أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - صلاح بدرالدين - العراق ولبنان ...اختبار الصدقية الدولية في القرن الجديد















المزيد.....

العراق ولبنان ...اختبار الصدقية الدولية في القرن الجديد


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 1128 - 2005 / 3 / 5 - 10:56
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


قيل الكثير وكتب أكثر ومازال بشأن المسألتين العراقية واللبنانية. وتلكاهما مترابطتان عضويا وموضوعتان على طاولة بحث المعنيين محلياً واقليمياً ودولياً بغيةالتناول بكل تشابكهما وتفرعهما وخصوصيتهما.ولكن ماهو المشترك في المسألتين؟ انها تلك الكلمة السحرية- حرية الخلاص- من الاستبداد والهيمنه والوصاية فشعوب البلدين عانت من سلطه نظام البعث الشمولي بكل ممارساته الفجة وانتهاكاته واستغلاله ونالت سوية المواعظ الديماغوجية في مقولات- الامن القومي- ومواجهة العدو الصهيوني- ووحدة – الامة- والحفاظ على عروبة البلدين- التي تواصلت سنين وعقوداً دون أساس موضوعي كما تشابهت الوسائل التسلطية في اثارة العنصرية على الاساس القومي والاعتماد على الدعوات الطائفية في مخطط تفتيت المجتمعين وتسعير الخلافات واشعال الاقتتال حسب المبدأ الاستعماري القديم- فرق تسد-.
جرى اعتماد طرق التدمير الدموي في البلدين من تفجيرات وسيارات مفخخه مستهدفة اصطياد الزعماء السياسيين والروحيين ورجال الاعلام والثقافة بهدف زرع البلبله وضرب الاستقرار وخلق الفراغ في مختلف المستويات ومن ثم ارهاب الجميع للاستسلام لقدر التسلط.
وتجلى المشترك في قيام الثنائي ( -السوري- الايراني) الرسمي بادارة العمليتين السياسية والامنية على مستوى البلدين وتقديم مايلزم من امكانيات الدولتين في خدمة المخطط المرسوم.ومقايضة البلدين بما يملكان من موارد وموقع استراتيجي في بازار المساومات الاقليمية والدولية لمصلحة النظامين وفي مجرى تقاسم النفوذ السياسي والمغانم الماليه.ودخول النظامين بين الحين والآخر في حوارات معلنه مع القوى العظمى وسرية مع اسرائيل لتهدئة الاوضاع وتطمين الاطراف المقابله على حسن النوايا وتقديم التنازلات اذا اقتضت الحاجه خاصة في مجال المعلومات الامنية وتسليم بعض العناصر –المستنفذه- واتفاقات- الامر الواقع- و- الجنتلمان -.
كمااستخدم النظامان وفي الساحتين تيارات وقوى طائفية معروفة لتخويف الخصوم واستعمالها – كمخلب قط- ضد قوى المعارضة الديموقراطية في الحالة اللبنانية واصحاب مشروع بناء العراق الجديد من قوى وفعاليات وفئات في الحالة العراقية وهناك سوابق عديدة في هذا المجال ومنها على سبيل المثال استخدام قيادة حركة- امل – في الصراع العسكري مع القوى الفدائية الفلسطينية في مخيمات لبنان وعناصر –حزب الله- لنفس المهمة وكذلك في مهام خارجية عندما اقدمت على تصفية قادة الحزب الديموقراطي الكردستاني – ايران في – برلين -، ومازالت قيادة الفصيلين في خدمة مشاريع النظامين تحت سقف – الشيعية السياسية – كمنزلة ادنى واشد ضررا على المشروع الوطني في التغيير الديموقراطي من – الاسلام السياسي الاصولي - وتسلك نهجاً يتسم بالازدواجيه والتنصل من الالتزامات الوطنية والاتعزال عن التيار الديموقراطي الجارف الذي يجمع كل المكونات رغم كل الدعوات والتكتيك الصحيح في خطاب المعارضة الموجه الى قيادة الفصيلين الممثلين لقطاعات من الطائفه الشيعيه في لبنان لاستمالتها الى الصف الوطني الديموقراطي وعدم التحول من جديد الى طابور في خدمة النظامين المستبدين .
من الملفت ان الادوات والاجهزة وحتى الجنرالات الامنييون في البلدين التي تصدرت ادارة الازمة اللبنانية منذ عقود تقوم بنفسها وبكامل- عدتها – القديمة و- خردتها- المشتركه بالاشراف على فصول –لعبتها الارهابيه- في العراق – والامر الوحيد المستجد هو افتتاح فرع لغرفة عمليات – عنجر- اللبنانية في –البوكمال- السوريه.

