أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عماشا - لمحة على المشهد اللبناني: نبيه بري ووليد جنبلاط حركة في فراغ الوقت الضائع















المزيد.....

لمحة على المشهد اللبناني: نبيه بري ووليد جنبلاط حركة في فراغ الوقت الضائع


حسن عماشا

الحوار المتمدن-العدد: 4162 - 2013 / 7 / 23 - 21:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يسعى رئيس مجلس النواب نبيه بري ومعه الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ، بشكل حثيث لإعادة انتاج تسوية تجمع اليهما كل من تيار المستقبل وحزب الله والتيار الوطني الحر. في محاولة تبدو في ظاهرها، أنها تسعى إلى تأمين الحد الأدنى من الاستقرار على مستوى السلطة بكل مؤسساتها ومواقعها.
ولهذا الاتجاه، مؤيدون كثر من المراجع الطائفية، والفعاليات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وكبار الموظفين الحكوميين والمقاولون الخ.. مما يعني ان شرائح عديدة من الجمع اللبناني. الذين يرون في استتباب الأمن والاستقرار واعادة تظهير ملامح الدولة يشكّل حاجة ومصلحة لهم في ظل تنامي المخاطر على مختلف الصعد.
الا أن ما يكمُن خلف هذه المحاولة، مجموعة من العوامل والدوافع. بعضها يشكل عند الرئيس بري عموماً والزعيم الدرزي وليد جنبلاط خصوصاً هاجساً حقيقياً يريد من خلاله، كلٌّ منهما، أن يستعيدا دوراَ ووزناً أخذ يتلاشى بفعل الشلل الذي اصاب مؤسسات الدولة والتي بالنسبة لهما أمست الملعب الوحيد الذي يحققون من خلاله الحضور السياسي والمكاسب التي تؤمّن الحد الأدنى للمحافظة على قواعدهما السياسية – الاجتماعية.
اما من بالنسبة للقوى الأخرى المعنية بنجاح هكذا تسوية فإنّه لكلَّ منهم هواجسه واعتباراته والتي تصل عند البعض الى حد تعطيل قيامها مثل تيار المستقبل والتيار الوطني الحرّ المتناحرين الى أبعد الحدود بما خص واقع السلطة وحجم وتأثير كل منهما فيها. أما حزب الله فهو محكوم بهاجس تأمين الاستقرار الداخلي باي ثمن ما دام سيؤدي الى تخفيف الاحتقان المذهبي ؟؟ بما يتيح له التفرّغ للوضع الاقليمي و مواجهة العدو الصهيوني والتآمر العربي الأميركي عليه.
فاذا كان التيار الوطني الحر محكوما بهاجس الاصلاح وأبرز معانيه السياسية هي استعادة حجم التمثيل المسيحي في السلطة والادارة والمصادر عمليا. من قبل تيار المستقبل أساسا، وبشراكة مع وليد جنبلاط نسبيا. فان تيار المستقبل الذي قاتل ولا زال من اجل الاحتفاظ بالمواقع المكتسبة في السلطة والادارة من حساب المسيحيين بشكل خاص. بغض النظر عن أشكال تمويهها وعناوينها والمبررات التي تسوقوها ملحقاته خصوصا المسيحيين منهم. فانه أيضا يريد ان يستعيد كامل حضوره الذي كان له. اضافة الى اطلاق يده في رسم السياسية الاقتصادية والمالية العامة وتنظيم الادارة بما يلبّي تطلعاته ومصالح الشريحة التي يتقاسم معها موارد وممتلاكات الدولة. متجاهلاُ ما فقده من نفوذ شعبي وسياسي وحتى اقتصادي لبروز حالات عدة اخذت لنفسها مسافة واضحة عنه في السياسة والاقتصاد. فضلا عن قوى في بيئته تجاوزته واصبح لها صلاتها ودورها المستقل عنه وترتبط بنفس المرجعية الاقليمية التي كان وكيلها الحصري. وهذه الحقيقة التي يرفض المستقبل الاقرار بها. وبات يعرفها أبعد الناس عن مواكبة الواقع السياسي اللبناني. وهذا ليس لأن تيار المستقبل يجهل حقيقة الواقع السياسي في لبنان. بل لأنه الوحيد من بين القوى السياسية الذي يرتبط بقاءه او اضمحلاله بمدى حجم نفوذه وتأثيره في السلطة والادارة. ويكاد أن يكون الوحيد أيضا الذي لا يحتمل شراكة له من بيئته الطائفية الاجتماعية. لعدم وجود جذور له وفقدان التأثير والدور الإقليمي بسبب تجاوز التطورات لطبيعة بنيته الاجتماعية وخصوصا بما يتعلق بالتورط في الأزمة السورية.
واذا كان من الناحية الموضوعية لدى تيار المستقبل تقاطعات مصلحية مع كل من نبيه بري ووليد جنبلاط تجعلهما في صفّه بمواجهة الجنرال عون وتياره وهذا ما كان قائماٌ على الدوام فإن هذا الاعتبار لم يعد بالحجم الذي يجعل نبيه بري او حتى وليد جنبلاط مستعدان لتغطية المستقبل فيه الى النهاية.
إن رفع السقف لجماعة المستقبل والتطرف اإى أبعد حد تجاه حزب الله والمقاومة هو في جانب منه يعود الى انكسار خيار تيار المستقبل تجاه سوريا وسقوط رهاناته على سقوط النظام. و تظهير موقف تجاه الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة ما يعيد بحسب اعتقاده الاعتماد عليه في مواجهة حزب الله داخليا ولو على الصعيد السياسي من جانب آخر.
ان المحفز على الاعتقاد بنجاح تسوية بين هذه الأطراف عند الرئيس بري هو يعتقده الجائزة الكبرى لهذا التصور المتمثلة بوجود النفط والغاز الذي يفترض انه سيوفر مداخيل وموارد للخزينة تمكنه وأترابه من تامين المكاسب التي ترمم قاعدته (هم) الاجتماعية وحتى توسيعها.
- معيقات كثيرة تعترض هذا التصور ولو تجاوزنا الاعتبارات الداخلية. فإن لتطور الأحداث في سوريا تأثير مباشر على المشهد اللبناني يستحيل تجاهله او تجاوز تداعياته. كما ان الوضع الدولي الغربي والأمريكي و العربي الخليجي خصوصا. لم يتماشى مع تكتيك الاحتواء الذي اعتمد منذ العام 2006 تجاه حزب الله حيث ثبت عقم هذا التكتيك ولم يؤدي الى المرجو منه وهو اضعاف حزب الله او اغراقه بحالة من القلق والشعور بالانكشاف بفعل التحريض الداخلي وانفجار الازمة السورية ليتبين ان حزب الله الذي ساد اعتقاد حوله بانه اصبح أسير القلق من ما يسمى "الفتنة السنية الشيعية" ما دفع الا الظن بانه بات مشلول الارادة وعلى مسافة قريبة من تحوله الى عبء على بيئته الحاضنة.
حتى اتت معركة القصير والتي فيها من التعقيدات والتداعيات التي تفوق أي صراع سني- شيعي على الأرض اللبنانية من حيث مفاعيلها. ليظهر ان حزب الله ليس فقط يملك القدرة على المبادرة بل على النجاح أيضا في تحقيق ما يريده ولو أدى ذلك الى ان تتكتل كل القوى المحلية والاقليمية والدولية ضده والتي هي أصلا ليست معه وهذا يعيه تماماً حزب الله والذي ظهر من خلال الدور الميداني الي لعبه في سوريا وما كشفه عن جهوزية في لبنان.
لم تكن الاستفزازات الصهيونية على الحدود الجنوبية من مناورات بالذخيرة الحية وخطف لبعض المواطنين او تجاوزات للخط الازرق الا محاولة لإستدراج ردود من جهة حزب الله للكشف عن مدى تعاظم او ضعف في قوته وجهوزيته. وبما ان حزب الله لم يتعامل هذه الاستفزازات بردود فعل الا بان يدعو الدولة الى أخذ دورها في مواجهتها ما ادى لدى الصهاينة والغرب وعربهم الى قراءة خاطئة سرعان ما تكشفت أوهامهم بعد عملية القصير.
من هنا كان الموقف الأمريكي – الأروبي – العربي ومن ثم ادواتهم في لبنان يدعو بحسب لغة كل منهم الى عزل حزب الله من خلال عدم اشراكه باي حكومة جديدة. لأعتقاد خاطئ أيضا بان حزب الله يستفيد من الغطاء الشرعي في تعظيم قوته. ان لعبة الشرعية في لبنان تاريخيا كان لها تأثير كبير على اي حركة سياسية حتى في مرحلة الحرب الأهلية ظلت الشرعية المعبر الوحيد لتحقيق اي تسوية وتظهير الأوزان والأحجام السياسية للأفرقاء ان ما يصح قياسه على الحركة السياسية اللبنانية بكل تشكيلاتها لا يصح بالضرورة على حزب الله بال العكس هو الصحيح ان وجود حزب الله في السلطة تبعا للواقع اللبناني هو عامل تقييد لهامش حرية الحركة والفعل لحزب الله وليست غطاء له.
عذرا فخامة الرئيس ميشال سليمان، عذرا دولة الرئيس المكلف تمام سلام، والرئيس المستقيل نجيب ميقاتي جاء بكم الهامش وملعبكم هو في الهامش.



