أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - همسات مقدّسة في المركز الثقافي العراقي بلندن















المزيد.....

همسات مقدّسة في المركز الثقافي العراقي بلندن


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3911 - 2012 / 11 / 14 - 01:36
المحور: الادب والفن
    


نظّم المركز الثقافي العراقي بلندن أمسية ثقافية للشاعر والروائي البريطاني من أصول عراقية محمد هادي في محاولة جدية من "المركز" لاستقطاب المواهب العراقية الشابة التي تكتب باللغة الإنكليزية بوصفها اللغة الأُم لهم، لأنهم يكتبون ويتكلمون بها بطلاقة، بينما يتعثرون حينما يتكلمون باللغة العربية ويعانون من احتباس لغوي واضح يدفعهم غالباً للاستعانة ببعض العبارات والجمل الإنكليزية التي تسعفهم في التعبير عما يجول في خلَدهم وأذهانهم.
محمد هادي شاعر وراوئي بريطاني من أصول عراقية، حاصل على شهادة البكالوريوس في الفلسفة وعلم النفس، وعلى درجة الماجستير في علم النفس أيضاً. يمزج محمد هادي بين هذه المعارف العلمية التي حصل عليها بالدراسة والأبحاث العلمية المتواصلة وبين موهبة الكتابة التي يطوِّرها يوماً بعد يوم. ومنذ ذلك الوقت أصبح محمد هادي كاتباً غزير الإنتاج حيث أنجز عدداً من الكتب والسيناريوهات السينمائية، وسوف تصدر له قريباً مختارات شعرية تحمل عنوان "همسات مقدّسة". وقد حفّزه الغزو الأميركي للعراق على كتابة روايته الأولى "الأفعى البرّاقة" التي استوحاها من الحرب الأخيرة التي شنّتها القوات الأميركية والدول المتحالفة معها على العراق. قبل اندلاع شرارة الحرب كانت "سارة" تعيش حياة هادئة وادعة، لكن كل شيئ انقلب رأساً عقب حينما اختفى ابنها، وبينما هي تفكر بالانتحار نهارا رأت عوالم غريبة في الليل، إذ شاهدت أفعى سوداء وعدتها بتقديم المساعدة، وعلى أساس هذه القناعة الجديدة تنطلق "سارة" في رحلة البحث عن ابنها المفقود الذي اختفى من دون سابق إنذار. لكن ما هو هذا الكيان الغامض، وهل ستكون "سارة" قادرة على تجاوز المخاطر الجدية التي تصادفها في هذه الرحلة التي يلفها الضباب، ويتسيّد فيها المجهول؟ هذه هي الثيمة الرئيسية التي تدور حولها رواية "الأفعى البرّاقة" للشاعر والروائي محمد هادي.
قرأ الشاعر محمد هادي ست عشرة قصيدة نذكر منها "رسالة الحكماء"، "ظل ساطع"، "تحت شجرة التوت"، "إرهاب وجودي"، " المسيح"، "إذا لم تقف"، "رجل ميتافيزيقي"، "ناسك" و "كلمات أخيرة للشاعر". يستشف السامع من هذه القصائد التي قرأها الشاعر محمد هادي بلُكنة بريطانية صرف أنه أفاد كثيراً من دراسته للفلسفة وعلم النفس، فلاغرابة أن يبني بعضاً من قصائدة بنية فلسفية تحتدم في التساؤلات الفكرية التي تقوم على ثنائية السبب والنتيجة. وربما تكون قصيدة "إرهاب وجودي" هي خير مثال لما نذهب إليه. إليك عزيزي القارئ نص ترجمتها العربية.

"إرهاب وجودي"
هاي!
أنا إرهابي.
أنا أُرهِب العقول بمنطقي
أنا أُرهب الأدب بالبلاغة
أنا أُرهِب الحرب بالسلام
أنا أُرهِب الخطأ بالصواب
أنا أُرهِب الظلام بالضياء
أنا أُرهِب الصمت بالصوت
أنا أُرهِب الغِنى بالحقيقة
أنا أُرهِب الحقيقة بخيالي
أنا أُرهِب الخيال بالطموح
أنا أُرهب الألم بالبهجة
أنا أُرهِب الجنَّة بالجحيم
أنا أُرهِب الجحيم بالرحمة
أنا أُرهِب الرحمة بالحُب. . .
لكنني لا أُرهِب الحُب
لا أُرهِب الحُب
فإذا كنتُ أنا إرهابياً، إخبِرني، مَنْ تكون أنت؟

يستمر هذا النفَس الفلسفي على الرغم من بساطه بنائه اللغوي في قصيدة "إذا لم تقف أنتَ؟" التي استوحى مناخها العام من "الأتكيت" الغربي الذي يعلّم الناس على آداب السلوك، والمعاشرة، وطريقة التواصل مع الناس بشكل مهذّب لا يجرح المشاعر الإنسانية للناس الذين تصادفهم في حياتك اليومية. لا أريد الغوض في تفاصيل قصائد الشاعر محمد هادي لأنها واضحة، لكن مُبدعها ليس شخصاً مغروراً، ولا تعاني أناه الداخلية من التضخّم كما هو دأب الكثير من الشعراء العراقيين أو العرب بدرجة أخف. وفيما يلي نص الترجمة لقصيدة "إذا لم تقف أنت"

إذا لم تقف أنتَ؟
إذا لم تقف لنفسكَ، كيف تتوقع أن تقف للآخرين؟
إذا لم تقف لنفسكَ، فكيف تتوقع أن تحظى بأي احترام للنفس؟
إذا لم تقف لنفسك، فكيف تتوقع أن تتألق؟
إذا لم تقف لنفسك، فلماذا يجب أن يحترمونكَ؟
إذا لم تقف لنفسك، فلماذا يرونَك؟
إذا لم تقف لنفسك، فكيف ستقف لهم؟
إذا لم تقف لنفسك، فكيف تستمر في الحياة؟
إذا لم تقف لنفسك، فكيف ستشعر؟
إذا لم تقف لنفسكَ، فسوف لن تنضج، ولن تعرف، ولن تعيش.

