أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - وما من طاعة للظالمين















المزيد.....

وما من طاعة للظالمين


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3718 - 2012 / 5 / 5 - 17:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وما من طاعة للظالمين
تميم منصور

من أركان صلاة الجمعة وعلى مر العصور الإسلامية أنه كان دائما لهذه الخطبة أصولها وقواعدها وأدبياتها وآدابها ونهجها، إنها إبداع ومركب عناصره الدين والفقه الصحيح المستمد من الواقع واللغة وبلاغتها والفكر المتنور والعلم الذي يبدد كل دياجير الجهل والظلمات، الخطبة عامل أخلاقي موجه الى المستمعين لها ومدرسة ثقافية اجتماعية اسبوعية يتخرج منها المصلون ، إذًا من واجب الإمام أو الخطيب الذي يلقي هذه الخطبة أن يعبر عن نبض الجمهور الذي يستمع إليه، لأن هذا الخطيب ليس ملكا لإرادته ورأيه فقط، بل هو ملك الناس والموقف الإجتماعي والديني على المنبر، هو حامل الرسالة الأخلاقية والقناة التي ستوصل الأفكار الى قناعات الناس. من واجبه أن يأخذ بعين الإعتبار إرادة ورغبات ومواقف وأخلاقيات الآخرين الذين يجلسون أمامه، خاصة ان هؤلاء يمثلون قطاعات مختلفة من المجتمع، يلخصون حالة المجتمع بكافة مشاكله ورؤياه الاجتماعية وأطيافه السياسية.
غالبية روّاد المساجد اليوم من أجيال الشباب المنفتح على الاعلام السريع، بفضل الفضائيات والانترنيت وباقي النوافذ المفتوحة على الثقافة الحياتية اليومية، حتى لو كانوا يحاولون الابتعاد عنها، هناك ثقافة الاقتحام التي وجدنا انفسنا داخلها رغما عن أنفسنا، اذًا يجب التوجه لهذه الأجيال بصورة حضارية عصرية شفافة ومرنة وليس بأساليب اعتباطية تتخللها مفردات واصطلاحات غريبة خشنة وغليظة مأخوذة من قواميس اللغة المخبأة في أنفاق الزمن عدا أنها مغايرة ولا تنسجم مع روح العصر. هناك صور عدة للأئمة وخطبهم، هناك من يحول خطبته الى مهرجان شعري وقصصي، خاصة وان غالبية الاشعار والقصائد التي تذكر ركيكة ومن الصعب تفسيرها وتحليلها، أما عن القصص والأمثلة فحدث ولا حرج، قصص خرافية وأمثلة لا يصدقها العقل، كيف يمكن أن يكون موقف هؤلاء الشباب والاكاديميين حين يصر أحد الأئمة على نشر الخرافات القاتلة والساذجة.
حضرت إحدى خطب يوم الجمعة وأراد الأمام أن يثبت بأن الحجر يتكلم ويصرخ ويبكي، لم يوقفه أحد رغم علمنا جميعا أن الأمام يهذي، وكانت تعليقاتنا فقط عند خروجنا من المسجد. عندما يصعد بعض هؤلاء الأئمة فوق المنابر يعتقدون أن من حقهم قول كل شيء يخطر على بالهم، لأنهم يؤمنون بأن هذه المنابر قلاع خاصة لهم وقاعة للقضاء ومحاسبة من يريد، وهناك من جعلها مركزا لصراع القوى السياسية. ادخال الدين الى عالم السياسة مسألة فيها وجهات نظر عديدة، هناك من يقول الدين ثابت والسياسة متحركة، والثابت والمتحرك لا يلتقيان، وهناك من يقول "لا" على الدين الدخول في حرب السياسة والسياسيين لأن الدين لا ينفصل عن الواقع وعليه أن يلتحم مع الواقع، وقد انتهت تلك الفترة التي كان الدين بعيدا عن الساحات والميادين المؤثرة في حياة الشعوب، وهو الآن يخوض حرب الوجود والمصالح والرؤيا السياسية مثله مثل باقي الأحزاب الموجودة على الساحة.
