أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - المذهبيون السياسيون والقومية














المزيد.....

المذهبيون السياسيون والقومية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3945 - 2012 / 12 / 18 - 09:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يقم الإسلام على التعصب العربي وقدر العرب موضوعياً وهم القوى التحديثية الديمقراطية الجنينية التي ظهرت في ذلك الزمان الأخاذ بين الأمم الراقدة على الضيم والتخلف، كما أن الفتوحات كانت في البدء تعاوناً أممياً لإزالة الشموليات الإمبراطورية الخانقة للشعوب.
وإن قلبت هذه الأسس العادلة في السياسة إلى أنقاضها، فرأينا في الزمن الأموي إحياء البداوةِ الارستقراطية المتعاليةِ على الناس، وبدلاً من الثقافة الإنسانية التي ظهرتْ في شعر القبائل المتوحدة الطالعة من التخلف والمقيمة شعرها الجديد البطولي، صعدت ثقافة شعر النقائض وسلب الخصائص الأخلاقية للآخرين والتعصب.
القبلية الجاهلية رُكبتْ بديكورٍ ديني مختلف، توحيدي شكلي في سيطرته المركزية على القبائل وشعوب البلدان المفتوحة. فالعروبيةُ كانت هنا قبليةً، وأعلتْ مكانةَ القبائل بحسب قربها من المركز، فيما عنى ذلك اعتبار الشعوب الأخرى(عجماً). كما قال شاعرُهم: (هذا ابنُ عمي في دمشق خليفةً لو شئت ساقَكم إلى قطينا). ولم يعترض عبدالملكُ على معنى السَوق بل على لفظةِ لو شئت، فقد حولَهُ الى خادم له.
ولم يقم العصر العباسي بتغييرٍ عميقٍ للبداوة الحاكمة العروبية وقد عرف العصر ضخامةً وتتويجاً لجلب الأمم إلى الإمبراطورية بدون مزج إنساني ديمقراطي، وهذه البداوة الارستقراطية العروبية في المركز راحت تتآكل، ويغدو الخلفاء أنفسهم أبناءَ جوارٍ أجنبيات، وعلاقاتهم بالقبائل العربية ضعفت، وتنفصل الجزيرة العربية خاصةً عن عالمهم، وتنهمرُ عليهم قبائل آسيا الواسعة رديفة قبائل البربر في شمال إفريقيا، وهو أمر حوّل القراءةَ البدويةَ النصوصية المحافظة للإسلام إلى طبعةٍ عالمية، وغدت الأمم البدوية مسيطرةً كلياً على الأقسام الفلاحية والشعوب ذات الاقتصاد الزراعي.
الأمميةُ النصوصية البدوية التي تلاقت مع القراءة السنية للإسلام لم تتضمن الدلالات الديمقراطية الشعبية الإنسانية للإسلام تلك الأممية القائمة على التحالف الاجتماعي بين المالكين والمنتجين، ولهذا كانت أمميةً شكلانية وحولتها الدولُ لاستغلال الشعوب في حين كانت الجماهير الثائرة تتعاون رغم اختلاف المذاهب والأديان في حالات تفاقم العسف.
عزوبية لم تصل الى بلورة ديمقراطية أممية، والشعوب غير العربية تعود الى تاريخها وعصبيتها القديمة وتصعدها، وتحدث انقسامات عميقة في أجنةِ الأمم الإسلامية والمسيحية، وخاصة مع تعاظم الكوارث وانهيار الزراعة والري وتفاقم المجاعات والقحط وتحول طرق التجارة عن العالم العربي.
لم تستطع المذهبيات السياسية أن تعبرَ عن القوميات الجنينية التي راحت تتبلور في العصر الحديث والتي كانت تحتاج الى بلدان ذات أسواق موحّدة.
الشكلان الأساسيان للقومية المتوارية ظهرا في القَبلية والقروية، كتكوينين يعبران عما قبل الرأسمالية.
ومن هنا قامت المذاهبُ المحافظةُ الوارثة لما جرى من وعي قديم بالتعبير عن الوطنيات والقوميات داخل القبائل والقرى.
القرى الفارسية أو القبائل العربية أخذت المذهبين الشيعي والسني لتصعيد القومية كلٌ من جانبه. لهذا فإن مميزات القومية التوحيدية لن تمتزج بالتحديث الديمقراطي وحق الأمم في تقرير المصير.
ولهذا نرى صراعَ القبائل الأفغانية صراعاً قومياً يدعي الصراعَ الديني، فيما القبائل هنا عاجزةٌ عن التعبير القومي المستقل أو إنشاء منظومة ديمقراطية تحديثية.
ولهذا فإنه في حالةِ شعبٍ أغلبه عربٌ كالشعب العراقي يفقدُ وحدته بسبب صراع القوميات المتبلورة في مذاهب متصارعة.
المذهبية الشيعية منتجة عبر قرون في فارس، فهي تخترقُ القوميات، رغم جذورها القومية الفارسية غير المتبلورة لكن الموجودة بقوة في المضمون.
القوميات بحاجة الى تطورات موضوعية وثقافية ديمقراطية لتتعزز، وأهمها عدم صراعها مع الأديان، وتعاون القوميات فيما بينها.
انشقاق القومياتِ غير المكتملة ديمقراطياً والتي لم تؤسس نفسَها علمانياً ستقوم بهدم كياناتها مستقبلاً، لأن الأسسَ القومية الموضوعية لم توجد فيها. فالقومية التركية تبلعُ القوميةَ الكردية ولهذا لا تستطيع أن تبقى قوميةً حديثة، كما أن القومية الكردية في انفصالها وهي متخلفة محافظة لن تبقى موحّدةً كذلك.
قيام القوميات- الضعيفة التطور والإسلامية ديناً- بنشر الحريات والثقافة التحديثية والتعاون بينها هو السبيل لبقاء هذه الدول موحّدة أو موحّدةً على أسسٍ ديمقراطية مستقبلاً، وفصل المذهبيات المحافظة عن كيان الدول والارتقاء الى الديمقراطية الحديثة يسهم في هذا التطور.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المذهبيون السياسيون والاستبداد
- الفكرُ الغربي في حقبتهِ الحديثة
- حقبتانِ من الدين
- سلبياتُ التحديثيين والدينيين
- دعْ الإنسانَ حراً
- المنضمون إلى التقليديين
- الطائفيون والهياكلُ السياسية
- مرحلةٌ جديدةُ للريفيين
- الأساسُ الفكري للانشقاق
- الوحدة الأوروبية نموذجا للخليج
- لعبةُ الكراسي الاجتماعية
- الطليعيون والتحول إلى الطائفية
- ثقافة النهضة والتوحيد
- الأمم الكبرى الشرقية والديمقراطية
- ما هوية الأمة؟
- روسيا الاتحادية وتحولاتها السياسية (2-2)
- روسيا الاتحادية وتحولاتُها السياسية (1-2)
- تذبذبُ الإخوان
- مراعاةُ قوانين التطور التاريخية
- وجها النظام التقليدي


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - المذهبيون السياسيون والقومية