أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إسماعيل حسني - قاض وطبيب وبلطجي














المزيد.....

قاض وطبيب وبلطجي


إسماعيل حسني

الحوار المتمدن-العدد: 3883 - 2012 / 10 / 17 - 23:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من الظواهر المثيرة للإنتباه في جماعة الإخوان المسلمين، أن اختلاف المستوى التعليمي والثقافي بين أعضاءها لا ينعكس باختلاف مماثل في إسلوب ممارسة العمل السياسي على الأرض. وهو ما ينبغي دراسته وأن تقدم فيه أكثر من ورقة بحثية.
فعندما بدأ حسن البنا دعوته في منتصف الحقبة الليبرالية حين كانت مصر تنعم بثمار حركة الإحياء والتنوير ولم يستطع أن ينفذ بأفكاره الرجعية إلى شرائح المتعلمين والمثقفين، الذين كشفوا حقيقته، وعرفوا أنه مجرد باحث عن السلطة باسم الدين، ولم يجد من يصغي إليه سوى نجار وحلاق ومكوجي وميكانيكي وجنايني وعجلاتي، وهي المجموعة التي شكلت النواة الأولى لجماعة الإخوان، لم يكن غريبا أن تتسم ممارسة الإخوان للسياسة في تلك الفترة بالتخبط واللاأخلاقية والإنتهازية، ولم يكن غريبا أن تنتهج الجماعة نهج العصابات الفاشية والإجرامية من مراوغة، وغش، وكذب، وتقية، وتكفير الخصوم، واغتيالهم، وزرع القنابل في الأماكن العامة، وإزهاق أرواح عشرات الأبرياء، حتى كان الناس يطلقون على البنا ألقاب قبيحة مثل "الشيخ الأحمر" و "حسن راسبوتين" وغيرها.
أما وقد نجحت قوة التنظيم عبر السنين في اجتذاب الباحثين عن القوة والزعامة من المتعلمين، بل ووصل التنظيم إلى حكم البلاد، فكان يفترض أن يرتقي إسلوب الجماعة في ممارسة السياسة، وأن تنزه نفسها عن ارتكاب ما يخالف القانون وقواعد الأخلاق، خاصة وأنها تدعي تمثيل دين هو في الأساس يدعو إلى مكارم الأخلاق.
إلا أن ما نراه اليوم يسير تماما في عكس هذا الإتجاه، فلا تزال الجماعة في ممارستها للعمل السياسي تستبيح كل قواعد الأخلاق والقانون، ويستوي في هذا جميع أعضاءها بصرف النظر عن درجاتهم العلمية، فإذا وضعنا إسلوب قاض وطبيب من قيادات الإخوان تحت المجهر سنرى أنه يتطابق في المضمون مع إسلوب الإخواني الأمي أو نصف المتعلم الذي يضطلع بدور البلطجي، مما يؤكد أن ارتفاع مستوى التعليم لا يقي صاحبه شر السقوط عندما يختل بداخله سلم القيم الإنسانية، ويتخلى عن المنهج العقلي في سبيل إشباع شهواته وتحقيق أهدافه.
فهل هناك فرق بين الإخواني الذي يتجمهر أمام المحاكم، ويقوم بسب وتهديد القضاة والمحامين والمدعين والإعتداء عليهم، أو يقتحم مظاهرة لتفريقها وضرب المشاركين فيها، وبين القيادي الإخواني الطبيب الذي يقود هذه المعارك من مكتبه في حزب الحرية والعدالة، ويشن حملات فاشية على الإعلاميين من أجل إرهابهم وإخراس أصواتهم، وبين القاضي الذي اشتهر بالدفاع عن استقلال القضاء فلما أتته السلطة لم يتردد في الإعتداء على القضاء، وإهانة رموزه وهيئاته.
لقد استطاع الإخوان لأسباب عديدة الوصول إلى الحكم، ولكنهم لن يستطيعوا البقاء فيه طويلا لأن العقلية الإنتهازية التي تستبيح لنفسها تحريف المقدسات الدينية لخدمة أطماعها السياسية لا تستطيع إقامة نظام يحترم القيم الإنسانية والأخلاقية التي هي عدة أي نظام وأهم مقومات بقائه.



#إسماعيل_حسني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئيس مرسي وحتمية الفشل
- الطابور الخامس
- مطلوب ألتراس سياسي
- الصراع بين الجماعة والجماعات
- أسلمة الخطاب الكنسي
- مصر تحت الحكم الفاشي
- انتفاضة 24 أغسطس
- لماذا الإخوان المسلمون ؟
- من المسئول عن مقتل الجنود المصريين في سيناء ؟
- عشرة محاذير للمرجعية الدينية
- حول التعديلات الدستورية المقترحة
- تعريف مبسط للعلمانية
- إغتيال معلمة في مدرسة أم المؤمنين عائشة


المزيد.....




- الجيش اللبناني يعلن توقيف أحد أبرز قياديي تنظيم الدولة الإسل ...
- هيا غني مع الأطفال.. تردد قناة طيور الجنة الجديد على نايل سا ...
- ألمانيا: السوري المشتبه بتنفيذه عملية الطعن بمدينة بيليفيلد ...
- المواطنون المسيحيون يؤكدون دعمهم للقيادة وللقوات المسلحة الا ...
- مفتي القاعدة السابق: هذه الرؤى جعلت بن لادن يعتقد أنه المهدي ...
- حزب الله يُصدر بيانًا حول -النصر الإلهي- للجمهورية الإسلامية ...
- بعد تفجير انتحاري داخل كنيسة بدمشق.. هل المسيحيون مهددون في ...
- -رحل صدام والجمهورية الإسلامية لا تزال موجودة-.. دبلوماسي سا ...
- السنة الهجرية: حقائق عن التقويم القمري الذي سبق الإسلام بمئت ...
- -تعازي الرئيس غير كافية-... أكبر رجل دين مسيحي في سوريا ينتق ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إسماعيل حسني - قاض وطبيب وبلطجي