أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد البهائي - قانون تنمية اقليم قناة السويس.. مشروع تاجر البندقية















المزيد.....

قانون تنمية اقليم قناة السويس.. مشروع تاجر البندقية


احمد البهائي

الحوار المتمدن-العدد: 4108 - 2013 / 5 / 30 - 13:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(.. اريد ان اتحدث اليكم يامولاي في مشروع غزو مصر ، لايوجد بين اجزاء الارض جميعها بلد يمكن التسلط منه على العالم كله وعلى بحار الدنيا بأسرها غير مصر ، وهي تستطيع ان تقوم بذلك لانها قادرة على ان تستوعب عددا كبيرا من السكان ، ولان خصب تربتها لا نظير لها ، ولقد كانت في الماضي تعد مهدا للعلوم ومحرابا لنعمة الله .. ولماذا تخسر المسيحية تلك الارض المقدسة التي تصل اسيا بإفريقيا والتي جعلتها الطبيعة حاجزا بين البحر المتوسط والبحر الاحمر ، ومدخلا لبلاد الشرق جميعها ، ومستودعها لكنوز اوروبا والهند ، ولو فرضنا ان هذا المشروع المتحقق التوفيق - ويقصد هنا بالشروع حفر قناة السويس - قد فشل فماذا عسى ان يصيب فرنسا .. ان موقع مصر الفريد سيفتح لكم خزائن الشرق الهائل الثراء ، وسيربطكم مع الهند برباط وثيق ، ويمهد الطريق امام غزاة عظماء خليقين بالانتساب الى الاسكندر الاكبر ..) ، فتلك الكلمات السابقة جاءت على لسان الفيلسوف لايبنتز " وهو يوجهها الى الملك لويس الرابع عشر يحرضه فيها على غزو مصر واحتلالها والسيطرة منها على كنوز الشرق وما وراء الشرق وذلك كله عبر حفر قناة السويس .
اذا يخطئ من يظن انهم غزو منطقتنا تحت اسم انقاذ قبر المسيح ، فمنذ القدم وهم يبدعوا في فنون الاخراج المسرحي الباهرة المناظر المتقنة الحبكة التي برعة في ان تمزج بدهاء الاهداف الحقيقية والنيات المعلنة في سفور القصد من ورائه ، واشاعة جو نفسي وعقلي مشبع بالروحنيات المصطنعة ليجرف الجميع عن المطامع الغير معلنة ، تماما مثلما حدث في الحروب التي خاضوها وراء ( الصليب ) التي كانت في حقيقة امرها من اجل ابعاد دنيوية اقتصادية بحتة لينتفع من ورائها طبقة قليلة بل اقل من القليلة وقفوا وراء اندلاعها والبسوها قلنسوة ومسوح النازع الديني ومنها الدفاع عن فئات من الاقليات التي زعموا انها مضطهدة وعند الدخول ماذا فعلوا بتلك الاقلية بدأوا بها وابادوهم .
ومن هنا نقول ان التسمية الحقيقية " الابداع المسرحي الاقتصادي الاحتكاري " كما هو لم يتغير منذ القدم بل تغير فقط الاشكال والمؤثرات والبهرجة الضوئية والصوتية لتنتج لنا الان ( فن الاخراج المسرحي الراسمالي ) ذاد الحبكة ، عناصر نصوصها بنود عقود وقوانين الامتياز وخير دليل على ذلك العرض المسرحي الجديد تحت اسم "" تنمية اقليم قناة السويس "" بقوانينه الثلاثين التي هي في الحقيقة عقود امتياز بامتياز .
فمصر كانت مسرح كبير لاعمل من اهم اعمال شكسبير( تاجر البندقية ) حيث اعاد تشخيص دور تاجر البندقية على مسرح الاحداث المصرية مرتين ،** الاولى عندما تقمص " دليسبس الفرنسي " شخصية تاجر البندقية بان يحصل من صديقه محمد سعيد والي مصر وقتها على عقد امتياز اشتمل على مجموعة كبيرة من التنازلات والامتيازات المجحفة بحقوق وسيادة مصر ، حيث اقنع سعيد بما يمكن ان تقدمه حفر قناة السويس لمصر من منافع ومزايا تمكنه من الوصول الى مركزقوي يضارع وينافس مركز التاج العثماني " القسطنطنية "، وان مصر اذا ما شقت القناة سوف تنتقل الى الوقوف على قدم المساواة مع القسطنطينية بتحكمها في جانب هام من حركة الملاحة الدولية ، ** الثانية الان بتقمص " دولة قطر " سفيرة النظام العالمي الجديد في المنطقة نفس دود تاجر البندقية ولكن بادوات اقناع اخرى لتواكب العصر ، فالقناة بالفعل موجودة والامتداد الجغرافي والتاريخي يمكن ان يتلاقيا معا ويتطوعا لخدمة سايكس بيكو جديد بان يزين للمصريين من خلال "مرسي وجماعته " ما يمكن ان يقدمه مشروع تنمية اقليم القناة لمصر من مزايا تجعلها في المقارنة تتفوق على هونج كونج وروتردام ، والمسيطرة والمتحكمة الاولى على البوغازات الاقتصادية في العالم !! يالها من سذاجة ويالها من عقول لاتفكر بعواقب الامور.
فقوانين المشروع الثلاثين قتلة بحثا وتحليلا ، والكل يعرفها بل نحفظها ونرددها ليس حبا فيها بل تنديدا ووعيدا لكل من اشترك في وضعها ويريد تقنينها ، فالهدف منها واضح للعيان هو فصل جزء عزيز وغالي من ارض الكنانة مصر تحت مسمى اقليم له قوانينه الخاصة به والمنفصلة عن قوانين الام ليندرج تحت قوانين الاقاليم الدولية ليكون خارج سيطرة مصر .

