أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - هل للثورة ذكرى؟















المزيد.....

هل للثورة ذكرى؟


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 3984 - 2013 / 1 / 26 - 19:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الثورة نفسها أصبحت مجرد ذكرى منذ الإطاحة بمبارك وورثته لأنه تم تحنيطها فى متحف الإخوان الأثرى، وأصبحت مجرد أثر من الآثار التى كانت أحلام المصريين تصبو إليها، ثورة أختفت منها الأنجازات لتحل محلها مؤامرات تنظيمات دينية أستطاعت بالفعل تحويل الثورة إلى مجرد ذكرى صعبة المنال فى ضوء نظام سياسى يعمل من أجل جماعته وأتباعه وحلفاءه من عرب وأمريكان، إن ثورة خمسة وعشرين يناير أطيح بها على أيدى تنظيم الإخوان وتم خنقها فى مهدها وما نراه اليوم من كلمات تصدر عن النظام الإخوانى فى مصر معناه أننا أمام ثورة إخوانية حلت محل ثورة أبناء مصر الحقيقى ولا علاقة لها بشعب مصر ودولته الوطنية التى عاش فيها الجميع إخوة إلى أن جاءت وأنتشرت أفكار الجاهلية والتخلف والحقد والكراهية، وتناسى الجميع أن القدرة على التمثيل وإتقانه هى التى قادت أصحاب الشعارات الكاذبة إلى السيطرة على مشاعر الملايين برنينهم المستمر لأجراس الكفر ونار جهنم وإشعال الإنقسامات والفتن والبغضاء بين أبناء الشعب المصرى، ليدخلوا جميعاً فى صراعات غبية تخدم فقط النظام الإخوانى الحاكم الذى وضع قاعدة ذهبية لنشر أفكاره وهى أنه جعل من الكراهية شريعة يحملها كل مؤمن بهم جنباً إلى جنب مع شرائع الحب والسماحة والرحمة والأمن والسلام، ونتساءل كثيراً: إلى متى يستمر البشر فى تصديق هذا التناقض والإيمان والعمل به؟

لم تعد الثورة المصرية لها وجود فى فكر وأعمال النظام السياسى الحالى، لذلك أصبحت الثورة تحمل ذكريات حزينة فى نفس كل مصرى أستشعر بثورة حقيقية أنتشرت فى كل أركان المجتمع المصرى، وفجأة أنهالت عليها من كل جانب الأفاعى والثعابين والوحوش الكاسرة لتختفى ثورة المصريين وتظهر ثورة الأفاعى والوحوش التى حاصرت كل مصرى وغرزت فيه أنيابها تاركة سمومها تنساب فى شرايينه، وها هو النظام الحاكم يضيق صدره بتظاهرات الثوار الحقيقيين ويدفع فى وجههم بمليشياته المسلحة وأعضاء تنظيماته المدربة ليفرقوا المتظاهرين بالقوة والعنف وسفك الدماء، لأنه لم يكن منطقياً أن يخرج من فى السجون ليجلسوا على كرسى مبارك السابق ويحكموا شعباً بأكثر دكتاتورية وأستبدادية وأكثر ظلامية ورجعية دينية من كل الأنظمة التى سبقتهم.

هذا النظام السياسى الجديد العهد والخبرة أستطاع أن تتكاثر الأزمات فى عهده المبارك والميمون، وأن يهدى كل مواطن ويفرض عليه أن يقف فى ذل وقهر يومياً فى طابور ليتسلم حصته التى قام بتشريعها وإبتداعها النظام الشاطر بثلاثة أرغفة فى اليوم ببطاقة التموين أو بالبطاقة الذكية، وهذا إن دل على شئ فإنه يدل على مستوى الفقر فى الفكر والإدارة الإقتصادية وندرة الرجال ذوى الخبرات القادرين على مواجهة الكارثة الإقتصادية التى تعيشها مصر ويتجاهلها أتباع النظام الحاكم بأعتبار أن مصر وشعبها يعيشون فى ترف معيشى يحسده عليه الأوربيين والأمريكان، هذه هى الحقوق المشروعة التى تحدد لكل مواطن كم رغيف من الخبز يأكل لتحميه من الإصابة بالأمراض الخبيثة ومؤامرات وفتن الأعداء.