المشكلة الكبرى التي تواجه الإمام في خطبته هي حين يحاول فرض رأي حزبه أو حركته من فوق منابر المساجد، وأمام جمهور تتفاوت أفكاره في شتى المجالات، خاصة السياسية والاجتماعية. من قال إن من حق الخطيب استغلال المنبر وقدسية المسجد كي يقوم بتجريح الأطر السياسية الأخرى سواءً أطر قومية أو شيوعية أو اسلامية غير تابعة لحركته!! من قال من حق الخطيب ان يقبل الفتاوى ويرددها ويحاول غرسها اسبوعيا في عقول ومخيلة المصلين، مع العلم أن بعض هذه الفتاوى مريض ومشوّه وقد صدرت من علماء مشبوهين يتسترون بفتاواهم على قوى الظلم والفساد خاصة في المغرب ودول الخليج والسعودية، ان هؤلاء تحولوا الى علماء البترول والترف في دول يعاني سكانها من الجهل والفقر والكبت والزنازين والقمع، يغطون على ملوك وشيوخ غارقين حتى النخاع في الفساد المالي والجنسي والمجون والترف وعدم المصداقية وبعثرة الاموال عبر شراء عقارات وبنايات وقصور في الغرب وفتح فضائيات يشهد العالم العربي على قدرتها في بث السموم الفكرية عن طريق المسلسلات والافلام التي تدمر عقلية الشباب، عدا عن التواطؤ مع الدول الغربية ضد مصلحة العرب والمسلمين. لقد تحول هؤلاء الأئمة الى جزء من هذه الأنظمة، دخلوا في ميادين نفاقها وتدميرها وقهرها، أخذوا مع العلماء ومن ورائهم الزعانف من الأئمة يضربون بسيوفهم وفتاواهم الخارجة عن الدين كل من يحاول التصدي والاعتراض، أشعلوا الفتن والنزاعات والحروب الطائفية لتبرير تدخل الدول الاجنبية عمّقوا جروح الانشقاق والانقسامات.
الضحك يعود للشركة الاجنبية
من بين رؤوس الفتن التي زرعها هؤلاء في السنوات الاخيرة وفي مقدمتهم علماء الدين المدسوسون افتعال الخلاف بين السنة والشيعة ومحاولة تصدير ما يسمى بحضارة الخليج الى المجتمعات العربية وشراء اسواق لهذه الحضارة الوهمية بواسطة الاموال، مع انه معروف أن حضارتهم مهمشة بدون أصالة، مبنية على قصص مبعثرة هامشية وتراث هش.. ومع العلم ان لا قاعدة صناعية او قوة انتاجية لديهم هم فقط قوة استهلاكية مزينة بفوقية واصابع ذهبية مرفهة، ان أصغر دولة تملك اليوم القدرة على الانتاج والتصدير، لكن المملكة السعودية بنفطها وثرائها ومن لف لفها من دول الخليج الثري أيضا لم يستطيعوا حتى اليوم صنع سيارة عربية، من المضحك يخرجون عبر الفضائيات باعلانات مدججة بالوجوه السعودية والخليجية الضاحكة وهي تفتح وتغلق وتقود السيارة الفخمة، لكن هذا الضحك يعود للشركة الاجنبية التي استطاعت استغلال ذلك الغني لمصلحتها، حتى سجاجيد الصلاة والمسابح والدشاديش والكوفيات اقمشتها اجنبية، لم نسمع علماء الدين والأئمة وهم يدينون هؤلاء المترفين وهم يغرقون بالفضائح في ملاهي لندن وباريس ونيويورك وغيرها. لقد استغلت امريكا ايضا هؤلاء عن طريق حثهم في المضي في اشعال الفتن والنعرات الطائفية وتجرأت على التدخل في المناهج الدينية، ونعرف كيف كان تواطؤ الأزهر الشريف مع نظام مبارك العميل في تغير المناهج الدينية والتاريخية التي تدين اسرائيل وامريكا، وينطبق ايضا على دول الخليج التي ختفت فيها مسألة الكراهية لليهود والغرب. الآن بعد ان دمروا العراق التي تحولت الى اشلاء لن تقوم لها قائمة الا