أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهند صلاحات - أتى عيد العشاق... سيدتي















المزيد.....

أتى عيد العشاق... سيدتي


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 1111 - 2005 / 2 / 16 - 10:40
المحور: الادب والفن
    


أتى عيد العشاق... سيدتي
فلا تساليني لماذا تغيب !

( قبل أن أبدأ : لقد أعلنت في بيان سابق وعني شخصياً أني لن أشارك المجانين والعشاق والباحثين عن يوم للعشق، أني لم و لن أشارك أحداً في هذا اليوم, ومع أن هذا اليوم قد آتي ... فأني أعد العدة للرحيل عن العالم فقط في هذا اليوم .. وسأعود عندما ينتهي مع المغيب )

لم أكن معك في هذا اليوم، على الرغم أني معك في كل يوم وأعيش معك اللحظة تلو اللحظة وإن كنا بعيدين، لكن وبهذا اليوم فقط أعلن إتحادي مع الأشجار التي لم تحدد بيوم لحظة للعشق، وإن كان لها موسم مستقل للموت والعشق والوقوف في حضرة الذين يغتالون أنفسهم إحتجاجاً، أو يموتون سدى بسبب موقف سياسي أو إجتماعي، أو ربما موقف شخصي.

لقد بقيت في هذا اليوم بعيداً عن كل شيئ حتى الهاتف والتلفاز والمذياع، وحتى الشوارع المليئة بالذاهبين لشراء حذاء جديد أو هدية أو خبزاً أو نبيذاً أو ربما يبحثون عن عمل كي لا يظلوا في صفوف العاطلين عن الإنجاز الحقيقي.

إستقبلت اليوم بالنوم طويلاً، ونمت رغم رغبتي الحمقاء بالإستفاقة كي أراك وأحادثك ككل يوم ...
أكتب لك خطابا شخصياً ... أبعث لك بزهرة، لكني للأسف رغم عشقي للورد الأحمر أعلن مقاطعتي له في هذا اليوم الأحمر ... هل هو يوم شيوعي ؟
أنا أرى العالم يتلون بالأحمر لكن ليس فكراً ولا تضامناً مع الدم المنساب شلال في الطرف الأخر من العالم حيث لا يجد فيه العالم وقتاً للنوم كي يجدوا وقتا للعشق السهل وشراء الورد الأحمر..
لم تنتهي القصة ... لكنها بدأت الأن ...

أنا مستعد أن أنتمي للذين حددوا يوماً للموت الجماعي كإنتحار الحيتان الجماعي، لكني لن أنتمي لمن يعلنون يوماً للعشق الجماعي، لأن العشق توحد في الذات وهو ملك شخصي غير قابل للتأميم، ولا يدخل ضمن القانون الدولي ولا الإتفاقيات الدولية.
أنا أعترف أن العشاق في الأرض قد تحدوا كالثوار إرادة الأمم المتحدة، والقوانين والأعراف الدولية وجعلوا عشقهم يجتاز الحدود دون جواز سفر في يوم واحد .
لكني أعرف ايضاً أن الثوار قادرين على تحطيم الحدود وصنع الثورات الجماعية دون حاجة للإستناد للقانون الدولي الذي يكتبه الأقوى ومن لا يعرف العشق أبداً ولا يؤمن إلا برأس المال موعدا لقتل الجميع.

لا تستغربي بأني أعيد صياغة بياني السابق, وأني أكرر عليك كلماتي في هذا اليوم من شهر شباط المتكرر وهو يأتي كل عام و يهرب دون أن أقول للجميع شيئاً كعادتي أو أقول لك...

تدعين أنك تفهميني تماماً، وأنك قادرة على إستيعاب ضجري وصمتي وغضبي ولعبي لكنك لا تفهمين أني لست كباقي الناس حتى في عشقي الجديد المتجدد فيك. .. فلماذا لم تقرأي فيّ هذا القرار الفردي.

لم تستغربي من قبل كتابتي كلمات قبل أن يأتي موعد المدعو عيد العشاق الذي يرتكب في لحظة عودته ملايين الجرائم بحق قصة عشقنا.... ولكنك اليوم تستغربين خطابي بعودته .

( قلت مسبقاً : أنا لست بحاجة ليوم يذكرني فيك, كما ليس الجلاد بحاجة لميعاد ليمنع الماء والكهرباء عن زنزانة ذلك الفدائي الذي إعتقل على إثر محاولة لم يكن لها موعد ولا ذكرى تاريخية كعيد العشاق لتنفيذ عمليته البطولية

المهم أنني أذكرك, وهذا يعد سبباً كافياً لان أكتب لك في كل لحظة دون حاجة لعيد عشاق .... وسبب كافي لأقدم المدعو عيد العشاق لمحكمة التاريخ بتهمة حجز الحرية للعشاق وتحديد رحلة عشقهم... والاستنابة عنهم في تحديد موقف يقفون فيه في شهر شباط ) .

