جليل النوري
الحوار المتمدن-العدد: 4141 - 2013 / 7 / 2 - 00:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بسمه تعالى
مقاومة الاحتلال في فكر الازدواجيين
بقلم جليل النوري.....
مرت يوم امس الثلاثين من شهر حزيران ذكرى ثورة العشرين المباركة، والتي لقن فيها ابناء الرافدين الاشاوس مرتزقة بريطانيا وجنودها وعملائها دروسا في المنازلة والجهاد، علّمت العالم اجمع ما للعراق وشعبه من عزيمة وقوة ومبدا وحب للتضحية قل نظيرها عند بقية البلدان مع الاعتزاز بكل الثورات الاصلاحية التحررية في العالم.
وقد شاهدنا يوم امس العديد من الفعاليات الخاصة بهذه الذكرى اضافة الى التصريحات المباركة لهذه المناسبة، سواء منها ما كان حكوميا او شعبيا.
ومن البديهيات انه في كل بلد يحب شعبه الحرية وينبذ التبعية ان يرى من الواجب عليه ان يكرم ابناءه المضحين السابقين واللاحقين، كذلك يحتفي بذكريات دولته التي رسمت للاجيال اللاحقة طريق تحررهم وخلصتهم من كل اشكال الظلم والحيف.
الا ان ما يدمي القلب ان اصواتا كانت تتعالى بالامس كم كانت تعارض فكرة المقاومة، بل لم تكتفِ بذلك وانما شاركت المحتل قتاله، فذبحت الابناء واستحيت النساء واعتقلت المجاهدين، نراها هي ذاتها اليوم تعود من جديد لتتحدث الى الشعب بكل وقاحة عن ماضي المقاومة والثورة في العشرينات وتحتفل بمناسبتها.
بل ان الامر اسوء من ذلك، اذ ان البعض من هؤلاء لازال يعارض تسمية المقاومة اليوم بالمقاومة او الثورة او الجهاد، بل ويصنفونها على خانة الارهاب، ويشبهون رجالاتها بالقاعدة تارة والبعث تارة اخرى.
وهم نسوا ان المحتل نفسه كان قد وجّـه للمجاهدين المقاومين اعظم تحيات الاجلال والاكبار، على اخلاصهم لوطنهم وعزيمتهم في مواصلة الكفاح، حتى خروج اخر جندي لهم من هذا البلد، وكانت تلك التصريحات تنطلق من اعلى هرم السلطة الاستعمارية مرورا باصغر جندي شارك وشاهد اولئك الرجال المقاومين.
فيا احبتي ممن توهمون الناس بحبكم للثورات والجهاد، وتظهرون في الوقت نفسه مقارعتكم لظلم واستعمار الشعوب، اقول لكم، ان الثورات لا تتغير عناوينها ومسمياتها مع تغير الزمان والمكان، فالثورة هي ثورة، والاستعمار هو استعمار، سواء كان زمانها في العشرينات او الثمانينات او التسعينات او الالفينات، او كان مكانها في العراق او لبنان او البحرين او غيرها.
ولكن فقط شغلوا عقولكم المتهالكة وتحرروا من افكاركم المتحجرة، والا فنحن نخشى ان يبقى مرض الازدواج يسيطر عليكم، ومن ثم لا يستطيع احدكم التحرر من جادة التناقض، وفي ذلك خسران لكم، في دنيا لا يرحم تاريخها العملاء، وآخرة لا يرفع الله فيها الا النبلاء.
جليل النوري
يوم الاثنين الموافق للحادي والعشرين من شهر شعبان المعظم للعام 1434
#جليل_النوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