أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خسرو حميد عثمان - أنا و زوجتى وأمى فى المشمش (3)














المزيد.....

أنا و زوجتى وأمى فى المشمش (3)


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 4132 - 2013 / 6 / 23 - 10:38
المحور: الادب والفن
    


بعدما دخلت غرفة " نزع الموبايل“ * دعانى الموظف الجالس ، بملابس كوردية، وراء منضدة عالية على شكل حرف L الى الجلوس، وفعلت، وقبل أن أكمل أخراج ال(أ ي پاد) من الكيس الذي كان معى لقراءة شئ ماخلال الدقائق المتبقية لفتح الباب للمراجعين سمح لي بالدخول، رغم وجود إمرأة في العقد الثالث من عمرها يرافقها شاب صغير فى السن كانت تنتظرجالسة قبلى، ربما كان إحتراما للعمر، وبعد أن سلمته الموبايل إستلمت منه الكارت، صعدت السلم إلى الطابق الأول لأن المصعد الكهربائي كان عاطلا، كنت أتصور بأننى أول مراجع يدخل الدائرة، ولكننى فوجئت بوجود مراجعين أخرين وصلوا قبلي. سلمت الموظفة المعنية الصور الملونة حسب المواصفات التى حدَدَتها، أثناء مراجعتي لها في اليوم الذى سبق عندما رفضت الصورة التي كانت معي لكون لون القميص فاتح في الصورة، لتنظيم هوية المتقاعد عليها صورتي وصورة والدتي أيضاً، بإعتبارها موكلة عنى تستطيع إستلام راتبى التقاعدى، توقعت بأننى لا أحتاج إلى وقت كثير لأستلم الهوية، لأسلمها بدوري إلى والدتي لتراجع البنك، بصحبة أختى تانيا التى تستلم بدورها الراتب التقاعدى لزوجها المتوفى، في أوقات محددة من كل شهر، لتتحقق حلمها الازلي بأن يصبح كل إنسان رقماً في وطنه، إنها من العراقيات اللواتي كافحن ودخلن المعتقلات، وتحملن ألام الفراق من أجل غد يتسم بالعدل، وليكون الوطن ملكاً للجميع، ولكن الرياح لم تأتِ بما تشتهى السفن، وهى واقعية وترضى، الأن، حتى بأن تصبح ظلاً لرقم قبل أن تغادر الحياة ، المهم عندها أن يأتي اليوم الذي تقف فى الطابور كالأخرين.... ولكن تقديري كان غير واقعى، إحتاج الأمر إلى ساعات أخرى، أحمل معاملتى من أمام منضدة أو من غرفة إلى أخرى، ولم أكن أشعر بأن كل هذه الساعات تمضي ثقيلة، وانما كانت مفيدة كونها الفرصة الأخيرة لأرى كيف تجرى الأمور على طبيعتها، وفي ساعاتها الأخيرة، قبل أن أسقط في عالم المنسيين، بأنظمامي إلى شريحة واسعة منسية من شرائح المهمشين في مجتمع ينطبق عليه حديث النبي محمد: إن الحياء يمنع الرزق والفسق. مجتمع مسيس ليس له ذاكرة أو ذرة وفاء لمن عملوا بحق وحقيقة كأفراد بصمت وثبات وبدون تباهي، كجنود مجهولين، وضعوا اللبنات الواحدة فوق الأخرى وأدوا أدوارهم في البناء وإعطاء النموذج المثالي الذي يقترب من الخيال وفي كل ما كان يساهم في إدامة الحياة الطبيعية للفرد و المجتمع برباطة جأش وإصرار نابع من وعي لا يتزعزع على عدم الإنزلاق أو الذوبان في أى من التيارات التى لم تجلب للبلد غير الإحتراب والإنقسام بحجج مختلفة، مخلفة ورائها الخراب وملايين من المهاجرين والأيتام والأرامل والمفقودين و موجات من العنف والعنف المتبادل و إستشراء الفساد والسمعة الرديئة و عكس حركة الزمن الى الوراء، وجروح ثخينة قد لا تلتئم في الزمن المنظور.
ولكنني كنت، في حقيقية الأمر، أشعر، بكل إرتياح، كأنني أمر خلال هذه الساعات أمام إختبارات مكثفة للفكر والمنطق وتحليل الظواهر تتألف كل منه من شقين: يمكن حصرها في أربعة مشاهد مسرحية تظهر فيها ظواهر من خلال الديالوج لأقوم بتفسرها لنفسي، بصمت، من خلال( المنولوج)

( يتبع )

* تسمية وجدتها تلائم طبيعة أول غرفة يدخلها المراجع لمعظم الدوائر الحكومية. لم أفهم بالتحديد دوافع ظاهرة نزع الموبايل من المراجعين خلال تواجدهم في الدائرة مقابل بطاقة متسلسلة، لو كان السبب يعود إلى الحيلولة دون إيصال موبايل ملغوم إلى داخل الدائرة من قبل إرهابي، فهو وهم. لأن من يخطط لعمل إرهابي يستطيع إختراق هذا الحاجز، بسهولة، بتسليم موبايل إعتيادي وإدخال أخر ملغوم بالإضافة إلى إمكانية تلغيم حاجات أخرى، قد يعود السبب إلى محاولة إبعاد الضوضاء عن أجواء العمل داخل الدوائر التى تتنتج عن النغمة المرتفعة لجرس الهواتف والكلام بصوت عالى، ولكن المراجع من أمثالى يشعر بالتمايز أو تعامل الدائرة معه بدونية عندما يكتشف بأن مراجعين أخرين يدخلون معهم موبايلاتهم و يستعملونها بكل صخب ولا مبالات لمشاعر الأخرين، لا تنحصر هذه الملاحظة عند إستعمال الموبايل بأسلوب غير متمدن، ولكن العجب في سياقة السيارات وضوضاء أبواقها، بدون موجبات و في مختلف الأوقات.
تنويه: حصل في الحلقة السابقة رقم ( 2) خطاء مطبعي في كتابة اسم نيچيرفان البارزاني مرتين، وبعد أن راجعت أصل المقال وجدتها مكتوبة بصورتها صحيحة، يبدو أن الخطأ حصل بصورة غير متعمدة لربما بسبب إختلاف بين نظامي الكتابة والنشر.



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الزمن الكوردى أسير حلقة مغلقة ! (2)
- هل الزمن الكوردى أسير حلقة مغلقة ! (1)
- أنا وزوجتي وأمي في المشمش(2)
- أنا و زوجتي وأمي في المشمش (1)
- الوعي بدلا من الوهم/ إشكالية الإسم (5)
- القضية الكوردية وحز بالبحث العربي الاسترالى في العراق( إقرأ ...
- الوعي بدلا من الوهم/ إشكالية الإسم (4)
- عقدة حميد عثمان
- الوعي بدلاًمن الوهم/ إشكالية الإسم (3)
- مسعود البارزاني: أمام فرصة لتصحيح المسار أو لإستجداء قبول ال ...
- الوعي بدلاً من الوهم/ إشكالية الإسم (2)
- الوعي بدلا من الوهم/ إشكاليات الإسم (1)
- الوعي بدلا من الوهم/ الوجه الأخر للصورة
- ذكريات من مدينة تتلاشى ذاكرتها( فاصلة 2)
- ذكريات من مدينة تتلاشى ذاكرتها(فاصلة)
- ذكريات من مدينة تتلاشى ذاكرتها (8)
- ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها (7)
- ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها (6)
- ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها (5 )
- ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها (4)


المزيد.....




- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خسرو حميد عثمان - أنا و زوجتى وأمى فى المشمش (3)