أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إسماعيل حسني - مصر تحت الحكم الفاشي














المزيد.....

مصر تحت الحكم الفاشي


إسماعيل حسني

الحوار المتمدن-العدد: 3841 - 2012 / 9 / 5 - 22:28
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لم تشأ العناية الإلهية أن تجري معجزة على أرض الكنانة تنقذ مصر من مصير مظلم بعد ثلاثين سنة من التردي السياسي والإقتصادي في عهد الرئيس المجرم حسني مبارك. فمن سنن الكون أن تسقط الأجساد المنهكة فريسة للعلل والأمراض، وأن تسقط الشعوب في حالات الضعف والإنكسار في قبضة العصابات والقوى الفاشية إلى أن تستعيد عافيتها. لهذا وجدنا أنفسنا في الجولة النهائية لانتخابات الرئاسة أمام فاشيتين، إحداهما دينية والأخرى عسكرية.
وإذ رأت أكثر جماهير شعبنا أن الفاشية العسكرية يسهل إزاحتها فمنحتها أصواتها، قضت ضرورات الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة أن تصل قوى الإسلام السياسي إلى الحكم، فسقطت مصر في براثن الفاشية الدينية.
والفاشية هي أي نظام يدعي "أحقية" مجموعة من البشر دون غيرها في الإستئثار بحكم البلاد إما لاحتكارها القوة المسلحة (كما في الفاشيات العسكرية) أو بإدعاء تفوقها العرقي (النازية والقومية) أو الطبقي (الشيوعية) أو الأيديولوجي (الفاشيات الإشتراكية والدينية) أو الجنسي (إقتصار الولاية على الذكور دون الإناث). وفي كلمة واحدة الفاشية هي حكم العصبة أو الطغمة.
ومهما اختلفت الشعارات ما بين عرقية أو فلسفية أو دينية فإن كل الفاشيات تشترك في نفس الخصائص والسمات، من إدعاء السمو والأفضلية، وإنكار المساواة بين البشر، والنظر إلى الآخر بدونية، إلى الأحلام الإمبراطورية، والإستغراق في الماضي التليد، والتغني بإحياء أمجاده، إلى تركيز السلطة في يد حفنة من الأفراد، ومعاداة الحريات الفردية، والسيطرة على وسائل الإعلام وتسخيرها في تسويق شعاراتها، إلى قمع المعارضة وتقديمها إلى محاكم التفتيش الأيديولوجية.
فبينما الفكر الليبرالي في المجتمعات المدنية الحديثة يعلي من شأن الإنسان، وينظر إليه كفرد حر مستقل، ويعتبره نقطة الإرتكاز في المجتمع، ويرى في رفاهيته والمحافظة على حقوقه الهدف الوحيد لجميع الأجهزة التنفيذية في الدولة، ترتد الفاشيات بالإنسانية إلى القرون الوسطى فتحتقر الإنسان، وتنكر فرديته واستقلاله، تعتبره موظفا في خدمة الدولة والمجتمع والأيديولوجية، كفرد في قطيع، أو ترس في آلة، وترى في حريته الفردية خطرا على أيديولوجيتها وأحلامها فتمنح نفسها الحق في مصادرة حرياته وحرمانه من حقوقه. وهذا ما نلمحه بجلاء في تصريحات قادة مصر الجددد، وفي كل سطر من سطور دستورهم الذي يقطر أيديولوجية ويجسد كل معاني الفاشية والعنصرية.
إلا أن الفاشيات كما تشترك في السمات والخصائص فإنها تشترك أيضا في سوء العاقبة، فمسيرة التاريخ الإنساني تمضي قدما نحو إقامة مجتمعات أكثر إنسانية وأكثر تحررا، وهي قد تتعطل لبعض الوقت ولكنها لا تعود أبدا إلى الوراء، فمنذ سقوط فاشيات العصور الوسطى سواء الحكم الإقطاعي الكنسي في أوروبا أو الخلافة الإسلامية في شرقنا المعذب، والفاشية تسعى جاهدة لتطل بوجهها القبيح على تاريخنا المعاصر، ولكنها هزمت في إيطاليا، وهزمت في ألمانيا، وهزمت في اليابان، وهزمت في دول المعسكر الشيوعي، وسوف تهزم في شرقنا العربي والإسلامي، فالرأسمالية العالمية التي تستغلها اليوم وتمدها بأسباب القوة ستكون أول من ينقلب عليها متى عرفت شعوبنا معنى الحرية وخرجت تطالب برؤوس مغتصبيها.



#إسماعيل_حسني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتفاضة 24 أغسطس
- لماذا الإخوان المسلمون ؟
- من المسئول عن مقتل الجنود المصريين في سيناء ؟
- عشرة محاذير للمرجعية الدينية
- حول التعديلات الدستورية المقترحة
- تعريف مبسط للعلمانية
- إغتيال معلمة في مدرسة أم المؤمنين عائشة


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إسماعيل حسني - مصر تحت الحكم الفاشي