أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند صلاحات - الأندلس الجديدة ... والطاغوت على أبواب المدينة















المزيد.....

الأندلس الجديدة ... والطاغوت على أبواب المدينة


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 1051 - 2004 / 12 / 18 - 12:24
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الأندلس التي شكلت شاهدا على عراقة الدولة الأموية العربية في أوروبا بعد أن فقدها العرب أعطت أكبر الأمثلة على السقوط العربي واتجاهه نحو الهاوية, فمنذ أن هزم العرب في الأندلس لم ينتصروا بعدها.
الأندلس هي أخر معاقل العرب ورمز قوتهم, رمز للقوة الحضارية لا القوة القمعية.

سقوط الأندلس أو كما يمكن لمن يقرأ تاريخ الأندلس أن يتخيل هذا السقوط في الهاوية بأنه مسرحية أسدل الستار عنها بكلمات الوعظ, ألقت خطبتها الأخيرة امرأة ظهرت في زمن عز فيه الرجال.

أم عبد الله الصغير تولت إلقاء الخطاب التاريخي في إسدال الستار على الأندلس قائلة لإبنها أبو عبد الله الصغير أخر ملوك الأندلس العرب : ابكِ مثل النساء ملكاً لم تحافظ عليه مثل الرجال.

ما أشبه الأمس في اليوم, حين تسقط عاصمة الدولة العباسية بنفس المشهد الدرامي الذي سقطت فيه عاصمة الدولة الأموية.
بغداد عاصمة الرشيد تسقط خلال ساعتين في حين أن نصف ميناء في أم قصر قاوم لمدة ستة أيام.

هذا الانحراف للأسفل في ميزان القوة العربية لدليل على أننا نعاني من ندرة في الرجولة العربية, وأن من استكان وأوكل أمره لخائن أو ساقط أو زنديق جبان, فلا بد أن ينتظر مشهداً دراميا كهذا في سقوط المدينة.

كم مثالاً لأبي عبد الله الصغير نملك اليوم ؟؟
أظن أننا تحولنا جميعا رجال العرب إلى أبو عبد الله الصغير الذي ضحى بتاريخ عريق لرجال الأندلس وسلم مفاتيح المدينة ومضى بعيداً ليلاً كي لا يراه الناس ويعايروه بسوءته .

من كبل الليل العربي على أعتاب التاريخ ومنع الطيور من أن تطير, وحبس الشعور من أن يتدفق في دم الشعوب سيحاكم يوما محكمة عادلة أمام الشعوب, محكمة لا تدير فصول جلساتها أمريكا وإنما الشعوب, سيحاكم الدم الجلاد يوماً بعد أن تستعيد المدينة عافيتها التي فقدتها.

عذرية المدينة تنتهك والعرب يستمعون خلف الأبواب للصرخات, ومظفر العراقي ينادي الرجال في زمن لم يبق فيه رجال.

سقطت عاصمة الرشيد, عاصمة الخلافة العباسية والحضارة العربية والتي سبقتها حضارات وضعت شواهد بارزة للعالم, فحضارة ما بين النهرين التي امتدت أكثر من عشرة آلاف عام لا يمكن أن يتم تسليمها لعدد من زعران المدينة السكارى في حاراتها يغتصبون نسائها ويرقصون في ملاهيها الليلة باسم جيش القدس أو فدائيي القائد.
لم يعرف التاريخ يوما سكارى كانوا محررون, ولم يذكر التاريخ يوما أن أرضاًً ارتوت بالعرق الأبيض بدلاً من الدم,من استعان بالعرق كيف يقاوم أكثر من يوم.

لماذا يستغرب البعض سقوط بغداد خلال ساعتين وكل من كان ينتظره الغزاة في المدينة سكيرا عربيدا وزيرا امتلك شهوة القتل في شعبه قبل أن يفكر في مقاومة محتل.

