أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضياء عيسى العقابي - تعقيب على مقال: -نوري المالكي وعبد الكريم قاسم بين زمنين-















المزيد.....

تعقيب على مقال: -نوري المالكي وعبد الكريم قاسم بين زمنين-


محمد ضياء عيسى العقابي

الحوار المتمدن-العدد: 3698 - 2012 / 4 / 14 - 11:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يتشابه الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم والسيد نوري المالكي في الروح الوطنية التي يمتلكانها والحب الحقيقي للناس وخاصة الفقراء منهم.
كلاهما ناضل على طريقته الخاصة: فعبد الكريم قاسم، وهو عسكري، نظم حركة الضباط الأحرار وقادها إلى النصر صبيحة 14 تموز عام 1958. أما المالكي فقد ناضل ضمن حزب الدعوة نضالاً سياسياً مباشراً وقد فقد عدداً من أهله وذويه.
أيدت كليهما الجماهير الشعبية، بينما واجه كلاهما الطغمويين(2) الذين فقدوا سلطتهم لكنهم كانوا في موقع أقوى في عهد عبد الكريم قاسم لأنهم كانوا يحظون بدعم عقيدة الجيش العسكرية آنذاك وبدعم معظم ضباطه، بينما حُل هذا الجيش وجميع التشكيلات الأمنية والعسكرية بعد 2003 وهي خطوة لم يكن بالإمكان بناء ديمقراطية بدونها، وما كنتُ أصدق نيةَ الأمريكيين في المساعدة الجادة على تأسيس نظام ديمقراطي لولا إتخاذ تلك الخطوة الحاسمة (التي ندموا عليها لاحقاً، بتقديري، عندما أضرت بمصالحهم وسارت الأمور بما لم يشتهوه ولم يتوقعوه).
لعب الطغمويون في كلتا الحاتين نفس الدور التخريبي المتآمر المربك للأوضاع العامة لأن الديمقراطية تضر بمصالحهم الطبقية.
كان الغرب وعلى رأسه أمريكا ضد ثورة 14 تموز حتى، بدعمهم، أطاح بها مَنْ جاء بقطارهم يوم 8 شباط 1963 الأسود. بينما أطاحت أمريكا بالنظام البعثي الطغموي في 9/4/2003 لأهدافها الخاصة وإمتنع العراقيون عن الدفاع عن النظام البعثي الطغموي الذي بلغ من الجبروت، بسبب إجرامه اللامتناهي وهيمنته على أموال النفط، حتى أصبح غير قادر على الإطاحة به إلا الله أو أمريكا. لكن العراقيين بقيادة المرجعية الدينية في النجف والإئتلاف العراقي الموحد والتحالف الكردستاني جيَّروا التغيير لصالح الشعب العراقي بالتمام والكمال .
كانت دول الجوار في كلتا الحالتين ضد النظامين الجديدين. وكان الإتحاد السوفييتي والمعسكر الإشتراكي إلى جانب ثورة 14 تموز.
أهم فارق بين الشخصين هو أن نوري المالكي منتخب ديمقراطياً في إطار نظام حقق خطوات هامة على طريق الديمقراطية التي ترقى إلى المعايير الدولية وهي ديمقراطية واعدة، بينما إستند الشهيد عبد الكريم قاسم إلى ما كان يطلق عليها في تلك الحقبة ب "الشرعية الثورية" لأن النظم الدكتاتورية في العالم آنذاك لم تكن تعطي الشعوب حرية إختيار الحكام ديمقراطياً لذا كان لابد من اللجوء إلى الثورة أو الإنقلاب العسكري الذي تحول إلى ثورة في بعض الحالات.
في الحقيقة حدد الزعيم عبد الكريم قاسم تأريخاً معيناً للإنتخابات ولكن مؤامرات الطغمويين المتوالية جعلت تنفيذ ذلك في غاية الصعوبة والخطورة.
بنفس التكتيك يحاول طغمويو اليوم ، بقيادة الدكتور أياد علاوي، ومن يلف لفه، تخريبَ العملية السياسية من داخلها بعد أن فشلوا في تخريبها عبر الإرهاب الأسود.
في الوقت الذي جاء فيه النظام الديمقراطي في العراق ليبقى لأنه النظام الوحيد الملائم لحكمه بفسيفسائه وأطيافه أو مواجهة التقسيم في حالة فشله، فإن ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958، رغم أهميتها والحاجة الموضوعية لها والدعم الجماهيري الهائل بظهرها فإنها، من وجهة نظري المستندة إلى دراسة أحداث العراق منذ تأسيسه إلى يومنا هذا، كانت محكوماً عليها بالفشل والسقوط بأيدي الجيش الطغموي والطغمويين ودعم الغرب لهما بقيادة أمريكا ودعم الدول الإقليمية والمحيطة، في حين كانت الحرب الباردة ومحاربة أي نَفَسٍ وطني وديمقراطي وتقدمي على أشدها، وذلك لأن الجيش، وهو أقوى قوة منظمة ضاربة في المجتمع العراقي، كان مشبعاً بالروح الطغموية الطائفية(2) التي لم تتصدَ لها الحركة الوطنية والتقدمية منذ تأسيس الدولة العراقية في عشرينات القرن الماضي خوفاً من إستغلال التصدي من قبل البريطانيين الذين كانوا يدعمون النظام الملكي الطغموي ويتبعون سياسة "فرق تسد".
