أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضياء عيسى العقابي - أوباما أراد علاوي رئيساً للجمهورية2/1















المزيد.....

أوباما أراد علاوي رئيساً للجمهورية2/1


محمد ضياء عيسى العقابي

الحوار المتمدن-العدد: 3862 - 2012 / 9 / 26 - 07:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشر موقع "عراق القانون" تقريراً بعنوان: " أوباما طالب طالباني بالتنازل عن الرئاسة العراقية لعلاوي". شمل التقرير تصريحات لشخصيات كردية ظهرت في صحيفتي "الشرق الأوسط" السعودية و"كردستان تربيون" الكردية الصادرة باللغة الإنكليزية. [يمكن الإطلاع على التقرير كاملاً على الرابط أدناه في (1)]
أود التعليق أدناه على ثلاث قضايا في التقريرعلماً أنني لا أدعو إلى القطيعة أو توتير العلاقات مع الولايات المتحدة بل أدعو إلى علاقات صداقة حقيقية قائمة على التكافؤ والإحترام المتبادل والمصالح المشتركة وإلا فلا لزوم لها:
1- ورد في التقرير:
"....إدارة الرئيس باراك أوباما كانت تريد أن يتولى زعيم القائمة العراقية إياد علاوي رئاسة الجمهورية للحد مما كان المسؤولون في واشنطن يعتبرونه انزلاقا مثيرا للقلق لرئيس الوزراء نوري المالكي نحو الاستبداد."

هذه لغة الحرب الباردة حيث يُقال شيء جميل والمعني أمر آخر تماماً. إذ إعتادت الولايات المتحدة والغرب، آنذاك، التشهيرَ بالحكومات الوطنية وزعمائها في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وتخويفهم وحشد التآمر عليهم عن طريق إتهام الدول والقادة بعدة تهم كان أكثرها شيوعاً تهمة الشيوعية وخدمة المخططات السوفييتية ومعاداة العالم الحر (كما فعلت مع الزعماء جمال عبد الناصر وعبد الكريم قاسم وسوكارنو ونكروما). تبدلت أوضاع العالم وتبدلت الموضة فأصبح حديث الإتهام اليوم ينصب على الديمقراطية والحريات والدكتاتورية والإستبداد والإرهاب. قسط كبير منها يستخدم في محله، وهذا أمر لا يمكن نكرانه. ولكن مازالت أساليب الحرب الباردة مستخدمة في حالات غير قليلة أيضاً. فيتم توجيه تهمة الإستبداد والمقصود أمر آخر.

الآن يتهم البعض رئيس حكومة العراق السيد نوري المالكي، بالإستبداد. لا أعير أي قدر من الأهمية لإتهام إئتلاف العراقية والحزب الديمقراطي الكردستاني فهما يقرآن مزاج أصحاب المصالح العالمية كشركات النفط وداعمي إسرائيل ثم يوفران لهم مادة لممارسة الحرب الباردة ضد معتنقي مبدأ "عقود خدمة" في بغداد بدلاً من مطلب الشركات المحبب "الشراكة في الإنتاج"؛ كما لا أعير أهمية لإتهام التيار الصدري لأن منطلقهم شخصي وإنتقامي وغير مسؤول ضد المالكي.

سألتْ فضائية الحرة، مرة، عدة وزراء من عدة كتل: هل أن رئيس الوزراء المالكي يتخذ قرارات دون الرجوع إلى مجلس الوزراء والوزراء المعنيين؟ أجمع المستجوَبون على أن القرارات تتخذ في مجلس الوزراء بالتصويت؛ علماً أن إئتلاف دولة القانون لديه عدد محدود من الوزراء بحدود الأربعة من بين ما يربو على الثلاثين وزيراً.

في الحقيقة هناك عمل كيدي نصبه إئتلاف العراقية بقيادة السيد أياد علاوي وهو التعمُّد في عدم ترشيح شخص مناسب لشغل حقيبة وزارة الدفاع. ولما أخطأ الإئتلاف ورشح السيد خالد العبيدي وجرت الموافقة عليه سرعان ما سحبوا الترشيح ورشحوا شخصاً آخر متهماً بشبهة الإرهاب ورفضوا الدكتور سعدون الدليمي رغم أنه من تنظيم الوسط المنضوي في إئتلاف العراقية.