بغداد سقطت ... وسقط معها أخر ما ملك العرب من كبرياء, لكن هل كان هذا السقوط متوقعاً, وهل حقيقة من راهن على صمود طروادي لبغداد كان محقاً ؟؟

لا أعتقد فالغزاة الذين جاءوا على ظهر حاملة طائرات كانوا على علم مسبق بأنهم سيقابلون سكارى في شوارع المدينة, لم يحملوا السلاح يوما إلا في وجوه بعضهم وشعبهم, ومن قبل ذلك اقتتلوا بسيوف السنة والشيعة, فكان لدى الغزاة إيمان مطلق بإمكانية سقوط المدينة خلال ساعات.

الحصون, والمتاريس كانت عاجزة عن إخفاء العجز في تلك الساعات والأيام التي شهدت حرق أجساد عربية وكردية في ذات المكان, لقد كان الغزاة موقنون أن قطز قد مات, وان هولاكو لا تزال روحه ترفرف فوق المدينة فجاءوا من بلد ابنة مائتي عام يبحثون عن عراقة التاريخ بين النهرين.

لم يكن سقوط بغداد خلال ساعتين هو سقوط للمدينة أو كسر للحصون أو الكبرياء, كان سقوط التاريخ على بوابات المدينة مغشيا عليه من هول التخاذل والتناذل البعثي فيه.

من إستبدل الرشيد بعبد السلام عارف كان قد إستبدل كرامته بخفي حُنين, فمن يستبدل الخليفة بعبد لا بد له أن ينتظر الوعد, بالهزيمة إن جد الجد.

لقد جاء الغزاة على بغداد وهم على دراية بأنها خالية من الرجال, فعلى مدى أكثر من أربعين عاماً من الإعدامات الجماعية لرجالها وحرق المقاتلين فيها وقطع الأذان وتعليق الرؤوس على أبوابها, لم يبق في بغداد رجل إلا وقد هرب إلى إيران وسوريا حيث عذب أيضا في سجون الشاه.
هرب رجال المدينة من قمع الطاغوت البعثي فيها الذي جاء به الطاغوت الأمريكي الأب ليجلس على صدور الشعب.

بعد سقوط المدينة أختلف الجميع في تقرير المصير, هل نبكي الطاغوت , أم هل نقاتل الطاغوت الأب, أم هل ننتخب طاغوتاً أخر عبر صناديق الاقتراع ونسميه مجلس حكم العراق ؟؟

الشعب حائرا وبنفس الوقت ثائر فقد مضى زمن تعليق الرؤوس من قِبل الأزياء الوطنية التي اختفى خلفها الطاغوت البعثي أثناء حكم العراق, وجاء اليوم طاغوت العالم الأكبر (أمريكا) لتحكم العراق عبر علاوي والجلبي وغيره من مرتزقة النفط العربي.

جاء طاعون العالم يغزوها ويحرق كل أخضر فيها, يحرق حتى الطواغيت الصغيرة وتماثيلها تهوي ليرتفع علم أمريكا بدلا من علم الخلافة في بغداد.

لقد إستسلمنا جميعا لراية الريح التي تعوي على أبواب التاريخ باكية على مجد كان هنا قبل سنوات يرفع العالم نحو الأعلى, يزين العالم في مكتبة بغداد.

هوت بغداد سريعا وهوى الكبرياء في الوحل سريعا... لقد سلم أبو عبد الله البعثي المدينة كاملة واختفى كالجرذ الحقير في جحر أسود مثل تاريخه الأسود.

كيف نراهن اليوم على عودة المدينة وقد صعدت جرذان أخرى وشكلت مجلسا لحكم المدينة ؟؟

جرذ يجوب العالم في الدقيقة ألف مرة يسمى علاوي, وجرذ أخر يصرح بإسم وزير الخارجية, وجرذ يحاول إخفاء ذيله الأمريكي خلف أبار النفط المحترقة يسمى وزير النفط.

الجرذان تخطب بالشعب وتبشر بعصر جديد من الديمقراطية الأمريكية, والذباب والصراصير تصفق لها, وبقايا الطاغوت الأول لا يزالوا يحلمون بعودة الطاغوت ويصرون على أنه ما يزال رئيسا وديكتاتورا يحكم البلاد, فعجب ألم يشاهد هؤلاء البقايا جرذهم يخرج من ماسورة النفايات بلحية سوداء ؟؟؟

على ضفاف الفرات الأخرى هنالك رجال يقاتلون عن شرف المدينة, رجال صدقوا العهد والوعد بعودة المدينة لما كانت عليه قبل مئات السنين منارة للعلم والثورة والحرية والعز والكبرياء, والكلاب تعوي عليهم من كل ناحية, وجرذان أخرى تسرق ثمرة عملهم وتجيرها لنفسها عبر بيانات البعث الطاغوت .

العراق يقاوم والكلاب تعوي من خلفه, وجرذان في كل الدول العربية تبكي الطاغوت الأكبر, وصراصير أخرى تستنجد بالطاغوت الأب وتسميه المحرر.

أندلس أخرى تسقط.
في التجربة الأولى من السقوط كنا قد فقدنا آخر مقومات النصر
في التجربة الأخرى وبغداد الأخيرة فقدنا أخر مقومات الكبرياء

بغداد خيمتنا الأخيرة ... بغداد أندلسنا الأسيرة ... بغداد سر الغموض في أغنيتنا الكبيرة



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا أبو مازن مرشح الإجماع الفتحاوي
- الحوار المتمدن ... ويكفي أن نقول هو المكان السليم للحوار الم ...
- ذاكرة الزمن المستعار 1
- الجريمة ... حين تحاول أن تكون ثقافة لشعب مقاوم ...
- نبوءات الشهداء
- أنفلونزا
- الإيدز ... والحاكم العربي
- صدام حسين .. رجل المهمات الصعبة في صياغة المشروع الأمريكي ال ...
- انقلاب الموازيين ... جامعة النجاح في نابلس مثالا
- الأنثى والبليد
- عمل المرأة بين الرأي والواقع المفروض
- منظمة التحرير والغوص في وحل أوسلو
- الأرملة الشقراء ... وأرامل الشهداء
- القدس ... بين التدويل والادعاءات الإسرائيلية ومعضة الإنتخابا ...
- حول مشروع الشرق الأوسط والإستراتيجية الأمريكية
- أحمق ... وأحلام صغيرة
- ردا على مقالة المنظر الأمريكي شاكر النابلسي (3000 توقيع على ...
- الأحزاب العربية بين الواقعية والخيالية الغريبة
- قراءة في المشروع الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط (وسياستها في ...
- ختان الإناث ... بين العلم والدين القانون


المزيد.....




- فعل فاضح لطباخ بأطباق الطعام يثير صدمة بأمريكا.. وهاتفه يكشف ...
- كلفته 35 مليار دولار.. حاكم دبي يكشف عن تصميم مبنى المسافرين ...
- السعودية.. 6 وزراء عرب يبحثون في الرياض -الحرب الإسرائيلية ف ...
- هل يهدد حراك الجامعات الأمريكية علاقات إسرائيل مع واشنطن في ...
- السودان يدعو مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة الاثنين لبحث -عدوان ...
- شاهد: قصف روسي لميكولايف بطائرات مسيرة يُلحق أضرارا بفندقين ...
- عباس: أخشى أن تتجه إسرائيل بعد غزة إلى الضفة الغربية لترحيل ...
- بيسكوف: الذعر ينتاب الجيش الأوكراني وعلينا المواصلة بنفس الو ...
- تركيا.. إصابة شخص بشجار مسلح في مركز تجاري
- وزير الخارجية البحريني يزور دمشق اليوم للمرة الأولى منذ اندل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند صلاحات - الأندلس الجديدة ... والطاغوت على أبواب المدينة