أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - جريمة على الطريق العام














المزيد.....

جريمة على الطريق العام


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 4209 - 2013 / 9 / 8 - 00:13
المحور: الادب والفن
    



ذات مرة، قرأتُ في صفحة الحوادث بإحدى الصحف خبراً عن جريمة غامضة.
على الطريق المؤدي لإحدى المدن الأمريكية، الهامشية، وجدَ بعد الحرب محلٌ صغير لتصليح السيارات. وعلى الرغم من العزلة المطبقة على المكان، فإن صاحبه أطنبَ أمام امرأته بالمناظر الطبيعية المتنوّعة والخلابة، المحيطة به من كلّ ناحية. المحلّ، كان يبعد ساعة بالسيارة عن منزل الميكانيكيّ الكائن في المدينة، حيث اعتادَ أن يقطع هذه المسافة ذهاباً وجيئة كلّ يوم.
ما أن انطبعت علامات الخريف على الأشجار الحرجية، المحدقة بالطريق من جانبيه، حتى بدأت حركة السير تخفّ بدَورها. ثمّ وصلَ سوءُ الحال في الأيام اللاحقة، أنّ صاحبَ المحلّ بدأ يفكّر بالاستغناء عن خدمة الفتى ذي الشعر الأحمر، الذي يعمل لديه منذ بضعة أشهر. هذا الفتى، وهوَ من سكان المنطقة، كان يأتي للعمل مبكراً ثمّ يغادر إلى منزله عند غروب الشمس. ملاحظة عابرة، فاه بها ذو الشعر الأحمر، جعلّت معلّمه يطرقُ صامتاً: " أجل، إنّ الحوادث أضحت نادرة هنا.. "، أسرّ الرجلُ لنفسه وقد برقت فكرةٌ في رأسه على حين فجأة. ثمّ ما عتمَ أن توجّه لمساعده بالقول " ولكن، بالإمكان إعدادُ تدبيرٍ يُعيد النشاط لعملنا " . منذئذٍ، تحسّنَ حالُ المحلّ، طالما أن الحوادث الطارئة قد أصبحت شبه يوميّة؛ حتى أنّ إحداها كانت قاتلة. فالفتى ذو الشعر الأحمر ( الذي تبيّن أن خبثه لا يقلّ عن بلادته ) كان يرمي المساميرَ على الطريق، مما يؤدي في كلّ مرة لتعطل عجلة هذه السيارة العابرة أو تلك.
رجل البوليس، الذي يقوم بالدورية الروتينية في المنطقة، اضطر لمرتين أن يوقف سيارته أمامَ ذاك المحلّ، طالباً معونة صاحبه. ذات ليلة، وفيما كان رجلُ البوليس عائداً من جهة المدينة، لاحظ خروجَ شخصٍ على شيء من الصخامة من محلّ تصليح السيارات: " عجباً!.. لمَ يبدو مرتبكاً أكثرَ منه متعجّلاً؟ "، فكّر الشرطيّ بعدما خلّف ذلك المشهد ورائه. هكذا أدارَ المقودَ، ثمّ قفلَ عائداً وقد اشتعلت وساوسه. ثمّة، أمام مدخل المحل، تراءى لرجل البوليس منظرٌ مبهمٌ خِلَل زجاج الباب. فلما اقتحمَ المكان، تعزز يقينه بكون صاحب المحلّ قد وقع ضحيّة لاعتداءٍ ما. هذا الأخير، بدا مطروحاً بنصف جسده على طاولة المكتب وقد تدفق الدمُ غزيراً من رأسه المهشّم. آبَ الشرطيّ إلى عربته، لكي يخبّر مسئوليه باللاسلكي عن الحادثة. في ساعة متأخرة من تلك الليلة، طلبه المحقق ليدلي بشهادته. كانا صديقين، قديمين. على ذلك، اتفق كلاهما على ضرورة طيّ ملف الجريمة واعتبار القاتل مجهولاً.



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية من - كليلة ودمنة - 8
- حكاية من كليلة ودمنة 7
- حكاية من - كليلة ودمنة - 6
- حكاية من - كليلة ودمنة - 5
- حكاية من - كليلة ودمنة - 4
- صورة الصويرة؛الضاحية2
- حكاية من - كليلة ودمنة - 3
- العقلية المشتركة للسلطة والمعارضة
- حكاية من - كليلة ودمنة - 2
- صورة الصويرة؛ الضاحية
- صورة الصويرة؛ الحاضرة 2
- صورة الصويرة؛ الحاضرة
- مَراكش؛ جبل توبقال 2
- مَراكش؛ جبل توبقال
- بشار ابن أبيه
- موت ممثل صغير
- الغرب يسلّم سورية للملالي
- حادثة قديمة
- مَراكش؛ بواكٍ، أبوابٌ، بئرُ
- توم و جيري: اوباما و بشار


المزيد.....




- -رمز مقدس للعائلة والطفولة-.. أول مهرجان أوراسي -للمهود- في ...
- بطوط الكيوت! أجمل مغامرات الكارتون الكوميدي الشهير لما تنزل ...
- قصيدة بن راشد في رثاء الشاعر الراحل بدر بن عبد المحسن
- الحَلقة 159 من مسلسل قيامة عثمان 159 الجَديدة من المؤسس عثما ...
- أحلى مغامرات مش بتنتهي .. تردد قناة توم وجيري 2024 نايل سات ...
- انطلاق مؤتمر دولي حول ترجمة معاني القرآن الكريم في ليبيا
- ماركو رويس ـ فنان رافقته الإصابات وعاندته الألقاب
- مهرجان كان: دعوة إلى إضراب للعاملين في الحدث السينمائي قبل أ ...
- حفاظا على الموروث الشعبي اليمني.. صنعاني يحول غرفة معيشته لم ...
- فلسفة الفصاحة والخطابة وارتباطهما بالبلاغة


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - جريمة على الطريق العام