أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - لن يَشْمَلَ إسرائيل ب -شمشونيته-!














المزيد.....

لن يَشْمَلَ إسرائيل ب -شمشونيته-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3802 - 2012 / 7 / 28 - 18:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هل يُفاجئنا نظام حكم بشار الأسد، فيّضْرِب إسرائيل ضربة عسكرية قوية بصواريخ أرض ـ أرض، وبما يملك من أسلحة كيميائية وبيولوجية، عَمَلاً بحكمة وبطولة اليأس والقنوط "أنتَ إنْ ضَرَبْتَها مُتْ، وإنْ لم تَضْرِبَها مُتْ، فافْعَلْها (أيْ أضْرِبها) ومُتْ"؟
وإنَّني لأسمع الآن مناوئي نظام حكم بشار (الذين يَعْرفونه حقَّ المعرفة) يقولون مُعْتَرِضين "يا له من سؤالٍ ساذج وغبي"؛ وكأنَّ تجرُّؤه على الإتيان بهذا العمل، ولو كانت أيامه معدودة، هو "مستحيل رابع"، يُضاف إلى "المستحيلات الثلاثة" الشهيرة عند العرب.
إنَّ الإجابة هي "كلاَّ، لن يفعلها، ولو تأكَّد لديه، وثَبُت، أنَّ بقاءه أصبح، لجهة القول به، "وَهْماً خالصاً"؛ لكن أليس بالأمر الجدير بالاهتمام والتفكير أنْ يكون إتيانه بهذا العمل ضرباً من المستحيل؟!
دَعُوني ألغي عقلي، وأقول، من ثمَّ، بصدق "روايته"، ووجاهة "تفسيره وتعليله"؛ فإنَّ أعداء نظام الحكم السوري، أيْ أعداء سورية، أيْ القوى الدولية والإقليمية (والعربية) التي تناصبها العداء لكونها العدو العربي القومي الأوَّل لإسرائيل، هم الذين يتآمرون عليها، ويكيدون لها؛ وهذا إنَّما يُمْلي عليَّ ألاَّ أبرِّئ ساحة إسرائيل، وأنْ أُعاملها، من ثمَّ، على أنَّها "رأس الأفعى"، والقائد (الخفي)" لهذه "المؤامرة"؛ فهل من مؤيِّدٍ لنظام حكم بشار يمكن أنْ يعارِض ويُخالِف هذا الذي قُلْت؟!
أَظُن أنْ لا معارِض، ولا مُخالِف، وإلاَّ تداعى وتَهافت منطق "الرواية"، وذهب قولهم بوجاهة "التفسير والتعليل".
ولو وَجَد نظام حكم بشار نفسه مُضطَّراً إلى "الشمشونية"، مُكْرَهاً عليها، عند تأكُّده أنَّ سقوطه غداً أمراً محتوماً، فَلِمَ لا تكون إسرائيل ("رأس الأفعى"، و"القائد (الخفي)" لـ "المؤامرة") ضحيةً من ضحاياه؟!
لو فعلها، لاحتسبناه (مع ضحيته السُّورية) شهيداً عند الله، ولَغَفَرْنا له بعضاً من ذنوبه، ولقُلْنا، على سبيل تعزية أنفسنا، إنَّ دمار سورية لم يأتِ كله من بشار الأسد؛ لأنَّ إسرائيل كانت لها مساهمة كبرى في هذا الدمار، بعد، وبسب، ضَرْب "شمشون السوري" لها بمئات من صواريخ أرض ـ أرض، وبما يملك من أسلحة كيميائية وبيولوجية؛ وأحسبُ أنْ ليس من المنطق في شيء أنْ يُقال (في وقت يبدي نظام حكم بشار إصراراً على البقاء ولو من طريق عدم الإبقاء على سورية) ينبغي له ألاَّ يفعلها (ضَرْب إسرائيل) حتى يكفي بلاده شرَّ الانتقام الإسرائيلي!
