أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ساطع راجي - كائن الرؤوس الكثيرة














المزيد.....

كائن الرؤوس الكثيرة


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 4044 - 2013 / 3 / 27 - 22:22
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في أساطير بعض الشعوب وقصصها الخيالية، يوجد كائن متعدد الرؤوس يتصف عادة بالقوة وافتراس كل من يواجهه والمخيلة تجعل منه دائما كائنا مخيفا وهجوميا، وكثيرا ما ظهر هذا الكائن الخيالي في الافلام، الجمال اللافت في هذا الكائن الخيالي هو إن تعدد رؤوسه لايؤدي الى اي ارتباك في تصرفاته وقراراته ولا تحاول الافواه الكثيرة ابتلاع أي من الرؤوس، لكن يبدو اننا في العراق لانجيد تنظيم الكائن السياسي المتعدد الرؤوس، لاعلى مستوى النظام الديمقراطي ولا على مستوى القوى السياسية، بل ان هذه الرؤوس لاتفكر في شيء قدر التفكير في افتراس بعضها بعضا حتى لو ادى ذلك فيما بعد الى قتل الكائن/الكيان.
ائتلاف العراقية مثلا، خسر كثيرا بسبب صراع ومناورات رؤوسه الكثيرة ضد بعضها البعض، مصالح الرؤوس أطاحت بثقل العراقية الموحد لأن كل رأس يريد موقعا ومجموعة من المصالح وهذا يعني ان استحقاقات العراقية ككيان ضاع من اجل رغبات الرؤوس، وغياب هذه الاستحقاقات أطاح بمصالح القواعد الجماهيرية للعراقية، فحضرت الاصوات المتشنجة والمتشددة لاستقطاب الجماهير اليائسة التي تشعر بالغبن، هذا الامر أعاد العراق الى حلقة التوتر الساخنة، لذلك لامبرر لأن يفرح أحد بضعف العراقية وانقسامها الذي يساق أحيانا كنصر لائتلاف دولة القانون وهو حتى لو كان كذلك فهو خسارة كبيرة للبلاد لأنه يمهد لصعود طائفيين ومتورطين بالارهاب ويدفع شريحة عراقية كبيرة لليأس من النظام السياسي.
الأسوأ في صراع الرؤوس الكثيرة في العراقية إنها تؤدي الى فتح ابواب واسعة لاستنزاف الدولة ماليا وتشريعيا واعتباريا، فكل رأس له قائمة خاصة بطلباته ويبدو ان ائتلاف دولة القانون لا يتردد في الاستجابة لهذه الطلبات لكنه يهتم بابقاء الرؤوس كلا على حدة، وانطلقت رؤوس العراقية في اللعبة الى مالانهاية، هناك من يزعل وهناك من يرضى ولكل موقف ثمنه، وهكذا يتم ارضاء الزعامات وتجاهل الجماهير، انها لعبة السلطة ضد قيمة الدولة، السلطة ترعى مصالح حكام والدولة ترعى مصالح مواطنين، وهي لعبة تهدر قيمة الموقع الرسمي ولذلك لم تتمكن رؤوس العراقية من حماية نفسها رغم ما حصلت عليه من مواقع.
لعبة الرؤوس الكثيرة توسعت، لم تعد مقتصرة على الساسة، بل استهوت أيضا شيوخ العشائر ورجال الدين، وخاصة منذ انطلاق تظاهرات المنطقة الغربية، صار كل رأس ينهش غيره، ينتقص منه، يشوه سمعته، انها الاموال السائبة والمقاولات التي لاتنتهي، هي مائدة السلطة العامرة التي صار كل ما يقدم فيها يتحول الى سم قاتل لجسد الدولة ولمصالح المواطنين.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجاءت أمريكا
- لماذا تعيش في العراق؟
- مرحلة الفوضى
- دولة أم قصر
- أسرار الموازنة
- الدولة المسكينة
- غياب أمريكا وحضور تركيا
- الاغتيالات والتفجيرات
- الحكومة ضد الحكومة
- الحل الأسهل
- أسماك الطائفية وحيتانها
- سلاح العصيان
- تحيا الأزمة
- اللعب خارج المؤسسات
- الاسلحة والاطفال
- حفل الختام
- مفارقات التصعيد
- تغريدات موقعة الحصة
- ضربة مفاجئة
- زعماء المفاجآت


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ساطع راجي - كائن الرؤوس الكثيرة