أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - إسماعيل حسني - القضاء المصري في مواجهة الفاشية














المزيد.....

القضاء المصري في مواجهة الفاشية


إسماعيل حسني

الحوار المتمدن-العدد: 3946 - 2012 / 12 / 19 - 18:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يعرف الوهابيون الإسلاميون أن القضاء المستقل النزيه سيكون حجر عثرة أمام تحقيق أحلامهم في ابتلاع البلاد وتغيير هويتها وإقامة دولة دينية تعلو فيها هامة مشايخ الدين فوق كافة السلطات، لهذا كان العصف باستقلال القضاء على رأس أولويات الرئيس محمد مرسي وجماعته حتى من قبل أن يتولى مقاليد الحكم رسميا.
ولم يخفي الرئيس هذا التوجه منذ اليوم الأول لانتخابه، إذ رفض أداء اليمين الدستورية أمام المحكمة الدستورية العليا في غيبة مجلس شعب منتخب استهانة بالمحكمة وبالسلطة القضائية كلها، وأصر على موقفه لعدة أيام قبل أن يخضع للضغوط ويؤدي اليمين أمام هذه المحكمة، ولكنه فعل هذا على مضض شديد اتضح من إصراره على عدم بث هذا الحدث تليفزيونيا، وهو ما رفضه أعضاء المحكمة فتراجع الرئيس للمرة الثانية ولسان حاله يقول: إن غدا لناظره قريب.
وإمعانا في الحط من مكانة وسلطة المحكمة الدستورية العليا قام الرئيس بإعادة أداء اليمين مرتين بعد ذلك مرة في ميدان التحرير أمام الجماهير، وأخرى أمام النخبة في جامعة القاهرة.
وفور جلوسه على عرش البلاد بدأ الرئيس يكشر عن أنيابه للسلطة القضائية وعلى رأسها المحكمة الدستورية العليا، فأصدر قرارا بإعادة مجلس الشعب الذي كانت المحكمة قد قضت بحله نتيجة لعوار في قانونه الإنتخابي، وهو ذات الحكم الذي أصدرته نفس المحكمة مرتين في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، فلم يكن أمام المحكمة العليا إلا أن تتصدى للدفاع عن السلطة القضائية وقضت ببطلان قرار رئيس الجمهورية، ليتراجع الرئيس للمرة الثالثة استعداد لجولة أخرى.
وبعد أيام قلائل على هذه الموقعة فتح الرئيس النار مرة أخرى على القضاء فقرر إقالة النائب العام الغير قابل للعزل بحكم القانون رغبة منه في منع نظر العديد من البلاغات المقدمة ضد قرارات الرئيس وممارسات جماعته وحلفائها من الإسلاميين، فهب القضاة لرد هذا العدوان غير المسبوق على القضاء، مما أجبر الرئيس على التراجع للمرة الرابعة.
وأخير، ومن أجل تمرير دستورا دينيا عنصريا متطرفا يعرف الرئيس جيدا بطلان الجمعية التي صاغته لنفس الأسباب التي أبطلت من أجلها سابقا، قام الرئيس بإصدار إعلانا دستوريا أعلن فيه نفسه ديكتاتورا ونص فيه على تحصين قراراته وتحصين تأسيسية الدستور ومجلس الشورى ضد الطعن عليهم أمام القضاء، كما قررعزل النائب العام للمرة الثانية.
ولم يكتفي رئيس الجمهورية بهذا بل قامت المليشيات التابعة لجماعته وحلفائها بحصار المحكمة الدستورية لمنع قضاتها من نظر الدعاوى الخاصة بحل الجمعية التأسيسية ثم الإعتداء بالضرب والتعذيب والقتل على المتظاهرين والمعتصمين المسالمين المحتجين على هذا الإعلان، فانتفض القضاة مرة ثانية للدفاع عن السلطة القضائية، وأعلنوا الإعتصام والإضراب الجزئي ورفض الإشراف على الإستفتاء على الدستور المقترح نظرا لبطلان جمعيته التأسيسية وفساد مواده.
إن الشعب المصري الذي ثار من أجل نيل حريته وبناء دولته المدنية الحديثة، يقف اليوم بكل فئاته وطوائفه خلف السلطة القضائية في مواجهة الحرب الظالمة الشعواء التي يشنها عليها نظام الإخوان المسلمين الفاشي، ولن يستسلم هذا الشعب العظيم وقضاته الأبرار حتى يسترد قضاء مصر هيبته واستقلاله.



#إسماعيل_حسني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر تحت حكم العصابات المسلحة
- الإخوان يسقطون رئيسهم
- الدين والأخلاق (2)
- دستور الحرب الأهلية
- غيرة الشيخ من القسيس هي السبب
- الدين والأخلاق (1)
- مرسي وبيريز شراكة إلى حين ميسرة
- قاض وطبيب وبلطجي
- الرئيس مرسي وحتمية الفشل
- الطابور الخامس
- مطلوب ألتراس سياسي
- الصراع بين الجماعة والجماعات
- أسلمة الخطاب الكنسي
- مصر تحت الحكم الفاشي
- انتفاضة 24 أغسطس
- لماذا الإخوان المسلمون ؟
- من المسئول عن مقتل الجنود المصريين في سيناء ؟
- عشرة محاذير للمرجعية الدينية
- حول التعديلات الدستورية المقترحة
- تعريف مبسط للعلمانية


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - إسماعيل حسني - القضاء المصري في مواجهة الفاشية