فعندما تقرأ قوانين المشروع تجد انك امام متاهة قانونية متعمدة ، ومن هنا لا تقرأها متعجلا وإنما اقرأها على مكث ورتلها ترتيلا لتعرف مدى ما قبع في ثناياها من افتيات ثقيل الوطأة ، فهي بالفعل قوانين تقودنا في نهايتها الى ابرام عقود امتياز ، فهى شبيهة ولا تقل في خطورتها وحبكتها عن عقود الامتياز التي ابرمت وعلى اثرها تم حفر قناة السويس ، ولان احداث التاريخ لا تنبع فجأة من مكامنها ، ولا تسقط من مخابئها عفو اللحظة ، فانه من قبيل هذه الوقائع التى تمتد بجذورها في تربة الافعال وردات الافعال ولتدليل على ذلك وربطه بالواقع واحداث الان لوضع مقارنة الهدف منها اخذ العبر ودروس لكي لا يتكرر المحظور، فمن ضمن المزايا التي منحت لشركة دليسبس اثناء حفر القناة ، مزية الاستمتاع بحقوق الاعفاء من سداد الرسوم والضرائب الجمركية عن جميع الآلات والمعدات والمواد والمهمات التي تستوردها من الخارج بقصد استهلاكها او استخدامها في اغراض المشروع ( ولم يكن في الخارج في الواقع سوى فرنسا وقتها )، وان يكون للشركة كامل الحق في ان تستخرج بدون مقابل مالي او عيني شتى المواد اللازمة لاعمال القناة والمباني التي ستنشأ تبعا لما تقتضيه الحاجة ، والمناجم والمحاجر المملوكة للحكومة ، وهذا ما تجده منقولا في المادة (27) من قانون تنمية اقليم قناة السويس والتي تنص على ذلك صراحتا وخاصة في الفقرة (3) من تلك المادة ، كذلك عند اتمام حفرالقناة وتشغيلها تقاضة الحكومة المصرية وقتها 15% سنويا من صافي ارباح القناة ، اما باقي الارباح وزع بين الاعضاء والمؤسسين وحاملى الاسهم بنسبة 10% للاولين و75% للاخرين ، ، وهذا ما نخشاه من فانون تنمية الاقليم فلم ينص فيه صراحتا على نسبه الحكومة من صافي ارباح المشروع ،كذلك لم توضع معاير واضحة بموجبها تحدد مدد حق الانتفاع للاراضي والمرافق التي تؤول للمشروع وهذا ما لم توضحه المادة (14)،(15)من القانون ، مما جعلنا نتذكر المنحة السخية التي وهبها الوالي محمد سعيد لشركة دليسبس ممثلة في مساحات شاسعة من الاراضي في منطقة القناة على اساس انها المجال او الحرم اللازم للشركة لتنفيذ المشروع ومرافقة ، وكان الاشد طرافة وغرابة من ذلك كله عندما سُمح لدليسبس اذا ما رأى لمصلحة المشروع حفر ترعة لجلب المياه العذبة تصل ما بين النيل ومنطقة مشروع حفرقناة السويس فان الحكومة سوف تتنازل للشركة عن الاراضي الموجودة على امتداد شاطئ الترعة ، ليس ذلك فحسب بل سُمح ان تبيع مياه النيل التي تمر في ترعة المياه العذبة ، وهذا ما يجعلنا نتسأل ما هو وضع ترعة " السلام " التي كلفتنا الكثير اذا ما دخلت في الحرم اللازم لمشروع الاقليم وهل سوف تغذى بماء النيل ويباع مائها للمصريين ، فهل رأيتم ما هو افدح من ذلك ظلما ، وابعد منه استغلال .
فالقانون لم يوضح نوعية الاسهم التي ستطرح وسوف يبنى عليها المشروع ، وطريقة الاكتتاب بها والحصص المخصصة وفي اي ايدي يمكن بقائها وهل يمكن تداولها والمضاربة فيها ، ففي التاريخ عبر اثناء ترويج دليسبس لاسهم شركة قناة السويس كانت المالية المصرية في حالة من الضيق كحالها الان ، حيث امتنعت بريطانيا العظمى تظاهرها امريكا عن الاكتتاب في حصتيهما من الاسهم ، وهذا كان مدبر ومخطط له بدهاء لتنفرد فرنسا بنصيب الاسد من الاسهم وتكون هى سيدة القرار وبالفعل لم يبقي لمصر من الاسهم سوى اربعة وستون الف سهما من عدد الاسهم البالغ عددها 400 الف سهم ، وهذا المشهد الان يمكن ان يحيا ويعاد من خلال نصوص هذا القانون.
فالمادة (21) من مشروع قانون تنمية اقليم قناة السويس الذي اعدته الحكومة لها من الخطورة بمكان فهى التفاف لتأكيد وتطبيق قانون الصكوك الاخوانية الاحتكارية ، فهى تنص على ( يكون للهيئة رأسمال يتكون من الاموال والاصول العينية التي تؤول اليها من الدولة .. ) وهذا معناه انه يمكن وضع مجرى قناة السويس الذي يمتلكه الشعب بكل مرافقه كأصل عيني تحت التصرف لخدمة بنية المشروع .
فنصوص قانون تنمية اقليم قناة السويس بمواده هي جلها مخالفة للدستور المصري الذي قاتلوا هم من اجل تمريره ، بداية بمنح رئيس الدولة سلطة مطلقة في المشروع وله وحده تحديد القرار وخضوع المشروع بالكامل لرئاسة الجمهورية ، بمعنى اننا امام والي جديد لمصراسمه الوالي محمد محمد مرسي عيسي العياط .
فالمنطقة بداية من بورسعيد حتي حدود اقليم غزة عائمة عل بحيرة من الغاز والنفط هذا برا ، اما من ناحية البحر فهى اضعاف ذلك وهذا هو ما بينته خرائط ورسومات الاقمار الصناعية ، فقناة السويس الان هي التجسيد العملي لحلم النظام العالمي الجديد الذي يتشوق الى الهيمنة الكاملة على المحيط الهندي وما وراءه ، فالقناة جاء حفرها وليد عصر البخار لتزداد اهميتها الان لتكون بوصلة وبؤرة الانطلاق الاحتكاري المسيطر على الاقتصاد العالمي فهي تعد حجر الزاوية بين القارات الثلاث اسيا وافريقية واوروبا اي هي قلب المعمورة ، وهذا ما يجعل حوض القناة من الناحية الاقتصادية والتجارية يمتد بنفوزه الجغرافي والسياسي الى امتدادات بعيدة تنداح دوائر تنظيم العالم بأجمعه .