يخرج الشاعر محمد هادي من أسار الذاتية إلى الموضوعية في قصيدة "تحت شجرة التوت" وقصائد أخرى أيضاً، ويا حبذا لو يطوِّر هذا الاتجاه في تجربته الشعرية الواعدة، وعلى الرغم من بعض الشواهد المكانية مثل "الجنائن المعلّقة"و "مهد الحضارات" اللتين تحيلان إلى العراق مباشرة، وربما أزيز الرصاص، ودوي القنابل يأخذنا إلى الحروب العبثية التي دارت رحاها في العراق سواء مع بلدان الجوار أو مع القطعات الأميركية والأوروبية التي عبرت آلاف الأميال بحجة وجود أسلحة الدمار الشامل تارة أو تحت ذريعة إسقاط النظام الدكتاتوري، ونشر الديمقراطية تارة أخرى. وربما تكون اللمسة الإنسانية حاضرة بقوة في هذا النص الشعري حينما يصف شجرة التوت واقفة بين أزيز الرصاص، ودوي القنابل، ولا تستطيع أن تبارح المكان لأنها ثابتة وجذورها ضاربة في أعماق الأرض. يتكرر هذا النَفَس الموضوعي في قصائد أخرى مثل "الرجل الميتافيزيقي" التي كتبها بضمير الشخص الثالث وتناول فيها حياة طفل في الرابعة من عمره يفقد كل أفراد أسرته، ويواجه الحياة لوحده، لكن شاشة ذاكرته تظل مسكونة بالخوف والدموع. وفي واحدة من ضرباته الشعرية الجميلة يتصور الشاعر محمد هادي نفسه ذلك الطفل الذي رصد فجيعته الصادمة حينما يقول: "عندما أنظر في عينيه أرى نفسي / كان يمكن أن أكون هو نفسه لو لم أستطع الهروب"، سيموت هذا الطفل بطلق ناري حينما يبلغ الحادية والعشرين من عمره والشيئ الأخير الذي يراه هو صورة أمه والقمر المكتمل. لابد من الإشارة إلى الالتفاتة التشجيعية الكريمة من لدن الدكتور عبد الرحمن ذياب الذي اقتنى، باسم المركز طبعاً، جميع النسخ التي جلبها محمد هادي من روايته الأولى "الأفعى البرّاقة"، وهي التفاتة تستحق التقدير والإشادة لأنها تُشعِر المثقف العراقي بأن منجزه الإبداعي على قدرٍ كبير من الأهمية، ويمكن أن يكون له مردود مادي يعزّز تجاربه الإبداعية القادمة. جدير ذكره أن الآنسة إينار مالك هي التي قدّمت الشاعر والروائي محمد هادي، كما أدارت الحوار بينه وبين جمهور المركز الثقافي العراقي، هذا المركز الذي تحوّل إلى بؤرة فعّالة من الأنشطة الثقافية والفنية المتواصلة.




#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في أمسية بالمركز الثقافي العراقي بلندن (ج4)
- أمل بورتر: حينما أدخل في مناخ الكتابة الروائية أعاني، وأبكي، ...
- خالد القشطيني . . الضاحك الباكي (ج2)
- المركز الثقافي العراقي بلندن يستضيف خالد القشطيني(1)
- قراءات نقدية ل (كوميديا الحُب الإلهي)
- حرية الجسد
- نأي الرأس وغربة الجسد في مرويات تحسين كرمياني
- بحر كاظم يستنطق ذاكرة المكان وتجلياته عند سعود الناصري
- الكتابة في ظلال ملحمة كلكامش
- ترجمة النفس
- تكريم الدكتور محمد مكية في حياته (2-2)
- تكريم الدكتور محمد مكية في حياته (1-2)
- استذكار العالم عبد الجبار عبدالله (الجزء الثاني)
- استذكار العالم عبد الجبار عبدالله (الجزء الأول)
- السخرية السوداء واللغة المبطنة في روايات الداودي
- الرهان اليساري والعلماني لا يزال قائما
- التوجّهات الجديدة في الاقتصاد العراقي. . . إشكالية التنمية و ...
- دور كفاءآت المهجر في تطوير التعليم العالي في العراق
- إشكالية تطوّر العملية السياسية وتأخّر الإعمار في العراق(ج1)
- مهرجان ريندانس السينمائي الدولي يحتفي بالفكر الأميركي الثوري ...


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 158 مترجمة على قناة الفجر الجزائري ...
- وفاة الأمير والشاعر بدر بن عبدالمحسن عن عمر يناهز 75 عاماً ب ...
- “أفلام تحبس الأنفاس” الرعب والاكشن مع تردد قناة أم بي سي 2 m ...
- فنان يحول خيمة النزوح إلى مرسم
- الإعلان الأول حصري.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 159 على قصة عش ...
- أكشاك بيع الصحف زيّنت الشوارع لعقود وقد تختفي أمام الصحافة ا ...
- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - همسات مقدّسة في المركز الثقافي العراقي بلندن