ثورات الربيع العربي ثورات أم مؤامرات!؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)

الحوار المتمدن-العدد: 3838 - 2012 / 9 / 2 - 17:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ثورات الربيع العربي ثورات أم مؤامرات!؟
- وسر التأييد الغربي والقطري لها -

لايزال الكثير من العرب يعانون من عقدتين إثنتين .. الأولى إحتقار الذات وجلدها والثانية عقدة التفسير التآمري للتاريخ والحاضر بل وحتى للمستقبل!!... فلا شك أن النظم العربية الديكتاتورية وخصوصا ً تلك التي وقعت فيها هذه الثورات هي أكبر من يصر على أن هذه الثورات إنما هي مؤامرات أجنبية ضدها (!!!) مع أن هذه النظم هي في الأصل تابعة للدول الحاكمة في العالم !!!.. وأولهم العقيد "معمر القذافي" الذي كانت علاقته بالغرب قبل وقوع ثورة 17 فبراير بــ5 دقائق مثل "السمن على العسل" وخصوصا ً مع بريطانيا وفرنسا وإيطاليا !!!..... ولكن إندلاع ثورات الشارع العربي على خلفية حرق "البوعزيزي" لنفسه إنطلاقا ً من "تونس" وهروب الطاغية "بن علي" مما شجع الشعبين المصري والليبي على تكرار التجربة ثم الشعب السوري .. هذا الوضع الجديد هو ما قلب الموازين في المنطقة ودفع الدول الغربية الكبرى للتخلي عن خدمها وأصدقائها الأقدمين (الفاشلين)!.... فهذا أصل إنطلاق شرارة هذه الثورات أم يريد أصحاب نظرية المؤامرة إقناعنا أن "البوعزيزي" أحرق نفسه بإيعاز من المخابرات الإمريكية أو الصهيونية (*)!!؟؟؟.

فهذا الموقف الغربي المساير لهذه الثورات والذي يفسره البعض على أنه دليل على "المؤامرة الدولية الغربية " إنما هو موقف مفهوم لمن يعرفون طريقة الغربيين في التعامل مع مستجدات الأحداث والطوارئ !.... فهم لا يصنعون الأحداث كلها أو حتى أغلبها ولا لهم قدرة على تشكيل العالم كما يشتهون!.. ولكنهم بلا شك يجيدون ركوب موجة الأحداث ومحاولة الإستفادة منها وتقليل ضررها على مصالحهم قدر الإمكان !.

أما موقف "قطر" المناصر لهذه الثورات فالبعض يفسره على أنه موقف ناتج عن النضوج السياسي لحكام قطر وإدراكهم أن هذه الثورات كانت محتومة لا مفر منها وأن من خير لقطر – وهي صاحبة قناة الجزيرة التي كان لها دور محوري في التحريض على التغيير – أن تركب موجة هذه التغييرات المحتومة من أجل الحصول على دور قيادي في النظام العربي الجديد - نظام ما بعد الثورات - خصوصا ً وأنها - أي قطر - من الدول المستقرة سياسيا ً وإقتصاديا ً ولا توجد فيها مبررات لثورة شعبية كثورات الربيع العربي خلال الزمن المنظور !.

إن ما جرى وما يجري في "تونس" و"مصر" و"ليبيا" و"اليمن" و"سوريا" لا شك عندي هو ثورة ... ثورة من أجل التخلص من أنظمة حكم مستبدة وفاسدة وظالمة وفاشلة .. ثورات شعبية غاضبة تمكنت القوى السياسية والحزبية التقليدية العربية أن تركب موجتها من أجل دفعها في إتجاه إقامة نظم ديموقراطية تقليدية ينتخب من خلالها الشعب قادته وحكامه ويتيح فرصة تداول السلطة بين الفرقاء السياسيين المتنافسين وفق خيار وتصويت الجمهور... والثورات الكبيرة كهذه الثورات لا تتضح نتائجها كاملة إلا بعد أن ينجلي غبار المعركة!.. وغبار المعركة لم ينجل ِ بعد ! .. وقد لا ينجلي إلا بعد جيل أو جيلين كما حدث في كافة الثورات الشعبية عبر التاريخ !.. ولكن لا شك عندي أن ما حدث إنما هو ثورات ضد الإستبداد والفساد .. ثورات من أجل العدالة والحرية وتحسين الأحوال المعيشية !.. ولكن هل ستتحقق أهداف هذه الثورات وتثمر بالخيرات وتفتح الباب أمام حصول النهضة العربية الحضارية !؟؟... هذا سؤال من المبكر الإجابة عنه !.
سليم الرقعي
(*) طبعا ً أن حادثة حرق البوعزيزي لنفسه لم تكن هي الدافع للثورة فمبررات الثورة السياسية والإقتصادية والإجتماعية كانت موجودة في واقع هذه المجتمعات كوجود الغاز المشبع في جو الغرفة فكانت حادثة "البوعزيزي" هي بمثابة "الشرارة" العرضية التي إنطلقت فأوقدت النار في هذا الغاز القابل للإشتعال فأشعلت الغرفة!.

#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات