أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - طالب القره غولي ، صانع أكليل البنفسج ...!














المزيد.....

طالب القره غولي ، صانع أكليل البنفسج ...!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4097 - 2013 / 5 / 19 - 12:54
المحور: الادب والفن
    


سبعة اسطر هو ما قرأته من رد فعل الدولة أزاء رحيل واحدٍ من اعمدة التأليف الموسيقي العراقي ..الفنان الراحل والصديق طالب القره غولي ، وكان هذا النعي الاتي من مكتب وكيل وزارة الثقافة السيد طاهر الحمود كمن يدفع بالكلمات الخجلى ليؤبن من يفقده العراق ولتسيقظ الوزارة من صحوتها في ظل انشغالها ببغداد عاصمة الثقافة واحداث الحويجة كون وزير الثقافة هو وزير الدفاع ، وبعد ان سمعت عتب الفنانين على قصور الوزارة في اعطاء الراحل مايستحق من رعاية وتقدير ، وهو الذي الرغم من مرضه وتعبه ومعاناته وقدمه المبتورة بالكنكرين وقف في افتتاح بغداد عاصمة للثقافة وشارك الفنان فاضل عواد انشاد اغنية حاسبينك التي لحنها في سبيعينات القرن الماضي ولتصبح واحدة من سمفونيات الحنين العراقي الساحر الذي يمنح المغتربين القدرة على السباحة في عطر الوطن وانوثته رغم نأي الاف الاميال.
وكان على الوزارة والحكومة المحلية في محافظة ذي قار وشبكة الاعلام العراقية التي تمتلك صفة المشابه لاعلام الدولة أن يقتدوا بخطوة السيد رئيس الوزراء نوري المالكي عندما اوعز بعلاج وتغطيه تكاليف العملية يوم تعرض الفقيد لوعكته الصحية أثناء تلبيته لدعوة فنية من فرقة النوارس الموسيقية في السويد ويقال أن الخبر في ازمة الملحن الكبير وصلت عن طريق الملحق الثقافي في سفارتنا في السويد فكان أيعاز السيد المالكي بتغطية تكاليف العلاج .
صورة نعش طالب القره غولي جزء من حزن الدرامي لهذا الأهمال والامبالاة في منح صُناع الحلم العراقي في رحيلهم الابدي الاخير مايليق بهم ، وليتهم يتذكرون كلمات ديغول في رحيل المغنية الفرنسية أديث بياف : لقد انكسر ضلعا من خاصرة فرنسا ..
نحن في العراق لن تنكسر من مسؤولينا حتى عبارة او باقة وردة أو رفة جفن وكأن الموسيقي عدو الله وموته راحة للبلد وإلا ماذا تفسر الناصرية بهيبة دولتها ومجلس محافظتها أن يمشي وراء نعش فنان كبير اعطى لموسيقى بلده ذائقة شرقية حديثة ومزج سحر جنوب الغراف بحداثة الصول فيج وعطر البنسفج سوى اهل عشريته والمقربين من اصدقاءه .
وعلى نعش من بحة حناجر كل مطربي اغنية السبعينيات حمل الرجل وحزنه وتاريخ اغترابه وتجاربه الحياتية التي عندما قامت اكثر من 4 فضائيات بأجراء حوارات فنية معه قبل رحيله الى مدن البنفسج ، وكأنها توثق ولكن بعجالة لتاريخ الرجل في ظل ذاكرته التي اتعبها المرض وعطب القلب والكنكرين .
مات طالب القره غولي حاملا اكاليل البنفسج في شوارع الاغنية ومخبئاً حسرته ودمعته والمه وعتبه تحت اعتاب عينيه في عودته الاخيرة ليكون بيت طفولته وزواجه الاول وولده البكر شوقي هو المطاف الاخير بعد ان دارت به الارض في كل امكنة اغترابها وكأنه يتمثل بقول الشاعر :
كم منزلٍ في الأرض يألفهُ الفتى ................وحنينه أبدا لأولِ منزلِ
حنين البنفسج وآلة العود ونهر الغراف هو من منح اليقين الى روح الفنان بأن النهاية التي اقتربت لن ليكون سريرها مبطناُ بالدفء والستن والهدوء إلا في مكان الولادة قرب ضفاف ذلك النهر وتلك المدينة التي تقع في ممالك الفرات وتشرب من دجلة . مدينة النصر التي تغفوا على اديم عزلة الحنين وصناعة الشعراء والحالمين والفقراء..
مات البنفسج ..ومعه مات طالب القره غولي ...ومعهما ولدت مرثية السؤال : كم من ضلع ينكسر من خاصرة العراق كل يوم وسدنته شغلهم الشاغل برلمان معطل وملفات فساد وتعري ممثلة المانية على خشبة المسرح ..؟!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جواميس المعدان وأبقار الهندوس...!
- صورة المندائي في شبابه..!
- الله هناك في اقلام الدشاديش ....!
- شارع أسديناوية* في مدينة ميونخ ...!
- سبارتيكوس الروماني وناصر حكيم الشطري .........!
- نهار في باريس
- بنجوين شمال الله... الجبايش جنوب الله
- الأمان الديني في مناطق الأهوار....(الديانة المندائية انموذجا ...
- خواطر سينما الأندلس الشتوي.......!
- راجيش كنا ... وطفولتنا الهندية
- تذكروا الرائد (( نيل ارمسترونغ ))
- روح ماركس وسبعينيات الذكريات
- دموع العراق وفقراء الكريستال..............!
- أيام ساكو وفانزيتي ..........!
- بعْ من دمكَ لتسقي عَطشَ عَمكَ.....!
- عقد متعة..!
- كن سمكة قرش..ولاتكن ملكا ظالما .......!
- عيون بان كي مون
- قل للدمعة : وحدكِ أنتِ الملكة .......!
- لاتقل لها أنت وردتي


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - طالب القره غولي ، صانع أكليل البنفسج ...!