أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - إسماعيل حسني - مرسي وبيريز شراكة إلى حين ميسرة














المزيد.....

مرسي وبيريز شراكة إلى حين ميسرة


إسماعيل حسني

الحوار المتمدن-العدد: 3890 - 2012 / 10 / 24 - 15:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لا يتعلم الإخوان شيئا من دروس الماضي، ويبرعون في تكرار أخطائهم، ثم يقيمون المنادب والأحزان إذا لم تحقق لهم نفس المقدمات نتائج مختلفة.
إن رسالة فضيلة الرئيس مرسي إلى الصهيوني العنصري شيمون بيريز التي امتلأت بعبارات المحبة والولاء وإن فضحت للعالم بأسره حقيقة المحور الإخواني الإسرائيلي القطري الذي يقوم بتنفيذ مقاولة إعادة ترتيب الأوضاع في منطقة الشرق لحساب الولايات المتحدة الأمريكية، والذي أشرف على وصول الإخوان إلى سدة الحكم في مصر، فإنها تعنى بالنسبة لنا أن فضيلة الشيخ الرئيس وجماعته يسيران على نفس نهج مؤسس الجماعة الشيخ حسن البنا، ذلك النهج الذي قاده إلى حتفه وألقى بالجماعة لسنوات في غياهب المحن والسجون والمعتقلات.
فنتيجة للنشأة الريفية البسيطة، والثقافة الأزهرية القروسطية المغلقة لم ير حسن البنا طريقا للإصلاح سوى الوصول إلى السلطة حيث يمكنه أن يأمر فيطاع، ولم ير في السياسة سوى لعبة لاقتناص السلطة بأي ثمن، وقصرت مداركه عن إدارك البعد التراكمي القائم على الأخلاق والمبادئ في العمل السياسي، فاحترف الإنتهازية السياسية نهجا لنشر دعوته، واتخذ من النفعية والتلون أدوات لممارسة العمل السياسي، وضرب الحائط بكل المبادئ والمثل العليا، وتصور نفسه بهذا المنهج قادر على اللعب مع الكبار، أو بالأحرى الضحك عليهم، فيدخل ناديهم ويحصل على مبتغاه ثم يخرج سالما معافيا ليقود ضدهم زحفه المقدس نحو السلطة.
اختار البنا فور انطلاقه أن ينحاز إلى القصر في مواجهة القوى الوطنية وعلى رأسها حزب الوفد، وكان لا يستحي أن يقول لأتباعه وكأنه يضع نظرية سياسية فذة "إن الوفد يأتي ويذهب، ولكن القصر باق". وكان الإنحياز إلى القصر يعني العمل والتعاون مع جميع حلفاء القصر من الإنجليز وأحزاب الأقلية مقابل ما يقدم للبنا من دعم وحماية من البوليس السياسي وإعانات حكومية وتسهيلات في إنشاء الفروع وإصدار الصحف والحصول على ورق الطباعة بالسعر الحكومي وغيرها الكثير مما اعترف به البنا صراحة ودون خجل بل بفخر شديد في مذكراته الخاصة “الدعوة والداعية”.
وقام البنا بأداء المطلوب منه بامتياز، وحصل على مستحقاته كاملة من أطراف التحالف، إلا أنه لم يستطع الخروج سالما معافيا، فقد أسقطته انتهازيته أو نصاحته الريفية الساذجة في بئر العمالة، وأصبحت الجماعة مجرد أداة في يد القصر والإنجليز، ووصل الأمر بالبنا في عدم قدرته على مخالفة أوامر الإنجليز إلى أن يركب بنفسه سيارة حكمدار العاصمة المكشوفة ويدور بها في الشوارع لتهدئة المظاهرات التي انفجرت ضد معاهدة صدقي بيفن شارحا للمتظاهرين فوائد هذه المعاهدة، التي اعتبرها الشعب خيانة عظمى، وكانت فضيحة نشرت صورها وأدت إلى إحتجاجات وانشقاقات داخل الجماعة.
واستمر البنا في نشر دعوته وتقديم خدماته لأرباب النعم إلى أن قرروا التخلص منه بقتله، لأنه تجاوز بالنظام الخاص وبما يجمعه من سلاح حد القوة التي يمكن أن يسمح بها المتبوع للتابع، فمات وحيدا لا يجد من يستجير به أو من يشفع له.
واليوم انطلاقا من نفس الخلفية الثقافية والأخلاقية التي لازالت تحكم الجماعة، ونفس النصاحة الريفية، تسير الجماعة على نهج مؤسسها في اللعب مع الكبار، فتعقد الأحلاف والصفقات مع أمريكا وإسرائيل عبر الوسيط القطري المشبوه محدثة نفسها أنها سوف تأخذ الكثير ولا تعطي إلا القليل، وأنها لن تسمح لهم باستخدامها في تحقيق مآربهم الإستعمارية، إلا أن سنن الله في الخلق، وقوانين السياسة والعلاقات الدولية لا تتغير وفق أمنيات وأحلام هذا الطرف أو ذاك، ولن تلبث الجماعة أن تجد نفسها غارقة في ذات البئر التي غرق فيها مؤسسها، إلى أن تؤدي المطلوب منها، وتحين ساعتها، قتلقى مصير كل العملاء والمأجورين عبر التاريخ.



#إسماعيل_حسني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قاض وطبيب وبلطجي
- الرئيس مرسي وحتمية الفشل
- الطابور الخامس
- مطلوب ألتراس سياسي
- الصراع بين الجماعة والجماعات
- أسلمة الخطاب الكنسي
- مصر تحت الحكم الفاشي
- انتفاضة 24 أغسطس
- لماذا الإخوان المسلمون ؟
- من المسئول عن مقتل الجنود المصريين في سيناء ؟
- عشرة محاذير للمرجعية الدينية
- حول التعديلات الدستورية المقترحة
- تعريف مبسط للعلمانية
- إغتيال معلمة في مدرسة أم المؤمنين عائشة


المزيد.....




- ثلاثة أيام بلياليها في البندقية.. احتفالات زفاف جيف بيزوس ول ...
- -أداة ابتزاز-.. البيت الأبيض يرد على تصريحات ماكرون بشأن الر ...
- حكم جديد بالسجن عامين بحق المحامية والإعلامية التونسية سنية ...
- الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل المشير الليبي خليفة ح ...
- -بوابة دمشق-.. سوريا تطلق مشروعها الإعلامي الأكبر بدعم قطري ...
- متمردو الكونغو الديمقراطية يستولون على منجم في إقليم كيفو
- ترامب يوقع أمرا تنفيذيا لإنهاء العقوبات على سوريا
- -ما وراء الخبر- يناقش مستقبل المفاوضات الإيرانية مع الغرب
- أكسيوس: أميركا تجري مباحثات تمهيدية بشأن اتفاق أمني بين سوري ...
- سجل إجرامي للمستوطنين بالضفة ضمن لعبة تبادل الأدوار


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - إسماعيل حسني - مرسي وبيريز شراكة إلى حين ميسرة