ما النتيجة التي أنتظرها لكي يأتي هذا اليوم ؟ وما الذي يمكن أن يضيفه يوم لا يسمعنا حين يأتي ولا يستمع لأنين عاشق لم يمنحه العالم فرصة كافية لأن يشتري وردة لأن ثمن الوردة لم يكن كافيا حتى لأن يشتري فيه الدواء لنفسه أو لأمه المريضة.

لم يمنح هذا اليوم فرصة للعامل الذي يعجز من أن يطالب صاحب العمل بيوم أجازة كي يرى حبيبته لذلك ظلّ مؤمناً بأن عيد العشاق لديه هو نهاية كل أسبوع يراها فيه ويحتفلان بطقوس غير مرئية وغير معد لها من قبل ... فهو أيضا يشتري لها ورداً أحمر مثل البقية، أو مثلكم أنتم ... لكنه لم يحدد موعداً.

هل للعشق مواسم كهجرة الطيور ؟؟ أو هل للعشق يوم كتفتح الزهور ؟؟ أو هل للعشق ساعة بدء مثل الثورة ؟

ما أعرفه أن العشق متجدد مثل هجرة الطيور، لكنه بذات الوقت ليس له موعد محدد بالساعة، فهو مثل الفيضان الجارف من لم يهرب منه لا بد أن يتحد كقطرات الندى فيه، ومن لم يتحد فيه ينجرف ميتاً فلا يعد لمكانه ذكرى.

وما أعرفه أيضا أن العشق يلزمه زهور متفتحه لذلك يمكن أن نربط مواعيد لقاء العشاق بفصل الربيع، لكن التكنولوجيا تأبى أن تحافظ حتى على تقاليدنا العشقية ومواعيدنا العشقية فتدخلت دون أن نطلب منها لتنتج لنا زهوراً قابلة للتفتح على مدار السنة, وفي كل الأوقات , وفي كل الأماكن، حتى صا ر بوسع العاشق أن يهدي معشوقته زهرة نيسان في شهر كانون الثاني في موسكو التي تكتسي بيضاء في هذا الشهر فتمنع الزهور من أن تتفتح.

أما عن الثورة والثوار فالثوار ايضاً عشاق لكن من نوع أخر يصعب تصوره لمن لم يكن من قبل ثائراً لذلك لن أطالبك بفهم فسيولوجية الثوار المستقلة عن البشرية، فهم كالخيل المجنونة يخترعون دوماً طريقة لعشقهم ، وطريقة لموتهم.

حاولي سيدتي ملئ فراغك اليومي في هذا اليوم غير كل الناس لكن بطريقة عادية جداً، إمسحي النوافذ المتسخة من الغبار ووقوف الحمام،
علقي بعض الزهور العادية جداً في زواياً غرفتك، إخرجي لشراء الخبز، تنقلي في الأسواق وإختاري فستاناً أو حذاءاً جديدا لكن لا تشتريه حتى يكن بإمكانك ذلك.
أعيدي صياغة بعض كلماتك التي كتبتيها لي من قبل.
أعيدي قراءة كتاب قرأتيه من قبل، أو إقرأي كتاباً جديداً لماركيز أو إبن رشد، الغزالي، إبن عربي، لوممبا، أو شيئ أخر إستعصى عليك فهمه وعدت إلى لشرحه لك.
إقرأي أدب ساخر لمارك توين، أو مجلة نسائية، أو مجلة ثقافية.
ما رأيك بشرب فنجان من القهوة على صوت فيروز، أو ربما مشاهدة فلم على التلفاز.
لكن لا تقفي كطفلة في يوم العيد.

هذا المدعو عيد العشاق : يحاول إيقاف السنة والثواني والأيام في هذا الرابع عشر من شباط المجنون....
إني اكرر ما قد ورد في بياني السابق الصادر عن أمانتي العامة من كراهيتي لعيد العشاق، لأني في لحظات أتخيل نفسي فيه قطاً أهلياً يحتفل في هذا اليوم وهذا الشهر فقط .... وأنساك بقية السنة كمخبر يبحث عن جريمة أخرى يرتكبها بحق براءة الأشياء البسيطة والإنسان الذي يحاول التعبير عن وجهة نظره ....

سيقولون عني مجنوناً بلا موعد وهذا ما يفرحني تماماً لأن المجنون بنظرهم فقد ما يمكن أن يحاسب عليه، فكما تقول القاعدة ( إذا أخذ ما وهب أسقط ما وجب ) لكني أرى المجنون شيئاً أخر غيرهم، فالمجنون ملك ما لا يوهب فوجب عليه ما لم يوجب على غيره.