لذا ترتب على هذه الحتمية حصول إنقلاب 8 شباط 1963 الأسود وما تلاه من تداعيات في تشرين 1963 وإنقلاب البعث الثاني في تموز 1968 حتى بلغ الوضع غاية السوء والتخلف قلما وجدنا نظيراً له في العالم، فإنتهج البعث الطغموي سياسة واعية مبرمجة وممنهجة جوهرها التطهير الطائفي والعرقي والإبادة الجماعية والتهجير الجماعي الخارجي والداخلي والمقابر الجماعية والتدمير البيئي والجرائم ضد الإنسانية.
يشير السيد العبيدي إلى أن البعض يعزو نجاح الإنقلاب على ثورة 14 تموز إلى عدم تشريع دستور دائم للبلاد. لا أرى صحة في هذا التبرير. كما لا أرى صحة في تبرير آخر طرحه التقدميون، في حينه دعا إلى تطهير جهاز الدولة، وهو إجراء هام جداً ولكن البلاوي تكمن فيه. إذ أرى الآن (أتحدث كحكيم ما بعد الأحداث!) أنه لو أقدم الشهيد قاسم على هذه الخطوة الثانية، أي التطهير، وهي ممهِدة للخطوة الأولى، أي تشريع دستور دائم، لجُنَّ جنون الجيش الطغموي والطغمويين ومؤازريهم في الخارج ولعجَّلوا بالإنقلاب. إن مجرد فتح باب القبول جزئياً في الكلية العسكرية لأطياف الشعب العراقي المتنوعة وخاصة الشيعة أقام الدنيا ولم يقعدها. لم تنقطع الصحف البريطانية في حينها عن التحريض في إطار الحرب الباردة على العراق فطالما كانت تشير إلى عودة الزعيم الكردي والوطني الملا مصطفى البرزاني من منفاه في الإتحاد السوفييتي واصفة إياه بكونه "جنرالاً في الجيش الأحمر السوفييتي".
لهذا السبب نلحظ أن النواح والتباكي على الجيش السابق جارٍ لحد هذا اليوم لذرائع هزيلة. ولهذا كان الطغمويون ضد الفيدرالية والأقاليم على أمل عودة الجيش السابق في ظل نظام مركزي ليتمكن من القيام بدوره المعهود وهو الإنقلاب العسكري وإبتلاع الديمقراطية والديمقراطيين والفيدرالية. ولم يتحول الطغمويون إلى المطالبة بالأقاليم إلا بعد أن إبتعدت تماماً إمكانية القيام بإنقلاب عسكري بعد أن توزعت السلطة على 19 حكومة في العراق (= الفيدرالية+الإقليم+ 17 من مجالس إدارة المحافظات)، فراحوا ينفذون خطة السعودية التي تبدأ بمعركة الشيخ عرعور على الكوفة بعد الإنتهاء من معركة سوريا.
من هذا أصبحتُ مقتنعاً أنه لو إستمر النضال السلمي لدفع النظام الطغموي الملكي إلى تقديم تنازلات للشعب لحصل العراقيون على نتائج أفضل بكثير مما حصلوا عليها من نكبات بدءاً من 8 شباط 1963 الأسود حتى 9/4/2003 مضافاً إليها نكبات إرهاب الطغمويين الذي لاحقهم حتى يومنا هذا.
إن النظام الطغموي وبالأخص النظام البعثي الطغموي هو نظام إجرام وإنحطاط وهو المسؤول الأول عما لحق بالعراقيين والعراق من مآسٍ لا يتخيلها العقل، لكن هذا لا يعفي الضحايا من المسؤولية بقدر معين وهم الذين لم يُجروا دراسة وكشفاً جادين لحد الآن. وقد يقف هذا القصور وراء ما تبدو من ملامح لتكرار ذات الأخطاء التي كُررت لمرات ومرات وحنق الشعب عليها بمرارة وعبر عنها أبلغ تعبير في صناديق الإقتراع. وما هو إلا خداعٌ للذات وهروبٌ نحو الأمام، التعكزُ على وجود "شحن إثني وطائفي"(3) وكأنَّ الحياة تنتظرنا نقدم لها ما نشتهي من أجندات لتطرحها، نيابة عن مشتهانا، في ساحة الصراع؛ أو نفصِّل للحياة ثياباً، على مذاقنا، لترتديها رغم أنفها. أعتقد أن هذا هروب من مواجهة الواقع وهو مرض مصاب به اليسار عموماً، في الأوقات الواعدة فقط، إذ يُقرأ الطموح ويُنسى الواقع.
أتفق مع السيد وليد العبيدي بخصوص إصرار الطغمويين على إستعادة سلطتهم المفقودة. لكنني لا أتفق مع توقعه بإنضمام أي من الحزبين الكرديين الرئيسيين وكذلك السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الإسلامي الأعلى إلى الطغمويين، وإلى أبعد من المناكفة وممارسة سياسة "شفا الهاوية" التي أشرتُ إليها في مقالي المعنون "تعقيب على مقال: "تحذير الحل الوطني أو الأقلمة والتدويل""(4) وذلك لإحراز مزيد من الكسب وللسبب الذي ذكره السيد العبيدي بشأن محاولة تجاوز الضغوط الجماهيرية في كردستان بصرف أنظار الجماهير عن المشاكل الحقيقية في الإقليم كالفساد والإنتقاص من الديمقراطية وإنتهاك حقوق الإنسان وعدم تحقيق العدالة الإجتماعية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): هذا عنوان لمقال السيد وليد العبيدي الذي تمكن مراجعته على الرابط التالي:
http://www.qanon302.net/news/news.php?action=view&id=15181

