أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله خليفة - الإيديولوجيا والواقع في الخليج














المزيد.....

الإيديولوجيا والواقع في الخليج


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4236 - 2013 / 10 / 5 - 10:16
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    



في توجه قيادات الحركات السياسية خارج الجزيرة العربية والتأثر بالأنظمة والحركات العربية حدث الانفصال عن الواقع المحلي، وكان هذا على فترات وبتباين بين هذه القوى ومستوى تمثُلها للواقع.
كان الانفصال والتأثر بالايديولوجيا القوية في البلدان العربية الأخرى يغيّب تضاريس المنطقة، ولهذا كانت التبدلات في الأسماء وضخامة البرامج، من دون إعادة نظر في مدى مطابقة هذه البرامج للواقع.
كان العالمُ كله يتجه في الحقيقة نحو اليمين وربما اليمين المتطرف في أجزاء عديدة منه، وفي هذه اللحظات كانت الحركات السياسية الخليجية تتجه الى اليسار والى أقصى اليسار.
هذه التوجه الى اليسار شكلي ويتمظهر في لغة المصطلحات الجديدة المجلوبة، وفيما تجوع منطقة الخليج للتوجهات الرأسمالية المنتجة تتوجه الحركات السياسية للعداء للرأسمالية من دون تقصي للظروف.
كانت هذه القفزة الى الأمام تصطدم بعودة الى الوراء بحسب الوعي الإيديولوجي، فدولُ الرأسمالية العربية الحكومية تغدو رأسماليات دول عسكرية تتجه الى العنف وخاصة في العراق وسوريا واليمن، وكانت هذه العودة ذات مخاطر مباشرة على هذه الدول والصراعات الاجتماعية السياسية، وتوجهات لضرب الأجنة الديمقراطية واليسارية الصغيرة التي تكونت، ولهذا فإن الضربات في العراق وسوريا ومصر ستعتبر خيانات أو صراع أجنحة سياسية، ولا تُربط بتحولات الرأسمالية العالمية ومناطقها البنيوية المختلفة، ولهذا حين ينهار الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي يُقرأ في ذات الكليشهات الإيديولوجية كمؤامرات وليست كتحلل داخلي في عالم متآمر محاصر.
لكن هذه التحولات تترك آثارها المضرة في الحركات الخليجية السياسية ولا توضع في منطقتها التحليلية الدقيقة، لأن هذا الوضع يحتاج الى العودة إلى التحليل الموضوعي، وقراءة نظريات اليسار منذ البداية، ولهذا فإن نتائج التحولات الايجابية وسقوط الشموليات أو أجزاء منها، تؤخذ للعودة الى الديمقراطية (المجردة)، فبما أن التيار الماركسي فشل فلنتوجه الى الديمقراطية وحقوق الانسان وما شاكل ذلك من مهمات جزئية، أو لنحل الحركات ذات التسميات الحادة، أو لنكن أجزاءً من التيار الليبرالي. لكن بؤرة الموقف وقراءة التجربة السابقة والماركسية أو القومية غير المستوردتين المنتجتين في الواقع المحلي، اللتين لم يكتمل العمل بالعناصر الحية الجوهرية فيهما لم تتكونا.
الخلل يحدث في التأثر بواقع رأسماليات الدول العسكرية الشرقية الشمولية حيث إن هذه الدول ذات الفاعليات المهمة على المنطقة وعلى الحركات السياسية كونت لها علاقات وتأثيرات، وهذه الجوانب تلعب دوراً شخصياً في عمق هذه الحركات، لكن الأهم هو بنية الوعي ونمط التفكير المتقارب، فنمطُ الرأسماليات هذه يسيطر على تفكير النخب الفوقية، وتضعف العلاقة بالطبقات الشعبية وقواعدُ التنظيمات تتحول لمستجيب لأوامر، ولهذا فإن نمط الرأسمالية الحكومية الشعبية الروسية المنتجة في عقود يتدهور أو يتحول لنمط رأسمالية دولة عسكرية، فالأقسامُ المنتجة والشعبية والبيروقراطية المدنية تخلي المكانَ للجيش والمخابرات لتسيد السلطة، وهذا ما حدث في تلك البلدان العربية بصور أسرع من الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي لضعف بناها الصناعية والثقافة الجماهيرية المتنورة.
