أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاتن نور - الضرب.. بين الكرامة والتأديب والفحولة















المزيد.....

الضرب.. بين الكرامة والتأديب والفحولة


فاتن نور

الحوار المتمدن-العدد: 1158 - 2005 / 4 / 5 - 10:29
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


( للقرآن قراءة روحية ضرورية لابد منها... وقراءة تمعنيّه وتحليلية لا تقل ضرورتها عن الأولى.. وبتقديري )

جميل أن تكون المرأة مؤدبة ومطيعة! وجميل أن يكون رفيقها الرجل مؤدباً هو الآخر ومطيع!.. وجميل لأن يقيّم الرجل مدى أدب زوجته وطاعتها وعدم إعراضها ونشوزها ويتصرف بعدها وبناءا على تقيمه الشخصي،( وبغض النظر طبعا عن ما يمتلكه الرجل من امكانيات معرفية في التقييم فقد أ ُجيز تقييم الرجل لنشوز زوجته والتصرف وإن كان الفارق العلمي والمعرفي كبير بينهما ولصالح المرأة)، لكن ترى مَن يقيم مدى أدب الرجل وعدم عصيانه عن الأداء بواجباته داخل نطاق الأسرة او قل نشوزه، هل يقيّمها هو ايضاً ،ام يقيمها الطرف الآخر المتضرر من جرّاء قلة الأدب، الإعراض والنشوز..أم يقيّمها طرف آخر ليس له او له علاقة وطيدة بمجريات الوضع داخل جدران دار الزوجية وتحت سقفه؟ موضوع التقييم لا يبدو اكثر حساسية من ما قد يأتي بعد التقييم، حيث أن التصرف بعد تقييم وضبط النشوز لا اراه ينطوي على اي حنكة أدبية او حتى تأديبية، وطبيعة التصرف قد تبدو بذاتها نشوزا اخلاقيا وإعراضا عن كل المفاهيم المعضدة لكرامة الفرد وعن المفردات الرنانة المفترض تسييسها وتثبيتها في مدار العلاقات الزوجية وابتدءا من المودة والرحمة والتراحم والتسامح.. ووو.. والقائمة طويلة.. والى سرحوهن بالمعروف..لنترك تلك المقدمة غير المستساغة للكثير! بعضا من الوقت...

في ثقافتنا وعاداتنا كمجتمعات شرقية غالبا إن لم اقل دائما يأخذ سلبا على الرجل إن تطاول بضرب امرأة مهما كان السبب حيث أن شيمتنا كعرب نحط مِن شأن مَن يرفع يده بوجه امرأة وقد يذهب البعض الى تقزييم رجولة من يفعل... والحق يقال فأن الضرب ليس بلغة تفاهم وبغض النظر عن جنس طرفي التخالف او الإعراض او النشوز وكما هو وارد في الحالة الزوجية.. وطبعا شيمة العرب خارج الجدارن تختلف نوعا وكما عن داخلها حيث يصبح ما نقزمه خارجها بطولة وتهذيب داخل تلك الجدارن...



قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ

" إِذَا دَعَا الرَّجُل اِمْرَأَته إِلَى فِرَاشه فَأَبَتْ عَلَيْهِ لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَة حَتَّى تُصْبِح " رَوَاهُ مُسْلِم ...
.
من النص اعلاه يبدو ان الملائكة ستنزل لعنتها على الزوجة لو لم تذعن وتهرع للفراش اذا ابدى الزوج رغبته.. بمعنى انه لا يجوز للمرأة هجر زوجها ليلة واحدة اذا ما طلبها لسرير الزوجية..ومهما كانت الأسباب طالما المرأة ليست في حالة حيض .. وبغض النظر عن مفهوم الطاعة ومحاولة اقحامها في النواحي الوجدانية التي تستوجب القبول على الأقل من قبل الطرف الآخر كونه ليس مجرد أداة، حيث ان ما يجري على سرير الزوجية ليس عملية ميكانيكية لا تنتمي للمشاعر والأحاسيس، وبغض النظر ايضا عن مدى دمامة الزوج الذي يرتضي لنفسه حالة أذعان زوجته بلا وجه قبول ورضى حقيقي..( في موضوع المشاعر والعواطف في حالة تعدد الزوجات اود ان اشير الى انها غير داخلة ضمن افاق العدل بين الزوجات ، حيث يفسر العدل ضمن اطره الأقتصادية وليست الوجدانية، بمعنى ان للعواطف والمشاعر هناك حساب واضح حينما يمس الموضوع شخص الرجل ومتعته، بينما تسقط الحالة الوجدانية للزوجة ويوجب عليها التلبية للتمتع بها وليس معها ) بغض النظر عن هذا وذاك فأن اللعنة نازلة لا محالة في حالة الهجر ضمن حدود سرير الزوجية.. ولكن هجر مَن لِمَن؟ طبعا المرأة للرجل.. ماذا عن هجر الرجل للمرأة؟؟؟هل هناك اي لعنة او شيء من هذا القبيل؟ نعم طبعا .. هناك لعنة تأديبية وعلى رأس المرأة ايضا، فقساوة الهجر ولعنة الملائكة فقط حين يكون الهجر من الزوجة باتجاه الزوج أما العكس فهو موضوع وبرشاقة ضمن بنود او اطوار التأديب حين نشوز المرأة او قل الزوجة...

في سورة النساء...ورد ..

"وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا"..

التفاسير لما ورد اعلاه من سورة النساء تقريبا لا خلاف بينها.. فالمتفق علية ان تكون هناك العظة في مقدمة رد النشوز ودحره..إن لم تنفع يأتي الهجر لفراش الزوجية ( وقيل بأن الهجر لا يعني ترك السرير كليا وإنما المقصود به عدم المضاجعة!) وهناك من وضع سقفا زمنيا لطور الهجر، وإن لم ينفع يأتي الطور الأخير وهو الضرب..( لا أدري اين طور "سرحوهن بالمعروف "هل هو بعد الضرب ام قبله!..) بمعنى ان التدرج مطلوب في موضوع نشوز الزوجة ولا يجوز ان يقفز الرجل الزوج لطور الضرب، ولو ان الواو العاطفة لا تدل في اللغة على التدرج بل على التراكم وبنفس القيمة والبعد الزمني.. وما يلفت النظر حقا في التفاسير هو التركيز على نوعية الضرب وأن لا يكون مبرحا او جارحا او.. او ... وربما هذا من باب تليين قساوة الطرح.. ولكن بغض النظر عن نوعية الضرب فهي لا تعني الكثير امام اباحته اساسا وإن كان بقطعة من الحرير الطبيعي المعطر...بغض النظر لنسأل..
لماذا الضرب؟ حقا لماذا؟..
هل تعامل المرأة الأم ( والجنة تحت اقدام الأمهات) والتي قد يكون لديها درزينة من الأطفال تحت رعايتها والحاضنة لبيتها واسرتها هل تعامل بالضرب وكأي طفل ربما دون سن المدرسة للتأديب وبتقدير الزوج لنشوزها وبغض النظر عن صحة ومتانة التقدير؟ نحن بشر ونمتلك اللغة وادوات التحاور والتفاهم وإن عجزت تلك الأدوات بعد استنفاذها فلا ارى انه من الأدب والخلق أن نلجأ لأرغام الطرف الآخر على الإذعان والخضوع باسلوب الهجر والضرب، أم اننا امام افتراض مسبق بأن المرأة لا تفهم ولا تطيع إلا بالضرب ؟ وهل في تلك الحالة يصلح ان نسميها طاعة..؟ وهل تبتعد تلك الحالة كثيرا عن طاعة! السجناء لجلاديهم وتأديتهم القسرية لكل ما يطلب منهم؟

لنعود الى المقدمة التي تركناها ونسأل..ماذا عن نشوز الزوج؟ اذا خافت المرأة نشوز زوجها فماذا تفعل؟... هنا لا يجوز للمرأة التقييم والتصرف بل لابد ان تبرز كل ادوات التفاهم والتحاور السلمي وبتحضر ملحوظ وملفت للنظر حيث يتم إشراك اطراف مقربة للوساطة الدبلوماسية بين الطرفين لاصلاح الحال وتمييع النقاط المتخالف عليها ومحاولة استقطاب التقارب في وجهات النظر( راجع سورة النساء)، وبهذا نرى انفسنا قد قفزنا قفزة عملاقة تفصل ما بين نشوز الزوجة ونشوز الزوج حيث ان النشوز الأول وطريقة التعامل معه يذكرنا بالخيام والبادية والهمجية ونعرات العنف القبلي اما النشوز الثاني ينقلنا الى ما يشبه فضاءات التحاور والمؤتمرات السياسية والدبلوماسية المعمول بها في عصرنا الحالي... وتختفي اطوارالعظة والهجر والضرب فلا مكان لها في نشوز الزوج وإن ثبت عليه نشوزه بألف شاهد وحكيم..

ترى هل الفارق بين المرأة والرجل بهذا الحجم الهائل والمفزع كي يتم إفراز هكذا نقلة في منهجية التعامل ازاء ما يسمى بالنشوز؟

أين كرامة المرأة ؟.. ام ان النص الوارد وبكل التفاسير الموضوعة والمبذول لها جهدا يثنى عليه لمحاولة ترطبيها، يراها البعض مُتوِّجا لكرامة المرأة؟..
ترى هل سياق ومضمون طرح الآية مرتبطا بظرف وحدث وإيطار يطوق حقبة زمنية وحالة وعي مرحلي ؟... عله كذلك...



#فاتن_نور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حينما كنتُ حسناء...
- كافي ياعراق
- خبراء للتنوير... وإنتكاسة
- صورتان.. ورؤيا ساخرة
- لنشاطر الهموم بأبتسامة..
- ومضات ... وقرقعة
- ثغر العراق.. متى يبتسم؟
- نداء لمظاهرة بالجينز!
- مقاولات الإعمار في ميزان الفضول
- عقول لم تروّض بعد!!
- حلبجة! بين اينشتين والأثير
- لنا.. شعبٌ تحت الأرض
- رأس الخيط لتحررالمرأة
- عراكيّة وليش لاله
- وهل يموت النضال بقتل المناضلين! - ذكرى الشهيد سلام عادل
- مُداعبة وحوارعلى ظهر الخجل
- ناقصات(أم ناقصون)..عقل ودين - الجزء الثاني
- ناقصات (أم ناقصون)..عقل ودين؟
- غزل! بين شموع لاتحترق
- من فم زرادشت ومن..فمي


المزيد.....




- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاتن نور - الضرب.. بين الكرامة والتأديب والفحولة