(2): للإطلاع على مفاهيم "الطغمويون والنظام الطغموي" و "الطائفية" و "الوطنية" ترجى مراجعة الرابط التالي:
http://www.qanon302.net/news/news.php?action=view&id=14181


(3): طرح هذا الرأي في فضائية (الحرة – عراق) بتأريخ 14/2/2011 قائد يساري مبرراً خسارة الإنتخابات. والأكثر من هذا فقد سفه الديمقراطية العراقية وساوى بين الإنتخابات العراقية والإنتخابات في عهدي إبن علي وحسني مبارك الذي قال عنها إنها أيضاً ترتقي إلى "المعايير الدولية"!!

(4): للإطلاع على المقال ترجى مراجعة الرابط التالي:
http://www.qanon302.net/news/news.php?action=view&id=15100



#محمد_ضياء_عيسى_العقابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعقيب على مقال: -تحذير: الحل الوطني أم الأقلمة والتدويل-
- القمة العربية أوجعت قلوب البعض
- المرحوم ناجي طالب يذكرنا بالطائفية
- ثانية وثالثة: أين وطنية بعض العراقيين من وطنية المصريين؟
- الحسابات التكتيكية اللعينة
- مفاتيح فهم وترقية الوضع العراقي
- هل مشاكل العراق قليلة لتزيد فيها يا سيد مقتدى؟
- إئتلاف العراقية يطالب بإقالة وزير الكهرباء
- شهداء وجرحى ودماء: قالوا كل شيء ولم يقولوا المفيد
- من كان وراء محاولة إغتيال قائد شرطة البصرة؟
- الديماغوجيون
- ما هكذا الولاء يا دكتورة ندى
- نبوءة نوري السعيد تحققت يوم 8 شباط الأسود
- السيد طارق الهاشمي يهذي بتأثير حمّى إفتضاح أمره
- لماذا موقفا (منظمة الهيومان رايتس ووج) وصحيفة (الغارديان) غر ...
- حذارِ حذارِ من محاولات الإستهانة بمؤسسة مجلس النواب
- هم يلعبون ويخربون وأنتم إعملوا وإلعبوا لترويضهم
- إنتهى الوجود العسكري الأمريكي في العراق فما هي القصة من الأس ...
- لماذا توجد ملفات أمنية سرية غير مفعلة؟
- توقفوا عن التأجيج الطائفي يا أصحاب المشروع -الوطني-


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضياء عيسى العقابي - تعقيب على مقال: -نوري المالكي وعبد الكريم قاسم بين زمنين-