لقد كانت مصر في كل عصور تاريخها مطمع الطامعين والبقرة الحلوب ، والشاة التي يجز صوفها جزا ، وهنا يستحضرني ما قاله عثمان بن عفان وهو يباهي بدرة تاج الامبراطورية الاسلامية مصر في حديث له مع عمرو بن العاص بعد ان عزله معرضا بسياسة عمرو الشغوفة بفرض الضرائب على المصريين قائلا " لقد درت اللقحة بعدك ياعمرو "- فيجيبه عمرو بحنكة - قائلا " ولكنها اضرت بوليدها " ، وها هو العاهل الروماني تيباريوس يقول لعامله في مصر " لقد اوفدتك لتجز صوف الشاة لا لتسلخها " ، على هذا المنوال كانت تجري النظرة الى مصر ، وعلى هذه الحال كان يعيش اهل مصر .



#احمد_البهائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرسي.. بين الكاريزما والانجازات والتسول
- اسرائيل وايران..الهدف الاستراتيجي
- مصر الثورة..هل لها من ناصر؟
- صكوك الاخوان الاحتكارية(فرمان1867م)
- الاردن..( الشعب والملك ووحدة التراب )
- مرسي..(الزيني بركات والبصاصين)
- هاملت الاخوان بين النوبة وبورسعيد
- بورسعيد..شوارعها الملتهبة بين( اللنبي ومرسي )
- مدن القناة.. بورسعيدي وافتخر
- مصر الثورة..بين الامل وكنعان إيفرن
- مصر الثورة.. ( أهل الكهف برؤية جديدة )
- مصر..حكومة تكنوإخوان والحل غرفة إنقاذ
- سوريا... ( الاسد برؤية شكسبيرية )
- المتأسلمين..(ألم تقرأوا دستور المدينة)
- الدستور..الجماعة تعود كهيئة لتصبح هى الدولة
- هكذا الرئيس مرسي.. (الفكر القطبي هو بعينه الفكر الهيجلي )
- هل أخطأ مرسي ؟ .. نعم
- الجماعة -متى تقرأ تاريخها ..؟! -
- قرض لا بد منه
- اوباما رئيسا --متى سيتعلم العرب--


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد البهائي - قانون تنمية اقليم قناة السويس.. مشروع تاجر البندقية