هَدَفَ هذا الكيد إلى إظهار التحالف الوطني وبالأخص إئتلاف دولة القانون بمظهر المستأثر بالسلطة، وإظهار السيد المالكي بالمستبد الذي يسعى إلى الهيمنة على الأجهزة الأمنية ليسخرها لمصالحه الشخصية وتأسيس حكم دكتاتوري، وإظهار وضع العراق بالقلِق المقبل على حرب أهلية. كل ذلك الكيد كان يرمي إلى الضغط على الحكومة العراقية لإطالة أمد بقاء بعض القوات الأمريكية وعدم إنسحابها ربما للإنتفاع منها في يوم مشابه لما خُطط ليوم 25/2/2011 وفشل.

لكنني أعير أهمية لإتهامات الإدارة الأمريكية والصحف الأمريكية والبريطانية وغيرها، لا للتعرف على حقيقة أوضاع العراق عبرها وأنا المواطن العراقي الحريص على شعبه ووطنه الذي كادت أن تكون متابعته لأوضاعهما يوميةً ومنذ أكثر من خمسن عاماً. لكنني أعير أهمية لها وأتابعها للتعرف على ما يراد للعراق وما يُخطط له.

إن لصق تهمة الإستبداد بالسيد المالكي قد دحضه خبراء أمريكيون لا غير في فضائية الحرة (برنامج "الطبعة الأخيرة") إذ تساءلوا: "أليس المالكي مسؤولاً أمام البرلمان؟ وأليس المالكي سيواجه إنتخابات عامة؟ فكيف هو مستبد ودكتاتور، إذاً؟"
جوابي: إنها أساليب الحرب الباردة التي خبرناها جيداً، حتى ولو نسيها البعض من العراقيين.

حقيقة موقف الرئيس أوباما هو تفضيل علاوي على المالكي لرئاسة الحكومة. وقد كشف هذه الحقيقة قبل سنتين تقريباً السيد كنيث كاوتسمان، كبير الباحثين في الكونغرس الأمريكي، إذ قال في فضائية الحرة (برنامج الجهات الأربعة) "بأنني لا أتكلم بإسم البيت الأبيض ولكنني أعلم أن الرئيس أوباما يفضل علاوي على المالكي لأن علاوي ليس صديقاً لإيران".

هنا، إذاً، يتبين جذر إتهام المالكي بالإستبداد. وبتقديري، لولا الخوف من إحتمال تأجج أغلب الرأي العام العراقي المليوني والخوف من إحتمال دفع العراق بإتجاه إيران، لسمعنا إتهامات أشد وأقسى ومؤامرات يقل فيها الحذر.
منحت الوقائع اللاحقة مصداقية لقول السيد كاوتسمان إذ أصر المالكي على إستقلالية العراق ومد يد الصداقة للجميع وعدم الإنخراط في أي محور؛ بينما صرح علاوي جهاراً بأنه سيحارب إيران "سياسياً".
لذا فالمالكي مستبد وعلاوي ديمقراطي "للكَشر".

ماذا عسانا نفهم من كلام "النيويورك تايمز"، وهي تكيل ذات التهمة للمالكي، بأن صدور حكم الإعدام بحق طارق الهاشمي يفاقم الشعور الطائفي؟ هل هذا الكلام قراءة لحقيقة أم إنه تأجيج للطائفية؟ أما كانت الصحيفة ستقول "إن إظهار الحق وإصدار الحكم القضائي بشأن من خان الأمانة الوظيفية وأزهق أرواح أبرياء وزاد في وتيرة الإرهاب، ينبغي ألا يثير أي قدر من الشعور الطائفي" لو كان طارق الهاشمي ليس عراقياً ولو لم يكن يُراد للعراق الضعف والتمزق (بعد أن فشلوا في تحقيق كامل هذه المهمة وجيوشهم جاثمة على الأرض العراقية بفضل وعي الشعب العراقي وقادته المنتخبين)؟

عطفت صحيفة الغارديان المؤيدة لإسرائيل على نوري المالكي فلم تطلق قولها في 10/9/2012 بغير قيد: "سِجِلُّ إنتهاكات المالكي يتضخم بإنتظام"، لكنها عطفت عليه وقالت أيضاً: "رغم أنه ليس بقدر صدام". إنها نكتة سمجة لم يفُقْها قبحاً إلا رأي الموظف السابق لدى الإعلام السعودي واليوم نائب رئيس تحرير صحيفة "المدى" الذي كتب: " مباشرة ومن دون لفّ أو دوران أو تورية أو تعمية ومن دون تردد أقول انني أقصد هذه الحكومة بالذات .. الحكومة التي تُمسك الآن بالسلطة في عاصمتنا بغداد .. انها أسوأ حكومة في تاريخ العراق الحديث (تأسس العام 1921) .. أسوأ حتى من نظام صدام الذي كنا نعتقد انه الأسوأ والأبشع والأكثر وحشية في تاريخ العراق والمنطقة، بل العالم كله."