وإذا كانت الشعارات المؤدية الى الطبقات الشعبية تسود في فترة فإنها تتحلل في فترة لاحقة، وتحدث العودة الى الوراء في تلك الدول العربية بصور أسوأ لكون التحولات تمت بصور انقلابية وتحالفت مع أقسام عشائرية ومذهبية، وحين عجزت عن حل معضلات التطور وأصطدمت بالبنى المحافظة القديمة ولم تتكون على أسس الحداثة الديمقراطية العلمانية العالمية، صعّدت جوانبها المحافظة محاولةً أن يكون لها قواعد شعبية.
هذه التحولات المناطقية العالمية عطلتا شكلي الوعي الماركسية والقومية لدى التنظيمات الخليجية وإذ هزتا العلاقات بين التكوينات المحلية والقيادات، وغدت التجارب غير المدروسة نقدياً وعمليات الإصلاح متوقفة فيها، فإنها لم تنكسر كلياً، لكنها تصدعت بصور أخرى مع الثورة الإيرانية المتحولة الى ثورة مضادة، فتلك التجربة الإيرانية التحولية العاصفة اختزلت تحولات الشرق بصورة سريعة دراماتيكية من تحول شعبي موعود إلى رأسمالية دولة عسكرية، بسبب القيادات الدينية المحافظة التي كانت على رأس الحراك وتعجيل الحرب العراقية الإيرانية، كما أن البُنية الإيرانية مماثلة للدول الشرقية الأخرى.
كانت أغلب قواعد بعض التيارات المهمة في منطقة الخليج تعتمد على القواعد الريفية وبعض حارات المدن وهي شيعية وانعكس ذلك على بروز التيارات الطائفية السياسية واصطفافاتها الصراعية وشروخ القوى الوطنية والعودة الفكرية والسياسية الى الوراء لما قبل التحديث.
وهكذا فإن ظروفاً سياسية وإيديولوجية جديدة نشأت فلغةُ الصراع الوطني مع الاستعمار والتوحد الشعبي المعتمدة على الاصطفافات الطبقية لم تعد ممكنة، وتعالت لغاتُ صراعات الطوائف. وكان ذلك سوف يتغلغل في هذه التيارات وفي الواقع عاصفاً بالجميع، لأن الجميع لم يعترفوا بالواقع الموضوعي للتطور.
وإذ فقدت التيارات الخليجية خلال سنوات سابقة لغة التحليل القومية والماركسية للواقع، وأدلجت هذه الأفكار، في أبنية فوقية تابعة للقوى العليا، وحدثت اختلالاتٌ على مستويات غير محددة، فإن بناء الاشتراكية الذي لم يعد له معنى، وسقوط الرأسمالية لم يعد ممكناً، حامت التعبيراتُ السياسية على أشباح، ولهذا فإن تعبير التشكيلة ونظامها الراهن في التشكيلات الخماسية: المشاعية، والعبودية، والإقطاع، والرأسمالية، والاشتراكية؛ فقدَ التدرجَ المتصاعد، وغدت تشكيلةً معينة محذوفة، وغير معترف بها، ومغيّبة وهي تسود!
وكأن الحذف يلغيها لكن الواقع لا يعترف بذلك.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العداءُ للرأسماليةِ في الخليج
- اليسارُ في الخليج (2)
- اليسارُ في الخليج (1)
- أشكالُ الوعي التي تتردى
- تطورٌ واقعي حذر
- تباين طرقِ التطور العربية
- صناعتان وسياستان
- العنفُ ذروةُ الطائفية
- تحولات ذاتية
- تحولاتُ الدورِ الروسي العالمي
- تحللُ العرب.. سوريا نموذجاً
- علاقاتٌ مختلفةٌ بين السياسة والثقافة
- تحللُ العربِ: العراقُ نموذجاً
- من التبسيطِ إلى المغامرة
- العصبيةُ والعمران(3)
- العصبيةُ والعمرانُ (2)
- العصبيةُ والعمرانُ (1)
- هيكل والقومية
- النكوصُ الحضاري
- عوائقُ التغييرِ


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله خليفة - الإيديولوجيا والواقع في الخليج