أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عمار طلال - عيد الاضحى في حياة العمل استكان شاي زائدا وحلم طفولة عبرته المرحلة














المزيد.....

عيد الاضحى في حياة العمل استكان شاي زائدا وحلم طفولة عبرته المرحلة


عمار طلال

الحوار المتمدن-العدد: 3887 - 2012 / 10 / 21 - 02:44
المحور: كتابات ساخرة
    


عيد الاضحى في حياة العمل
استكان شاي زائدا وحلم طفولة عبرته المرحلة

عمار طلال
تزحم الانشغالات المتوالية، كل ذريرة وعي في يومياتي، حتى بت ماكينة زمن تدور بفعل خطم ثور لا يطال باقة الجت المعلقة امام عينيه.. مربوطة الى قرنه، يتقدم نحوها، متحملا ثقل الناعور الذي يجره، من دون ان يطال الباقة الخضراء.. وهي حلم حياته في هذه اللحظة.
دارت على قلبي الرحى.. لكأن في صمت الرحى.. كان الطريق...
لا نهاية لاحلام افلت من دون ان تتحقق، استغنينا عنها، عاجزين عن بلوغها، فارتضينا الشاغر الذي خلفته، وملأناه بكوابيس دكت الفراغ، فاقنعنا انفسنا بانها امتلاء.
ليل عمل يسلمني الى نهار من دون ان (اشبع نوم) ولا التمس عذرا لبدني في الركون الى الراحة.. تعب ذهني دائب التفكير في تصريف شؤون العمل، يتكامل مع ارهاق جسدي، جعل كل خلية في اديم جلدي تستغيث بمنكر ونكير ان يتسلما روحي من عزرائيل.. منتدب الرب في قبض الارواح من الارض الى السماء كما تعرفون.
وما فرق العطلة في زحام العمل الاعلامي الذي لا تهدأ فيه مرسلات البث عن مد المشاهدين بشلالات من حزم الضوء الكهرومغناطيسي الذي يعيد تشكيل اثيره فنانين ونساءً وساسةً ورياضيين.. يغنون ويستغفلون الشعوب و(يلعبون طوبة) ويخترقون اعراض الفقراء.
العمل الاعلامي لا عطلة فيه، ما يعني التحفز المشدود باستمرار، من دون استرخاء حتى خلال العطل الافتراضية، التي تفرق عن ايام الدوام التقليدي، بفسحة تمتد ثوان بعد الافطار، لتناول استكان شاي اضافي، اكثر من المعتاد يوميا، وهدأة استرخاء بمقدار نصف (صفنة) استيقظ منها مفزوعا على اهبة التوجه الى العمل، مرددا مع نفسي:- أخذني الوقت.
ايمانا مني بالحكمة القائلة: "الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك".
المشكلة تكمن في كوني لم اتهاون مع قدري؛ لذا لم يقطعنِ الوقت، لكنني تشظيت مثل سنح ليمونة حامضة...
ايام العطل، احاول استحضار احلام الطفولة الآفلة، التي مر العمر، ولم اعد احفل بها، ليس لانني استوفيتها، انما لأن المرحلة عبرتها، فلم تعد من حقي... او لم اعد جديرا بها... افل بريق الاحلام وتصدأ الذهب الموهوم الذي كان يحتضنها، فتخشبت مرونتها وتحولت حياتي الى محض حلم يواشك ان (يستذكرنياه) فلا افلح، بحكم حلول موعد الانتظام في سربس العمل الدوار، ما يوجب الاستعجال بارتشاف استكان الشاي الثاني، على غير العادة المتبعة في ايام.. الدوام الرسمي.. التقليدية، حين اكتفي بمقدار ما اقل من ثلث الاستكان، متجها لفورة الشغل بكل جوارحي.
اللهم اشكرك على نعمة المواظبة والعافية التي تمكن المخلصين لعملهم من المواظبة المسعورة مثل ذئب تناهشته انياب القدر؛ فلم يمت ولن يموت، لكنه ظل في سعار يلتهم الساعات ويفيض منه سعار يكفي لانجاز المهمات الواجب انجازها على سطح محيط الكرة الارضية قاطبة.
(جا غير) ثبت ان الارض ليست كروية، انما مفلطحة، ما يلزمنا بالقول:- محيط الفلطاحة الارضية.
تفلطحت احلامي ورغبتي بالاسترخاء في ارتشاف استكان شاي اضافي، وانا اجد العمل يطويني اثناء عيد الاضحى المبارك.. اعاده الله على الانسانية جمعاء بالخير واليمن والبركة.. ودعاء صميم نابع من قلب خالص للرب: ان يفرح بالعيد المسلمون وغير المسلمين.. آمين.



#عمار_طلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انصح واقبح واعظم امراة في العام
- نواب يربطون البنى التحتية بالارهاب
- السمفونية تطمئن المغتربين مفهوم شعبي للموسيقى النخبوية في ال ...
- الحروب والحصار والارهاب تغال الذائقة الغنائية في العراق
- من وحي سفر الخروج
- العراق دولة ضد شعبها
- الربيع العربي يوفر حكما ذاتيا لتنظيم القاعدة
- حسن وسوء استخدام الجزء الواحد من الجسد
- اليسو.. التأييد لا يعفينا من الهدر
- سبقت سوريا الجميع فتأخرت هذه الدورة
- براغماتية متعاشقة شعوب تطيح برؤسائها ورؤساء تطيح بشعوبها
- سآوي الى ركن شديد يعصمني
- تحييد الدين والقومية ينتشل الدستور من فشله ويحقق الرفاه الوط ...
- العراق.. حكومات متعاقبة ينصبها الاجنبي ضد مجتمعها
- آفة الرأي الهوى
- الطلقاء عائدون
- استقواء الايمان بانهيار الجسد المسيح الحي.. ما صلبوه ولكن شب ...
- خلايا تبحث عن ثغرة المالكي يعلن انتهاء المعركة ضد الارهاب
- اما التقوى او الدهاء علي يستشهد ساجدا فجر رمضان
- ستاند آب كوميديا اسلامية راقية


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عمار طلال - عيد الاضحى في حياة العمل استكان شاي زائدا وحلم طفولة عبرته المرحلة