بالطبع، هذا الكلام صادر من السيد عدنان حسين الحانق لأن "الريح العراقية لا تجري بما تشتهي سفن السعودية و "أصدقائها زرافات ووحدانا"".
حَسٍبَ السيد عدنان حسين أن العراقيين قد نسوا صدام ونظام حكمه الطغموي(2). كيف لا يحسب ذلك وهو الذي كتب قبل عدة سنوات بأن العراقيين لا يعرفون أين تقع الأردن وأين تقع الكويت؛ أي كأنه يقول إن العراقيين "صم بكم عمي فهم لا يفقهون".
إن هذا هو البؤس والإفلاس الكبيرين.

أعود إلى بريطانيا وصحفها. ربما تنطلق المواقف البريطانية من حسابات تتعلق بتوقف الحرب الباردة وبالتالي بروز الفرصة أمامها للعودة إلى الشرق الأوسط بعد أن إحتكرته أمريكا لصالحها بعد إسقاط حكومة مصدق ثم تدبير إنقلاب 8 شباط عام 1963 الطغموي الأسود ومساعدة السادات على طمس إرث عبد الناصر الوطني وزج طغمويي العراق في حربي الخليج الأولى (ضد إيران) والثانية (إحتلال الكويت) ومن ثم إحتلال أفغانستان وأخيراً إحتلال العراق. لذا شاركت بريطانيا الولايات المتحدة في غزو العراق لأغراضهما الخاصة نجم عنه تحريره من الفاشست الطغمويين آملة في أن تستعيد موطئ قدم لها في العراق معتمدة على عملائها التقليديين الذين أسست لهم نظاما تمتعوا فيه طويلاً وتبادلوا المنافع معها وهم الطغمويون بأنواعهم الثلاث: الملكيين والقوميين والبعثيين.

قد يفسر هذا، إضافة إلى رغبة إسرائيل في أن ترى في بغداد حكومة معادية لإيران وتدخل في حرب معها حتى دون مبرر، إلحاحَ بعض الصحف كالغارديان للتحرش بالعراق.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): تمكن مراجعة التقرير كاملاً على الرابط التالي:

http://www.qanon302.net/news/news.php?action=view&id=22522

(2): للإطلاع على "النظم الطغموية حكمتْ العراق منذ تأسيسه" و "الطائفية" و "الوطنية" راجع الرابط التالي رجاءاً:

http://www.qanon302.net/news/news.php?action=view&id=14181



#محمد_ضياء_عيسى_العقابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعتراف صريح بالإصرار على إدامة الأزمة
- إذا جرى إستجواب رئيس الوزراء فماذا نتوقع؟
- هل لدى العراق حكومة ومجلس نواب أم حكومتان بدون مجلس نواب؟
- هل زُورت إنتخابات 7 آذار 2010 البرلمانية لصالح الصدريين أيضا ...
- هل الخوف من دكتاتورية قائمة أم من دكتاتورية قادمة؟
- أسئلة وملاحظات جديرة بالإهتمام أوجهها للتيار الصدري
- الكهرباء آتٍ بعد عام ولا ينتظر المهدي المنتظر!!
- تحذير شديد إلى السيد مقتدى الصدر ونواب تياره الأربعين
- مؤتمر التجمع العربي لنصرة الشعب الكردي أخفق في مسعاه
- طيارات بلا طيار للعراق موضوع خطير
- أشجع طفل في القرن العشرين!!
- إستحالة سحب الثقة أم الإنقلاب العسكري هو المانع يا صدريون؟
- إغراء التيار الصدري إلى اللعب بالنار
- ملاحظات حول تصريحات السيد مقتدى الصدر
- المتشبثون بالقشة في قضية الهاشمي
- تعقيب على مقال: -نوري المالكي وعبد الكريم قاسم بين زمنين-
- تعقيب على مقال: -تحذير: الحل الوطني أم الأقلمة والتدويل-
- القمة العربية أوجعت قلوب البعض
- المرحوم ناجي طالب يذكرنا بالطائفية
- ثانية وثالثة: أين وطنية بعض العراقيين من وطنية المصريين؟


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضياء عيسى العقابي - أوباما أراد علاوي رئيساً للجمهورية2/1