بعد سنوات طويلة، يدسون بفتواهم ونعراتهم الطائفية والاقليمية قلب المقاومة وضرب رؤوس الممانعة ايران وسوريا، ازدادت وتيرة الفتن بعد ان عجزت هذه القوى عن ضرب المقاومة اللبنانية بواسطة اسرائيل، لأنهم كانوا ولا زالوا على يقين بأن التخلص من المقاومة اللبنانية يخدم الأمن القومي الاسرائيلي، كما يعيد الحياة الى القوى الامبريالية والرجعية والعربية والصهيونية المتمثلة بما يسمى بقوى 14 آذار بقيادة الحريري وجعجع. لم يجدوا افضل من بعض علماء الدين لحمل رسالتها في اثارة الفتن الطائفية خاصة بين السنة والشيعة وبين الليبراليين والقوى والعناصر المتزمّتة والسلفية، هذا ما فعلته بريطانيا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر والنصف الاول من القرن العشرين بعد ان اتهمت قوى اسلامية بقيادة الحركات التي هبت لمقاومة وجودها الاستعماري في شرق آسيا والشرق الاوسط، استخدمت استراتيجية سياسة مبنية على ضرب الاسلام بالاسلام فسخرت لتحقيق هذه الغاية الآلاف من رجال الدين المسلمين، علماء وأئمة تعاونوا مع الاستخبارات البريطانية، وكما نعلم ايضا ان المخابرات الاسرائيلية قد دربت يهودًا قادمين من الدول العربية على الدين الاسلامي ونشرتهم في القرى والمدن القرى العربية لاثارة الزعزعة وعدم الثقة فانشغل المواطنون في صراعات داخلية بدلا من انشغالهم في اوضاعهم. السيناريو يتكرر أمامنا يوميا، يخرج من الفضائيات والخطب، لدرجة الذهول، لم نعد نعرف الحقيقة، غابت الحقائق في جيوب المطامع والمصالح، فصورة النائب في مجلس الشعب المصري من قبل الاخوان المسلمين الذي وقف واعتذر للمملكة السعودية عن تصرف بعض الشباب المصري أمام السفارة السعودية في القاهرة، مع العلم ان السعودية بعد ان فتح ملف العمالة المصرية يشير الى اهانة الشعب المصري عن طريق الكفيل السعودي الذي يتحكم بالوافد المصري بعائلته لدرجة قتله وسجنه وجلده، عدا عن القوانين المجحفة اللاانسانية التي تفرض عليهم دون ان يجد هؤلاء المصريون من يدافع عنهم، والآن بعد الثورة فتحوا صفحات الكشف، ليتبين ان النظام المباركي قد رماهم في جحيم العمل، وقد اعترفوا بشعار مبارك – العيش قبل الكرامة – هو النائب الاخواني يقف ويتغزل بالملك السعودي ويقدم آيات اعتذاره.



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمر بن اليعزر مرشح الرئاسة في مصر
- تركيا متعددة الوجوه والأقنعة
- القضاء على القضاء في مصر
- وفد إسرائيل العربي في الدوحة
- الرقص فوق جثث الأطفال
- قطار الربيع العربي خرج عن مساره
- نبيل العربي يصر على البقاء في بيت الطاعة الأمريكي
- غيمة في صيف صهيوني حارق
- سوريا الصخرة التي سوف تسد بوابة الانهيار العربي
- الرأس رأس نتنياهو والأيادي أيادي المستوطنين
- فتاوى في بورصة قطر
- عش عرباً ترى عجباً
- ما وراء انتصار الاسلام السياسي في مصر
- من أعماق ذاكرة الحكم العسكري
- إذا ما ابتعكر ما ابتصفى
- حمار الجامعة العربية
- حكايات بلوم ( من الذاكرة الفلسطينية )
- لا يهزم أمريكا سوى أمريكا
- حتى أنتِ يا بوسنة؟؟؟
- من حق اوباما دعم اسرائيل ... !!


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - وما من طاعة للظالمين