جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3828 - 2012 / 8 / 23 - 21:24
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
توجد مستشفيات اينما وجد البشر على الاقل في المدن لاهميتها في حياة البشر و لكن طريقة النظر اليها كفكرة و تسميتها تختلف من لغة الى لغة فالفكرة العربية (مستشفى) تبدأ بمقطع (مُـ ) لربما كصفة لا اسم من الثلاثي (شفى) اي تصف الفكرة عملية الشفاء و هذه فكرة ايجابية تركز على الانسان وشفائه من الامراض و ربما ترتبط هذه الفكرة بالعقلية العربية تجاه المريض و الدعاء له بالشفاء: سلامتك يا حبيبي - الله يبعد عنك الشر و كل مكروه و تتعالى الامنيات و الصلوات (بالهنى و الشفى) بمجرد تناولك الطعام لاغير. لاحظ ايضا ان عبارة (طبيب) على وزن (فعيل) كانت صفة لشخص يشفي الناس بينما الحكيم على وزن (فعيل) ايضا يركز على الحكمة.
بينما الفكرة الالمانية Krankenhaus (بيت المرضى) حرفيا سلبية بالمقارنة اوعلى الاقل تركز على مكان للمرضى دون اي اهتمام بالشفاء من الامرض تماما مثل الكردية (خسته خانه) من (خسته) بمعنى (مريض) او (تعبان في الفارسية) و كلمة (خانة) بيت اي (بيت المرضى و التعبانين) و الفارسية نفسها لاتختلف عن الكردية بعبارة (بيمارستان) اي (مكان المرضى) او (مريضخانه) من العربية (مريض) و (خانه) بيت.
قصة الانجليزية hospital مع المستشفى فريدة من نوعها لانها تصف المستشفى ببيت الضيوف. انطلقت هذه الفكرة من اللاتينية عبر الفرنسية من host اي المضيف و كمضاف hospitis اي بيت خيري لضيافة الفقراء و المعوزيين تطور الى (بيت للمرضى) لاول مرة كما نجده ابتداء من اربعينيات القرن السادس عشر لان المستشفيات اينما كانت هي مؤسسات عصرية نسبيا تطورت مع تطور الطب و الصيدلة. تطورت وظيفة المستشفى في الانجليزية من دار للصدقة و الحج او دار ضيافة الغريب و لاتزال كلمة hospitality تشير الى الكرم الضيافة.
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