ماذايعني الحرب والسلام في العراق ولبنان؟
بات واضحا أن الوضع في البلدين تجاوز الطابع الداخلي ليمتد ويتوسع ويتفاعل مع المحيطين الاقليمي والدولي بكل ما يفرزان من قضايا ومؤثرات وتشابكات في المصالح والاهداف، ولم تعد شعوب العراق ولبنان ومكوناتهما معنية فقط بما يجري على الارض وماهو متوقع أن يحصل في المستقبل القريب والبعيد ولم تعد المسألة محصورة في من من الاحزاب والقوى السياسية تفوز في الانتخابات البلدية والتشريعية ومن سيشكل الحكومات أو يترأس البلاد. لقد تحول الأمر الى درجه ارقى واخطر تتعلق بمسألة الحرب والسلام ليس في البلدين فحسب بل في الشرق الاوسط الكبير، تتعلق بمصائر الشعوب والبلدان في المرحلة الجديده من تاريخ المنطقه، ترتبط مباشرة بمدى نجاح النظام العالمي الجديد في ايجاد الحلول للمسالة الوطنية وبناء الدولة الحديثة التي تجسد الاتحاد الاختياري والشراكة العادلة بين مكوناتها القومية والدينية والمذهبية هذه المسالة التي تختزل ازمة منطقتنا منذ قرن وتشكل التحدي الاكبر امام شعوبها , ومن ثم انتقاله الى طور جديد من العلاقات الدولية، وبامكانية أو استحالة تنفيذ عملية التغيير الديموقراطي وتحقيق الاصلاح السياسي وتطبيق الامن والاستقرار والانتصار في الحرب الدائرة ضد الارهاب ومن الواضح وكماهو مثبت في اجندة القوى الدولية والمحلية الفاعلة فان تحقيق هذه الخطوات الاستراتيجية مرهونة بنتائج الصراع الدائر على الساحتين العراقية واللبنانية لان كل واحدة منها تحمل نموذجاً عن واقع الصراع التاريخي في المنطقة وتلخص ما يدور بين شعوبها وطوائفها وبلدانها من مواجهات وتقاتل وتصادم تحت عناوين وفي ظل شعارات ذات الطابع القومي والطائفي ، مما الحقت بشعوبها المزيد من الاذى والاضرار وعلى حساب تقدمها الاقتصادي والاجتماعي وجعلتها أسيرة في ظل انظمة القمع ولاستبداد كما هو حاصل منذ عقود وكما نرى نتائجها المأساويه الآن .
النموذج اللبناني يفصح عن تلون في الطيف الديني والمذهبي الجميل ارتضت مكوناته العيش المشترك منذ قيام لبنان واستقلاله الناجز على اساس الميثاق والدستور والعقد المبرم بين ممثلي اطيافه المتنوعة، وقد تحول البلد بفضل ذلك الى مركز اشعاع ثقافي حضاري واصبحت الديموقراطية اللبنانية مثلا يحتذى به وصار لبنان موئلا للاحرار من مختلف اقطار المنطقة مما لم يرض ذلك الانظمة الشمولية وخاصة نظام البعث في كل من سورية والعراق ، وبدأت التناقضات والتباينات تظهر بجلاء بين نمطين ونهجين في الشرق الاوسط بين ديموقراطية التعايش السلمي بين الاديان والمذاهب في النموذج اللبناني، وبين طائفية النظام الاستبدادي والتناحر المذهبي في النموذج البعثي ( السوري- العراقي)
ومن سوء طالع شعوبنا وحركاتها الديموقراطية والتقدمية أن الصراع ظهر وبدأ بين المشروعين في اوج مراحل الحرب الباردة في القرن العشرين وراحت الأمال المعقوده على الديموقراطية اللبنانية المميزة تتهاوى تحت ضربات النظام الشمولي البعثي النقيض لخيار التعايش السلمي بين مكونات المجتمع اللبناني والذي كان مرشحاً للانتشار في المجتمعات الاخرى وفي المقدمة المجتمع السوري الذي كان كفيلاً بوضع حد للنظام الطائفي السائد فيه منذ انقلاب آذار عام /1963 .
أما النموذج العراقي السائر نحو النجاح والتجذر بعد سقوط النظام الدكتاتوري فمرشح بدوره أن يشكل سابقة وتجربة تاريخية في حل الصراع بين الاقوام وارساء أسس التعايش القومي السلمي بين المكونات العراقية المختلفة وخاصة بين قوميتي العراق الرئيسيتين العربية والكردية على اسس حق تقرير المصير والاتحاد الاختياري والشراكة العادلة والمبدا التوافقي بين الاغلبية والاقلية ، واذا كانت المسألة القومية في الشرق الاوسط الكبير مازالت دون حل ديموقراطي سلمي وكانت وما زالت مثار الازمة والاختلاف والحروب منذ الحرب العالمية الاولى وحتى الآن من فلسطين ومرورا بشمال افريقيا والسودان والقرن الافريقي وانتهاء بالدول الاربع التي يتوزع فيها الشعب الكردي وكردستان وبلدان اسيا والتي تفاقمت اكثر منذ سقوط الامبراطوريةالسوفييتية ومحاولات شعوبها في التحرر والاستقلال فان التجربة العراقية تشغل مكانة مرموقة في هذا المجال ومرشحة ايضاً أن تؤسس نموذجاً تاريخياً يحتذى به من جانب دول الجوار العراقي أولاً وتعزز من فرص تحقيق الحل السلمي للقضية الفلسطينية على اساس حق تقرير المصير التي طال ما تاجرت بها انظمة الاستبداد منذ عقود ولتمهد السبيل لتحقيق السلم الاهلي والمصالحة الوطنية والاتحاد وتفتح الطريق على مصراعية لسير العملية الديموقراطية والخلاص الى الابد من الانظمة الشمولية والشوفينية التي كانت تعيش وتسود على حساب تناحر الشعوب والقوميات . أن نجاح النموذجين يعني انتصار شعوبنا في تحقيق الخطوة الاولى من مشروعها التاريخي والانتقال الى مرحلة سلمية جديدة لا مكان فيها لنزعات التعصب القومي والمذهبي المرادفة للارهاب بل المصدرة له والالتقاء مع الارادة الدولية ما بعد مرحلة الحرب الباردة وتكريس التحالف المصلحي المشترك والمتوافق في اللحظه الراهنة والمتجلية في وحدة اهداف الشعوب والقوى الدولية السائدة حول التغيير الديموقراطي وتحقيق الاستقرار وحل القضايا العالقه عبر الحوار السلمي.
انتصار شعوب العراق ولبنان في المعركة السياسية الراهنة التي تديرها بجدارة وتقدم المزيد من التضحيات كل يوم وتتمسك بمشروعها الوطني الديموقراطي المستقل وبدعم واسناد وحماية الراي العام العالمي والقوى الكبرى المحبة للسلام تاكيد على مصداقية الارادة الدولية، ودليل على بزوغ فجر جديد في الشرق الاوسط الكبير.



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد اغتيال الحريري :هل سيستمر نظام البعث السوري كقاعدة ارهاب ...
- رئيس جمعية الصداقة الكردية العربية يزور فلسطين
- نداء عاجل الى مروان عثمان رسالتك وصلت ... وصحتك بالدنيا
- محاولة في اعادة تعريف اسس العلاقة الكردية - العربية
- يا كرد العراق حذار من التصويت بلغتكم في سورية
- العراق الجديد والتجاذب -الصفوي - الهاشمي
- نحو عام مشرق جديد
- وما دخل جماعة - بلدية باريس - بالثورة الفرنسية
- رسالة تحية وتقدير الى الهيئة المؤسسة - للتجمع العربي لمناصرة ...
- جمعية الصداقة الكردية - العربية تعقد اجتماعها العام
- -النور جفيك - يحاضر في رابطة كاوا حول العلاقات بين تركيا وال ...
- - المؤتمر القومي - الاسلامي - بين الشوفينية الشمولية ومناصرة ...
- اللائحة الكردستانية الموحدة خطوة في الاتجاه الصحيح
- وانتصر العراق الجديد في شرم الشيخ
- - عروبة العراق - = - تركية الاسكندرون - و - فارسية الاهواز - ...
- التاسيس لديموقراطية - الاغلبية - في النظام الاقليمي الجديد
- رحيل آخر عمالقة النضال التحرري العربي
- لا مستقبل - للخط الثالث - في بلادنا 2
- لا مستقبل- للخط الثالث- في بلادنا
- جولة تطبيع الحقائق الجديدة


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - صلاح بدرالدين - العراق ولبنان ...اختبار الصدقية الدولية في القرن الجديد