والشعب السوري، على ما أَزْعُم، يُفضِّل أنْ يأتيه الموت والدمار (إذا لم يكن منهما بُدُّ) من إسرائيل (التي ضربها نظام الحكم السوري، فانتقمت) على أنْ يأتياه من حُكَّامه أبناء جلدته؛ لكن ما نَفْع هذا إذا ما كان نظام حكم بشار يَفْهَم "رأس الحكمة" على أنَّها "مخافة إسرائيل"، مسترخِصاً عواقب جنونه ضدَّ شعبه!
وعملاً بـ "المنطق التبريري"، يمكن أنْ يقول المحامون عن نظام حكم بشار إنَّه الآن يخوض حرباً ضدَّ إسرائيل في داخل سورية؛ ويكفي أنْ ينتصر فيها حتى تُهْزَم إسرائيل؛ وتوصُّلاً إلى هذا "الانتصار" يَسْتَقْدِم الجنود والدبابات والعتاد من جبهة الجولان السوري المحتل (إسرائيلياً) إلى الداخل السوري؛ مع أنَّ عملاً كهذا (نقل الدبابات من الجولان إلى دمشق وغيرها من المدن والمناطق السورية) هو في حدِّ ذاته رسالة إلى إسرائيل يُعْلِمها فيها أنَّه قد أعاد تعريف "العدو"!
وعملاً بـ "المنطق التعليلي والتفسيري" الذي يؤيِّده "الواقع"، أقول إنَّ نظام حكم بشار قد خاض، ويخوض، الصراع (ضدَّ شعبه الثائر عليه) بما يجعله يتمخَّض عن نتائج يكفي أنْ تُمْعِن إسرائيل فيها النَّظر (على ما يتوقَّع ويأمل) حتى يستبد بها الشعور بالخوف من عواقب سقوطه، وحتى تَقْتَنِع (على ما يتوقَّع ويأمل أيضاً) بضرورة وأهمية أنْ تسعى بما يدرأ عنه خطر السقوط.
وأقول، أيضاً، إنَّه لن يَضْرِب إسرائيل؛ لخشيته أنْ يأتي انتقامها العسكري بما يُضْعِف القوى التي يثق بها، ويعتمد عليها، في صراعه من أجل البقاء؛ ولإدراكه أنَّ ضربه لإسرائيل لن يتمخَّض عنه إلاَّ ما يجعل استمراره في البقاء من طريق الحرب الأهلية، وعواقبها، من الصعوبة بمكان؛ فالحرب الأهلية التي تنزل نيرانها على إسرائيل برداً وسلاماً، ولا تأتي على نزر من أخضرها ويابسها، هي (على ما يَعْتَقِد) طريقه إلى النجاة والبقاء!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- والَّذين هُمْ باللَّغْوِ مُشْتَغِلون!
- نظام الحُكْم الكيميائي!
- هذا الخلل في -طريقة التفكير-!
- كيف نفهم الموقف السعودي من الثورة السورية؟
- -الولاء اليساري- للحُكْم السوري!
- قُطِعَت -الرَّقَبَة-.. وبَقِيَ -الرأس-!
- حديث -المؤامرة-!
- في -البيروقراطية-!
- .. وبينهما أمورٌ مُشْتَبِهات!
- -وابشَّاراه-!
- مصر.. أهي -ولاية الفقيه الدستوري-؟!
- بشار الذي يحبه شعبه!
- نتحاوَر وكأنَّ الرُّعونة حوار!
- عندما تُنْذِر -الغارديان- ب -أُفول- الديمقراطية في بريطانيا!
- عرفات قُتِلَ ب -الشَّارونيوم-!
- -أُمَّهات الحقائق- في الصِّراع السوري!
- مِنْ -سجين طرَّة- إلى -سجين طنطاوي-!
- مرسي الذي أصبح للثورة مرساةً!
- لا شرعية في مصر تَعْلو -الشرعية الثورية-!
- حتى يكون مرسي مرساةً للثورة!


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - لن يَشْمَلَ إسرائيل ب -شمشونيته-!