أحس في كل لحظة أني إقترفتك عامداً متعمداً بكل عنفواني الصباحي والمسائي.... أقترفك عمداً بدون ميعاد أو استئذان فكيف تطلبين مني أن يكون للتهاني لك مني موعد محدد باليوم ؟...

أدمنتك كقهوتي التي ليس لها موعد محدد....
ولم أكن إشتراكياً في عشقي لك ... فلما تطلبين مني اليوم أن أشارك الجميع حبي لك ؟
ألم أقل لك من قبل : أني أحدد الأشياء في كل ركن وزاوية من وقت لأبحث عنك،, ففيروز التي تصاحب الصباح دوما أحددها بالفجر وطلوع الشمس , أحيانا تعلن تمردها في الشتاء فترتبط مع ظهور قطرات المطر ....

فإن لم أجدك في الزوايا هل هذا موعد لإختفائك من الذاكرة ؟
لا أعلم ولكن ما أعلمه فقط أن إختفائك من زوايا المكان لا يعني أني فقدتك من زوايا المشاعر .

أدمنك مثل القلم الذي يصاحبني في جيبي أينما أذهب حتى دون أن يكون أداة للكتابة... ربما يكون لي فيه مأرب أخرى...

إن حبي ليس بحاجة لشباط كي أقّبلك وكي أقبلك حبيبة.... وأمسك يدك.... وأطير معك في الحلم مثل الحمام المسافر على النوافذ .....
لست بحاجة لشباط لاقول لك أحبك..... فالحب مثل القمح نحتاجه في كل لحظة لنتم به وجبتنا الحياتية التي نحيا بها .... وماء الأيام الذي يملأ العطش ... سوى عطشى الحرية فلا يرويهم كل أبار ماء الحياة التي شربها الناس والتي بقيت في جوف الأرض ... والتي تملأ أباريق الفخار....

والحب كالواجب اليومي لطفل يعده كي لا يلقى عقاب مدرّسه .... وإني أعشقك في ذات اللحظة كي لا ألقى عقاب الأيام على لحظة مرت دون أن تكونين فيها شريكة أفكاري وأحلامي التي أمارسها في النوم واليقظة....

وأعي تماما أن إدمان البعض لعيد العشاق كي يهدي لمن يحبه وردة حمراء جعل منهم كمن يقدم التحية العسكرية للجندي المجهول في ذكرى الهزيمة ......
وأنا أكره الهزيمة.... و أكره أن تلك الأيام المحسوبة في تاريخ , فاصل زمني , أو فاصل عشقي كي أحبك بلا كلمات وأقلام .....

حين تصبحين واجبي اليومي
لا أكون بحاجة لأن أحتفل فيك بيوم يشترك فيه جميع المجانين ...
لذلك حددت لك لحظة البداية حين أحببتك ومن خلالها لا أحدد موعداً للنهاية .

كوني كالطلقة حين تدخل أيامي، فربما تقتل وربما تصيب وتسبب ندبة لا يمكن أن تنسى .
كوني الفجر الذي لا لم يستطع بشراً منعه من أن أن يستفيق.
كوني غروباً ولا تكوني شمساً تغرب ... لأن الغروب هو الذي يحدد موعد غياب الشمس .
كوني كل شيىء لكن لي وحدي فقط ..
كوني واجبي اليومي وكفى ...

15/2/2005



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تحولت السلطة الفلسطينية إلى مركز أمني جديد في المنطقة الع ...
- محاكمة الذات بالمعايير المبدأية
- لا بد أن يسقط القمر
- وصايا الشهداء
- شعارات / قصة قصيرة
- قررت الزواج ببحر غزة
- الخطأ في شمولية الحكم على الفكرة / ردا على مقالة محمد الموجي ...
- محاولة لترجمة النهى في ليلة راس السنة
- من يحسن قراءة الوطن على أعتاب السنة الجديدة ؟
- المُخٌلِّص
- التكفير سلاح الجاهل ... ردا على الأستاذ محمد الموجي حول كفر ...
- علمانية الفرد العربي ... الحقيقة المرفوضة
- الأندلس الجديدة ... والطاغوت على أبواب المدينة
- لماذا أبو مازن مرشح الإجماع الفتحاوي
- الحوار المتمدن ... ويكفي أن نقول هو المكان السليم للحوار الم ...
- ذاكرة الزمن المستعار 1
- الجريمة ... حين تحاول أن تكون ثقافة لشعب مقاوم ...
- نبوءات الشهداء
- أنفلونزا
- الإيدز ... والحاكم العربي


المزيد.....




- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهند صلاحات - أتى عيد العشاق... سيدتي