#حسن_عماشا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة عربية واحدة في الأفق
- أبرز المعضلات في مواجهة الحراك الشبابي اليساري التقدمي تجاه ...
- لبنان تحت غصن ورقة التوت
- هل تندفع المنطقة العربية- الاسلامية الى حرب كبرى؟! أم أن هذه ...
- لبنان من دوامة المتلقي إلى مشروع بناء الدولة
- -هيئة التنسيق النقابية- والسقوط المبكر في ملعب نادي النظام ا ...
- هل يخرج مدعي العلمنة والحرص على السلم الأهلي من مستنقع العجز ...
- هل نرتقي الي التفكير المؤسساتي لمواجهة التحديات الملموسة في ...
- حزب الله ليس القاعدة وطالبان وشيطنته لا تغير بالميزان
- ثلاتة عوامل تجعل التسوية في سوريا مستحيلة
- تحت ظلال الانتخابات النيابية في لبنان.
- من سوريا ترتسم خارطة المنطقة
- قضية ميشال سماحة: نحو مقاربة سياسية بعيدا عن قانون الطرابيش ...
- ميشال سماحة جسر الحقيقة بين شرق المتوسط وغربه
- سوريا الى أين؟
- الجيش اللبناني أخر حصون الوحدة الوطنية
- بساط الريح وحصيرة الواقع
- لبنان في دائرة الفوضى
- هل ينجح اللبنانيون والفلسطينيون في الخروج من حلبة الموت المج ...
- المشهد اللبناني بين المراوحة وعقم البديل هل يكسر التيار الوط ...


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عماشا - لمحة على المشهد اللبناني: نبيه بري ووليد جنبلاط حركة في فراغ الوقت الضائع