلين فوقَ التضاريس
- التحللُ الفكري والانهيارُ الاجتماعي
- تآكلُ الماركسيةِ في البحرين
- إن لم تكنْ ثورةً فماذا تكون؟
- حول تقرير اللجنة الرقابية
- الجماعةُ السياسيةُ وتجاوزُ المذهبيةُ
- إنّهُ المثقفُ العضوي!
- لماذا الهجومُ الواسعُ ضد العرب؟
- التقدمي كإقطاعي
- لماذا لم تتطورْ معيشةُ الشباب؟
- الرعبُ والإرهابُ
- الانهيارُ الثقافي والعقلانية
- مطرٌ فوق بيوتِ الطين
- تناقضٌ مجهولٌ مدمرٌ
- الرمزيةُ وأهمّيتُها
- المغامرةُ السياسيةُ بين الماضي والحاضر
- مجابهةٌ خاطئةٌ بين التجارِ واليسار
- خذلانُ الثورةِ السورية
- إشكاليةُ سياسةِ الرفاه


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الوضع الإيراني والتحولات