مفتاح الخروج من تلك الأزمات والمشاكل التى سببتها الأستفتاءات والأنتخابات المزورة يكمن فى إجابة السؤال التالى: هل الشعب مقتنع بأن النظام السياسى الحالى هو نظام فاشل أم ناجح لأنه يقوم على أفكار دينية مستبدة غير صالحة للزمن الحاضر؟
الإجابة على هذا السؤال تتيح للفرد التفكير فيما يجب عليه أن يقوم به كإنسان مصرى وطنى، من أعمال وأفعال وسلوكيات تتفق وروح الهوية والمواطنة المصرية التى حافظت على أسم مصر الكبير وسط أمم العالم.
إن مشكلة من يحاولوا الآن التظاهر أو الثورة على النظام الحالى تناسوا أنهم السبب فى وصوله للحكم بالتصويت له، وعليهم دفع الثمن غالياً من حاضرهم ومستقبلهم لأنهم لم يستخدموا عقولهم ولم يقتنعوا بأن رجال الدين الإخوانيين ليسوا تنظيم سياسى يمكن الأقتناع بأهدافه ومبادئه، وإنما هو فى الواقع تنظيم دينى وبالمنطق وبالعقل كان من الواجب والمفروض عدم المجازفة والمخاطرة بتنصيبه نظاماً يحكم حياة المصريين فى أيامنا الحاضرة، ومن أعطى صوته لمرسى ضد شفيق لإعتقادهم بأن مرسى وتنظيم جماعة الإخوان سيحمى الثورة، ونجح مرسى وماتت الثورة فى أحضان جماعة الإخوان وحلفاءهم، والكثير من هؤلاء نادمون الآن على ما فعلوه لأنهم يلمسون بأيديهم وفى حياتهم اليومية آثار الخطأ الكبير الذى أرتكبوه، الآن هى اللحظة المناسبة للتفكير بجدية فى واقع كان خافياً على البعض الكثير وهو أن مشروع الإخوان ليس هو مشروع الثورة وشعب مصر.

إن المتاجرة بالدين لإغتيال حضارة مصر وحقها فى بناء مستقبل إنسانى، هى أكبر جريمة يصمت عنها كل مصرى شريف وتجعل كل هؤلاء المتاجرين بالدين سواء كانوا من يحكموا أو من يساندونهم فى وسائل الإعلام والفضائيات أو من يمدونهم بالأموال النفطية، يتمادون فى تضليل الشعب أكثر وأكثر لتزداد مشاكل مصر سوءاً لينهار المجتمع وتسود الفوضى ليعيش النظام فوق جثث المصريين التى تخلفها الفتن والصراعات الطائفية والسياسية، فهل سيستمر الشعب فى صناعة أسطورة الحكم الدينى الإخوانى على حساب حياته التى إزدادت سوءاً بوجود الإخوان؟

لقد أفلست مصر سياسياً وأقتصادياً وثقافياً ودينياً وتعددت كوارثها على أيدى جماعة النظام، وما من مصرى إلا ويعتبر الدستور الذى وضعته اللجنة التأسيسية بإرشاد جماعة الإخوان هو دستور إستبداد دينى يلغى حقوق البشر الإنسانية، وهذا الدستور هو النتاج الأخير لهذا النظام الحاكم الذى يعتبر نفسه قد نجح فى بسط سيطرته على أرض مصر وشعبها، لذلك الخامس والعشرين من يناير هو ذكرى مؤلمة تعيدنا إلى المربع صفر عندما سقط مبارك وتوقفت الثورة على أيدى الجيش والإخوان والأمريكان، لكنها ذكرى ينبغى على كل مصرى أن يعيد التفكير فيها ليثور من جديد على الدكتاتورية الفاشية التى تتكاثر فى عهدها المذابح والقتلى من أبناء الشعب المصرى الساعى للتحرر من أفكار التنطيمات الدينية الإرهابية التى لا تقيم وزناً للإنسان مهما كان، بل تقيم وزناً لأفكارها وأهدافها التكفيرية والتدميرية لكل من هو خارج مجتمعها التنظيمى الغير إنسانى.

حاجتنا الآن إلى العقل حتى نستعيد ثورة الشعب المصرى كله.



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التزوير المقدس
- المدينة الفاضلة والأديان السماوية
- لا للدستور التكفيرى
- مأساوية أنتحار النظام
- تأسيسية دستور الكوارث
- مغامرات سياسية دكتاتورية
- متى تسقط دكتاتورية الطظ المرسية؟
- الحاكم بأمر الإخوان
- التحرش الجنسى والنرجسية العربية
- التحرش الجنسى فى أحتفال أوباما
- الثقافة الزائفة فى مجتمعات اليوم
- المنتدى الإجتماعى وأستمرار الفقر والتخلف
- طوفان الغضب محاولة لتفسير التفسير
- الهوس الدينى المتجدد
- الفضيحة الإيرانية و الرئاسة المصرية
- الحرية وطريق التحرر
- لا طائفية بدون سماح النظام
- الإرهاب وسطوة الفكر الدينى
- سيناء بين الحقيقة والتضليل
- غزوة الإخوان التقاعدية


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - هل للثورة ذكرى؟